تقنية لاستخلاص المعلومات من
قرنية العين
أعلن باحثان
من جامعة كولومبيا الأميركية عن تطوير تقنية حاسوبية جديدة
لاستخلاص معلومات بصرية مفصلة من الشكل الذي تبدو عليه قرنية
العين في الصور.
وخلص الباحث
كو نيشينو والبروفسور شري نايار، وهما من مختبر جامعة
كولومبيا لبصريات الحاسوب، إلى أنه يمكن استخلاص منظر عام
وواسع ومفصل للمجال المحيط بشخص ما من أي صورة لذلك الشخص.
بل يمكن تحديد الهدف الذي كان ينظر إليه ذلك الشخص بالضبط.
وبكلمات أخرى، يمكن استخلاص الصورة التي وقعت على شبكية
العين لأي شخص في اللحظة التي التقطت فيها صورته.
وقد تترتب
على هذه المحصلة تطبيقات واسعة، فالصورة المستخلصة من العين
والمعالجة حاسوبيا تخبرنا عن موقع وتفاصيل التقاط الصورة،
وهذه المعلومات لها قيمة كبيرة لدى المؤرخين والصحفيين الذي
تتاح لهم الاستعانة بصور الأرشيف لمعرفة الكثير عن الظروف
التي التقطت فيها صور العظماء.
وإذا كانت
جودة الصورة ممتازة من حيث كثافة تفاصيلها، سيتاح استعمال
هذه التقنية للأغراض الأمنية، من حيث تعقب المطلوبين. ويمكن
لهذه التقنية – من وجهة نظر تكنولوجية – أن تؤدي إلى تطوير
وسائط متقدمة بين الإنسان والآلة، فالقدرة على تحديد اتجاه
وزاوية وموضع النظر تيسر التفاعل بين المستخدم والحاسوب
الشخصي، وتعلم الإنسان الآلي أداء المهام المركبة بدون
الحاجة إلى برمجة معقدة.
وفي بعض
حالات الشلل حيث لا يبقى لدى المرضى من قدرة على التحكم إلا
حركة العينين، تستطيع التقنية الجديدة أن تسهل للمرضى عملية
الاتصال الضرورية لاستخدام مختلف الأجهزة.
وفي سياق
متصل، كان نيشينو ونايار قد أظهرا أن المعلومات الكامنة في
العين قابلة للاستخدام في الرسومات والتصاميم الحاسوبية ،
فالمنظر العام المستخلص للبيئة المحيطة بالشخص المصور تنبئنا
أيضا بظروف الإضاءة المركبة لمكان التصوير. لذلك يمكن
استخدام العين كوسيلة لفحص وضبط الإضاءة، حيث استخدم
الباحثان الإضاءة المحددة بهذه الطريقة في مختلف تطبيقات
الرسومات والتصاميم الحاسوبية.
كذلك يمكن
استخدام المعلومات الناتجة عن التقنية الجديدة في دراسة
العلاقة بين رد فعل شخص ما والشيء الذي يتوجه إليه رد الفعل،
فالقواعد والروتينات الرياضية والحاسوبية لهذه التقنية تمكن
المستخدم من التقاط صورة فوتوغرافية عادية للشخص المدروس،
والنظر للعالم المحيط به من وجهة نظره، فتحديد موضع نظر
الشخص في الصورة يقربنا خطوة إلى مشاعر وتفكير ذلك الشخص
|