الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 

الكرملن ونزعة الهيمنة

ترجمة فاروق السعد - عن الايكونومست

" ما شكل البلد الذي سنستيقظ غدا لنجد أنفسنا فيه؟" بهكذا عنوان طالعتنا صحيفة كومسومولسكايا برافدا اليومية ، التي كانت لسان حال حركة الشبيبة في الحزب الشيوعي السوفيتي. إن افضل جواب يمكن أن يقدمه المرء، على ضوء الإجراءات السياسية الأخيرة للسيد فلاديمير بوتن، هو : ربما ستصبح روسيا الغد غير مريحة مثل روسيا البارحة. يبدو بشكل أوضح من أي وقت مضى ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي بان شبح الدكتاتورية المطلقة يقترب، ولا يضمحل. ففي يوم الاثنين 13 سبتمبر صعق السيد بوتين الاتجاه الليبرالي داخل روسيا وخارجها بإعلانه سلسلة من الإجراءات التي تعزز من قوة الكرملن وتضييق الخناق على الأصوات المعارضة. وبالتأكيد، كان تبريره هو وجود حاجة إلى تحسين الوضع الأمني بعد مقتل مئات من البالغين والأطفال الذين اخذوا كرهائن من قبل الإرهابيين في مدرسة بيسلان. وفي هذا الأسبوع، ظهر تصريح عبر الانترنيت، نسب إلى شامل باساييف، زعيم متمرد شيشاني، يدعي فيه مسؤوليته عن بسلان ويلمح إلى شن هجمات أخرى.

وعلى أية حال، لابد من إقناع الكثير من الناس بأن دوافع الرئيس الروسي نقية. ففي يوم الأربعاء، حث الرئيس جورج بوش السيد بوتن "للمحافظة على مبادئ الديمقراطية" عند محاربته الإرهاب جاء هذا بعد توجيه نقد للإصلاحات المقترحة من قبل كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي، وكرس باتن، المفوض الأوربي للعلاقات الخارجية. وفي مقابلة مع "إخبار موسكو"، نشرت يوم الجمعة، ارتأى السيد بوريس يلتسن، سلف السيد بوتن، بان"خنق الحريات" يعتبر بمثابة نصر للإرهاب. وطبقا للإجراءات الجديدة، سيتم اختيار حكام الـ( 89 ) منطقة في الاتحاد الروسي من قبل الرئيس( ومن ثم تستحصل موافقة المجالس المحلية)، بدلا من انتخابهم بشكل مباشر. كما يخطط السيد بوتن لإلغاء إحد مبادئ التنافس للحصول على عضوية البرلمان (الدوما) التي طبقا لها تشغل نصف مقاعد البرلمان الآن. في المستقبل، سيكون كامل أعضاء الدوما من قوائم الاحزاب، مما يعني إخراج الأعضاء المستقلين. يبدو السيد بوتن، بالنسبة للكثير، بأنه يستغل بسلان لإشباع شهيته إلى السلطة.

إن الميل إلى تقوية سلطة الكرملين كان واضحا منذ تولي السيد بوتن لزمام السلطة في عام 2000. فقد قلم أجنحة الحكام عن طريق إبعادهم عن مجلس الاتحاد، وهو أعلى هيئة برلمانية؛ و تعيين مبعوثين رئاسيين للأشراف عليهم؛ و التعيين المركزي لرؤساء الشرطة المحليين، والادعاء العام، ورؤساء الأجهزة الأمنية. أما بالنسبة للدوما، فقد تمت السيطرة عليها من الأحزاب المساندة للكرملن.

إن ظهور المزيد من تفاصيل قصة بسلان قد برهنت بأنه لم يتم الاستفادة من دروس أزمات الرهائن السابقة . فقد تركت القوات والسلطات المحلية، بضمنها قوات الأمن، لتدافع عن نفسها وعلى الأغلب بدون مسؤولين من الاتحاد الروسي ممن يقدمون المساندة والخبرة. إن إدارة الأزمة بشكل ارتجالي قد أدى إلى فقدان القطعات رديئة التسلح للسيطرة على الموقف لصالح المدنيين المسلحين. طبقا لإحدى التقارير، كان على بعض القطعات إن تطلب ذخيرة احتياط من المدنيين. وقعت بعض الأوامر الاتحادية في آذان صم. هل يفهم الرئيس نقاط الضعف هذه؟ رتبت بعض الخطوات التي يقوم بها كي يعطي الانطباع ، لروسيا وللعالم، بأنه يفهم. فقد وعد بإجراء تحقيق حول بسلان. كما وعد بنظام لمعالجة الأزمات يشمل البلاد بأسرها؛ أعطى تعهداً بزيادة ميزانية الجيش وقوات الأمن( مبلغ إضافي قدره 1.7 مليار دولار قد خصص الشهر الماضي، بعد تفجير طائرتين بواسطة انتحاريين)، وعقوبات مشددة ضد الموظفين الذين يصدرون جوازات سفر مزورة؛ وزارة القوميات لمتابعة القضايا العرقية؛ ولجنة اتحادية لشمال القوقاز، "مهمتها الرئيسية تحسين المستوى المعاشي لسكان المنطقة".

بالنسبة لمتتبعي بوتن، تشير الفقرة الأخيرة إلى وجود تغيير. رغم انه مازال يلقي اللوم على الإرهابيين الأجانب في إثارة الاضطرابات في شمال القوقاز، كما انه قد اعترف في خطبته هذا الأسبوع بان " جذور الإرهاب تكمن في البطالة المستديمة في المنطقة، وعدم وجود سياسة اجتماعية فعالة".

" ربما أدرك الآن فقط بان الفقر والمشاكل الاجتماعية تشكلان جذورا لهذه النزاعات" كما تقول فيخنا هل من معهد بروكنك الأمريكي. وإضافة إلى هذا تقول السيدة هيل، يفهم السيد بوتن و مستشاروه كيف إن الفساد قد دمر الأجهزة الأمنية حتى تحولت إلى عديمة النفع؛ فهم يتحدثون سرا وعلانية عن الحاجة إلى " حملة تطهير محلية". ولكن ليس هنالك من مخطط يبين كيفية التنفيذ. " وهذا انفتاح على الغرب"، كما تعتقد.

وفي الحقيقة، بالنسبة لها وللآخرين، فان هذا الكم من إجراءات السيد بوتين هو رد فعل غريزي لقيادة تخشى من انها قد فقدت السيطرة. فالكثير من حركاته تبدو وكأنها زخرفة واجهات مسعورة. سيكون فلاديمير ياكوفلوف وزيرا للقوميات، وهو حاكم سابق لسانت بطرسبرك وواحد من خصوم بوتن السياسيين. " فقد كان افضل من يفهم هذا الموضوع،" كما يقول روستام ارفجانوف، محرر " القومي" وهي مجلة حول المجموعات العرقية الروسية.

وبدون استراتيجية حقيقية مضادة للفساد ،يقول الاكسندر بلكين في مجلس السياسة الخارجية والدفاع، هيئة موسكو الاستشارية،" فان إجراء تغييرات في تركيبة القمة هو أمر عديم القيمة". يحاول السيد بوتن استعادة السيطرة على شمال القوقاز عن طريق إرسال رئيس أركانه دمتري كوزاك، للإشراف على المنطقة وعلى اللجنة الاتحادية الجديدة. ولكن السيد كوزاك كان مسؤولا أيضا عن مخطط كبير للإصلاح الإداري، وهو يجازف الآن في مواجهة الفشل.

بخصوص التغيرات في النظام السياسي، قد تثبت بأنها تعطي نتائج معاكسة، إضافة إلى كونها لا علاقة لها بالحرب ضد الإرهاب. وكلما عزز السيد بوتن من قوته، كلما اصبح الشخص الوحيد الذي يوجه أليه اللوم عندما لا تسير الأمور بالطريق الصحيح. لايشكل سكان موسكو طبعا نموذجا متوازنا لكافة أقسام البلاد، ولكن استطلاع الرأي الذي اجري بعد حادث بسلان من قبل مركز ليفادا في موسكو يبين بان ثلث المساهمين فقط يعتقدون بان الإرهابيين "يتحملون أولا وقبل كل شيء" عن الهجوم، أما البقية فتنقسم بالتساوي بين من يلوم الأجهزة الأمنية لكونها غير قادرة على منع الحدث، والقيادة الروسية، لمواصلتها الحرب في الشيشان". ان كان جاسوس روسيا يعرف أي شيء، فهو كيفية المحافظة على نظام غير شعبي في السلطة. ولكن المصيبة ستحل على روسيا لو أن مزيدا من الإجراءات الوحشية أصبحت طريقة السيد بوتن الوحيدة لتحاشي السخط العام المتنامي باستمرار.

 

 


 

 

ملاحقة المطلوب الاول في العراق: الزرقاوي

بقلم دان مورفي

ينظر الى مدينة الفلوجة السنية على انها قاعدة عمليات ابي مصعب الزرقاوي ، المقاتل الاردني الذي يتهمه المسؤولون الاميركيون بالعمليات الارهابية، في اربع دول في الاقل وبصلاته بمنظمة القاعدة، ان مجموعة الزرقاوي "التوحيد والجهاد" الموجودة في العراق تصرح بمسؤوليتها عن قطع رؤوس الرهائن،والقيام بعمليات الاختطاف ، (من  ضمنهم اميركيان وبريطاني تم خطفهم الاسبوع الماضي) بالاضافة الى الهجمات على الكنائس والتفجيرات التي لحقت بمراكز الشرطة والتي خلفت مايزيد على اربعمائة قتيل.

غالبا ما تتساقط القذائف الاميركية يوميا على الفلوجة ، مستهدفة  شركاء للمدعو ابو مصعب الزرقاوي ،حيث قتل مايقرب من سبعين رجلا في هذا الشهر . ان بعض المحللين في المواضيع الارهابية وكذلك شركاء سابقون قد امضوا فترات مع الرزقاوي في سجن اردني ،  يقولون انه يدير منظمة منفصلة عن القاعدة ،كما انهم يقولون ان مقتل هذا الاردني ذا التعلم البسيط والموشوم الجسد ، او حتى مقتل العديد من اتباعه ، لن يؤدي  الى تخفيف الهجمات الارهابية في داخل العراق الا بنزر يسير.

يقول روحان كوناراتنا، وهو خبير في مكافحة الارهاب ، ومؤلف كتاب " من داخل القاعدة" " ان امره يستوي مع اسامة ، فاذا كان لك ان تقتله اليوم فلن يضير  الشبكات التي قام بتكوينها شيئا ابدا." "بينما تتواصل العمليات الانتحارية في العراق بتنسيق من شبكته ، يتم تحريكها من الادنى الى الاعلى، ان القادة المحلييين في المناطق هم الذين يخططون وينفذون الهجمات ، بل ربما ان الزرقاوي يجهل الكثير عن وقت تنفيذها فلاحاجه له بذلك. 

لايعني هذا ان شخصية الزقاوي الشبحية لايمكن اعتبارها عاملا مهما  في عدم استقرار العراق.

ولكن محللين من امثال روحان كورانتينا يقولون ان اهمية الرجل تكمن بارتباطاته القديمة والتي طورت اثناء وجوده في افغانستان بين عامي 1999 و 2002 لنسج خيوط شبكة من المقاتلين المتوحدين فكرا ،تمتد من شمال العراق وعبر تركيا وتصل الى اوربا . ان الزرقاوي هو الشخصية التي يركز عليها اليوم لارتباطه بجماعات تنفيذية تشترك في الاهداف والمضامين ،كان العديد منهم ضمن ميلشيات ،وقد تلقوا  تدريبات على الارهاب في افغانستان .

لو كان هذا التحليل صحيحا فقد سبق السيف العذل، فاذا ما قبض عليه او تم قتله فان شبكته ذاتية العمل ، ستحقق نتائجها عبر المنفذين المرتبطين بها داخل العراق . في الواقع  ان العديد من المحللين قلقون من ان عملية قصف الفلوجة سوف تزيد من قوة هذه الشبكة ونشاطها .

ان الاعلان عن حدوث اصابات مدنية سوف يدفع بالمزيد من العراقيين والاجانب نحو القضية.

ان الولايات المتحدة "قتلت بعض الاشخاص المهمين ولكن امكانيات هذه الشبكة تستطيع  ان تجلب غيرهم ، انهم يعيشون في منطقة حرب حيث يكون ايجاد اعضاء جدد امرا يسيرا ، يقول كوناراتنا لان اعتقاد الكثير بانهم انما يقاتلون غازيا كافرا، لقد اصبح العراق من دون شك ارض الجهاد الجديدة .

العراق يشابه افغانستان التي اوجدت الجيل القديم من المجاهدين، العراق يوجد جيلا جديدا من المتعصبين الى زعيمهم.

اما قصة هذا الزرقاوي الذي كان مجرما وسجن فترة بتهمة تحرش جنسي في بلدته في الاردن، ليصبح واحدا من اهم الشخصيات الرئيسية في عالم الجهاد الاسلامي العالمية ، فهي تمتليء بالفجوات والتناقضات.

يصفه رفقاء السجن من الذين قضوا معه بعض الوقت في الاردن في عام 1990 بانه عديم الثقافة او يكاد، تنسب الولايات المتحدة له كتابة رسالة من اربع عشرة صفحة في اوائل عام 2004  ،وتكشف النقاب عن خطة للجهاد داخل العراق، تمتلئ هذه  الرسالة بالاشارات التاريخية ،وبلغة شعرية ، ان الاشخاص المقربين منه يخامرهم الشك بقدرته على الكتابة.

يقول عبدالله ابو رومان ، الصحفي الاردني الذي يؤلف كتابا حاليا عن الزرقاوي ،والذي قام بنشاطات جهادية في عام 1996 وكان قد حبس بجريمة اهانة الجلالة الملكية " لاني اعرف الزرقاوي فاني اجزم انه ليس بامكانه ان يكتب مثل هذه الرسالة بتاتا" " كان رجلا صلبا،وعنيدا.كان بامكانه ان يكون زعيما على سجن صغير في جنوب الاردن، وانا تاخذني الدهشة لانه اصبح الان كما يقال ذا شأن كبير.

لقد صرح موظفون اميركيون مهمون مثل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية كولين باول وهم على اعتاب التحضير لعملية غزو العراق بأن الزرقاوي عضو فاعل في القاعدة.ويدعون تعرضه للاصابة من جراء قصف جوي في افغانستان بعد احداث 11 ايلول ، بعدها اجريت له عملية بتر لساقه في مستشفى في بغداد، وعلاجه هناك كما يدعون  يؤكد وجود صلات قوية بين القاعدة ونظام صدام حسين .كما ان ملفات محاكم المانية وايطالية مرفوعة ضد شركاء للزرقاوي ،تقول يبدو من الجلي ان الزقاوي كانت لديه اتصالات مع اعضاء في  شبكة القاعدة في الماضي الا ان لديه اختلافات تكتيكية كبيرة مع المنظمة ويبدو انه يدير شبكة منفصلة تماما.

شادي عبدالله احد شركاء الزرقاوي والذي قبض عليه بتهمة ادارة خلية ارهابية ـ اخبر المحققين بان الزرقاوي يعتبر نفسه منافسا للقاعدة وليس متحالفا معها.يقول موظفون اميركيون بانهم لايصدقون الحادثة  التي فقد فيها قدمه ، وان محللين من امثال كوناراتنا يقولون بانه لادليل على وجود ارتباطات له مع نظام صدام.

اثناء وجود الزرقاوي داخل العراق قبل الغزو كما يقول موظفون اميركيون ، انحصرت اغلب نشاطاته في منطقة الحكم الذاتي الكردية في الشمال حيث اشترك مع منظمة انصار الاسلام، وهي مجموعة كردية اصولية نشطت في المنطقة وقد تم ضربها بشدة من قبل سلاح الجو الاميركي في بداية الحرب.

ورغم وجود العديد من التصريحات المنسوبة الى الزرقاوي على شبكة الانترنت ، تدعي فيها مسؤولية الهجمات داخل العراق ،  والتهديدات العديدة ضد الولايات المتحدة ، فان الاردنيين الذين يعرفونه يقولون ان الصوت الذي يظهر في الشريط المسجل لايشبه صوته كما يتذكرونه،يقول محمد الدويك وهو محامي الزرقاوي في الاردن" لقد قابلته خمس عشرة مرة ، ويمكن ان اقول لك ان الصوت الذي يظهر في الشريط ليس صوته، ان صوته جاف ، مميز.يظن ان عمر الزقاوي يناهز الثامنة والثلاثين، واسمه احمد فاضل الخلايلة،ولد في المدينة الاردنية الصناعية الفقيرة، حيث الجريمة منتشرة بإتساع الفكر الاسلامي المحارب نفسه، القادم من ارث الصراع العربي الإسرائيلي في الجوار، ورغم ان عائلة الزرقاوي تنحدر من اصل بدوي ، الا ان هذه المدينة كانت الموطن الاول للاجئين الفلسطينين المنحدرين الى الاردن ،انشئت عام 1949 ، واهل الزرقا من الشباب الفلسطيني الكسول مما ادى الى ان  يصبح المكان خصبا للدعاة الاصوليين .لقد ذكر السيد باول للامم المتحدة في اول عام 2003ان الزرقاوي فلسطيني ولكن الموظفين الاميركيين يقرون بان هذا كان امرا خطاْ.

قضى فترة شباب تتخللتها اوقات للسكر والعربدة وكذلك وشم ذراعه بالوشم القبلي البدوي، نشأ الشاب وروح قتال السوفيت في افغانستان تتملكه، ثم ذهب الى هناك في عام 1980 كمجاهد رحالة ،عندما كانت الحرب على وشك الانتهاء.

عمل بصورة متناوبة في مجلة مكرسة للجهاد ،ويصور ابطال الحرب الذين قاتلوا الروس ، وقد تلقى تدريبا عسكريا في مخيمات مرتبطة بما عرف بعد ذلك بالقاعدة ، وفي عام 1992 نزح الى وطنه وفكرة تستحوذ عليه ،وهي تكوين مجموعة مجاهدة لقلب نظام الحكم هناك الذي يعتبره خائنا للدين الاسلامي لعقده اتفاقيات سلام مع اسرائيل.

وفي ذلك العام سجن هو وعدد من شركائه في الاردن بتهمة النشاط الاسلامي  وبتهم حيازة الاسلحة . وهناك انتقل الزرقاوي الى مرحلة اخرى في تطوره الفكري ، حينما لم يكن لديه مايقوم به من جهود خاصة،يفصل سريره السفلي في السجن عن الاخرين مستعملا البطانيات، وينغمر دونما كلل في  دراسة القران ،في محاولة يقول عنها رفاق السجن ،بانها كانت  فاشلة لحفظ الكتاب المقدس في الاسلام " يمكن ان نقول انه كان متوسط الذكاء، ولكنه كان مزيجا من كونه صلبا وشديدا، مع تعاطف مع اصدقائه المقربين " كما يقول يوسف رضابة الذي سجن مع الزرقاوي وينتمي الى مجموعة اسلامية منافسة .

يقول السيد رضابة ان الزرقاوي ظهر منفذاً وفاعلاً رئيساً   لمجموعة متشددة من الاسلاميين داخل السجن ، كانوا منفردين في نظرتهم لدرجة انهم يبعدون  المساجين الاخرين ،حينما يختلفون معهم في فكرة ما، ،انهم يؤمنون بقتال( الكفار)  , كان مسؤولهم الشرعي ابومحمد المقدسي وهو داعية مسجون في الاردن لارائه المتطرفة.

يقول رضابة ان المجتمع بالنسبة اليه او الى جماعته ينقسم الى نوعين مسلمين وكفار ، ان أي شخص يختلف معه سيعتبره كافرا" بعدها يبدا اتباع رضابة يتجادلون مع الزرقاوي حول التفسير الصحيح للانفال(الغنائم) وهي آية من القران يرى المقاتلون انها دعوة الى الجهاد المسلح.

" كنت ادوام على القول له بانها تعني مقاتلة المسلحين او المحتلين والظالمين، وليس أي شخص يتبنى قضاياهم، لذلك فان قتال السوفيت هو امر حسن ، ولكن قتل المدنيين هو امر غير مقبول " ويتذكر رضابة " كان يقول انه يجب عليه ان يقتل أي شخص ينتمي او يتبنى قضايا  اعداء الاسلام ،  كان متخذا هذا الاتجاه ببساطة،لا يرغب بتفكير اكثر عمقا".

وبتقادم الايام يقول رضابة ان الزرقاوي برز زعيماً ورجلاً مليئاً بالتناقضات ، فهو احيانا يكون لطيفا يدعم اتباعه واحيانا اخرى يكون قاسيا الى درجة لاتصدق.

يقول الصحفي رومان" كان يساند رفاقه ليحصلوا على حقوقهم من السجانين ،  وجذب العديد من الاشقياء او السكارى او الزناة او القتلة الى حلقته ،وكانوا ينظرون اليه على انه مثال لهم يحتذى به .

كما انه يتذكر انه منع اتباعه من قراءة كل شيء ماخلا القران والسنة، في احدى المرات ضرب غريما له لقراءته كتاب شعر.

في عام 1998 اطلق سراح الزرقاوي والعشرات من الاسلاميين بعفو ملكي، وبعد ان فشل في العثور على عمل في الاردن ذلك العام (اخبر اصدقاءه مرة بأنه اراد ان يفتح كشكا صغيرا لبيع الفواكه) ،عاد الى افغانستان ، حيث انشأ معسكرا للتدريب من اجل مجموعته التوحيد والجهاد وتعني بشكل حرفي (توحيد الله والحرب المقدسة) كما تذكر ذلك ملفات محكمة اوربية.

وبعد الغزو الاميركي لأفغانستان،هرب الى شمال العراق حيث اسس شبكته بالتعاون مع انصار الاسلام، وان اول هجوم انتحاري ينسب اليه في العراق ،حدث في آب من السنة الماضية، وعملية تفجير السفارة الاردنية هناك.

ترجمة مفيد وحيد الصافي

عن كريستيان ساينس مونيتر

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة