الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

برغم تكليف عشائر كربلاء بحماية مواقع الآثار (!) وتشكيل قوة شرطة ترصد تحركات اللصوص ليلاً ونهاراً

متجاوز (مازال طليقا!) يفكك ثلاً أثرياً وينقله بآثاره الى جهة مجهولة!

مصدر في دائرة شرطة كربلاء: الشرطة كانت مشغولة بالملف الامني، والبولونيون غير متعاونين، والمنسق الايطالي يقول ان الامريكان لايسمحون له بتأمين الحماية للآثار!

كاظم ناصر السعدي

بعد سقوط النظام البائد وجد المتربصون بالعراق.. في غياب السلطة والقانون والانفلات الامني فرصة مواتية لتنفيذ مخطط اجرامي هدفه تفريغ البلد من محتواه الحضاري عن طريق سرقة آثاره وكنوزه التاريخية النفيسة، وعمدت جهات خارجية الى شراء ذمم ذوي النفوس الضعيفة والضمائر الملوثة واغرائهم بالمال مقابل قيامهم بنبش المقابر وحفر الاراضي والتلال في المواقع التاريخية القديمة بحثاً عن نفائس القطع الاثرية كالتماثيل والفخاريات واللقى والحلي الذهبية وماشابه، بغية استخراجها وتهريبها الى الخارج وبيعها بالاف الدولارات هذه الظاهرة الخطيرة عمت غالبية المواقع التاريخية الاثرية المنتشرة في أرجاء البلاد.

فقد ذكر المؤرخون انها كانت في ذلك العهد عبارة عن مجموعة قرى بابلية منها ماعرف في صدر الاسلام بـ: نينوى وعقر بابل والنواويس والغاضرية، لذلك فهي غنية بالشواهد الاثرية العديد في مناطق عين التمر والرزازة والاخيضر واحمد بن هاشم والطار والحر وعون والصلامية وفريحة وغيرها، وقد وصلتها عصابات السرقة وامعنت في تدميرها ونهبها، ولتسليط الضوء على ظاهرة نبش المقابر وحفر التلال في المواقع التاريخية ضمن محيط كربلاء التقينا عدداً من المعنيين والمهتمين بالاثار والتراث.

عشائرة تحمي الاثار!

سألنا الاستاذ مصطفى هاشم آل طعمة مدير دائرة الاثار والتراث في كربلاء عن الاجراءات التي اتخذتها الدائرة ازاء هذه الاعتداءات التي شملت المناطق الاثرية في كربلاء فأجاب قائلاً: ان ظاهرة نبش المقابر وحفر التلال التاريخية القديمة في كربلاء محدودة وهي أقل تأثيراً وخطورة من المحافظات الاخرى، لانها محصنة بمعنى ان المواقع التاريخية الاثرية فيها محاطة بأقضية ونواحي وقرى وان سكان هذه الاقضية والنواحي والقرى ناس طيبون وبسطاء(!) لاتسمح أخلاقهم بالتجاوز ولا العبث بالاثار وسرقتها، ثم شيوخ العشائر مكلفون بحماية المواقع الاثرية التي هي ضمن مناطقهم العشائرية.

كما اننا قمنا بتعيين حراس على المواقع الاثرية يسكنون بجوارها.

المواطنون يشكون.. ولا أحد يساعدنا!

وتحدث أحد موظفي دائرة الاثار والتراث في كربلاء طالباً عدم ذكر اسمه لقد وصلتنا شكاوى كثيرة من أهالي كربلاء حول قيام عصابات بنبش القبور وحفر التلال في الاماكن الاثرية القديمة لاستخراج الفخاريات واللقى والكنوز والقطع الاثرية والتماثيل والحلي الذهبية وما شاكل ذلك، وقد بادرنا كاثاريين حريصين على حماية وسلامة مواقعنا الاثرية الى الاتصال بالمديرية العامة في بغداد وبالجهات المسؤولة منذ بداية بروز هذه الظاهرة، وطلبنا مساعدة المنسق الايطالي المسؤول عن دائرتنا المركزية في بغداد فأبدى تجاوبه في بادئ الامر الا انه لم يفعل شيئاً فيما بعد متذرعاً بقوله ان الامريكان لم يسمحوا له بمساعدتنا بتوفير الحماية للاثار والقاء القبض على اللصوص، ولجأنا الى الاستعانة بشرطة كربلاء فلم يتعاون معنا في هذا المجال كونها منصرفة لعملها الامني في المدينة، ثم لجأنا الى القوات البولونية المسؤولة عن محافظة كربلاء وطلبنا منها حماية آثارنا من عصابات السرقة فلم تبد أي استعداد للتعاون والاسناد، ولان العصابات التي تقوم بهذه الاعمال تستخدم السلاح ولها حماية تقتل كل من يقترب منها او يحاول عرقلة عملها، وبالمقابل فنحن ليس لدينا قوة أمن او شرطة تحمينا منهم فاضطررنا من جانبنا الى القيام بما في وسعنا كتعيين حراس يكون سكنهم قريباً من المواقع التي يحرسونها، وتكليف شيوخ العشائر أيضاً بمساعدتنا في حماية المواقع الاثرية ضمن مناطقهم.

