منوعات بورتريه الصلاة على دكات سومر وأكد

تشكل الخزين الاول في حكايات الجدة البصيرة والعنيدة والتي كانت تروي لنا مخيالاتها السحرية قصصاً حول الجن والامير الجميل كنا نتحلق حولها وفي الوسط اناء نحاس (منقلة) يتوهج فيها الفحم ليسعل آنذاك ذاكرتي وانا ادفن الكستناء في حواف الجمر انتظاراً لانفجارها.

شاكر هو معلمي الاول في المرحلة الابتدائية وقبل سفره الى ايطاليا من اجل اكال دراسته الاكاديمية اشرف على تدريسي في معهد الفنون الجميلة عدد من الاساتذة منهم رسول علوان، شاكر حسن آل سعيد، رافع الناصري، ما هود احمد، طارق  ابراهيم..الخ

لا يمكنك معرفة الغربة الا عندما تكون في حضنها وتحت ضغطها القاسي. ولكن فيها تحسنت ادواتي الفنية وبدأت ارسم من اجل العيش في عمان، وعملت ايضاً في احد المحال التجارية ورسمت لوحات المستشرقين، الخيول، الجمال، المناظر الطبيعية. كما رسمت لوحات فنية بدون توقيع ويعني هذا مصادرة اللوحة الى الابد.

لقد انتهيت ولاسباب اقتصادية للفائض في البيئة والنفايات في الشارع الاردني، وكنت التقط كثيراً من الخشب المتروك وبأشكاله المختلفة واقوم بتحريره وتكوينه كي يصير لوحة فنية. وهذه تجربة معروفة في كثير من بلدان العالم. وكم كانت دهشتي كبيرة حينما زارني فريق من التلفزيون الفرنسي واشترى احدهم احدى هذه اللوحات بمبلغ ممتاز؟

الفن بالنسبة لي رؤية جمالية عالية ويجب خلق اشكال جديدة، أي القيام بعملية تحوير بأشكال الواقع اليومي العادية وانتاجها من خلال السطح التصويري الحساس.

لكني اشعر بخيبة كبيرة ازاء تطور الفن التشكيلي قياساً بالفنون الاخرى كالموسيقى والمسرح والسينما..الخ لقد تشظى الفن التشكيلي بعد تطور التقنية وتحول الى مجاميع (احجار صغيرة) من التصاميم والاعلانات وباقي السياقات الفنية الاخرى، وظلت اللوحة سجينة الجدارن الاربعة كما كانت قبل مئة عام او اكثر حبيسة القاعة الانيقة والنخبة.

الى اين ذهبت سلطة اللون وعنف الفرشاة في صياغة الذاكرة ورموزها السحرية. ولماذا غابت عناصر الفن السومري والاكدي؟ ولا ادري لم يتجاهلها الوسط الفني. اني اشعر بالخسارة ازاء هذا الاهمال والالغاء للاصول الفنية العراقية القديمة. واذكر بما قاله ماركيز : اني استمد كتاباتي من حكايات امي وجدتي والواقع والحدث اليومي المعاش ولكن من اين يستمد الفنان العراقي لوحته؟

من الضروري ان يراجع الفنان العراقي حساباته قبل وقوع الكارثة.. وعليه ان يحرر نفسه من قبضة تاجر اللوحات وان يذهب بجدية ويركع على احدى دكات الفن السومري والاكدي.. عليه ان يصلي، عسى ان ترحمه الالهة وتلهمه لوحة عراقية تفوح منها رائحة الطين الرافديني العظيم.

براثا و(منطكته).. من دير عتيق الى اقدم جوامع بغداد

علي حاتم

جامع براثا -المنطكة- كما يسميه اغلب اهالي بغداد وذلك لوجود الحجر الابيض في باحة هذا المسجد، حيث يزوره الآلاف من الناس من مختلف دول العالم الاسلامي للصلاة في هذا الصرح التاريخي وطلباً للشفاء من ماء بئره. جامع براثا والذي حفر بئره الامام علي (ع) قبل 1381 سنة وبالتحديد بعد عودته من معركة النهروان سنة 37هـ، حيث صلى مع ولديه الحسن والحسين (ع).

وبعد التغيير الذي حصل في التاسع من نيسان كانت هناك حملة اعمار وتوسيع لجامع براثا.

رجل اسمه براثا

تقول الروايات ان الموضع كان ديراً يسكنه رجل دين وقال له: ابن هنا مسجداً وسمه باسم بانيه وقد باشر بالبناء رجل يدعى -براثا- لذلك يسمي المسجد بهذا الاسم من ذلك الحين. وهناك رواية اخرى تقول: انها كانت على نهر -كر خايا- بهذه المسافة التي ينفصل فيها عن نهر-الرجنل- قرية تسمى (براثا) يعود تاريخهما الى العصر القديم وان هذا المكان كان مشهوراً قبل الاسلام وانى تكون الروايات فإن هذا المسجد يشهد اقبالاً كبيراً من المسلمين لزيارته والصلاة والتبرك وطلب الشفاء من ماء بئره خاصة لطلب النسل والشفاء وكذلك انطاق الاطفال الذين يجدون صعوبة في النطق من خلال مسح وجوههم -بالمنطقه- وهي الصخرة التي تتوسط باب المسجد.

توسيع المسجد

قامت حملة واسعة في صيانة وتوسيع مسجد -براثا- بعد ما طالته يد الاهمال من قبل النظام المباد. شيدت (طارمة) جديدة تمتد من باب المسجد المطل على الشارع العام حتى رواق وفضاء باحة المسجد، هذا من جهة ومن جهة اخرى تم ازالة بعض القبور من اجل توسيع باحة المسجد لكي يتسع الى (10) آلاف مصلٍ. وكذلك صيانة الواجهة الامامية للمسجد والمنائر. لكي يأخذ هذا المكان مكانه المقدس واهميته التاريخية خاصة انه اول مسجد بني في بغداد قبل مئات السنين من قيام الدولة العباسية.

نذور الامهات

المئات من النساء يحملن اطفالهن ويتجمعن حول (المنطكه) حيث يوضع بعض الماء في الحفرة التي على السطح العلوي لهذه الصخرة بعد ذلك تقوم الامهات بغسل وجوه الاطفال واطرافهم مع ترديد عبارة -يا منطكة انطكيني- لذلك اطلق على هذه الصخرة اسم (المنطكه)، اما الحجر الابيض فيعتبر من الاحجار الكريمة نقشت هليها اسماء الله الحسنى. اضافة الى كرامات النطق فإن هناك العديد من الناس تأتي الى جامع براثا من اجل طلب الانجاب والذرية الصالحة.