الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 

 

الناخبون الاميركيون يخشون دور الكنائس في السياسة

سكوت والاس

قدم استطلاع جديد للرأي مؤخراً رؤية لما يتصوره الاميركيون بخصوص التفاعل بين الدين والسياسة وقام بالاستطلاع كل من مؤسسة (فورم) و(مركز ابحاث بيو للشعب والصحافة).

ففي الوقت الذي شدد فيه اغلبية واسعة (72%) على وجوب أن يكون رئيس الولايات المتحدة الاميركية مؤمناً راسخ الايمان حيث يشعر الجمهور العام بارتياح تجاه الزعماء الذين يجاهرون بمعتقداتهم ويسترشدون بها في السياسة فأن معظم هؤلاء يظلون حذرين إزاء تورط زعماء الكنائس ودور العبادة في السياسية التحزبية.

وفيما يتعلق بمسألة القيم الاخلاقية فانه في الوقت الذي يرى فيه 64% اهميتها البالغة على إدلاء اصوات الناخبين احتلت القضية الاشد بروزاً في الساحة الامريكية وهي الزواج المثلي موقعاً في أدنى الأولويات بين المستطلعة آراؤهم حيث لا أهمية لها تذكر إلا بين البروتستانت البيض.

أما فيما يتعلق بالقضية الآخذة في البروز رويداً رويداً والمتمثلة بابحاث الخلية - الأم فان هناك اغلبية بسيطة (52%) تساند الآن البحث المتعلق بحماية الاجنة البشرية.

أما إحدى المفاجآت ذات المغزى فتتمثل في الطريقة التي يتحدى بها (1512) من البالغين المستطلع رأيهم ما متعارف عليه كضرب من الحكمة التقليدية حين تعرضوا (للفجوة الدينية) الكبيرة بين الحزبين حيث يعتبر الحزب الجمهوري بصورة واسعة حزب المتدينين بينما ينظر إلى الحزب الديمقراطي بوصفه حزب العلمانيين وتوضح استطلاعات أخرى أن الفجوة أقل مما كان يروج لها من قبل. فالمعلومات التي صدرت مؤخراً عن (استطلاع للهوية الذاتية الدينية الامريكية) لعام 2001 تشير إلى أن الناس الذين تهمهم (الرؤية الدينية) عن الحياة يجنحون نحو تفضيل الجمهوريين في حين يجنح (علمانيو النظرة) إلى تعريف أنفسهم كمستقلين وهنا يمسك الحزب الديمقراطي العصا من وسطها فيجذب اليه من هم (ذوو رؤية دينية معتدلة... وهكذا اظهر استطلاع (بيو) هذا الاسبوع أن 52% يطلقون على الحزب الجمهوري (صديق المتدينين) في حين اطلق 40% اللقب ذاته على الحزب الديمقراطي مع ظهور 34% تطلق على الاخير تسمية(حزب الحياد الديني). أما فيما يتعلق بمقدار ذكر أو الاشارة إلى المعتقد من أي من المرشحين فقد افاد 56% بأن كيري يذكر معتقده (بالحجم الملائم) في حين صوت 53% لبوش لصالح الميزة نفسها. أما نسبة الامريكان المنتقدين لمناقشة المعتقد (بصورة مفرطة) فقد ارتفعت من 14% إلى 24% عما كانت في السنة الماضية. وجرى السباق بين المرشحين حتى حول ايهما سيؤدي أفضل من الآخر فيما يتعلق بتحسين مناخ الامة الأخلاقي حيث كانت النسبة 45% لصالح (كيري) و41% لصالح (بوش).

ويقول الدكتور (لوغو) (إن هذا مدعاة للدهشة لأن (كيري) لم ينجح في المسائل الدينية المستعصية، وأن هذه الارقام توحي بانه قد قطع شوطاً كبيراً في اقناع الناخبين بانه جاد في التوجه نحو مسألة المعتقد. ويقول (لوغو) إن الجدل الذي ثار مع القساوسة الكاثوليك ربما أتى أكله لصالح السيناتور. وإن ذلك الجدل الذي يقول فيه القساوسة إن المرشح المؤيد لحق المرأة في الاجهاض يجب عدم التآلف معه دينياً انما هو جدل يشكل تطوراً مذهلاً في الحملة. ويقول (تشارلس سينيس) مدير البرامج التثقيفية في (مركز التعديل الاول لمنتدى الحرية) (إن ذلك خلق مصدر إثارة في التاريخ وقلبه رأساً على عقب) ويضيف شارحاً إن (جون كندي) حاول عام 1960 أن يبرهن على عدم كونه كاثوليكياً اكثر من اللازم كي يصبح رئيساً في حين لدينا الآن مرشح كاثوليكي يحاول أن يثبت كاثوليكيته بما هو كافٍ. وفي وقتنا الحاضر اصبح الصوت الكاثوليكي حاسماً من حيث أنه يشكل قاعدة سكانية يعول عليها متزايدة وهو متاح لمن يطلبه. وحسب استطلاع (بيو) فإن الكاثوليك يعارضون توجيه عقوبة الحرمان الديني للزعماء السياسيين إذا كانوا يتحدون التعاليم الخاصة بالاجهاض. ففي الوقت الذي يعيب 64% من الامريكيين هذا الاجراء يرى 72% من الامريكيين من الكاثوليك انه غير لائق.

هذا وقد تعرضت مسيرة كلا الحزبين للمتاعب في خضم سعيهما لخطب ود المتدينين. فلكي يدعم مصداقيته الدينية قام الحزب الديمقراطي أخيراً باستئجار مكتب اتصال مع المنظمات الدينية غير أن القس (برنادا بارتيلا بيترسون) قدم استقالته مباشرة بسبب اتهامات لتوقيعه في وقت سابق قراراً قضائياً الملحد الذي سعى (تحت ذرائع دينية) إلى التنصل من عهد الولاء. كما إن الجمهوريين هم الآخرون تعرضوا للانتقاد بسبب تجاوزهم الحد الفاصل بين الدين والدولة عندما سعوا إلى طلب قوائم باسماء اعضاء في الكنيسة يؤدون وظائف معينة في زمن معين لاستخدامهم في الحملة الانتخابية. وقد حذر الزعماء

التبشيريون ودعاة الاخلاق المسيحيون من أن ذلك الاجراء غير ملائم وانه يضع في خطر حالة الاستثناء الضريبي الممنوحة للكنائس.

ويقول الدكتور (هاينس) (أنني لم أر من هذا القبيل غير أن هذا النقد لم يمنع الجمهوريين من التوجه بصورة مباشرة إلى هذا العامل السكاني الذي يعرفون أنه يصب بقوة في اعادة انتخاب الرئيس.

ويكشف استطلاع (بيو) معارضةً على امتداد التوجهات الكنسية للاحزاب التي تطلب قوائم لاعضاء الكنائس. وقد وصف 96% هذا التصرف بانه غير لائق. ويقول قرابة ثلثي الامريكان أن الكناس يجب ألا تعطي مصادقتها على أي مرشح سياسي.

اما فيما يتعلق بالقضايا ذات الاولولية القصوى للناخبين فان الاقتصاد والارهاب والرعاية الصحية والعراق والتعليم قد جاءت في صدر الاولويات. أما اولويات الناخبين المتأرجحين فقد تطابقت مع معسكر (كيري) يتصدرها الاقتصاد والرعاية الصحية في حين جاءت تحتها قضايا الاجهاض والزواج المثلي. أما المؤيدون لـ (بوش) فقد وضعوا الارهاب والقيم الاخلاقية في الصدارة ثم جاءت تحتها البيئة وعجز الميزانية.

ترجمة: كاطع الحلفي

عن صحيفة كريستيان ساينس مونيتر


 

بوش يعد الاميركيين بتوسيع حدود الحرية

ترجمة: زينب محمد

عن / لوميغارو

في خطابه الذي القاه أمام المؤتمر الجمهوري في نيويورك أظهر رئيس البيت الابيض اعتزازه بخطته الداخلية والخارجية التماساً لولاية ثانية، وبعد انتهاء مؤتمر الحزب الجمهوري الذي هيمنت عليه الحماسة الوطنية - اعلن جورج بوش خطابه الطويل في الثاني من ايلول مقترحاً على الاميركيين منحه ولاية جديدة، من اجل إدارة بلدهم بطريقة مستقرة ومؤسسة على المبادئ، ويبدو إن الحملة الانتخابية التي يقودها الرئيس الاميركي بوش يوماً بعد يوم في اكثر الولايات جدلاً قد اتعبته وهو يدافع عن سياسته في ثلاثة اعوام ونصف امضاها في البيت الابيض وحددها هدفاً لتوسيع حدود الحرية في داخل وخارج الولايات المتحدة الاميركية، ثم انتقد مثل كل الخطباء الذين سبقوه المرشح الديمقراطي جون كيري، ومثلما حصل في مؤتمر الحزب الديمقراطي في نهاية تموز الماضي، صعد قادة واميرالات متقاعدون إلى منصة الخطاب للتعبير عن تأييدهم لجورج بوش، وفي بوسطن، اظهر جون شاليكاشفيلي، وهو رئيس اركان سابق، وويسلي كلارك قائد منظمة حلف شمال الاطلسي / ناتو / سابقاً دعمهما إلى جون كيري، أما في نيويورك، فان الجنرال تومي فرانكس، قائد العمليات الاميركية والبريطانية في افغانستان والعراق، هو الذي قام بمراسيم عسكرية لتحية (قائدنا العام جورج بوش) على حد قوله.

واضاف (بعد احداث الحادي عشر من ايلول  2001، كانت القضية معروفة إن كان يجب محاربة الارهابيين هنا او هناك، وبنظره فان الحرب على الارهاب تتطلب المزيد من الشرطة والاستخبارات كما قال ذلك جون كيري، يعني رهن مستقبل احفادنا بالارادة الطيبة للقتلة). كما قال تومي فرانكس.

وعلى منصة خاصة موضوعة في وسط متنزه ساحة ماديسون كان بوش محاطاً بشكل كامل بالوفود عندما كان يلقي خطابه الجمهوري الذي نقل على التلفزيون واظهر الاخراج التلفزيوني للحدث، الرئيس إلى جانب نائبه ريتشارد سيفني وعائلتيهما وسط حشود متحمسة وواثقة بالرئيس في حين هبطت من سقف المسرح عناقيد البالونات التقليدية، ونقلت القنوات الاعلامية العاملة بالكابل والشبكات الكبرى العاملة بالهرتز الجلسة، وجذبت 22 مليون مشاهد أي قرابة 12% من الناخبين المحتملين، ومهما يكن من امر، كان الخطاب الختامي للمؤتمر بالنسبة لبوش كما بالنسبة لـ (كيري) هو الخطاب الذي وصل اكبر عدد من الناخبين، أما البرامج التي ستحظى بأكبر عدد من

المشاهدين، ستكون البرامج التي تبث النقاشات بين المرشحين والمتوقعين في الثلاثين من ايلول الحالي.

ولم تربك بوش الفروق في استطلاعات الرأي لتقديم رؤية الحزب الجمهوري عن امريكا اذ يقول: (مثل كل الاجيال التي سبقتنا، نحن مدعوون إلى ابعد الحدود إلى الدفاع عن الحرية، انه حلم امريكا الازلي، وهذا الحلم، سوف يتجدد هنا هذا المساء). وبرر بوش اجمالاً جميع القرارات التي اتخذها منذ ايلول (2001) ولكنه اعترف بان الحرب في العراق كانت اصعب هذه القرارات دون أن يذكر السبب، وقال إن الحرب مسلم بها إذا اخذنا بنظر الاعتبار ماضي صدام حسين واستخدامه الاسلحة الكيمياوية. وكرر القول (علينا مواجهة التهديدات ضد امريكا قبل فوات الاوان، وسوف نواجهها).

واعاد بوش تأكيده ذرائعه المعتادة لتبرير غزو العراق، دون أن يأخذ بنظر الاعتبار أي من الاعترافات على ذلك وكرر عدا عن ذلك رغبته في اعادة النظر بالدستور الفيدرالي لمنع الولايات من التأسيس لزواج المثليين.

إن البرنامج الذي قدمه بوش يفسح مجالاً مهماً نسبياً للعمل والوظائف، فاذا كان قد جعل خفض الضرائب سياسة حاسمة خلال ولايته الاولى والبدء بالاصلاحات المالية العامة، فانه اقترح ايضاً خلق مناطق نشاط تستفيد من خفض الضرائب لتشجيع قيام المشاريع فيها، والمساعدة في اعادة رواتب الفروع الصناعية التي فقدت توازنها، ووعد باجراءات لضمان نظام التقاعد عن طريق التوزيع والتصنيف، ومن اجل مساعدة الاشخاص الذين لا يمتلكون ضماناً صحياً، ووردت هذه المقترحات ضمن الدعايات التلفزيونية تحت شعار (مجتمع الفرص المتميزة) إن حملة بوش تشيني ابدت قلقها من الاستطلاعات التي قامت الولايات بتنظيمها والتي خسرت (الولايات) الكثير من فرص العمل منذ اربعة اعوام، وغادر بوش نيويورك ليعود إلى بنسلفانيا. وفي ولاية صناعية اخرى يقوم فيها نزاع جمهوري - ديمقراطي كبير - هي اوهايو، رد جون كيري بطريقة غير معتادة على احاديث بوش واتهمه مجدداً بتضليله الاميركيين بخصوص اسلحة الدمار الشامل في العراق، قائلاً: لن اتخلى عن التزامي في الدفاع عن هذا البلد الذي يتهمه الذين رفضوا الخدمة في فيتنام عندما كان بامكانهم ذلك والذين خدعوا الاميركيين بخصوص قضية العراق.

واكد المرشح الديمقراطي جون كيري الوظائف التي خسرتها بعض الولايات منذ اربعة اعوام، وقال إن الرئيس بوش في هذا الشأن خدع الشعب ايضاً. بتأكيده إن خفض الضرائب كان الوسيلة الاضمن لتشجيع النهضة الاقتصادية.

واعلن كيري بالقول إن الناس يريدون اشياء بسيطة، الحقيقة، وفرص العمل، واضاف: (حان الوقت أن يكون في هذا البلد نوع آخر من الحوار، يختلف عن الحوار الذي التزم به القادة  الجمهوريون في نيويورك على مدى اربعة ايام.

 


وجب مكتب الاحصاء الاميركي 36 مليون اميركي يعيشون تحت خط الفقر

ترجمة: زينب محمد

عن: لوفيغارو

للسنة الثالثة على التوالي ازداد عدد الاميركيين الذين يعيشون في حالة شديدة من الفقر، وبدون غطاء اجتماعي، وبموجب الارقام الرسمية التي اعلنها مكتب الاحصاء الاميركي في السادس والعشرين من آب الماضي، فان المعدل الرسمي للاميركيين الذين يعيشون في مستوى الفقر، إزداد من 12.1% في عام 2002 إلى 12.5% في عام 2003، مضيفاً 1.3 مليون شخص اضافي إلى عدد الفقراء في الولايات المتحدة الاميركية الذين بلغ عددهم الكلي 35.9 مليون اميركي، وحسب مكتب الاحصاء الاميركي فان معدلات الفقر في الولايات المتحدة الاميركية تزداد كل عام منذ عام (2000) حيث وصلت نسبة الفقر إلى 11.3% مقتربة من ادنى مستوى تأريخي له في عام (1973) وهو نسبة 11.1% وكانت الفئات الأكثر تأثراً بهذا الفقر النساء اللاتي انخفضت دخولهن لأول مرة منذ عام 1999، والاطفال، ففي نهاية عام (2003) كان عدد الاطفال الذين يعيشون في مستوى الفقر (12.9) مليون، وارتفعت نسبة هؤلاء الاطفال الفقراء إلى 17.6% مقابل 16.7% في عام 2002.

ومن عام (2002) حتى عام (2003) ازداد عدد الاميركيين غير المستفيدين من الغطاء الصحي إلى (45) مليون، أي إلى نسبة 15.6% من السكان مقابل 15.2% في عام (2003)، وكان البالغون من البيض بشكل خاص في الولايات الجنوبية يشكلون القسم الاكبر في هذه الزيادة في عدد المبعدين عن النظام الصحي، كما ان نسبة الاشخاص المستفيدين من الضمان الصحي بفضل ارباب العمل الذين يعملون لديهم هبطت من 61.3% إلى 60.4% في عام (2003)، وهو ادنى معدل سجل منذ عقد.

ويكشف التحقيق عن ارتفاع مذهل في الفقر بين الاطفال والمراهقين، وففي عام (2003) كان (12.9) مليون طفل تقل اعمارهم عن (18) عاماً يعيشون تحت خط الفقر أي بنسبة 17.6% من هذه الفئة العمرية، ويمثل هذا قرابة (800) الف شاب زيادة عن عام (2002)، وهو التأريخ الذي ارتفعت فيه نسبتهم إلى 16.7%.

كما ازدادت معدلات الفقر بين السود الاميركيين إلى قرابة الضعف أي بنسبة 24.4% من السود تحت خط الفقر، ولكن هذه النسبة لم تشهد زيادة في عام (2003) وبالمقابل ازدادت نسبة الاسيويين الاميركيين الذين يعيشون في مستوى الفقر إلى ما يقارب من 2% في عام (2003). والاسرة الفقيرة هي الأسرة المكونة من اربعة افراد وتمتلك دخلاً سنوياً لا يتجاوز 18.810 دولاراً، مع العلم أن خط الفقر حدد بـ 9393 دولاراً للشخص الواحد.

إن هذا الاتجاه الخطر في وضع الشعب الاميركي يؤشر الطريقة التي امتصت بها الولايات المتحدة الاميركية الركود في عام (2001) وكانت آثار تباطؤ الاقتصاد الاميركي في البداية قد اضرت بالاسر ذات الدخول المرتفعة ثم اصابت بشكل متأخر الطبقة المتوسطة والاكثر فقراً، وعلى الرغم من القفزة التي حققها النمو الاقتصادي، لم يصل الدخل المتوسط للاسر في عام (2003) (43) ألف دولار، غير أن اللا مساواة بين الاغنياء والفقراء ازدادت بعد أن هبطت عام (2002)، وبموجب الاحصائيات الرسمية، فان الفقر ازداد بشكل كبير بين الاسر التي يعيلها أحد الابوين، وبرأي (دان وينبرغ) من قسم الاحصاء، فان هذه الارقام نموذجية لاقتصاد مرّ بفترة ركود واشار إلى أن عدد الاميركيين غير المستفيدين من التغطية الصحية يعكس الكثير من الشك على جبهة العمل، وتعتبر الارقام التي اوردها مكتب الاحصاء الاميركي والمنشورة قبل شهر بسبب انتخابات الرئاسية الاميركية، الورقة الرابحة بالنسبة للمرشح الديمقراطي جون كيري الذي لم يكف عن التأكيد على أن ادارة بوش شجعت القروض على حساب الطبقة المتوسطة والاسر الفقيرة.

ومنذ الدراسة المنشورة، اعلن كيري انها كانت اشارة إلى الافلاس السياسي لجورج بوش (ففي الوقت الذي كان فيه بوش يحاول اقناع الاسر الاميركية باننا سوف نرى نهاية النفق، لم يكن بوسع الشعارات والخطب الجوفاء اخفاء الحقيقة، في ظل حكم جورج بوش، اصبح 4.3 مليون اميركي ضمن الفقراء، وخسر 5.32 مليون شخص ضمانهم الصحي) - حسب تأكيد جون كيري.

ولم يكن رد فعل الفريق المسؤول عن الحملة الانتخابية لجورج بوش متوقعاً في بداية المؤتمر الانتخابي الجمهوري.

(فبرنامج جون كيري الخاص بازدياد الضرائب، والارتفاع في انفاق الدولة مع اكبر تسوية وتنظيم في الحسابات هي طرق سيئة لخلق اميركا اغنى وتوسيع الاستفادة من التغطية الصحية سهلة المنال). كما قال جود غريغ الذي يرأس اللجنة السيناتورية المتخصصة بالصحة والتعليم والعمل والتقاعد في مذكرة رسمية.

ولم يعبر جورج بوش الذي يقوم بحملته الانتخابية في المكسيك الجديدة عن رايه بهذا الموضوع، بل تكفل وزير التجارة دان ايفانتر بالموضوع مشيراً إلى أن تقرير مكتب والاحصاء الاميركي يستند إلى الفترات التي كان فيها الاقتصاد اكثر ضعفاً على نحو خاص.

وبموجب استطلاعات الراي، فان القضايا الاقتصادية ربما تكون حاسمة في انتخابات الرئاسة الاميركية في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.

 


وكالة الطاقة الذرية الدولية وضرورة الدعم العسكري لنشاطاتها الرقابية

إن وكالة الطاقة الذرية الدولية، التي تجتمع هذا الاسبوع لمناقشة رفض ايران انهاء برامج اسلحتها النووية، تجد نفسها عند مفترق طرق: فهي يمكن أن تنحدر إلى أمور لا علاقة لها بالموضوع، أو يمكن أن تتعاون مع واشنطن وديمقراطيات آخر لتشجيع برامج الطاقة النووية الخاصة بالأغراض السلمية.

وإنصافاً لهذه الوكالة، فإن من غير المعقول أن يتوقع المرء من وكالة دولية تفتقر إلى جيش خاص بها أن تواجه بجسارةٍ دكتاتوريات دول مارقة كالأنظمة القائمة في طهران أو بيونغ يانغ من دون دعم قوي من القوة العسكرية الأقوى في العالم، الولايات المتحدة. لكن من المنطقي تماماً الاصرار على إن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الدولية، محمد البرادعي، وعصبته المرحة من البيروقراطيين لا يسببون ضرراً ما. ويتضمن هذا إحجامهم عن حديث يتسم باللا مبالاة خارج من فيينا، في الأسابيع الأخيرة، يبدو إنه يوحي بأن العالم سيكون في حالٍ أفضل لو إن الصنعة النووية كانت بإدارة بيروقراطية حكومية متعددة الجنسيات.

حقاً إن جهاز موظفي الوكالة يشتمل على مفتشين ذوي قدر كبير من المعرفة الفنية بالطاقة النووية والأسلحة النووية. إلا أن هذه المعرفة لا معنى لها كأداة تحديد من دون الدعم العسكري للأمم. وقد كان هناك، منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 15 عاماً، تقدم كبير نحو إبعاد الاسلحة النووية عن متناول ايدي الانظمة المنذرة بالخطر. وكل هذا حصل، عملياً، بفعل وكالة الطاقة الذرية الدولية المبعدة إلى الخطوط الجانبية.

وكان قرار رونالد ريغان السياسي - الذي تجلى في الإنفاق الدفاعي المتزايد والدعم الامريكي لحركات المقاومة المضادة للشيوعية في بلدانٍ مثل أفغانستان وأنغولا ونيكاراغوا - قد ساعد على التسبب في انهيار الاتحاد السوفيتي. وكما ذكرنا مؤخراً، فإن هذا قد أدى إلى تدمير (20000) رأس حربي نووي سوفيتي (كان الكثير منها موجهاً إلى مدنٍ في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية)، وتحويل اليورانيوم المخصب بدرجة عالية من هذه الاسلحة إلى اليورانيوم المنخفض التخصيب، الذي يوفر الكهرباء هنا، في الولايات المتحدة. وفي اعقاب انهيار الشيوعية السوفيتية، تخلت دول تابعة لها، مثل أوكرانيا وكازاخستان، عن بناها التحتية الخاصة بالأسلحة النووية. وعندما سقط نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، تخلصت الحكومة من برنامج الأسلحة الذرية.

ومنذ ذلك الحين، تحققت نجاحات أكثر حتى - وخاصة خلال إدارة الرئيس بوش. فالكثير من المادة النووية من برنامج اسلحة صدام حسين وخطة العقيد الليبي القذافي الخاصة بالقنبلة الذرية يوجد الآن في مخازن امريكية في تنيسي. وتحولت الحكومة الباكستانية عن الانهماك النشط في التكاثر النووي إلى التعاون مع المساعي الامريكية لإنهاء شبكة أ. ك. خان النووية. ومرة أخرى، إن التقدم الراهن هذا ناجم عن بروز القوة الامريكية خلال الحرب الحالية على الارهاب، وليس من افعال الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولسوء الحظ، فإن الوكالة - هي تعمل بكل نشاط لتكون لها علاقة بالأمور - قد وظفت للتو مشروعاً دونكيخوتياً تدعوه (إعادة زيارة دائرة الوقود النووي). وبالحكم على وصف المشروع الذي يظهر في بيروقراطية شديدة التعقيد على موقع الوكالة في الانترنيت، فإنه يبدو بطريقة غامضة أشبه بجهدٍ لتركيب نوعٍ ما من الوكالة المتعددة الجنسيات ذات الإدارة الحكومية للإشراف على برامج الطاقة النووية في الخارج. ويبدو ذلك شبيهاً بطريقة معتمدة لإرسال مستثمرين خاصين فارين من قطاع الطاقة النووية المدنية - وهي فكرة سخيفة وضارة جداً.

ترجمة / عادل العامل

عن / واشنطن تايمز

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة