مشاريع لزراعة صحراء البصرة نخلاً بإستخدام تقنية شبكات
التنقيط
البصرة/
المدى
العراقيون
بأعراقهم ومذاهبهم وجدوا في النخلة رمزاً يمثل الماضي
والحاضر ويجدد وحدتهم ما تفقوا على قدسيتها.. لكن ما حدث
لغابات النخيل في محافظة البصرة وهي اكبر المناطق المتخصصة
بزراعة النخيل في العالم، وتمتاز بتعدد اصنافها التجارية
(كالسامير والحلاوي والخضراوي والزهراوي) .. اضافة الى اصناف
اخرى ذات جودة عالية مثل البرحي والبريق والجبجاب وغيرها من
الاصناف التي يزيد عددها على 450 صنفاً كان كارثة وطنية بحق
فقد عانت غابات النخيل الدمار والحرق طوال العقود الاخيرة ،
حتى ان احد الزملاء الصحفيين طالب بمنظمة حقوق النخيل..
تحدث الاستاذ
طه زويد عبيد/ مدير قسم النخيل في مديرية زراعة البصرة في
بداية لقائنا معه قائلاً:
تشمل مناطق
زراعة النخيل الاراضي المحاذية لضفتي شط العرب وبعمق (501
كم) ابتداءً من قضاء الفاو وجنوباًر وانتهاءً بمنطقة التقاء
نهري دجلة والفرات في قضاء القرنة.. ان تدهوراً كبيراً اصاب
زراعة النخيل وانخفاض الاعداد المزروعة نتيجة تعاقب الحروب
التي كانت البصرة مسرحاً لها اضافة الى هجرة اصحاب البساتين
وعدم توفر الامكانات الاساسية لعودتهم مثل الكهرباء والماء
والامور الادارية الاخرى.. ومن خلال نظرة سريعة على واقع
النخيل فقد كانت اعداده عام 1979 يقارب من الثلاثين مليون
نخلة اما اليوم فإن العدد لا يتجاوز الملايين الثلاثة..
ويضيف قائلاً: لقد تعرضت النخلة في البصرة الى نقل فسائلها
الى المحافظات الاخرى وبالاخص محافظات بغداد والرمادي وصلاح
الدين اذ اخذت القالعات تنقل النخلة الى القطارات او
الحافلات لتستقر في بساتين اخرى.. اضافة الى تصدير الفسائل
الى الامارات العربية وقطر وعمان وذلك لفقر الفلاح والمزارع
ان شراء الفسيلة بسعر مغر شجع على ان يبيع الاغلبية منهم
فسائل ارضه ومن اشهر المناطق التي تعرضت لذلك الفاو
والمدينة..
كما ان
انواعاً عديدة من النخيل الجيد وخاصة نخيل البرحي قد تعرض
الى التصدير والنقل بكميات كبيرة..
الحرب على النخيل
.. وبرأيك ..
هل انتهت الحرب على النخيل..؟
بدأت الحرب
على النخيل عندما انتهى تصدير التمور الى الخارج ومنذ عام
1980 توقفت السوق العالمية عن استقبال التمور العراقية
واستعيض عنها بتمور ايران والسعودية.. واعتقد ان الفلاح
المحاصر والذي لا يسمح له بتصدير تموره سوى التمر الزهدي
وبكميات قليلة جعله يغض النظر عن القيام بواجباته تجاه
النخلة من تسميد وحرث ورعاية فضلاُ عن ان مياه شط العرب
تحولت الى مياه مالحة ورديئة ما ادى الى انخفاض انتاجية
النخلة..
مميزات تمور البصرة
-هل هناك من
مميزات لتمر البصرة..؟
-ان نخيل
البصرة اذا زرع في منطقة اخرى نجد طعم ثمره وحلاوته وجودته
يتغير لأنه سيفقد درج الحرارة العالية وارتفاع نسبة الرطوبة
الذي يزيد تركيز السكر بالثمرة.. لذا فإن تمور البصرة لها
خصوصيتها بفعل العوامل المتقدمة كما ان التربة الرسوبية
لضفاف شط العرب لها تأثير كبير في نوعية الانتاج.
* وكيف ننهض
بواقع النخيل في البصرة ونطوره؟
- لغرض اعادة
اعداد النخيل المفقودة بالسنوات السابقة تم توجيه المزارعين
لزراعة عشرين فسيلة لكل دونم في مناطق البساتين وعشر فسائل
لكل دونم في المناطق الاخرى. اضافة الى قيام وزارة الزراعة
بالتعاقد مع مركز بحوث النخيل في جامعة البصرة بمشروع لأكثار
النخيل بالزراعة النسيجية مع وجود مشروع للقطاع الخاص في ابي
الخصيب للزراعة النسيجية وهو في مراحل متقدمة من الانتاج..
كما ان تطهير مقدمة الانهر ورفع الانابيب التي وضعت لأغراض
عسكرية في مقدمة الانهر الرئيسة يساعد الى حد كبير على توفير
المياه اللازمة لسقي النخيل. التفاصيل |