شرطة لحماية الآثار

سألت مدير دائرة الاثار والتراث في كربلاء: هل ألقي القبض على لصوص متلبسين بجرمهم في المواقع الاثرية؟

فأجاب نعم لقد ضبطت شرطة كربلاء عدداً من السراق حيث ان شرطة كربلاء أخذت تتعاون معنا وتساعدنا في القاء القبض على المجرمين.

وأضاف لقد شكلت وزارة الداخلية قوة شرطة تحت قيادة خاصة لحماية المواقع الاثرية وسيكون في كل موقع مرصد للشرطة يرصد تحركات اللصوص كما ستنظم الخفارات والدوريات وسيطرات تفتيش كل ذلك يتم باشراف ضباط شرطة.

مصدرنا في دائرة آثار كربلاء الذي طلب عدم الكشف عن اسمه قال: ان حل مشكلتنا بتحقيق بتشكيل قوة شرطة حماية الاثار(FBS) التي تضطلع بمهمة حماية المواقع الاثرية، مبيناً ان الدائرة تسلمت سيارات حديثة واجهزة خاصة لهذا الغرض.

احموا آثارنا

وسألنا الاستاذ المؤرخ والمهتم بآثار وتراث كربلاء السيد سلمان هادي آل طعمة عن رأيه في هذه القضية فأجاب: انني كمهتم بتراث كربلاء وآثارها ادعوا السلطات الحكومية ومديرية الاثار العامة في العراق الى التحرك السريع والحاسم لمنع التجاوز والاعتداء عليها والى قطع دابر هذه الاعمال التي سمعنا عنها وتألمنا، فلا يجوز ان نقف مكتوفي الايدي امام هذه الظاهرة المدمرة.

اما المواطن سعود الغانمي من منطقة الصلامية-ناحية الحسينية في كربلاء فيقول: لقد تم اخبار شرطة كربلاء حول تجاوزات بعض الناس على التلال الاثرية الموجودة في منطقتنا (الصلامية) وقد صدر أمر القاء القبض من قبل شرطة كربلاء على المدعو (ع.ج)الذي قام هو وعصابته بنقل التراب بما يحويه من قطع أثرية الى اماكن نجهلها لكنه ظل طليقا ولم يسجن حتى الان.

 

 


 

دعوة للحفاظ على المواقع الاثارية من التجاوز - 419 موقعاً اثارياً في محافظة الانبار بحاجة الى من يحميها!

- ماذا تعرف عن درب الساعي والبرذويل وقصر الخباز؟

- هاشمية بني العباس.. اهم المواقع الاثارية.

الرمادي/المدى

اكثر من ستة الاف عام من الحضارة انتشرت شواخصها في كل مكان من ارض العراق تحكي قصة شعب وبلاد وصفها احد الاثاريين بانها قطعة من التاريخ.

وعلى الرغم من عمليات نهب آثارنا والعبث ببعضها اثناء فترة الانفلات الامني خلال فترةالحرب الا ان هناك جهوداً مخلصة تبذل لاستعادتها وايداعها المتحف العراقي مرة اخرى، وقد تم ذلك بالفعل لجزء منها، ولكي تكتمل تلك الجهود الخيرة فاننا ندعو جميع المسؤولين في المحافظات الى ضرورة المحافظة على المواقع الاثرية وتعيين حراسات مشددة لها واخذ تعهدات من شيوخ العشائر والمواطنين القريبة دورهم من المواقع الاثرية في المحافظة عليها.

ثلاث حالات للتجاوز

(المدى) زارت محافظة الانبار والتقت السيد علي شلواح رهيف مدير مفتشية وآثار المحافظة الذي تحدث لنا بالقول:

-ان محافظة الانبار التي تشكل مايقرب من ثلث مساحة العراق تضم (419) موقعاً اثرياً يعود قسم منها الى العصر الحجري وعصر السلالات والدولة الاكدية والبابلية القديمة والاشورية بمراحلها الثلاث والبابلية الاخيرة ثم المدة الاسلامية، وان هناك ثلاث حالات للتجاوز منها:-

*التجاوز على المناطق الاثرية بتوسيع المناطق الزراعية كما يحدث في مدينة الكرابلة (خندانو) الاثرية التي تعود الى الحقبة الاشورية وتقع ضمن منطقة القائم.

*التجاوز ببناء العقارات كما يحدث قرب ضريح الشيخ مسعود على الطريق بين مدينتي الفلوجة والرمادي.

*التجاوز بعملية نبش الاثار واستخراجها والمتاجرة بها كما يحدث في منطقة الرمالية وهذه اخطر الحالات الثلاث.

مؤكداً ان هذه الحالة في محافظة الانبار هي اقل بكثير ممايجري في بعض المحافظات الاخرى، لذلك نجد لزاماً علينا التنبيه لهذه الحالات التي تستوجب المعالجة السريعة الجادة والاسهام في حلها.

هاشمية بني العباس

*وعن اهم المواقع الاثرية في المحافظة قال:

-ان اهم المواقع الاثرية هي مدينة الانبار التاريخية وهاشمية بني العباس، بنيت المدينة الاولى في عهد الملك البابلي نبوخذ نصر ثم بنى الخليفة العباسي الاول عبد الله بن محمد الهاشمية بجوار المدينة القديمة، واتخذها اول عاصمة للخلافة العباسية قبل ان يبني الخليفة المنصور مدينة بغداد وينتقل اليها.

وعلى الرغم من انتقال الخلافة الا ان العاصمة العباسية الاولى بقيت تحظى باهتمام الخلفاء ورعايتهم لها لانها تضم بين ثناياها قبر مؤسس دولتهم الاول.

وتقع المدينتان اللتان اصبحتا مدينة واحدة على ضفاف نهر الفرات بالقرب من مدينة الفلوجة، وكانت الهيئة العامة للاثار قد قامت بالتنقيب في هذا الموقع لمدة زمنية قصيرة لم تشمل سوى اقل من (1%) من الهاشمية الا ان تم اكتشافه من كتابات وجرار ومسكوكات نقدية تعود للعصر العباسي المتأخر كان قيماً وكبيراً، لذلك تم تعيين حراسات مشددة على هذه المدينة.

كل المواقع الاثرية مهمة

ويشير مدير مفتشية آثار ومتحف الانبار الى ان كل المواقع مهمة، ومنها موقع (البرذويل) في منطقة الرمالية والذي يشرف على بحيرة الرزازة، وجبل الهارب في هيت بالاضافة الى قلعتها التاريخية، وجامع الفاروق في الحديثة، والمشهيد في الرمادي ومواقع اثرية على الطريق القديم الذي يربط المنطقة ببلاد الشام ويسمى درب الساعي، وعليه مواقع ومحطات استراحة منها قصور الخباز وعالج وحلقوم ومواقع اخرى منها مايعود الى العصر الحجري، كالمواقع التي تقع على وادي حوران ومواقع غرب الرطبة اضافة الى المواقع الاخرى المؤشرة لدى الاثار ولانريد الحديث عنها للمحافظة عليها.

موضحاً ان هناك مواقع مازالت شاخصة كالجسر العباسي في الحديثة الذي يشكل مع بساتين النخيل وجزر الفرات في هذه المنطقة موقعاً سياحياً متفرداً، ومنارة عنه ذات الطراز المعماري الفريد من نوعه في العراق التي يعود تاريخها الى العصر العباسي وتم تقطيعها ونقلها الى مدينة عنه الجديدة بخبرات آثارية عراقية منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.

الا ان هذه المنارة بواقعها الجديد شبه معزولة عن الدينة وتحتاج الى مشاريع للنهوض بواقعها السياحي وحتى التنظيمي، ونحن ننتظر الدعم من الدائر الهندسية في المحافظة للقيام بذلك..!

دوائر الآثار بحاجة الى الدعم

*وعن واقع الدوائر الاثارية في المحافظة قال:-

تضم محافظة الانبار متحفي الرمادي وعنه ومراقبية وآثار حديثة، وقد تمت المحافظة على موجودات المتاحف التي تمثل مختلف المراحل التاريخية للبلاد على الرغم من كونها معروضات جبسية مستنسخة عن الاصل ولكنها تفي بالغرض للتعريف بحضارة وادي الرافدين، ومازالت هذه المتاحف تفتح ابوابها لاستقبال زائريها طيلة فترة الدوام الرسمي، أما مراقبية اثار حديثة فمهمتها متابعة المواقع الاثرية على حوض نهر الفرات الا ان جميع دوائرنا هذه بحاجة الى الدعم بالملاك المتخصص والاليات والامكانيات للقيام بواجبها على الوجه الاكمل..

*ولكن الم تحصل هذه الدوائر على دعم اسوة بالدوائر الاخرى؟

-الدعم الذي حصلنا عليه كان وجبة اولى لاعمار دوائرنا وفعلاً قمنا بحملة واسعة لاعمار متحف الرمادي وترميم قاعاتة وسياجه وارضياته وسقوفه وبعض الدعم لمراقبية حديثة التي استطاعت الحصول على البناية كاملة بعد ان كانت تنزوي في غرفة واحدة، الا ان هذه الوجبة جعلتنا في منتصف الطريق لانستطيع اكمال مابدأنا به، وما زلنا ننتظر الوجبة الثانية اذا كانت هناك ثانية اصلاً!.

 

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة