الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

(إسكندرية نيويورك) آخر أفلام يوسف شاهين: حكاية حب وحنين مصاغة في قالب سياسي

دمشق ـ ابراهيم حاج عبدي

على مدى أكثر من نصف قرن ـ وهو عمر تجربته السينمائية ـ قدم المخرج المصري الكبير يوسف شاهين اكثر من أربعين فيلما، وهو في معظم هذه الأفلام أثار جدلا واسعا، وطرح أسئلة عميقة، ولفت الأنظار إلى موهبة سينمائية جريئة بحيث لا يمكن، بعد هذه التجربة، إغفال هذا الاسم لدى أي حديث يتناول واقع السينما العربية، فهو واحد من السينمائيين القلائل الذين أمضوا سنوات عمرهم في حلبة الفن السابع محاولا الذهاب بعيدا في قطف جماليات هذا الفن، وتوظيف إمكاناته منطلقا من عشقه للفن السابع، وساعيا في الآن ذاته إلى تمرير أفكاره، والتعبير عن قضايا راهنة وملحة، وهو من أكثر السينمائيين التباسا فكل جديد يقدمه يحمل التأويلات، ويجلب له الخصومات مثلما يخلق حالة من السحر يقدرها محبو الفن السابع جيدا.

أخرج أول أفلامه (بابا أمين) في عام 1950، ومنذ تلك اللحظة وهو يكشف، ويجرب، ويعري الواقع، ويتمرد في مضمار الفن السينمائي باحثا عن كنوزه الخفية دون أن يتجاهل القضايا الرئيسة، فقد أنجز أفلاما ارتبطت بشكل مباشر بالقضايا المطروحة، كما لجأ إلى التاريخ مستمدا العبرة، وراقب معاناة الفقراء والفلاحين والبسطاء، وعبر عن حالات الخيبة والهزيمة، واحتفى بالحب، وناصر منطق التسامح والحوار، وحارب العقلية الظلامية المتطرفة، ودافع عن حرية الإبداع، وسلط عدسته على أكثر الزوايا حرجا وألما، ومن أهم أفلامه: (باب الحديد)، (جميلة بوحيرد)، (الناصر صلاح الدين)، ( اليوم السادس)، (صراع في الوادي)، (عودة الابن الضال)، (العصفور)، (الاختيار)، (وداعا بونابرت)، (المهاجر)، (المصير)، (الآخر)، (سكوت حنصور) ...فضلا عن الرباعية التي يتحدث فيها عن سيرته الذاتية.

حاز شاهين على جوائز عدة في مهرجانات عربية ودولية، ولعل أهم هذه الجوائز هي جائزة مهرجان (كان) الفرنسي الذي حصل عليها عن مجمل أعماله، كما نال فيلمه (المصير) جائزة في هذا المهرجان، وكرم في مهرجان قرطاج السينمائي سنة 1970 وهو من المخرجين العرب القلائل الذين أثبتوا جدارة في المهرجانات الدولية إذ تعرض أفلامه في معظم هذه المهرجانات، كما شارك في لجان تحكيم الكثير من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، ورغم بلوغه الثمانين لكنه ما زال يتمتع بالنشاط والحيوية والإبداع، وكان آخر أفلامه (إسكندرية نيويورك) الذي جاء استكمالا لسيرته الذاتية التي بدأها بفيلم (إسكندرية ليه) سنة 1979 ،و(حدوتة مصرية) 1982 ،و(إسكندرية كمان وكمان) 1990.

في فيلمه الجديد (إسكندرية نيويورك)، والذي بدأ عرضه في صالات دمشق، يتناول يوسف شاهين جانبا آخر من سيرته الذاتية، وبالتحديد تلك المتعلقة بدراسته في معهد (باسادينا) للتمثيل في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية حيث درس السينما، فهو في هذا الفيلم يعود إلى تلك الحقبة المبكرة من عمره حين كان طالبا غرا مبهورا بالولايات المتحدة الأمريكية، ونظافة شوارعها، وصرامة وجدية التعليم فيها، والانفتاح والحرية التي تتمتع بها، فهو هنا يكمل فصول تلك السيرة الغنية، الحافلة بالعطاء، والصعوبات، والعثرات، والنجاحات، والخيبات، والأمجاد ... يعود إلى تلك الأيام البعيدة لا ليتحسر عليها بل على طريقة الشيخ الثمانيني العائد إلى صباه وينطبق عليه ما قاله المتنبي:

خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا   لفارقت شيبي موجع القلب باكيا

يعود إلى بدايات تفتّحه على الحب، والمرأة، وطعم القبلة الأولى، والشغف بالفن تمثيلاً ورقصاً وسينما، يفتش في دفاتر الذاكرة المتهرئة ليستوحي منها تفاصيل تلك الأيام الحلوة في أميركا الأربعينيات حيث هاجر الشاب الاسكندراني وفي قلبه أحلام عريضة وأمان لا تتسع لها مدينته الكوزموبوليتية الإسكندرية الواقعة على شاطئ المتوسط.

جاء الفيلم أساسا رد فعل من يوسف شاهين على السياسة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فلئن عبر المخرج عن موقفه الغاضب من هذه السياسة في فيلم تسجيلي قصير إلى جانب عشرة مخرجين آخرين من مختلف بلاد العالم، إلا انه في هذا الفيلم الروائي الطويل يسعى إلى توضيح وجهة نظره أكثر حول السياسة الأمريكية في أفغانستان والعراق وفلسطين، وذلك من خلال علاقته الشخصية بهذا البلد الذي تعلم فيه واكتشف الحب والجنس، والمرأة، والأصدقاء المخلصين.

ورغم الغضب الذي يعتمل في نفس شاهين ضد السياسات الأمريكية لكنه لا ينكر في فيلمه فضل الولايات المتحدة الأمريكية عليه في نهاية الأربعينيات حين كان طالبا ( يقوم بدوره شابا احمد يحيى، وشيخا محمود حميدة) لكنه ومع هذا الاعتراف بالعرفان لا يستطيع ـ مع بداية الألفية الثالثة ـ كتمان غضبه على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضايا العربية والإسلامية إذ غابت عن سياسة هذا البلد قيم التسامح، والانفتاح، والحرية لتصبح سياسة مناهضة لطموحات الشعوب الفقيرة، ومختزلة في خدمة مصالح ضيقة لا تحمل أي مغزى إنساني.

أمريكا المعشوقة تلك ليست أمريكا الممقوتة من يوسف شاهين اليوم، لقد تبدلت أمريكا الأمس في نظر يوسف شاهين، تحوّلت ولم تبقَ تلك التي عرفها في أربعينيات الهوى والشباب والتحصيل الأكاديمي. هي اليوم أمريكا التي تدخله في تناقض مرير، وتمزق مشاعره بين حب وخصام، بين وفاء وعقوق، بين ذكريات مفعمة بالحنين، والصفاء، وصورة مؤذية راهنة.

إنها مفارقة تحطم قلب يوسف شاهين فهو عاش فيها سنوات جميلة مرحة، والآن يمقتها لحاضر جائر يناهض العرب وقضاياهم، ورغم هذا الفهم إلا أن شاهين لا يستطيع أن يضمر الكره لهذا البلد لكنه ناقم وغاضب فحسب، ومن هنا فهو لا يجد بديلا عن مجادلة أمريكا ومحاورتها، باللين والمنطق حيناً، وبالقسوة أحياناً، هو لا يريد الجفاء معها، فكيف له ذلك هو الذي يحتفظ في ذاكرته بأجمل الأيام، لذلك يختار شاهين من هذا البلد وجه الفن والتمدن والحرية والانفتاح الذي استوطن دهاليز الذاكرة وينبذ وجه القبح والتسلط والاستعلاء ...الذي يناقض تلك الصورة البهية المتألقة القادمة من ماض بعيد.

فأمريكا يوسف شاهين هي أمريكا معهد باسادينا حيث دراساته المسرحية والسينمائية الأولى، هي أمريكا التي تخرج من معهدها ـ بحسب الفيلم والسيرة الحقيقية ـ بدرجة امتياز وتفوق. أمريكاه هي أمريكا حبّه الأول الكبير للإيرلندية الأميركية الجميلة جينجر (تجسد دورها يسرا اللوزي شابة، والفنانة المعروفة يسرا وهي متقدمة في السن)، أمريكاه هي أميركا الفن، والمسرح، والباليه، والسينما، وأفلام هوليوود الأربعينيات التي لا تبارح وجوه أبطالها مخيلة شاهين، تلك هي البلاد التي ارتسمت في ذاكرة الصبي شاهين وأحبها، وغادرها مضطرا تاركا وراءه حبه الأول، والكثير من الذكريات، والأصدقاء،  وها هو يعود إلى معانقتها من جديد بعد خمسين عاماً في إطار تكريمي له ولأفلامه، ومعه زوجته جانّ (لبلبة) ، فيلتقي ثانية حبّه الأول جينجر، وقد غزا الشيب رأسها، وحفر نصف قرن من السنوات على وجهها وروحها هموما وتغضنات بادية على الوجه مثلما هي بادية على وجه الحبيب العائد، ومعاً يستعيدان زمن عشقهما الفتيّ الذي أثمر ابناً يدعى اسكندر (يؤديه أحمد يحيى أيضاً) لم يكن السينمائي العجوز يدري بوجوده، فيصعق في عمق مشاعره إذ عرف إحساس الأبوّة متأخراً ومن حيث لا يتوقع، لكن المشاعر تختلط وتكون الصدمة قاسية عند رفض ابنه راقص الباليه المشهور له، وهنا تتبدل الصورة البهية ويعيش شاهين في مأساة شخصية، فابنه يرفضه وأمريكا الجميلة غدت عكرة.

بهذه النقمة الثائرة يحاول يوسف شاهين ان يقول كلمته سينمائيا حيث يستعيد فترات الشباب في معهد باسادينا عن طريق تقنية الفلاش باك حين كان طالبا مجتهدا يحظى بالاحترام والترحيب من قبل أساتذته في المعهد وزملائه، ويعيش قصة حب شفافة تأخذ مساحة واسعة من الفيلم، غير أن هذه الذكريات السعيدة التي عاشها يوسف شاهين في تلك البلاد شوهت نتيجة السياسات الأمريكية في المنطقة التي تعادي كل ما هو عربي وإسلامي وتبرز هذه الصورة بشكل جلي في رفض ابنه له.

إن اسكندر الذي جاء ثمرة حب بين جينجر ويحيى ( اسم يوسف شاهين في الفيلم) يرفض تقبل هذا الوالد ليس لأنه اكتشف بأنه ابن غير شرعي فمثل هذا الأمر مقبول في بلد مثل الولايات المتحدة، انه يرفض هذا الوالد فقط لكونه عربيا، وهنا يفصح شاهين عن إشكالية أعمق هي إشكالية الاعتراف بالآخر وكأنه يريد أن يقول بان الغرب عموما ينظر باستعلاء وعنجهية إلى العرب والمسلمين، فالشرق في عيون الغربيين متخلف، وهمجي، وعنيف، ويعيش سكانه في الخيام، ويتنقلون على ظهور الجمال، ولا يفقهون شيئا من الحضارة والتمدن.

ومثل هذه الرؤية النمطية الخاطئة عن الشرق وعن العرب والمسلمين كرسها الجهل بواقع هذا المكان الذي لا يثير أي فضول لدى الآخر الأمريكي إلا في إطار كون هذا المكان يصلح للمغامرة فهو في نظرهم متحف للأعراق واللغات والطقوس الغريبة، والتقاليد الملتبسة، وليس هناك من شيء آخر يستحق اهتمام هذا الأمريكي، وهذا ما يقود إلى اتساع الهوة بين الطرفين ويخلق حالة من الكره التي لا يمكن جسرها إلا بالحوار والتفاهم وتقبل الآخر.

رغم بساطة الفيلم وتركيزه في مساحة واسعة على الرومانسية والميلودراما لكنه يحتمل اكثر من تأويل فقد أشار بعض النقاد إلى أن هذا الفيلم جاء كتصفية حساب شخصية من قبل شاهين ضد الولايات المتحدة التي لم تعترف بعبقريته السينمائية على خلاف الأوربيين الذين منحوا شاهين ارفع الجوائز، واحتفوا به وبأفلامه في أكثر من محفل ومناسبة، آخرون أشاروا إلى أن الفيلم هو تعبير عن حنين ذاتي لشاهين إلى ذكريات بعيدة سعيدة عاشها في الولايات المتحدة، وثمة من قلل من أهمية الفيلم قياسا إلى أفلام شاهين الأخرى فرغم أن الفيلم حاول إيصال رسالة تنديد بالسياسة الأمريكية لكنه اخفق، بحسب هؤلاء، في صياغة هذه الرسالة في مستوى فني يليق بتاريخ شاهين السينمائي الحافل.

أيا كانت الآراء فان الفيلم يقدم توليفة جميلة، وصادقة ( صرح شاهين بان 80 في المئة من أحداث الفيلم واقعية) عن مرحلة حافلة بالحب والنشاط، وهو يمزج ذلك بحبه لمدينة الإسكندرية التي ولد، ونشأ فيها، وعرف في أجوائها معنى التسامح، ففي الثلاثينات والأربعينات حين كان شاهين يافعا كانت الإسكندرية تضم أقواماً، وادياناً، وهويات، وجنسيات متعددة تتعايش في وئام دون ان يفكر احد في اصل هذا وديانة ذاك، الآن غابت هذه القيم عن الإسكندرية مثلما غابت عن الولايات المتحدة، وبهذا المعنى يمكن اعتبار الفيلم تحية إلى زمن جميل مضى وتوقاً إلى استحضاره ولو عبر فيلم سينمائي جميل يوظف الكثير من الجماليات كالرقص، والغناء لتحقيق هذا الهدف.

والفيلم ـ كما هو الحال في سينما شاهين ـ ذو بنية مركبة ومعقدة، ومتماسكة يبحث خلالها شاهين عن الزمن المفقود الذي يتأرجح بين ذاكرة نقية وراهن قاتم، وكلاهما متداخل ومترابط في نسيج واحد يجدر بمخرج من قامة شاهين أن يضعهما ضمن توليفة أجادت رشيدة عبد السلام في مونتاجها، وسط ديكورات جميلة لحامد حمدان، وموسيقى عذبة لفاروق الشرنوبي ويحيى الموجي، وعلى خلفية صوتي علي الحجار وهدى عمار المؤثرين تدور اللوحات الراقصة في أداء لافت للبطلين الشابين أحمد يحيى ويسرا اللوزي، والأداء الراقص الجميل للفنانة نيللي كريم، وأجاد مدير التصوير رمسيس مرزوق في التقاط مناخات تعبر عن واقع كاليفورنيا الأربعينيات حيث تجري معظم أحداث الفيلم، فاللوحات الراقصة وأوبرا عايدة والأغاني ساهمت إلى حد بعيد في إضفاء المزيد من الجمالية على الفيلم الذي يقدم جرعة من الحنان ليلامس شغاف القلب ويشعرنا بأننا إزاء موهبة سينمائية قادرة على الإدهاش في كل فيلم جديد له، ونستطيع القول بعيدا عن المضمون السياسي للفيلم بان هذا الفيلم هو بمثابة تحية تقدير للفن وللزمن الجميل، وإحتفاء، على الطريقة الشاهينية، بالحب في عالم بات يفتقده.

 


فيلم عن هتلر الإنسان يثير جدلا في ألمانيا

 

تجرأ فيلم الماني تكلف ملايين الدولارات على تناول الجانب الانساني من حياة هتلر من خلال تسليط الضوء على ايامه الاخيرة بعد ان كان يعتبر التطرق الى تاريخ اشهر دكتاتور في التاريخ من الامور المحرمة في المانيا.

ويبدأ عرض الفيلم الذي يحمل عنوان (السقوط) اليوم ويقوم بدور هتلر الممثل السويسري برونو غانز. الا ان الفيلم يثير حاليا جدلا حول مخاطر اظهار الشر متمثلا في وجه بشري.

وتساءل هلموت كاراسيك ناشر صحيفة (تاغيشبيغل) (هل يسمح لنا بتصوير شخص على انه انساني بعد ان تسبب في مقتل 40 مليون شخص؟).

وقال اوليفر هيرشبيغل مخرج الفيلم الذي يصور تفاصيل الايام الاخيرة للرايخ الثالث بانتحار هتلر في حصنه في 30 نيسان 1945، ان الوقت قد حان للمخاطرة بتقديم مثل هذا الفيلم.

واضاف في تصريحات في فندق ببرلين على مسافة قريبة من انقاض الحصن الذي انتحر فيه هتلر، (ان الخطر لا يكمن في تصويره على انه بشر بل في وصف هذا الرجل على انه وحش وخلق اسطورة تجعل منه شخصية كرتونية كوميدية).

وتابع (ان الادعاء بان هتلر لم يكن بشرا يعتبر اهانة للضحايا لان ذلك يعني انه كان شيطانا حل على الشعب الالماني او شخصا مهووسا لم يكن قادرا على تحمل مسؤوليات اعماله. لقد كان يعلم جيدا ما كان يفعله في كل لحظة من لحظات حياته).

ويعرض غانز في فيلمه تصويرا رائعا لهتلر في مشاهد لم يكن يتخيلها احد ومنها مغازلة سكرتيراته وتقبيله عشيقته ايفا براون بحرارة وغضبه الشديد حول التقارير التي تتحدث عن هجمات الجيش الاحمر، وتلطيخه زيه العسكري الرمادي بصلصة اثناء تناوله طعام العشاء.

ويرى المشاهدون هتلر في الفيلم وهو يرتعش باستمرار لاصابته على ما يبدو بمرض باركنسون، وكذلك وهو يقوم باصدار اوامر بنشر جيوشه المهزومة لمواجهة الروس وتوقيعه على امر يؤدي الى قتل مئات الآلاف برفضه الاستسلام.

واحتوى الفيلم كذلك على بعض الكوميديا رغم انها كانت سوداء. ففي احد المشاهد يتم احضار احد القضاة الى الحصن الذي كان يتواجد فيه هتلر وايفا براون لتزويجهما وكيف ان القاضي كان محرجا ان يسأل الاثنين عما اذا كانا يحملان في عروقهما دما آريا نقيا، وهو السؤال الذي كان يطلب منه توجيهه في ذلك الوقت.

وطوال الفيلم يشيد هتلر باخلاص وتفاني اتباعه ويفاخر بالقبضة الحديدية التي حكم بها البلاد طوال 12 عاما.

وقال غانز انه كان يهدف الى معرفة سر جاذبية هتلر لدى الشعب في ذلك الوقت. ويأمل منتجو الفيلم ان يحصل الممثل على جائزة اوسكار عن افضل فيلم غير ناطق بالانجليزية.

وصرح غانز في مقابلة تلفزيونية (انا لا اكره هذا الشخص (هتلر) والا لما استطعت ان امثل شخصيته).

وكانت افلام سابقة قام ببطولتها الممثل اليك غينيس وانتوني هوبكنز صورت هتلر على انه شخص معتوه وفشلت في القاء الضوء على سر جاذبيته التي جعلت ملايين الالمان يتحلقون حوله.

وقال مخرج الفيلم هيرشبيغل انه يدرك مخاطر نشر التفهم او حتى التعاطف مع هتلر.

وقال (ان اثارة اسئلة جديدة لا يعني اطلاقا بانني حين اظهر هتلر كانسان فانني استخف به او اجعل منه شخصا محبوبا).

واضاف: (هذا هراء. اذا استخلصت بان هتلر شخص محبوب فانك لم تكن تستمع (الى ما كان يقال في الفيلم).

ويغرق المشاهدون في رعب الساعات الاخيرة حين يرون الضباط الالمان ينفذون اوامر هتلر الاخيرة بسكب البنزين على جثته وجثة عروسه واضرام النار فيهما ويشاهدون زوجة رئيس الدعاية الالمانية جوزف غوبيلز تخدر اطفالها الستة وتضع كبسولات الزرنيخ في افواههم الصغيرة.

الا ان بعض النقاد اتهموا منتجي الفيلم بالافتقار الى الشجاعة في الاجابة عن احد اهم الاسئلة في التاريخ وهو: كيف كانت جرائم الرايخ الثالث ممكنة؟.

وقال ان (برونو غانز يظهر انه حتى اكثر الامور لاانسانية تنبع عن انسان، وهذا لا يقلل من (فظاعتها).

وقد تم بيع الفيلم الذي تكلف 16.5 مليون دولار في اوروبا واليابان، ويامل المنتجون ان يتم توزيعه في اميركا الشمالية وبريطانيا بعد عرضه الثلاثاء في مهرجان الافلام بتورونتو.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة