الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 

نحن الاغلبية المستغرقة بالنعاس.. لا نرغب ان نعلم ما الذي يحدث

 تشارلز مور

الحكمة المشهورة التي  تنسب إلى اورسن ولز تقول ( إن ثمة أحساسين يجتاحان المرء وهو يركب طائرة ،انهما الخوف والضجر). ونحن نمر في المناسبة الثالثة لحادثة 11 أيلول ، هذان الاحساسان يهيمنان على كل شىء ، ويتصارعان مع بعضهما في النفوس.

الخوف يبدو واضحا ، ولهذا سمي الإرهاب إرهابا، أنها اديولوجيا الخوف، الأيمان بأنك تستطيع ،بل يجب عليك أن تخدم قضيتك من خلال إرهاب الناس، أما الضجر فانه اقل وضوحا ، انه السلاح الفتاك الذي يملكه المتعصبون للعمل ضد الرأي العام في الغرب.

منذ سنين طوال ، كنت أتعجب من مدى غباء الجيش الجمهوري الايرلندي السري، لقد بدا الاعتقاد ان بريطانيا مهتمة إلى حد بعيد بالتشبث بايرلندا الشمالية . وكنتيجة لذلك، لم تكن من وسيلة اضعفنا بها سيطرتنا على المقاطعة سوى (الحرب).

واخيرا بدا يفهم ان اكبر احساس عام يجتاح بريطانيا ويخص ايرلندا الشمالية، كان هو الضجر، واذا استطعنا ان نتسلل مبتعدين عنها بهدوء، فسوف نفعل. لذلك فان جمهوريين متميزين  مثل كاردي ادمز  يتحفظون على سلاح الخوف  وسلاح الضجر، اللذان يصبحان مثل لاعبين يدندنان وهما واثقين من نفسيهما في (لعبة السلام)،حتى اننا جميعا يمكن ان ندعي بانه شيء حقيقي وله وجود، فهمنا المسألة بأمتنان ، وحولنا اهتماماتنا الى اشياء اخرى.

ان الضجر عامل كبير في رد فعلنا على الارهاب، كم هو عدد المواطنين البريطانيين الذين يتابعون الاخبار، وهم يرون رجالا بلحى سوداء ومغطي الرؤوس ، يصيحون ويهزون قبضاتهم امام اكوام من الخراب ، انهم يحاولون ان يعرفوا ما الذي يصرخون من اجله ، يمكن ان يحدث ذلك في بغداد او غزة او بيسلان ،او قندهار ، اوجاكارتا اوحتى برادفورد ، ونحن الاغلبية المستغرقة بالنعاس لانرغب ان نعلم ما الذي يحدث.

 

نحن نعترف بالاستسلام.، كم يمكنك ان تعرف من الارهابيين والمتعاطفين معهم ؟ انا اعرف فقط، اسامة بن لادن (رغم انني لااستطيع ان اتلفظ اسمه جيدا)

وذلك الشخص صاحب اليد ذات الخطاف.

ربما يمكنك ان تعتقد ان عدم التركيز على هذه القضايا  يمكن ان ينفع في الحد منها ، ان الرفض الشديد او الجاهل يمكن ان يتاثر بالتعصب، انا لااخشى ذلك، اذا لم نكن نعرف من الذي يدير الحوار ولماذا ،نحن حساسون لفكرة ان المسلمين الذين يتحدثون على الشاشات انما هم يتكلمون لصالح المسلمين .

اتعلم الفرق بين المجلس الاسلامي البريطاني وبين الرابطة الاسلامية في بريطانياوايهما اذا كانت هنالك ، اهي تتكلم بأسم الجميع اهي معتدلة ؟ هنا جاء احد العاملين في اللجنة المتواجدة في لندن للدفاع عن حقوق الانسان.

انك ربما لاتعرف انه جزء من حركة التكفير السعودية ، ذلك الذي يدعوا حتى الى قتل ابناء دينه اذا اختلفوا معه في الراي ، انك سمعت بالقاعدة ، انها تعني (the base)،يتم تكوين  مئات من المجموعات الاميبية المتغيرة على هذه القاعدة ، ربما تسكن بالقرب من دارك في لوتون او برلني.

ان اولئك الذين يصرخون عاليا ،فسوف يتبين للغافلين بعد ذلك  انهم مسلمون، لذلك عليك ان تستسلم لهم .

قبل ثلاثين عاما كان في بريطانيا بضعة مسلمين يطالبون بحقوقهم ليرتدوا الحجاب في المدارس او ليحصلوا على عطل لايامهم المقدسة ، او يشتكون من حفلات يتم تناول لحم الخنزير فيها.

اغلبهم كان راضيا عن المصارف غير الاسلامية ، ربما ان الكثير منهم كان مسرورا لانه ياتي الى بلد يطبق قانون علماني فيه . اما اليوم فاولئك يطالبون بالمزيد والمزيد من حقوقهم الدينية وحصلوا على اهتمام كبير، ان معظمنا كان يظن  على جهل، ان هؤلاء انما يدافعون عن قومهم، ونحن الضجرين

كنا نظن ان علينا ان نمنحهم مايريدون طالما انهم سيذهبون ولكنهم لم يفعلوا ذلك.     

ان الضجر يجعلنا نصف متعصبين ونصف  لامبالين،   كثيرا ما اسمع الناس يرددون ( ما نفع كل هذه الاحترازات؟ ؟ اذا اراد الارهابيون قتلنا فلن تعدمهم الوسيلة ، وليس بامكاننا عمل شي ، وكثيرا ما اسمع من الناس وهم يسألون بغرابة، ماهي هذه الحرب ضد الارهاب على اية حال ؟ ان مايملكه الغرب يمكن ان يهزم التهديدات البدائية، ولن تتوقف الحياة .

مع ذلك فان كلا القولين ليس صائبا ، ان الحذر واليقظة والمعلومات الاستخبارية، يمكن ان تمنع محاولات ايقاع الشر بنا ، وكل اجراء يمكن ان يمنع القتلة من تحقيق مأربهم  ، الذين يعتمدون بشكل كبير على موت قواهم , كذلك هنالك العديد من الوكلاء  وضباط الشرطة والمسلمين المعتدلين المتعاونين  الذين يحيطون بنا،  ويحفظون حياتنا عن طريق مايرسلونه من معلومات ، واذا استطعنا ان نسيطر على سياسة الهجرة بشكل مناسب ، فاننا يمكن ان نحقق الكثير.

ان من الواضح ان الغرب يمكن ان يهزم اعداءه في المعركة ، وهو يتفوق عليهم في الاموال والتكنولوجيا ، ان التطرف الاسلامي يعلم ذلك ، وهو يطور استراتيجياته ليحاول ان يحتال على ذلك ،نعم،ان القاعدة لاتستطيع ان تستولي على السلطة في أي بلد اوربي ولكن اعمالها يمكن ان تغير الحكومات مثلما حدث مع اسبانيا في وقت مبكر من العام .

ان ابن لادن ربما لن يحصل على اكثر من 200,000 صوت في انتخابات رئاسية في أي بلد غربي ولكنه فعل المزيد ليعيد تشكيل المواقف الاوربية نحو اميركا وموقف اميركا نحو اوربا اكثر مما استطاع ان يقوم به هتلر وستالين انه يري ايقاعا ، ينقصه الارادة في ضجرنا وهو يحاول ان يستغل ذلك.

ان المفعول الاخير للضجر يتشكل عن طريق استمرار هؤلاء القادة الذين يواصلون اخبارنا بهذا الخطر ، ان المزاج الطبيعي للبريطانيين المنزعجين من التطرف اخذ قسطاً من الراحة في تشامبرلين اكثر من الاستماع الى تشرشل ، ويبدو الناس وهم غاضبون  من بوش وبلير،اكثر من غضبهم من القتلة المتأهبين للحر ب،

في قريتنا سسكس في شهر مايس 1940، قابل جدي جارة عجوزا له في الحديقة ، قال لها (انا اخشى  الانباء القادمة من فرنسا ،انها سيئة جدا سيدة س ).اجابت السيدة: (انا لاازعج نفسي ابدا بالاستماع الى هذه الاشياء .) ثمة شيء يؤكد هذه الملاحظة، لقد بزغت علينا من مجتمع مسالم وواثق .

هذا هو نوع المجتمع الذي يجب ان يدافع عنه الانسان حتى الموت ، ولكن اذا لم يحرص المرء سوف يكون الموت هو الحاكم لقد حذرنا من ذلك منذ ثلاث سنين خلت ، ولكنا ننسى ذلك.

ترجمة :مفيد وحيد الصافي

عن الديللي تلغراف

 


 

11 ايلول 2001

ترجمة: عمران السعيدي

عن الواشنطن تايمز

قليل منا سينسى اين كان وماذا كان يفعل قبل ثلاثة سنين في مثل هذا الصباح حين استلم الشعب الامريكي نداء اليقظة الوحشي من الارهاب وبين السابعة وثمانية وخمسين دقيقة صباحاً (شرقاً) والساعة العاشرة وتسع وعشرين دقيقة حتى انهار البرج الدولي للتجارة وقتل اكثر من ثلاثة آلاف امريكي واجنبي بواسطة (19) خاطفاً جميعهم من اعضاء القاعدة والذين تعلّموا القتل داخل معسكرات تدريب اسامة بن لادن الارهابية.

وقد قتل القليل من المسافرين ومضيفي الطيران من قبل الارهابيين قبل ان تصطدم الطائرات في مبنى البنتاغون وجنوب مانهاتن وجنوب غرب بنسلفانيا. وقد قضى هؤلاء الضحايا طعناً بالسكاكين وقاطعات الصناديق من على ظهر الرحلة (11) قبل ارتطامها بالبرج الشمالي لمركز التجارة الدولي في الساعة الثامنة وخمس واربعين دقيقة صباحاً. وقد تتضمن هذه المجموعة من الضحايا بعض المسافرين على الرحلة (93) التابعة لطيران ايرلاين يونابتد والذين جاءت المعلومات عنهم خلال نداءات هاتفية لبعض احبائهم من ان طائرات مخطوفة اخرى قد ارتطمت ايضاً، وذكر في هذه النداءات ان بعض المسافرين قد واجهوا الارهابيين للسيطرة على طائرتهم وقد ادى  هذا الصراع الى ترك الطائرة ترتطم في الساعة العاشرة وثلاث دقائق على الارض قرب مدينة شانكزفايل. وهناك ضحايا اخرون تقدر اعدادهم بالمائتين شخص من الطوابق العليا لبرجي مركز التجارة العالمي. الا ان الاكثرية من الضحايا جاءت نتيجة ارتطام الطائرة بالبرج مسببة حريقاً هائلاً ادى الى تدمير البرجين مع الحاق اضرار بمبنى البنتاغون.

هنالك قصص من الشجاعة البطولية حدثت على ظهر الطائرات المخطوفة (بيتي اونك) احدى مضيفات رحلة امريكان ايرلاين والتي قضت في الرحلة (11) تحادثت بالهاتف الخلوي مع مكاتب رحلة (AA ) واصفة بكل هدوء تفاصيل عمل الارهابيين اثناء الرحلة. وكانت الآنسة (اونك) احد الذين تحدثوا الى معارفهم وآخرين لإبلاغهم عن الذي يحدث داخل الطائرة وبكل دقة.

 اضف الى ذلك الاعمال البطولية لأفراد قسم اطفاء مدينة نيويورك والذي فقد 344 فرداً من اعضائه في مركز التجارة الدولي وحده، ولولا توازنهم والمهارة العالية في عملية اخلاء البرجين لكان قد قتل عشرات الآلاف من المواطنين في منطقة ما يسمى الآن (كراوندزيرو).

وفي الوقت الذي عرفت فيه بطولة المسافرين على يونايتد 93 هناك بعض الامريكان يعرفون (خوزيه مليندز بيرز) وهو احد مسؤولي الهجرة الامريكية في مطار (اورلاندو) والذي من المحتمل ان يكون قد انقذ موقع الـ (كابيتال والبيت الابيض) من الدمار، ففي الرابع من آب 2001 منع السيد (مليندزبيرز)( محمد قحطاني احد اعضاء القاعدة والذي يشك بأنه كان (الخاطف العشرين) من الدخول الى الولايات المتحدة. وقد القي القبض عليه فيما بعد من قبل القوات الامريكية في افغانستان وكانت القوات الامريكية تعتقد بأن القحطاني هو الخاطف الخامس والمفقود على رحلة (يونايتد 93) والذي اعتقدت لجنة الحادي عشر من ايلول بإستهداف هذه الرحلة البيت الابيض ومبنى الكابيتال. وكان على الرحلة 93 ارهابيين فقط وهي الرحلة الوحيدة من بين الطائرات المختطفة التي لم تصل هدفها المقصود. ولكن جميع البطولات المذكورة آنفاً كانت بمثابة الاستثناء وليس القاعدة. فإن احداث الحادي عشر من ايلول لم تكن لتحدث لولا الاخفاقات الاستخباراتية والمشاكل الهيكلية في وكالات الاستخبارات الامريكية.

وكما ذكرت لجنة الحادي عشرمن ايلول في تقريرها النهائي ان جهاز (FBI ) قد اخفق في الحصول على جهاز الحاسوب الزمني والذي اعيق عمله كثيراً في هذه القضية. وحين وصلته بعض المعلومات من وكالة اجنبية فقد تراجعت فعالية مكتب الـ (FBI) في فهمه للحدود الدستورية في استخدام معلومة مثل هذه في القضايا الجرمية. وفي تفاقم المشكلة هناك سياسة وضعت من قبل (جيمي كورليك) وهي احد اعضاء هيئة الحادي عشر من ايلول ذكر فيها بأن الاوضاع زادت صعوبة بالنسبة لوكالات الاستخبارات والمسؤولين القانونيين في المشاركة في تقديم المعلومة الاستخباراتية.

اثنان من الخاطفين هما (خالد المضر ونواف الحازمي) كان بإمكانهما دخول الولايات المتحدة نتيجة للعجز المذهل في درجة الاستخبارات، وعلى سبيل المثال جاء دخول (المضر) الى الولايات المتحدة لأن موظفي الهجرة لم يكونوا على علم بأن هذا الرجل قد حضر اجتماعاًُ للقاعدة عقد في ماليزيا, ولم تشارك الـ (CIA) بالمعلومات حول الشخصين حتى آب عام 2001 وقالت بأنها طلبت منع هذين الشخصين في قائمة المراقبة من دخول البلاد وفي نفس الوقت الذي ذكر فيه اسميهما كانا قد دخلا البلاد فعلاً. وهذا هو جزء قليل من الاخفاقات العديدة التي ادت الى حدوث الهجمات الارهابية المأساوية قبل ثلاث سنوات.

ان استغلال الحادي عشر من ايلول بإعتباره بداية للحرب الحالية هو استغلال خاطئ وان الحقيقة تقول بأن منظمة بن لادن الارهابية وفروعها كانت تهاجم الولايات المتحدة منذ عدة سنوات قبل هذا التاريخ دون رد فعل واضح. كان هناك هجوم شباط 1993 على مركز التجارة العالمي وقيام المليشيا الصومالية بسحل جثث الجنود الامريكان في شوارع مقاديشو وهذه المليشيا كانت قد تدربت على ايدي اعضاء من القاعدة. وكانت هناك مؤامرة (بوجنكا) لتفجير طائرات فوق الباسفيك عام 1995 وتفجيرات عام 1998 في سفارتي الولايات المتحدة في افريقيا والهجوم الانتحاري على المدمرة (يو أس اس كول) عام 2000.

وكانت هذه الهجمات ذات رد فعل محدود جداً من قبل الولايات المتحدة. وان الفشل في التعامل مع تلك الهجمات كأحداث حرب شجع الارهابيين على مواصلة اعمالهم والتي ادت الى قتل ثلاثة آلاف بريء يوم الحادي عشر من ايلول 2001.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة