الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

هكذا كانت تاتي الاسلحة المهربة عبر الحدود الايرانية البنادق والمسدسات والاعتدة تخفى تحت الرقي والطماطة.. والقاذفات والسترلا كالهاونات توضع في توابيت! سائق عمل مع تجار السلاح الايرانيين يقول انهم كانوا يتعاملون مع طالبان سابقاً

ميسان/المدى

على امتداد شهر (آب) المنصرم.. شهدت الحدود العراقية الايرانية.. بيع الاف القطع من الاسلحة الخفيفة ولكن من هؤلاء الذين يقومون بتهريبها؟ هذا مانحاول التعرف عليه.

 

أغلى من الذهب

(احمد صالح) من سكنة ناحية المشرح.. سبق ان عمل في تجارة وتهريب الاسلحة وقال بخصوص انتشار هذه الظاهرة خلال الاسابيع الماضية شهد الشهر الماضي دخول انواع مختلفة من الاسلحة، وشهد سوق السلاح اقبالاً كبيراً بسبب المواجهات التي اندلعت في محافظات الوسط والجنوب وحين سألته ان كانت هناك جهات تتبنى تهريب الاسلحة الى الاراضي العراقية اجاب:ان القضية لاتحتاج الى ذكاء فأغلب السكان القاطنين على الحدود مع ايران.. يعملون في التهريب وحين يكثر الطب على حاجة معينة يجلبها المهربون ويتحملون المخاطر ولكنهم يعرفون بأن مايحملونه اغلى من الذهب ويدر عليهم ارباحا جيدة، واضاف: لاتتوقع ان هناك حركات او احزاباً تأتي وتشتري الاسلحة من مصدرها الاول فالذي يبيع الاسلحة مشابه في خصائصة للمشتري.. فهو باختصار (تاجر اسلحة) ولايهمة فيم تستعمل؟ او من الذي يستخدمها؟.. انه يفكر في ارباحه فقط وحين سألته ان كان هو مازال يعمل في التهريب اجاب: اصدقائي يعملون في التهريب اما انا فلا أملك علاقات مع تجار الخارج لذلك قررت ان ابيع في الداخل بعض الاسلحة الخفيفة: مسدسات وبنادق كلاشنكوف وحين طلبت منه ان يعرفني على أحد الذين يهربون الاسلحة.. قال: انهم مجاميع لاتثق بأحد منهم ولديهم علاقات واسعة مع شخصيات متنفذة ولايتورعون عن قتل أي شخص يحاول ان يعيق عملهم ولكن (احمد) في النهاية، اخذني الى شاب يدعى (جواد) لديه سيارة بيكب وقال : ان (جواداً) على علاقة جيدة مع المهربين وعمل معهم سائقا في الفترة الاخيرة.

 

توابيت مسلحة

توحي هيئة (جواد) وهو شاب قصير القامة عمره 18 عاماً بأنه تحمل مصاعب كبيرة في حياته ولكن طريقته بالكلام كانت تنم عن ثقة عالية بالنفس حين سألته عن الدور الذي كان يقوم به في عمليات التهريب اجاب: انا لاعلاقة لي بالتهريب ولم اعمل ببيع الاسلحة، ولكن الاجور المغرية التي يدفعها المهربون تجعلني أخاطر، واضاف حصلت خلال الاسابيع الماضية على مبلغ مليون دينار وكل ماقمت به هو نقل بعض الاسلحة بسيارتي وحين طلبت منه ان يتكلم لي عن الطرق التي يمررون بها الاسلحة على السيطرات اجاب: نضع الاسلحة في حوض البيكب ونضع فوقها حمولة من الرقي او الطماطم وبهذه الطريقة.. ليس بأمكان أحد ان يتعرف عليها.

واضاف: هذا بالنسبة للبنادق الكلاشنكوف والمسدسات والاعتدة، اما القاذفات والسترلا المحمولة.. ففي الاغلب توضع في توابيت وتشد فوق سيارة أجرة وبهذا سيعتقد كل من يشاهدها بأنه امام جثمان انسان ميت او حين سألته عن السوق الاكثر رواجاً للاسلحة اجاب: ان للمهربين معارف منتشرين على امتداد العراق.

ولكن في الفترة الاخيرة كانت اغلب مبيعاتهم في النجف وواسط والعمارة.

وياتي الاقبال على الاسلحة في هذه المدن بسبب المواجهات الاخيرة في نهاية كلامي مع (جواد) عرفت بأنه لايرغب في العمل مع المهربين مستقبلا وقال وقد بدا عليه شعور بالذنب تجاه مافعله، ورعب حقيقي مما رآه خلال عمله مع تجار السلاح: لايمكن تأمين الجانب الامني في البلد مادامت الحدود الايرانية مفتوحة وأكد بان أغلب التجار الذين كانوا يبيعون لهم الاسلحة من ايران سبق لهم ان تعاملوا مع طالبان قرب الحدود الافغانية وغيروا مواقع عملهم بعد الحرب على العراق.

 

 

الأيام الماضية

البعض من المواطنين، تغرهم رزم الدنانير التي يحصلون عليها بسبب مغامرة تستمر يوماً او يومين، وهم لايعون مايسببه تهريب الاسلحة في بلدنا ولايعنيهم الكثير مما يجري في البلد ففي كل شهر يسقط المئات من المواطنين العراقيين الابرياء ضحايا الاعمال ارهابية واضعاف هذا العدد من الجرحى، ومازالت (بضائع) الموت من الاسلحة بكافة انواعها الخفيفة والثقيلة تدخل على البلد من حدوده مع خمس دول مجاورة. وحقاً ماقاله (جواد) من ان الجانب الامني في البلد لايمكن تأمينه الابضبط الحدود ولكن ليس مع ايران وحدها (التي يتجاوز طولها 1200 كم) وانما مع كل دول الجوار.


الكرد يعيدون تأكيد تراثهم اللغوي  عدد المدارس التي تستخدم الكردية كلغة دراسية، سيتضاعف العام المقبل

لم تكن هذه السنة الدراسية  بالنسبة لفؤاد نجم الدين كبقية السنوات السابقة. فؤاد، 11 سنة، يتلقى دروسه باللغة  الكردية، بعدما ظلت مدرسته لسنوات تعطي الدروس باللغة العربية فقط.

انه الآن في الصف الخامس في مدرسة (هالو) الابتدائية ، ويقول انه كان يعاني من صعوبات في فهم دروس اللغة العربية لأن عائلته في البيت تتحدث باللغة الكردية فقط.

اما الآن فإن الصبي الكردي يفهم بشكل جيد جداً، وقال ان درجاته قد تحسنت ايضاً بعد ان تحولت مدارس عديدة في كركوك الى استخدام اللغة الكردية في التدريس.

وتكتب الكردية بحروف عربية، الا ان حروف هجائها تتضمن حروفاً اخرى ليست موجودة في اللغة العربية، كما انها لا تستخدم بعض الحروف الموجودة باللغة العربية.

كانت اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تستخدم كلغة تدريس في كركوك في ظل حكم حزب البعث السابق في العراق، مع ان كركوك مدينة تضم عدداً كبيراُ من الكرد والتركمان و العرب.

وكان فرض اللغة العربية في المدارس جزءاً من سياسة اوسع نفذها البعثيون بهدف تعريب هذه المنطقة المتعددة الاعراق.

وقال نهاد حسين، 31 سائق اجرة كردي (لقد اراد حزب البعث محو اللغة والثقافة الكرديتين).

وعلى صعيد آخر يعتبر موظفو التربية في كركوك مدارس اللغة الكردية الجديدة خطوة مهمة على طريق اعادة تأكيد الحقوق الثقافية لسكان مدينتهم متعددة الاعراق.

وقالت فوزية عبد الله اوانيس، نائبة مدير تربية كركوك والبالغة من العمر (53) سنة (ان فتح تلك المدارس يؤمن الحقوق الثقافية للكرد ويزيل آثار سياسة التعريب).

وثمة الآن (123) مدرسة ابتدائية تدرس حروف الهجاء الكردية الى جانب (13) مدرسة ابتدائية و (13) مدرسة اعدادية تدرس فيها جميع الدروس باللغة الكردية.

وعلى وفق ما ذكره يوسف سعيداحمد، 61 رئيس قسم الدراسات الكردية في كركوك، فإن عدد مدارس التعليم الابتدائي والثانوي باللغة الكردية فقط، سيزداد الى (300) مدرسة في السنة المقبلة.

واضاف احمد ان ثمة خططاً تدعو ايضاً الى تعليم حروف الهجاء الكردية لجميع الطلاب الكرد في جميع المدارس. وقال ان المتحدثين بالكردية يستوعبون الدروس افضل عندما تدرس بلغتهم الاصلية.

ويقدم بكر مصطفى، مدير مدرسة (ماهوي) الابتدائية سبباً آخر لتغيير بعض المدارس الى اللغة الكردية.

ان سقوط النظام السابق كان سبباً في عودة الكثير من الكرد الذين طردوا من المدينة الى منطقة الحكم الذاتي الكردية شمال كركوك خلال حملة التعريب. ان اولاد اولئك اللاجئين، الذين كانوا يدرسون باللغة الكردية فقط، لا يستطيعون التحدث بالعربية ويجب ان يدرسوا بالكردية، اما الطلاب الذين يرغبون في الانتقال من مدارس اللغة العربية الى مدارس اللغة الكردية فعليهم ان يقدموا طلباً رسمياًُ.

الا ان انتقال المعلمين والطلاب من المدارس السابقة الى المدارس الحالية قد اثار بعض المشاكل.

بينما يتحدث الكثير بالكردية بطلاقة. فإنهم لا يستطيعون القراءة والكتابة بها.

علاء محمد، 24 مدرس التاريخ في مدرسة (احمدي بن خاني) مصمم على تعلم حروف الهجاء الكردية بشكل سليم وذلك لكي (استطيع التدريس في المدارس الكردية واخدم شعبي).

وواجه علاء المشكلة المباشرة بإصدار قواميس لطلابه وبمساعدة زملائه المدرسين الذين درسوا الكردية.

ان بعض الملاك التدريسي لمدارس اللغة الجديدة قد نقلوا من منطقة الحكم الذاتي الكردية التي لم تكن خاضعة لسلطة النظام السابق منذ عام 1991. جميع تلك المدارس استخدمت الكردية كلغة تدريس، واستخدموا معلمين يتمتعون بطلاقة في جوانب اللغة كلها.

وكعلاج افضل، عمدت مديرية التربية في كركوك الى وضع خطط لبرامج خاصة باللغة الكردية للمعلمين لرفع مهاراتهم اللغوية الى مستوى الطلاقة.

وقال هدايت ابراهيم، 27 عاماً، وهو مسؤول في احدى المنظمات الكردية غير الحكومية (هامون) ان المنظمة تساند هذا الجهد بتنظيم العديد من دورات اللغة الكردية للمعلمين والطلاب في المدينة.

واضاف هدايت، ان قسم التربية يحتاج الى الدعم من الوكالات الاخرى  لتنظيم دورات التدريب اللغوية.

ان افتتاح المدارس الكردية ودورات اللغة الكردية الخاصة، قد شجع بعض الكرد علىالالتحاق بالدورات التي تعلمهم القراءة والكتابة بلغتهم الام.

وقال احمد نجم الدين، خباز كردي عمره (28) سنة (لا اعرف كتابة حتى حرف واحد بالكردية لأنني لم ادرس بلغتي الام، ارغب الآن ان اتعلم كيف اقرا واكتب باللغة التي اجبرنا البعث على نسيانها).

اما الطالب في الصف الاول الابتدائي، الآن نياز، 6 سنوات فيعد محظوظاً لأنه تمكن من بدء حياته التعليمية باللغة الكردية، ويقول (من الآن فصاعداً سأتعلم بلغتي الام، وليس مثل اخوتي الاكبر سناً مني).

 


العوائل البصرية تبحث عن حاجاتها المسروقة في دهاليزه! سوق الحرامية في البصرة.. امتداد مشوه لسوق الجمعة القديم

البصرة/المدى

تصوير/محمد كاظم

كان الحصار الاقتصادي احد الاسباب التي اسهمت في ظهور اسواق جديدة في المدن العراقية.. اتخذت من الجزرات الوسطية وارصفة الشوارع أمكنة لها، واطلقت عليها تسميات كثيرة ومتنوعة.. واشهر هذه الاسواق في البصرة سوق يسمى (سوق الحرامية).. نسبة الى بعض البضائع التي تتداول فيه والتي هي في اغلبها بضائع مسروقة..

يقع السوق في منطقة البصرة القديمة قرب جامع العرب.. تجولنا في دهاليزه والتقينا عددا من الباعة والمواطنين.. بداية تحدث لنا البائع حسن يوسف الذي يقوم ببيع المواد الصحية المستخدمة وقال.. اننا نقوم بشراء هذه المواد من المواطنين احيانا، اذ يعرضونها علينا باسعار اقل من السعر المعتاد، ونحن بدورنا نعمل على اصلاحها اذا كانت عاطلة وتنظيفها من ثم عرضها، واغلب المواد التي تأتي الى السوق مجهولة المصدر، لانها مستخدمة، والباعة، في هذا السوق يتعاملون بمختلف المواد ولايتخصصون بنوع معين، كما يوجد صنفان من الباعة، باعة ثابتون في السوق واخرون طارئون لايأتون الا في ايام معينة، خاصة يوم الجمعة حيث يكون الزحام على اشده يكثر فيه البيع والشراء.

 

بدايات السوق

وعن بدايات هذا السوق حدثنا الحاج فاضل حسين الذي يعمل في بيع وشراء المواد الكهربائية منذ فترة طويلة:

يعود نشوء هذا السوق الى بداية التسعينيات من القرن المنصرم، وهو يمثل امتداداً لسوق الجمعة الذي كان في منطقة المعارض، وقد ابتعد عنه الباعة بسبب الضريبة التي كانوا يدفعونها في كل يوم جمعة، وقام هؤلاء الباعة بعرض سلعهم في ازقة سوق البصرة القديمة وزدادت عمليات البيع والشراء حتى اتخذوا من الشارع المجاور لجامع العرب مكانا لسوقهم، يعرضون فيه بضاعتهم ويشترون مايعرض عليهم من مختلف الانواع من المواد المستعملة والجديدة ايضا، وأخذ يرتاده العديد من المواطنين طوال ايام الاسبوع، والذين يقومون بشراء حاجاتهم بسبب الفرق في السعر بين المادة الجديدة والمستعملة..

لماذا (سوق الحرامية)؟

لقد اختلفت التسميات التي اطلقت على هذا السوق، فالبعض يسميه سوق الجمعة نسبة الى التشابة الكبير بين سوق الجمعة وهذا السوق الذي يعتبره البعض امتدادا له.. كما يعرف ايضا بسوق البصرة، وذلك بسبب المكان الذي يشغله في منطقة البصرة القديمة.. اما تسمية (سوق الحرامية) فقد جاءت من خلال عرض وشراء المواد المسروقة من المواطنين او من دوائر الدولة وبيعها بسعر مخفض اذ ان الكثير من المواطنين الذين يتعرضون للسرقة يأتون الى السوق للبحث عن موادهم المسروقة وفي بعض الاحيان يجدونها بعد سرقتها بفترة قصيرة.

 

مفارقات

عندما تتجول في سوق الحرامية سيمتلئ صدرك بالحزن والحسرة على المواد المسروقة والمعروضة فيه.. هذه المواد سرقت من مؤسسات الدولة ودوائرها حيث يوجد الكثير من الاجهزة الحديثة التي لايعرف فائدتها من يبيعها او حتى كيفية استعملها، فعلى سبيل المثال وجدنا مجهرا طبيا حديثاً لدى احد الباعة وقد عرضه بسعر 20 الف دينار وهو لايعلم بانه جهاز طبي له فائدة كبيرة، فاشتريناه واهديناه الى احد المراكز الصحية ويخبرنا الدكتور مدير المركز الصحي بأن سعره يقارب النصف مليون دينار وجهاز استنساخ عرض بسعر 350 الف دينار سعره (لانه جهاز حديث ومتطور) يصل الى المليوني دينار في المحلات التجارية وعرضت فيه الكثير من الاجهزة التي استوردت في الفترة السابقة حسب مذكرة النفط مقابل الغذاء وقد سرقت اغلب هذه الاجهزة في المؤسسات الحكومية بعد الحرب الاخيرة.

 

سوق الحرامية في عهد الحرية

بقد سقوط النظام السابق وما صاحبة من عمليات سلب ونهب.. اصبح هذا السوق يعج بالكثير من المواد المسروقة واصبح يبيع الادوية المخدرة علناً كما يوجد باعة يقومون ببيع اقراص السي دي الاباحية اضافة الى بيع مختلف انواع الاسلحة النارية والاعتدة، كذلك يقوم البعض بعمليات تزوير للوثائق والمستندات الرسمية كجوازات السفر وسنويات السيارات وهويات الاحوال المدنية وغيرها.. كما توجد في السوق عصابات مافيا تقوم بالغش، والاحتيال

على المواطنين.. ثمة في البصرة ثلاثة اسواق اخرى مشابهة، سوق في خمسة (ميل) والاخر في الجمهورية وثالث في قضاء الزبير..

 

 

 

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة