الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

السـيـطـرة والـخـضـوع في العقلية العراقية

علي تركي نافل

جامعة القادسية

لدى الفرد العراقي خوف من الحرية وميل قوي للخضوع من جديد لأشخاص أو مؤسسات

يرى عالم النفس والفيلسوف الاجتماعي (إريك فروم)،أن الانسان القديم حين امتلك الوعي بذاته،وبدأ ابتعاده عن الطبيعة،حاول في الوقت ذاته إيجاد وشائج تعيد ارتباطه بها،فعمد الى الانتماء لمجموعات تربطها أساطير وطقوس وعبادات لأشياء أو ظواهر في الطبيعة،كالشمس والقمر والنار والبرق.أما في المجتمعات المعاصرة،فإن علاقة الانتماء توجهت الى الأفراد والمؤسسات الاجتماعية بوصفها بديلاً نفسياً للعلاقة بالطبيعة.وهنا نشأ نوعان من سبل الارتباط بالعالم: سبل بنـّاءة،وأخرى هدّامة. يتمثل الحل البنّاء بالعلاقة التلقائية بين الإنسان والعالم الخارجي دون أن تـُستأصل فرديته،إذ يندفع للتعبير الأصيل عن قدراته العقلية والعاطفية والحسية،من خلال الحب والعمل،فينجح في الاتحاد مرة أخرى مع الطبيعة ونفسه دون أن يتنازل عن استقلاله وتكامله.أما الحل الهدّام فيتحدد إما بـ(الخضوع) للآخرين أو (السيطرة) عليهم،وكلا الأسلوبين،من وجهة نظر فروم،هو حل نكوصي (هروبي) لمشكلة الشعور بالعزلة،يتميز بطابعه القسري الاضطراري، كما يتميز ايضاً بالتنازل التام بشكل او بآخر عن الفردية وتكامل النفس.

الهروب من الحرية

إن بعض ميكانزمات الهروب هذه تتخذ دلالات حضارية،ويعد فهمها مقدمة ضرورية للتحليل السيكولوجي للظواهر الاجتماعية.ومن هذه الميكانزمات: ((الهروب من الحرية))،وهو الميل الى التخلي عن استقلال النفس الفردية،ودمج النفس في شخص آخر خارجها للحصول على القوة التي تنقصها.أما أشد الأشكال المميزة لهذا الميكانزم فنجدها في الرغبة في الخضوع والهيمنة؛أو بتعبير أفضل،في الرغبات الماسوشية والسادية الموجودة بدرجات متفاوتة في الأشخاص الاسوياء والعصابيين على السواء.

ويتمثل نمط الخضوع  بالشخص الماسوشي الذي لا يشعر بأنه حي إلا عن طريق الخضوع الى الآخرين.فهو شخص يميل الى عبادة الآخرين،إتكالي،لديه حاجة قوية لأن يعتمد على شخص أو مؤسسة،ولديه رغبة قوية في أن يخضع لقوى قد تتمثل بفرد أو جماعة.إنه يبخس نفسه دائماً ويكون شعاره (أنت كل شيء وأنا لا شيء).والحاجة النفسية التي يحققها الماسوشي من وراء ذلك هي شعوره بالأمان.وحين يقع الألم عليه من الآخرين فإن هذا يخفف من إحساسه بالعزلة والوحدة.ويعتقد فروم أن الإنسان يمكن أن يخضع ماسوشياً الى القدر والمرض وتعاطي المخدرات.أما نمط السيطرة فيتمثل بالسادية،إذ يستطيع الشخص السادي أن يتغلب على مشاعر العزلة عن طريق السيطرة على الآخرين واذلالهم،ويكون شعاره (أنا كل شيء وأنت لا شيء)،وهو يعمد الى جعل الآخرين معتمدين عليه كلياً، ويجعل من نفسه سلطة مطلقة عليهم. وقد يذهب الى أبعد من إصدار الأوامر إلى الآخرين،وذلك بأن يسلبهم ممتلكاتهم أو مواهبهم العقلية والعاطفية.وتصل قمة السادية الى الرغبة العارمة لدى السادي في أن يرى الناس يتعذبون جسمياً أو عقلياً أو انفعالياً،وأن يشعر بأنه هو سبب هذه المعاناة.وفي المقابل نجد أن قمة الماسوشية تحدث عندما يجد الماسوشي نفسه يتعذب،وأن يشعر أن الآخر هو سبب هذه المعاناة.

الماسوشية والسادية ومجتمع السادة والعبيد

طيلة أكثر من ثلاثة عقود،كان المجتمع العراقي ماسوشياً،والنظام السياسي السابق سادياً، صحيح أن هناك نسبة من العراقيين لم تدخل في هذا المحور (السادية - الماسوشية) إلا أن النسبة الأكبر دخلت قسراً ضمنه.إننا لا نريد ان نناقش ما كان،بل نريد ان نناقش ما هو كائن الآن. لقد تخلصنا من النظام السابق بكل ما فيه من ظلم ودكتاتورية وفاشية،ولكن دعونا ننظر الى ما تركه لنا: مجتمعاً ينظر للحياة بالشكل الآتي : إما أن تكون سيداً أو عبداً،أو حسب ما طرحه فروم: إما أن تكون ماسوشياً أو سادياً،بمعنى خاضعاً أو مسيطراً.ولسنا هنا معنيين بتصنيف الناس إلى أصناف،ولكن شعورنا بالخطر يحتم علينا ان ننبه ونحذر.فلو أن كل فئة من فئات مجتمعنا (الشعبية منها أو الرسمية) نظرت الى الأمور بهذه الصيغة،أي بمعيار السادة والعبيد، أو الخضوع والسيطرة،وسعت فعلياً للاستحواذ على الموقع الذي تعتقد أنها ستمارس من خلاله السيطرة والسيادة على الآخرين،عند ذاك سنكون حقاً وجهاً لوجه أمام كابوس الاقتتال الداخلي.وإن حصل ذلك (لا سمح الله) فسيهلك الحرث والزرع،ونخسر العراق ونخسر انفسنا.وفي درجة أخف من هذا يمكن أن يحدث غياب للديمقراطية،لأن أفكار الناس عندما تكون بهذا الاتجاه،فلا معنى للحديث عن أي ديمقراطية،لا على المدى القريب ولا على الافق البعيد.إن الحياة السياسية في العالم الديمقراطي ليس فيها سادة وعبيد،فكل الناس سواسية أمام القانون،وكل الناس يشاركون في الحكم بشكل او بآخر.ولذلك فإن أفضل ما يجب أن نوضحه للناس بهذا الصدد،هو ماذا تعني الديمقراطية بدقة؟وماذا تعني سيادة دولة القانون؟وكيف تمارس منظمات المجتمع المدني دورها الرقابي في المجتمع؟إن أغلب الناس لا يفهمون هذه المصطلحات فهماً حقيقياً،لذلك فهم يلجؤون الى الحس المشترك ليستنتجوا بعض القناعات غير الدقيقة.

إن جزءاً كبيراً من المجتمع العراقي، عاش طيلة ثلاثة عقود،وهو يدرك أنه هو موضوع الاضطهاد ومادته،ومع ذلك ظل ماسوشياً طيلة هذه الفترة! فهل نتوقع أن يرمي أغلاله ويسعى للحرية فجأة؟ إنه حقاً يخاف الحرية،لذلك فإن لديه ميلاً قوياً للخضوع الى الآخرين.إنه - كما أسلفنا - اتكالي،ولديه حاجة قوية إلى أن يعتمد على شخص أو مؤسسة،وأن يبخس نفسه دائماً.والحاجة النفسية التي يحققها من وراء خضوعه هي شعوره بالأمان،وحين يقع الألم عليه من الآخرين فإن هذا يخفف من احساسه بالعزلة والوحدة.وهذا ما نراه اليوم لدى الفرد العراقي من ميل قوي للخضوع من جديد لأشخاص أو مجموعات أو فئات ذات صبغات عرقية أو طائفية.وليس هذا إلا بسبب خوفه من الحرية ورغبته في رمي مسؤولية النفس على رموز خارجية.

وبالمقابل كان هناك جزء سادي من المجتمع،يتمثل في شريحة كبيرة من أعوان النظام السابق،مارست ساديتها طيلة تلك المرحلة.فكيف نتوقع أن تنظر هذه الشريحة الآن للحياة الجديدة؟إنها بالتأكيد تتبنى منظورها السابق: (السادة والعبيد) أو (السيطرة والخضوع).وهي بالتأكيد لا تريد أن تتخلى عن الدور السادي وصورة السيد الذي يعذب عبيده، لا سيما أنها لا تزال تتمتع بنفوذها الاقتصادي والاجتماعي القوي في الكثير من أروقة الدولة والمجتمع، ما يجعلها عنصراً أساسياً في إدامة قطبية (سادي - ماسوشي) في السلوك الاجتماعي والسياسي للعراقيين.

ويتعقد الوضع أكثر في المجتمع العراقي عندما نتذكر أن هناك جماعات رفضت أن تكون ماسوشية أو سادية،ونأت بنفسها بعيداً عن الواقع العراقي المؤلم، فكونت لها أحزاباً وحركات في الخارج عرفت بأحزاب المعارضة العراقية.بعبارة أخرى إنها تمردت على النظام وعلى محور الماسوشية السادية،وظلت (حيادية) في وظيفتها السيكولوجية الجمعية.

فأي لعبة جهنمية ستتم بين أركان هذا الثالوث: (الماسوشية - السادية - الحيادية)؟هل هي لعبة تبادل الأدوار أم صراع الأدوار؟أم سينفض كل منهم دوره القديم ليمد يده ويتصافح مع الآخرين ويتعاون معهم من أجل العراق الديمقراطي الجديد،ومن أجل إرساء أسس دولة القانون والمؤسسات؟!


العلاج النفسي  بين الدين وعلم النفس

(2-2)

سلمان عبد الواحد كيوش

جامعة بغداد

في الاسبوع الماضي،وفي الجزء الأول من هذا التحقيق تعرفنا على المنظور الديني للعلاج النفسي.كان ذلك الشق الأول من مهمتي.ولكي تكتمل الصورة،توجهت الى الأستاذ الدكتور (قاسم حسين صالح) رئيس الجمعية النفسية العراقية،وسألته:

*هل تعد عملية الإيمان بالتأثيرات الناتجة عن الجن وما يمكنهم فعله بالإنسان من الناحية النفسية نكوصاً علمياً؟وهل أن الإيمان والتصديق بالنظريات العلاجية التقليدية في علم النفس يتقاطع ويمنع الإيمان بغيرها؟

- نحن الاختصاصيين في الصحة النفسية نصنف الاضطرابات النفسية الى صنفين: العصاب  Neurosis والذهان Psychosis .الأول يعني كل سلوك حياتي يعوزه التكيف واللاواقعية في تقييم المحيط وتجنب مواجهة الضغوط والمشكلات وايجاد الحلول لها،وتضم مجموعة كبيرة من الاضطرابات،من بينها: القلق، والرهاب، والوسواس القهري، والاكتئاب، والفزع، وغيرها.فيما يعني الصنف الثاني كل اضطراب عقلي حاد يفقد فيه الفرد صلته بالواقع مثل اضطراب الفصام (الشيزوفرينيا).والفرق الرئيس بين هذين النوعين هو أن ادراك الذهاني للواقع الذي يعيش فيه يكون مشوهاً بدرجة كبيرة، وقد يفقد اتصاله بالواقع.أما العصابي،فإنه يبقى على اتصال بالواقع على الرغم من أنه يشعر بالضعف والعجز وسوء التوافق مع نفسه والآخرين.فضلاًَ عن أن الذهاني يكون تفكيره مضطرباً وسلوكه شاذاً وعلاقاته الاجتماعية تكاد تكون معدومة.ونحن لا نتداول مفردة (الجنون) Insanity لأنها مصطلح قانوني أو شرعي وليس نفسياً يوصف صاحبه بأنه غير مسؤول عن أفعاله الخاصة بما فيها السلوك الإجرامي،بل نتداول مصطلح ((اضطراب عقلي)) Mental Disorder بدلاً عنه.

إن أسباب الجنون في المعتقدات الشعبية تعزى الى (الجن)،فيما نبتعد نحن عن ذلك،وننظر الى الشيزوفرينيا على أنها اضطراب عقلي تعود أسبابه اما الى (جينة وراثية) أو الى ضغوط أسرية واقتصادية واجتماعية وسياسية حادة،أوالى استعداد تكويني تقدح زناده ضغوط البيئة.

في اعتقادي،إن عزو ما يصيب الإنسان من اضطرابات عقلية حادة الى الجن لا يعود لأسباب دينية،إنما الى معتقدات شعبية ترسخت في اللاشعور الجمعي للناس عبر آلاف السنين.فالبابليون مثلاً،كانوا ينظرون الى الإنسان الشاذ في سلوكه على أنه مبتلى بعفريت،وكانوا يعتقدون أن الإنسان الممسوس هو شخص آثم،وأن علاجه يتطلب اكتشاف الإثم.فيقوم منشد التعاويذ بقراءة جدول الآثام لعل المريض اقترف بعضها عمداً أو سهواً.وما أن يشخص العراف ذلك الإثم حتى يتمكن من قهر العفريت الذي استغل الذنب لكي يحل في جسم المريض.أما اذا كانت الحالة معروفة فإن العفريت يعرف أنه سيشخص بسرعة،وفي هذه الحالة تستعمل طريقة العلاج بالإقناع التدريجي للعفريت.وكان البابليون يعتقدون أن هناك روحاً أو عفريتاً لكل مرض،والمدهش أن هذا الاعتقاد كان موجوداً لدى الصينيين والاغريق الذين عزوا الشذوذ في السلوك (الجنون) الى أن الشخص تتملكه روح شريرة بعد أن يسحب الاله عنه حمايته له.بل انهم كانوا يعتقدون أن الحيوانات أيضاً يمكن أن تتملكها الأرواح أو الشياطين عندما تندفع بعنف لترمي نفسها في البحر.وعليه فإني أرى أن اعتقاد البعض بأن (الجن) سبب الاصابة بأمراض عقلية ليس نكوصاً علمياً لسببين: الأول هو أن اللاوعي الشعبي للناس ترسبت فيه موضوعة (الجن)لآلاف من السنين،وأن هذه الموضوعة تقفز الى الوعي عندما يمر هؤلاء الناس بأزمات اقتصادية واجتماعية،لذلك تراهم يكثرون من زيارة أضرحة الأولياء والرجال الصالحين والعرافين في أوقات الحروب والكوارث وعندما يرون أن الواقع يعجز عن حلها كما حصل للعراقيين في الحرب العراقية الإيرانية وسنوات الحصار.والثاني،ان معظم الناس يبقون في حاجة الى العراف حتى لو وصلوا الى مستويات ثقافية رفيعة،وأظن أننا سنبقى جميعاً بحاجة نفسية الى العراف!!

نعم يتقاطع الإيمان بالنظريات النفسية العلاجية مع الإيمان بغيرها،اذا كان الاعتقاد يصر على أن سبب (الجنون) يعود الى أن المريض تملكه جني أو عفريت أو روح شريرة،فيما تعزوه النظريات النفسية الى أسباب تكوينية (بايولوجية) أو أسرية أو اجتماعية أو اقتصادية،ويتقاطع في علاج المريض أيضاً بين أن يكون علمياً أو بدائياً يستخدم التعذيب لإخراج الجني من جسد المريض.

* كيف تفسر النجاحات التي يحققها بعض الشيوخ والسادة في نفوس مرضاهم واعادتهم الى حياتهم الطبيعية؟

- كنت قد تعرفت الى (ملائي) محترم،كان ينجح في علاج الكثير من الحالات النفسية.وقد دفعني فضولي العلمي لزيارة امرأة (علوية) في إحدى مدن الجنوب ذاع صيتها،حتى أن قاصديها ما كانوا من العراقيين فقط،بل ومن أقطار الخليج أيضاً.ولقد خرجت بنتيجة أن عدداً من هؤلاء السادة أو الشيوخ أو الملالي أو العرافين كانوا ينجحون في علاج حالات نفسية تقع ضمن صنف (الأمراض العصابية)،غير أنهم يفشلون تماماً في علاج (الأمراض الذهانية)، بل انهم يسيئون علاج هذه الأمراض باستعمالهم الضرب وأساليب بدائية أخرى لاعتقادهم أن الجني أو العفريت سيخاف ويخرج من جسد المريض ويولي هارباً.أما لماذا ينجحون في علاج عدد من الحالات النفسية (العصابية) فإن ذلك يعود الى أن المريض لديه ايمان واعتقاد بهذا (السيد) أكثر من ايمانه بالطبيب،وأن كل ما يحتاج اليه هو كلام طيب ومنطق رصين وشخصية مؤثرة،تعمل هذه العوامل جميعاً على إعادة ترتيب أفكاره الخاطئة وتعيد له طريقة إدراكه للأمور بشكل صحيح.وهذا ما نفعله نحن النفسانيون المتخصصون بنوع من العلاج يسمى (العلاج المعرفي).

* ما هو موقفكم حضرة الدكتور من العلاج الديني إن صحت التسمية؟

- لقد دعوت منذ زمن طويل الى احتضان هؤلاء ورعايتهم وإجراء حوار علمي معهم يهدف الى توضيح المدى الذي يذهبون اليه في علاج الحالات النفسية،والخط الأحمر الذي يجب أن يتوقفوا عنده،وأن يتدربوا من خلال محاضرات وحوارات لكي يكونوا مؤهلين لممارسة نوع من العلاج النفسي هو العلاج الروحي الذي نريد له أن يكون أسلوباً علمياً.وإننا بوصفنا (الجمعية النفسية العراقية) نجدد الدعوة ونبدي كامل استعدادنا لتبني هذا المشروع الذي سيعلي من شأن العلاج الروحي وسيقضي على الدجالين المتاجرين باسم الدين.

* هل ترون أننا على أعتاب تأسيس نظرية اسلامية في العلاج النفسي؟أو هل يعد ممكناً هذا التأسيس الآن أو في المستقبل القريب؟إذا كانت الإجابة بالإيجاب،هل ترون أن روادها سيكونون علماء نفس مسلمين أم رجال دين روحانيين؟

- نعم،من خلال تعاون الأكاديميين الاختصاصيين بعلم النفس والطب النفسي مع رجال الدين المهتمين بالأمور النفسية،وهذا التعاون يمكن أن يفضي الى نظرية اسلامية في علم النفس لاسيما اننا نمتلك تراثاً زاخراً في هذا النوع من المعرفة،ولدينا أعلام في هذا الميدان كابن سينا وابن عربي والرازي والاصبهاني والبلخي وأبي حيان التوحيدي وأبي القاسم المالقي والكرماني وابن قيم الجوزية،وقائمة طويلة من العلماء والمفكرين الأفذاذ.غير أن هذه المعرفة مشتتة ومتناثرة وفيها ما يناقض بعضها بعضاً،والكثير من المفاهيم الغيبية،فيما النظرية العلمية تعني مجموعة من المفاهيم المترابطة القائمة على المنطق والاختبار الموضوعي.هذا ما نطمح إلى أن يكون واحداً من مشاريعنا المستقبلية.

قاربت بين نصفي الصورة،فلم أر إلا ظلالاً لا تكاد تفصح عن سبيل السواء. يبدو أن سقراط كان على صواب كبير،برغم ما يفصلنا عنه من صحارى السنين،حين قال: ((اعرفْ نفسك بنفسك)).


 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة