الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

الصناعات النحاسية في كربلاء

كاظم ناصر السعدي

فلوكلور مازال حياً

كان في كربلاء سوقان للصفارين احدهما يقع في منقطة باب طويريج والآخر  يشرف على ساحة الشهداء بين الحرمين.. ينتجان نوعين من الصناعات النحاسية: الأول يتسم بطابعه التراثي العام.. أي الصناعات التي يوجد ما يماثلها في المدن العراقية الأخرى كالادوات المنزلية مثلاً، والثاني يتسم بطابعه التراثي الخاص.. أي الصناعات التي تنطوي على القيم الفنية المستمدة من البيئة المحلية والمرتبطة بالمعتقدات والتقاليد الشعبية والطقوس الدينية الكربلائية مثل: (طاسة الخلاص) المنقوشة عليها سورة الكرسي وتستخدم للشفاء من المرض. و(كف العباس) المنقوشة عليه عبارات تذكّر بساقي عطاشى عيال الأمام الحسين (ع)( وهو سيدنا العباس بن علي (ع) ويستخدم كفأل خير ويمن و(الطابوق النحاسي) الذي يصمم لتغليف قباب ومنائر العتبات المقدسة بعد ان يُطلى بالذهب. و (رمّانة العلم) التي توضع في أعلى العلم على رأس العمود. و(القماقم) مرشاة ماء الورد. و(المباخر) لطرد الشر بالحرمل والبخور. و(قدور الطبخ) الخاصة بالمناسبات الدينية. وهي من الحجم الكبير يستوعب الواحد منها 25 كغماً من التمن. و(الشمعدانات) و(اللوحات الجدارية) المزينة بالنقوش والمنائر والقباب والآيات القرآنية.و(سماور الشاي). و(دلال القهوة العربية) و(المزهريات). وقد أزيل السوقان في بداية الثمانينيات بسب التوسع العمراني الحاصل في المدينة فلجأ الصفارون إلى (الحي الصناعي).

لكن انتاجهم بعد ذلك لم يعد يشمل الأدوات المنزلية النحاسية (الصفر) لأن الناس استعاضوا عنها بـ(الفافون) و(الستيل) و (البلاستك) و(الالمنيوم) كونها صحية وأرخص ثمناً وأخف وزناً بل اقتصر على الصناعات النحاسية ذات الطابع الديني ذي الخصوصية الكربلائية.

 

المادة الأولية ومصادر التمويل

يقول الحاج ابراهيم احمد الاسدي وهو من الصفارين الكربلائيين القدامى: مادتنا الأولية المستخدمة لهذا الغرض هي النحاس (الصفر) والكلمة مأخوذة من لونه الأصفر. ويبدو ان تسمية (الصفار) التي تشير إلى المهنة مشتقة من (الصفر) النحاس الذي نصنع منه الأدوات والتحفيات كنا سابقاً نحصل على النحاس من الدولة حتى سنة 1980م وكنا نستلمه من مصنع الشهيد.. لكن بعد نشوب الحرب اغلق باب التمويل فاضطررنا إلى شرائه من السوق السوداء. والنحاس يستورد من مصادر خارجية وهو على شكل ألواح يزن الواحد منها عدداً من الكيلوغرامات. أو على شكل أقراص يزن القرص الواحد من 4 إلى 16 كيلو غراماً ونحن نقوم بدورنا بعمل اشكال هندسية مختلفة باستخدام المقص الحديدي.

 

فن الطرق على المعادن وصناعة النحاسيات

وأضاف الحاج ابراهيم قائلاً: ان عمل الصناعات النحاسية والطرق على المعادن فن عراقي قديم يعود تاريخه إلى زمن البابليين في كربلاء اختص بعض الصفارين بصنعة النحاسيات ذات الطابع التراثي المحلي والسمات الفنية المستوحاة من البيئة الدينية فوظف اولئك الصفارون اصحاب المهارة والخبرة والذوق الجمالي من جيل الرواد المعاني والدلالات الروحية المستلهمة من قصة استشهاد الامام الحسين (ع) واصحابه في ابداعاتهم الفنية الرائعة. كالسيد عبد الله النقاش وابراهيم النقاش اللذين تميزا بعمل اللوحات والتحف الفنية المنقوة بالآيات القرآنية والعبارات الدينية.

وحين انصرف الناس عن شراء الأدوات النحاسية المنزلية المعروفة واستعاضوا عنها بالفافون. تمسّك بعض الصفارين إلى يومنا هذا بصناعة النحاسيات ذات الصفة الدينية لأنها مطلوبة شعبياً لما تمثله في الوجدان الشعبي من أثر روحي ككف العباس وطاسة الخلاص وتعويذة الحسد إضافة إلى صناعة (الهاونات) التراثية.


التشكيلي صبري المالكي في معرضه الشخصي الرابع.. البصرة في العراق الجديد.. تجليات اللون ونضوج التجربة الجديدة

البصرة: عبد الحسين الغراوي

للتشكيل البصري خصوصية ابداعية في بناه الفنية ومدارسه المختلفة وجماعاته التي انفتحت نحو مساحات ذات رؤيا حديثة في التجريد والتجريب، بعضهم عمد إلى تاسيس مدرسة تشكيلية عراقية جديدة، وهذه من خصائص المنافسة من اجل فن معاصر بعيداً عن المذاهب الفنية السابقة وتعقيداتها في اللوحة ولعل الفنان التشكيلي البصري المبدع صبري المالكي من دعاة المسحة التجديدية التي تتجسد فيها حركة الحياة وتكويناتها الطبيعية والموضوعية وهذه التجربة عند المالكي هي خلاصة اهتماماته بالالوان الزاهية البراقة التي تنزع إلى الفرح الخفي رغم الجراحات التي ادمتها الاحدات اليومية. لكن الفنان يرى من وجهة نظر اعماله في معرضه الاخير الذي اقامه على قاعة عتبة بن غزان ان الحياة لا يمكن ان تتوقف وهو يؤكد ان لمدينة البصرة خصوصية غرائبية لامتلاكها روح التحدي وايجادها للبدائل الجمالية والحضارية والثقافية والادبية وهذا احد اسرارها المقدسة حيث تعطينا معينها الذي لا ينضب من الابداع.. والمالكي التشكيلي المتجدد يعزز تطلعاته المفتوحة نحو افق ابداع متواصل فيقول كل معارضي الشخصية التي شاركت فيها في البصرة أو في بغداد هي جزء من كينونتي، بل انها موجوداتي الروحية والوجدانية لهذا حاولت في معرضي هذا ان اعطي لاعمالي مدلولاتها الانسانية والجمالية برؤيا حداثوية معاصرة. استطعت ان اجعل منها نماذج شفافة من حيث استخداماتي للالوان وكأني اعوم في بحيرة ضوئية، ثيمتها الاساس الالوان الأكثر شفافية يستطيع زائر معرضي الاخير ان يرسم في عينيه ابعادها وتكويناتها وتشكيلاتها دون أن يسأل عن اسرارها أو دهاليزها المغلقة، هي تجربة جديدة تعتمد الطبيعة والازهار والالوان وحركة الانسان الذي هو عندي غاية، لانه الحالم إلى الافق والمستقبل الارحب والاوسع تناولت حياة البصرة والبصريين وتاريخ المدينة المطرز بشآبيب المجد والعنفوان والحضارة.كانت البصرة محور معرضه الرابع الذي اطلق عليه اسم (البصرة في العراق الجديد، حيث انصبت اغلب اعماله التشكيلية الأخيرة على حياة البصرة بعد الحروب وسقوط النظام السابق وضم معرضه اكثر من (30) عملاً تشكيلياً توزعت مضامينها الحياة البصرية والعمل والبناء والانسان وهذا كان حلما حققه في معرضه هذا.ويظل التشكيلي صبري المالكي صوتاً فنياً تعكس لوحاته افق الحياة العراقية في ظل العراق الجديد.


 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة