الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

من سيطرة عدي وأركان النظام السابق إلى انتهاكات اشباه الصيادين! اسماك الكوت تتعرض لانتهاكات مروعة.. وسدة الكوت في خطر!

السموم والمتفجرات والصعقات الكهربائية أساليب قذرة لتدمير الثروة السمكية والبيئة في العراق

 

واسط / جبار بجاي

في منتصف سبعينيات القرن الماضي وعندما كنا في المرحلة المتوسطة والإعدادية كان الذي يشدنا إلى المطالعة وقت الامتحانات هو ان نذهب للقراءة على (الشط ) اذ لم نكن نعرف الكورنيش في حينها بل انه لم يكن موجودا أصلا لكن الشط الذي  كنا نذهب إليه يعني لنا شيئاً آخر.. أنه يعني التمتع بمنظر السمك الذي كان يغطي وجه الماء عند سدة الكوت المعروفة، فالسمك في حينها علامة مسجلة باسم الكوت وكان المادة الغذائية التي لا تفارق موائد أهل المدينة وهو الهدية الجميلة التي يقدمها اهالي الكوت  لمعارفهم وأصدقائهم في مناسبة أو من دون مناسبة، بحكم مذاقه الشهي فضلا عن كونه من اللحوم البيض المفضلة لديهم لغناها  بالفيتامينات والبروتينيات.

انذار في المدينة

أعود لاقول ان ذلك المنظر الجميل سرعان ما تلاشى بعد ان فرض ( جماعة عدي ) سيطرة مطلقة على منطــقــة  (اللوك ) أو ما يطلق عليه الهويس الملاحي المصمم اصلا لدخول الاسماك لغرض صيدها بسهولة، ولعل الذي نتذكره ويتذكره غيرنا من أبناء المدينة يتذكرون ما كان يحل من كوارث حقيقية تكاد تتكرر أسبوعيا عندما كانت  تلك الجماعات تشرع بعملية الصيد الأمر الذي يدخل المنطقة برمتها با نذار كامل يتطلب قطع الطرق ومنع العبور من الجانب الغربي إلى مركز المدينة أو العكس، وكثيرا ما اعتقل مواطنون أبرياء بمجرد انهم نظروا ولو سريعا إلى اولئك الصيادين الماهرين ..

لهم البني ولنا الدودي!

يقول الحاج خلف حسون الذي يسكن منطقة قريبة من (اللوك ) عند الجانب الغربي للسدة: كنا كثيرا ما نبلغ من عناصر المخابرات بعدم الخروج من منازلنا في أثناء عمليات الصيد وأتذكر ان قارئاً لمقاييس الماء كان يقوم بعملة في المنطقة من دون ان يعرف ما يجري حينها، فتم اقتياده من قبل إحدى مجاميع المراقبة ولم نعرف ما جرى له هذا مثال بسيط وهناك الكثير من الأمثلة والشواهد المؤلمة لكن الذي كان يؤلمنا كثيرا هو كيف ان  الأنواع الجيدة من السمك العراقي وسمك السدة بالذات إلى أركان النظام السابق لتكون ضمن موائده العامرة بكل ما لذ وطاب، أو ليتم إطلاق تلك الأسماك في أحواضه الخاصة وما أكثرها لتكون للتسلية وقضاء الوقت ليس إلا. أما نصيبنا نحن فهو لا يتعدى ( الزوري والحرش والدودي ) والأخير السمك الأصغر حجما أو انه الخارج من البيوض توا. وتقول المعلومات المؤكدة ان اكثر من ( 450 ) طناً من اسماك البني والشبوط والكطان الحر كان يذهب أسبوعيا إلى الموائد والأحواض الخاصة من مناطق الصيد المختلفة الأمر الذي أدى إلى اختفاء هذه الأنواع من الأسماك وتلاشيها تماما لعل الإحصائيات التي أظهرت الجهات المعنية في السنوات الأخيرة خير دليل على انحسار الثروة السمكية في العراق..

إذا كان ذلك المشهد هو اختصار شديد لمأساة السمك العراقي ولاسماك الكوت على وجه الدقة فأن الواقع اليوم اكثر ألما واشد أسى إذ تتعرض هذه الأسماك إلى انتهاكات خطيرة ومروعة بفعل الأساليب التي يتبعها اشباه الصيادين المتمثلة باستخدام السموم والمبيدات والصعقات الكهربائية، إضافة إلى أسلوب التفجيرات أي استخدام القنابل والرمانات لصيد المزيد من الأسماك على اختلاف أنواعها وأحجامها والتي باتت تشكل خطرا كبيرا على الثروة السمكية قد تؤدي إلى هلاكها وتدميرها حيث تمارس تلك الأساليب على مرأى ومسمع الجميع بما في ذلك أجهزة الدولة التي صارت تغض النظر عن حالات كهذه. التفاصيل


نخيل البصرة ينتظر نهاية حروبه غير المعلنة

مشاريع لزراعة صحراء البصرة نخلاً بإستخدام تقنية شبكات التنقيط

البصرة/ المدى

العراقيون بأعراقهم ومذاهبهم وجدوا في النخلة رمزاً يمثل الماضي والحاضر ويجدد وحدتهم ما تفقوا على قدسيتها.. لكن ما حدث لغابات النخيل في محافظة البصرة وهي اكبر المناطق المتخصصة بزراعة النخيل في العالم، وتمتاز بتعدد اصنافها التجارية (كالسامير والحلاوي والخضراوي والزهراوي) .. اضافة الى اصناف اخرى ذات جودة عالية مثل البرحي والبريق والجبجاب وغيرها من الاصناف التي يزيد عددها على 450 صنفاً كان كارثة وطنية بحق فقد عانت غابات النخيل الدمار والحرق طوال العقود الاخيرة ، حتى ان احد الزملاء الصحفيين طالب بمنظمة حقوق النخيل..

تحدث الاستاذ طه زويد عبيد/ مدير قسم النخيل في مديرية زراعة البصرة في بداية لقائنا معه قائلاً:

تشمل مناطق زراعة النخيل الاراضي المحاذية لضفتي شط العرب وبعمق (501 كم) ابتداءً من قضاء الفاو وجنوباًر وانتهاءً بمنطقة التقاء نهري دجلة والفرات في قضاء القرنة.. ان تدهوراً كبيراً اصاب زراعة النخيل وانخفاض الاعداد المزروعة نتيجة تعاقب الحروب التي كانت البصرة مسرحاً لها اضافة الى هجرة اصحاب البساتين وعدم توفر الامكانات الاساسية لعودتهم مثل الكهرباء والماء والامور الادارية الاخرى.. ومن خلال نظرة سريعة على واقع النخيل فقد كانت اعداده عام 1979 يقارب من الثلاثين مليون نخلة اما اليوم فإن العدد لا يتجاوز الملايين الثلاثة.. ويضيف قائلاً: لقد تعرضت النخلة في البصرة الى نقل فسائلها الى المحافظات الاخرى وبالاخص محافظات بغداد والرمادي وصلاح الدين اذ اخذت القالعات تنقل النخلة الى القطارات او الحافلات لتستقر في بساتين اخرى.. اضافة الى تصدير الفسائل الى الامارات العربية وقطر وعمان وذلك لفقر الفلاح والمزارع ان شراء  الفسيلة بسعر مغر شجع على ان يبيع الاغلبية منهم فسائل ارضه ومن  اشهر  المناطق التي تعرضت لذلك الفاو والمدينة..

كما ان انواعاً عديدة من النخيل الجيد وخاصة نخيل البرحي قد تعرض الى التصدير والنقل بكميات كبيرة..

الحرب على النخيل

.. وبرأيك .. هل انتهت الحرب على النخيل..؟

بدأت الحرب على النخيل عندما انتهى تصدير التمور الى الخارج ومنذ عام 1980 توقفت السوق العالمية عن استقبال التمور العراقية واستعيض عنها بتمور ايران والسعودية.. واعتقد ان الفلاح المحاصر والذي لا يسمح له بتصدير تموره سوى التمر الزهدي وبكميات قليلة جعله يغض النظر عن القيام بواجباته تجاه النخلة من تسميد وحرث ورعاية فضلاُ عن ان مياه شط العرب تحولت الى مياه مالحة ورديئة ما ادى الى انخفاض انتاجية النخلة..

مميزات تمور البصرة

-هل هناك من مميزات لتمر البصرة..؟

-ان نخيل البصرة اذا زرع في منطقة اخرى نجد طعم ثمره وحلاوته وجودته يتغير لأنه سيفقد درج الحرارة العالية وارتفاع نسبة الرطوبة الذي يزيد تركيز السكر بالثمرة.. لذا فإن  تمور البصرة لها خصوصيتها بفعل العوامل المتقدمة كما ان التربة الرسوبية لضفاف شط العرب لها تأثير كبير في نوعية الانتاج.

* وكيف ننهض بواقع النخيل في البصرة ونطوره؟

- لغرض اعادة اعداد النخيل المفقودة بالسنوات السابقة تم توجيه المزارعين لزراعة عشرين فسيلة لكل دونم في مناطق البساتين وعشر فسائل لكل دونم في المناطق الاخرى. اضافة الى قيام وزارة الزراعة بالتعاقد مع مركز بحوث النخيل في جامعة البصرة بمشروع لأكثار النخيل بالزراعة النسيجية مع وجود مشروع للقطاع الخاص في ابي الخصيب للزراعة النسيجية وهو في مراحل متقدمة من الانتاج.. كما ان تطهير مقدمة الانهر ورفع الانابيب التي وضعت لأغراض عسكرية في مقدمة الانهر الرئيسة يساعد الى حد كبير على توفير المياه اللازمة لسقي النخيل. التفاصيل

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة