الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

المسكوت عنه في شعر التسعينيات في العراق

دراسة في نماذج مختارة

د. قيس كاظم الجنابي

- 1 -

ثمة نصوص شعرية تشي لما تختزنه من أفكار يصعب التصريح بها فيها إدانة لوضع سياسي أو اجتماعي معين له خصائصه، وغالباً ما يتوارى الشاعر خلف نوع من الرموز والألفاظ بعيداً عن أعين الرقيب، كما هو الحال مع ظلال الخوف في (الزاغ) لياسين طه حافظ، ونصوص حمد شهاب الأنباري في (سماء سابعة) ونصوص رعد عبد القادر (دع البلبل يتعجب)، وحسين الحسيني في (دورة الكلام) وغيرها حيث يتبدى بوضوح النص الغائب الذي يتوغل بعيداً ليكشف عن ملامح التعبير العميق لخفايا النص ومتعرجاته، وهو النص غير المكتوب يمتلك ملامحه الخاصة به، وأبعاده التي تميزه عن غيره (ولكنه يفترض حضوره، إنه يميل إلى العلاقة المقموعة أو الدالة المسكوت عنه، ويمكن استكشافه عن طريق قراءة أنظمة الخطاب وقوانين تشكيله لمستوياته الصوتية والتركيبية والمورفولوجية والمعجمية والدلالية). مما يحدث نوعاً من المفارقة التي تشير إلى وجود تعارض ملموس بين المظهر والحقيقة، وهي تشمل دالاً واحداً ومدلولين اثنين: الأول، حرفي ظاهر وجلي. والثاني، متعلق بالمغزى، موح به، خفي. إذ تعمل هذه العلاقة في النص الغائب عبر عمليات تأويل الاختلال بين المظهر (الظاهر) والحقيقة (الباطن الخفي) ذلك لأن التأويل يكشف (عما هو متخف وتهيئة مكان الحقيقة في الوضوح، وفي السطوح، وفي الانفتاح) حيث يمكن لمسار الاختلاف المسموح أن يتوضح تدريجياً..

- 2 -

يتبدى المسكوت عنه في القصيدة التي تراوغ القارئ، ولا تمنح نفسها منذ القراءة الأولى، فهي تدفع المتلقي بممارسة نوع من الغواية المؤثرة القادرة على إخفاء دلالات النص، واللعب على مبدأ المفارقة الخفية في التهرب من ملاحقات الرقيب، فقد استطاعت جمهرة من الشعراء أن تطل على القراء بطريقة أو بأخرى متجاوزة ظلال الخوف، باردية ومسوح وديعة لماحة تبطن المحاكاة الساخرة القائمة على التضليل، ولعل في نصوص: ياسين طه حافظ، ورعد عبد القادر، وعلي حسن الفواز، وحمد شهاب الأنباري، وحسين الحسيني.. وغيرهم ما يدل على سبق طرحه في هذه التوطئة المقتضبة، ففي قصائد (جنة الزاغ - 2002م) للشاعر ياسين طه حافظ تسللت ظلال الخوف والريبة، وأوجاع النفس فاستطاع أن يجتاز المصدات ويطل على قارئة في القصائد (صانعو الأوراق، قطعة النقد القديمة، الأرواح تخرج في المطر، الأفعوان، جنة الزاغ) حيث المفارقة المريعة بين ماضي المكان وحاضره في (جنة الزاغ) والذي تحول إلى أرض موحشة نائية معزولة، تلتف في شوكها المخالب، وترتادها الخنازير الفاتكة والنسور الكواسر، هذه الجنة أصبحت تأكل أبناءها، كما يقول:

(أنهم يرجعون إلى القرية قبل أوانهم!

ليس ذا وقت عودتهم!

أي شيء جرى في الغياب؟)

يدخلون.

يركنون مساحيهم.

يجلسون إلى التبغ والشاي،

لا أحد يرفع انظاره

أفق حالك

وهنالك شيء يخبئه صمتهم واللثام

المساحي تقول لنا

أنهم فقدوا واحداً وأهالوا التراب!

إنه يلمح عبر (تنكيس الرؤوس والصمت واللثام) إلى الضربة الأخيرة التي تكشف عن ملامح هؤلاء الذين ذهبوا إلى جنة الزاغ بإصرار على رغم معرفتهم ما سيحدث لهم، عادوا مثل كل مرة يحملون خيراً حزيناً تقوله المساحي (أنهم فقدوا واحداً وأهالوا التراب، فللفقدان، أو الموت ظاهرة من مظاهر التسلط الذي يشير إليه الشاعر عبر تأجيل المعنى أو أرجائه كشكل من أشكال التشبث الدلالي. لكي يبدد الإدانة المباشرة التي قد تحدث صدمة مثيرة تعرضه إلى المساءلة، لذا كان تمريره للمعنى محبوكاً بعناية وبخبرة النساج والمحدث اللبق الذي يستطيع أن يعطيك الدلالات المطلوبة من دون أن يدخل لعبة الحديث المباشر.

- 3 -

يحاول الشاعر حمد شهاب الأنباري في قصيدة (التي واللتيا) المؤرخة في سنة 1992م من مجموعته (سماء سابعة - 1994م) أن يتجاوز فخ الرقيب حين قال:

حين ينعق هذا الغراب

ما الذي قد يرى؟؟ لون أحزاننا.. جرحنا النازف المتدفق

خبز المجاعة؟

لو لم تكونوا معي لانكسرت من الجوع قد تتقوس مني العظام أيها النادبون لأبكي علاني السقام

وعلت جسدي رعشة.. صحوة الموت أقرب من غمضة الجفن

أنت إذن ميت والعلامة هذا الخراب.

سار التسلسل المنطقي للفكرة بشكل وئيد، من خلال استخدام رمز الغراب، الذي يعبر عن التشاؤم، لأنه يتكالب على الجيف والأطلال، ويشير إلى الهزائم والخسارات، فيتساءل الشاعر عن سبب نعيقه عبر حوار يستفيد من لغة الكلام التي تكشف عن دلالات النص الخفية حتى يبدو متجمعاً على (جرحنا النازف كما تجمع الغراب، مع استمرار هذا الجرح والجوع حتى تقوس العظام ثم يستخدم الحكاية الشعرية مع حذف يكشف عن فعل الوعي لحركة الواقع بالضربة الأخيرة المؤثرة في نهاية المقطع الذي كان حواراً مع الآخر، حيث يعلن لمخاطبه بالقول (أنت إذن ميت) وعلامة ذلك هذا (الخراب)، فكانت لفظة تدين بقوة الفعل الشعري ما هو حاصل لتؤكد المعنى الحقيقي الذي يبحث عنه المتلقي حيث تنشأ الدلالة من القيمة المحددة التي يمنحها القارئ إلى النص. التفاصيل


لأنه لا يساوم على شجن روحه فاضل السلطاني يعلن الشعر على حروب البرايرة

الديوان: محترقاً بالمياه

الشاعر: فاضل السلطاني

جهة النشر: دار الوراق - بيروت - لندن

كاظم محمد داخل

اي مياه نحترق بها، ان لم تكن ساقية الطفولة، التي عشنا يوماً في ظلال صفائها، بنقاء ارواحنا الغضة، وهمسات صبانا الناعمة على عشب ضفافها الندي.. وذلك الانتشاء لاجسادنا المستحمة في جريانها العذب.. حيث اضطررنا يوماً لمغادرتها الى حافة افق غريب، وارض لا تتسع لغربة ارواحنا المثقلة بالشجن، وتركناها هناك لدخان الحروب وجثث الميتين.

ومن هناك يبدأ عذاب السلطاني، الذي عرفته منذ السبعينيات انساناً وشاعراً لا يساوم على شجن روحه واحزان قلبه، في وطن ابى الا ان يكون مسلة للاحزان.

احب السياب ، وتغنى بـ (شباك وفيقة) و (غريب على الخليج) في تهويمة الامسيات على دجلة. كان صديقاً حميماً لرشدي العامل، استمد من رقته قوة لفضاء حزنه الطليق.

لذا كان للمنفى وقع ثقيل على روحه، بدا جلياً وواضحاً على قصائد مجموعته الشعرية (محترقاً بالمياه). حيث هم ازمنة الذاكرة، وامكنة الحلم النائية، تثقل كاهله وتعذب روحه التواقة الى ينابيع الصفاء، التي ما ان يتخيل صعوبة الوصول اليها، وفراق من يحب، حتى يكتنفه ظل الموت ملاذاً له (يوماً ما/ سأغادر هذا المنفى/ للبيت.. / سادق الباب.. / عفواً فات الوقت/ كانوا بالامس هنا/ واليوم ../ يوماً ما / سأغادر هذا المنفى.../ للموت.).

(يوماً ما)

وحين يقرر زيارة اثر يلامس مكونات ذاكرته السحيقة عسى ان يمنحه نكهة للتذكر، وبعضاً من ضوء لعتمة منفاه، يكتشف لونا اخر لغربته (دخلت وعقبة مسجده/ كان لون التراب غريباً/ ولون القوادم../ .. وكان العراق بعيداً/ فمن اين كنت اتيت؟/ .. رحلت وعقبة .. / وكل الى موته/ ومسجده).

(زيارة الى مسجد عقبة بن نافع)

ولم يك يريد تعريب روحه، السياب، ان يكون بعيداً عما اصاب تلك الروح من يباب المنافي، بل اراده شاهداًُ نزيها على ما تتعرض له حياته من عطب (منذ خمس وعشرين سنة / زارني السياب/ وهو يحمل اطرافه فوق ظهره/ قبلني في جبيني/ .. وبعد خمس وعشرين سنة/ جاءني راكضاً باطراف قوية ما مسها موت/ .. وقال لي/ انت ايها المنافق.. يا اخي! / الم تخضر جثتك بعد؟).

( زيارتان)

ويبقى صوت الموت يطارد الشاعر في خطوه المتعثرعلى طرقات غربته، وفي زوايا بيته النائي، يتحول الى نداء يثقب قلبه ويحجب صوت من يحب (صوتك ام .. صوت الموت).

(نداء)

وحتى الصباح الذي يغلف الطوابق والعربات، ويعدو خلف معاطف وقبعات المارة في لندن، له نكهة موت الغرباء ورائحة منعطفات الرقاد (صباح الخسارات.. طبت صباحاً/ وانت تجمعني/ وتطلقني / على شرفاتك.. طيراً قتيلاً).

(صباح لندني)

وينادي الشاعر صديقه وقريب احزانه، رشدي العامل، ان ينهض من قبره، لا لأمر يتعلق بالصباح او البنات الواقفات على شرفات الحب، وهوى العشاق الذي صار هواء على الارصفة.. يناديه ليكون هو الآخر، مثلما هو السياب، شاهداً على خرس عشاقه ونضوب حياتهم.. وان يمضي اليهم بوردته وحديقته الغناء، كي (يصنع منهم بلاداً) في زمن يفقدون البلاد (اصرخ الآن.. عشاقك الخضر/ لا يسمعون السكوت). التفاصيل


(السيطرة الذكورية).. عند النبع بدأت الاسطورة!

احمد الشريف

(السيطرة الذكورية) احد الكتب المهمة لعالم الاجتماع الفرنسي الشهير بيير بورديو. هذا الكتاب صدر عن دار العالم الثالث بالقاهرة بترجمة احمد حسان.

في هذا العمل الاستثنائي يطرح بورديو مسألة السيطرة الذكورية على الانثى والطريقة التي يتم فيها فرضها ومكابدتها، هذه العلاقة الاجتماعية العادية على نحو غير عادي - العنف الرمزي- تقدم فرصة ممتازة للامساك بمنطق السيطرة التي تتم ممارستها بإسم مبدأ رمزي معروف ومعترف به من جانب المسيطر وكذلك من جانب المسيطر عليه، هذا المبدأ الرمزي قد يكون لغة- او طريقة نطق - او اسلوب حياة او طريقة للتفكير او للكلام او للحركة وهو بشكل اعم خاصية مميزة، شعار او وصمة اشدها فعالية من الناحية الرمزية هي تلك الخاصة الجسمانية التعسفية تماماًُ حتى لا يمكن التنبؤ بها والتي هي لون الجلد.

يقول بورديو: انه ليس من قبيل الصدفة ان فيرجينيا وولف نظراً لرغبتها في ان تطرح للتساؤل ما تسميه على نحو رائع باسم السلطة الايحائية للسيطرة تتسلح بمماثلة اثنوجرافية، رابطة من جهة الاصل بين التفرقة ازاء النساء وبين طقوس مجتمع عتيق، يكون من نتيجة ذلك الفصل بين الجنسين ووضع ورسم خطوط الفصل الغيبية.

ورغم ان هناك خطاباً نسوياًُ معيناً ركز على السيطرة الذكورية في واحد من اكثر الاماكن وضوحاً لممارسته، اي في قلب الوحدة المنزلية، فإن مبدأ السيطرة لا يكمن فقط في هذا المكان بل يكمن ذاخل هيئات من قبيل المدرسة او الدولة، التي هي اماكن تطوير وفرض مبادئ السيطرة التي تجري ممارستها في قلب العالم الاشد خصوصية.

صورة مكبرة

نظهر قوة النظام الذكوري في حقيقة ان يستغنى عن التبرير فالرؤية المتمحورة حول الذكورة تفرض نفسها بإعتبارها محايدة ولا تحتاج الى التعبير عنها في خطابات تسعى الى منحها المشروعية النظام الاجتماعي يعمل بمثابة آلة رمزية هائلة الى اقرار السيطرة الذكورية التي يقوم على اساسها، انه التقسيم الجنسي للعمل، التوزيع البالغ الصرامة للنشاطات الموكلة لكل جنس من الجنسين ولمكان هذه النشاطات ولخطتها وادواتها، انه بنية الفضاء، بالتعارض بين مكان الندوة او السوق القاصرين على الرجال وبين المنزل القاصر على النساء، او داخل هذا الآخر، بين الجزء المذكر بمقر الاقامة، وبين الجزء المؤنث بالاسطبل، والماء والخضراوات، انه بنية الزمن، يوم العمل، السنة الزراعية، او دورة الحياة بلحظات الانقطاع المذكرة، وفترات الحمل الطويلة المؤنثة.

والذكورة في جانبها الاخلاقي ذاته، اي بكونها ماهية مناط الشرف مبدأ الحفاظ على الشرف وزيادته تظل غير قابلة للانفصام ضمنياً في الاقل، عن الذكورة الفيزيقية خصوصاً من خلال البراهين على القدرة الجنسية، اذ ان الاختلافات البيولوجية الظاهرة بين المذكر والمؤنث، بعيداً عن كونها تلعب الدور التأسيسي الذي ينسب اليها احياناً، هي بناء اجتماعي يجد مبدأه في مبادئ التقسيم للعقل المتمركز حول الذكورة والذي يقوم هو ذاته على اساس المكانات الاجتماعية المخصصة للرجل والمرأة.

اسطورة تأسيسية

عند النبع قابل الرجل الاول المرأة الاولى، كانت تنزح الماء حين اقترب الرجل المتكبر منها وطلب ان يشرب، لكنها كانت اول من وصل وكانت عطشى هي ايضاً، ومستاء دفعها الرجل تعثرت ووجدت نفسها على الارض عندها رأى الرجل فخذى المرأة اللتين كانتا مختلفتين عن فخذيه، ظل مصعوقاً من الدهشة، وعلمته المرأة الاوسع حيلة اشياء كثيرة، واخذ الرجل يتبع المرأة في كل مكان لأنها كانت تعرف اشياء اكثر منه، مثل اشعال اللهب وما الى ذلك.

هنا يتأكد قصد التبرير الاجتماعي دون مواربة فالاسطورة التأسيسية تقيم، عند ذات اصل الثقافة المفهومة بإعتبارها نظاماً اجتماعياً محكوماً بالمبدأ الذكوري، ان سوسيولوجيا سياسية للفعل الجنسي ستظهر مثلما هي الحال دائماً في علاقة سيطرة، ان ممارسات وتمثيلات الجنسين ليست متناظرة على الاطلاق، ليس فقط لأن البنات والصبيان لديهم حتى في المجتمعات الاوروبية- الامريكية اليوم، وجهتا نظر شديدتا الاختلاف حول العلاقة الغرامية فالاغلب ان يفكر فيها الرجال ضمن منطق الغزو (خصوصاً في المحادثات بين الاصدقاء، التي تفسح مجالاً واسعاً للتفاخر بشأن الغزوات النسائية) بل كذلك لأن الفعل الجنسي ذاته يدركه الرجال بوصفه احد اشكال السيطرة: التملك، الامتلاك. ومن هنا الفرق بين التوقعات المحتملة للرجال وللنساء بشأن الجنسانية واوجه اساءة الفهم، المرتبطة بتفسيرات سيئة لـ (الاشارات الملتبسة) عن عمد احياناً او المضللة الناشئة عن ذلك. فعلى خلاف النساء المؤهلات اجتماعياً لأن يعشن الجنسانية بإعتبارها خبرة حميمة مشحونة بقوة بمشاعر الاعزاز لكنها يمكن ان تشمل طيفاً واسعاً من النشاطات (الكلام، اللمس، التربيت، العناق، الخ) يميل الصبية الى تجزئة الجنسانية المدركة بإعتبارها فعلاً عدوانياً وبدنياً بالدرجة الاولى للغزو موجهاً نحو الذروة الجنسية.

على هذا النحو تجد السيطرة الذكورية كل شروط تطبيقها الكامل مجتمعة فالاسبقية المعترف بها للرجل بشكل شامل تتأكد في موضوعية البنيات الاجتماعية ونشاطات الانتاج واعادة الانتاج القائمة علىاساس تقسيم جنسي لعمل الانتاج البيولوجي والاجتماعي الذي يمنح الرجل النصيب الافضل. وفي ختام الفصل  الاول من الكتاب يقول بورديو: ان الذكورة كما نرى هي مقولة عقلانية للغاية مشيدة في مواجهة ومن اجل الرجال الآخرين وضد الانوثة ضمن نوع من الخوف من المؤنث داخل المرء ذاته اولاً. التفاصيل


من المحرر :جماعات ومراكز بحوث و..

في النصف الثاني من القرن العشرين ظهر في بعض العواصم العربية عدد من مراكز البحث والدراسات الفولكلورية، وبعض هذه المراكز مثل مركز الانثروبولوجيا والتراث الشعبي في جامعة المنصورة ومركز التراث الشعبي في جامعة الخرطوم ومركز دراسة السيرة الهلالية في تونس ذي طبيعة أكاديمية تهدف إلى تأهيل وتدريب الباحث وبعضها ذو طبيعة بحثية أنشئت لتخدم قضية الاهتمام بالتراث الشعبي الوطني.

وعلى هذه المراكز جميعاً مسؤولية البحث والتأهيل والتطوير إضافة إلى نشاط آخر تجلى في عقد المؤتمرات السنوية للمتخصصين وإقامة الحلقات الدراسية العلمية (السمنارات) وتأسيس الجمعيات العلمية وحضور المؤتمرات الدولية الخاصة بالتراث الشعبي، وكان للمهرجانات السنوية التي تقيمها وما زالت هذه المراكز الدور الأساس في إثارة انتباه الجمهور ووعيه مثل ندرة بغداد للتراث الشعبي ومهرجان الجنادرية ومهرجان جامعة مؤته للتراث الشعبي ومؤتمر الثقافة الشعبية في بيروت والمنصورة ومهرجان المحبة في حلب.. وكل هذا النشاط الشعبي السنوي الذي يترشح عن المراكز البحثية يجري وسط أجواء احتفالية تضيع الهدف الأساس وهو البحث والتطوير والتعريف لتغلب الروح المهرجانية على النسق العلمي المفترض، فتكون الندوة العلمية على هامش تلك الاحتفالية العامة والمطلوب إرساء دعائم عمل إضافية تتعلق بالتنظيم العلمي لكل هذا الجهد وإظهار الجمعية الوطنية الخاصة بالتراث الشعبي إضافة للاتحاد المتشكل من كل الجمعيات العربية وتاسيس مجلة مركزية للتراث الشعبي ترعاها الجامعة العربية إضافة إلى الإطلاع على نشاطات الجمعيات والاتحادات الفولكلورية العالمية وجماعات البحث في التراث مثل لجنة الفولكلور في اليونسكو واتحاد الحرف والصناعات الشعبية العالمي وجمعية هولندة للمأثور الشعبي وغيرها.


 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة