الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

اغلقو الابواب الايدز ضيف ثقيل قادم

 

 

5 ملايين مريض بالإيدز في العالم حتى نهاية عام (2003)!

من جلب هذا المرض إلى العراق!

أين هم مرضى الإيدز؟

ربيع الوائلي

الإيدز وتعني فقدان المناعة المكتسبة أو متلازمة العوز المناعي، اكتشف المرض لأول مرة عام (1981) في الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ ذلك التاريخ حتى نهاية عام (2003) بلغ عدد المصابين به في العالم (40) مليون شخص توفي منهم في عام (2003) نفسه (ثلاثة) ملايين. فيما كانت عدد الإصابات (5) ملايين للعام ذاته.

 

قصة الدم الملوث

الاتصال الجنسي هو الطريق الأساسي لانتقال العدوى إضافة إلى عمليات نقل الدم، ومن المحتمل ان تصبح معاقرة المخدرات بالحقن في وقت قصير هي القوة المحركة للوباء في العالم.

العراق قياساً لغيره من بلدان العالم يعد خالياً من المرض حتى عام (1986) وقصة دخوله للعراق بدأت عندما أرسلت شركة فرنسية في العام المذكور وحسب عقود مع وزارة الصحة آنذاك كمية من احدى مشتقات الدم، ويدعى العامل الثامن، الذي كان علاجاً لايقاف نزف الدم الوراثي وظهر فيما بعد انه كان ملوثاً بالإيدز، حينها سجلت في العراق (180) حالة توفي منهم (127) وتم حجر الباقين إلى نهاية عام (1993) عندما طلبت منظمة الصحة العالمية والبرنامج العالمي لمكافحة الإيدز تأهيل الباقين ودمجهم في المجتمع حسب ضوابط صحية واجتماعية وضعها البرنامج المذكور، ومنذ ذلك التاريخ ولحد الآن بلغت عدد حالات الإصابة (259) كعدد تراكمي.

اما الشركة الفرنسية التي أرسلت الشحنة فقدتم الترويج لرفع دعوى قضائية ضدها زمن النظام المنهار، لكن هذه القضية بقيت سجينة الملفات وتم التعتيم عليها إعلامياً، وبعد سقوط النظام قامت وزارة الصحة ومنظمة الهلال الأحمر العراقية بتحريك الدعوى والمطالبة بالتعويضات القانونية لهؤلاء الضحايا الذين كانوا بلا ذنب سوى انهم ذهبوا  للمستشفيات للمعالجة من مرض فعادوا بمرض العن وأقبح واخطر.

عن آخر تطورات الدعوى اخبرنا مكتب المستشار القانوني في وزارة الصحة أنها تسير على ما يرام بعد تكليف شركة قانونية اميركية بمتابعتها، وزيارة المندوبة الأمريكية لهذه الشركة إلى العراق للإطلاع على ملفات المصابين، وان الشركة بصدد إرسال شهود إلى فرنسا بعدما طلبت الشركة الفرنسية ذلك، وسوف يكون الكادر الطبي وذوي المصابين هؤلاء الشهود فضلاً عن اطراف أخرى شاركت في توريد الصفقة وتقول مسؤولة مكتب المستشار القانوني في وزارة الصحة أن القضية قد تسوى بالقريب العاجل لصالح المصابين بهذا المرض واستحصال التعويضات القانونية لهم.

 

في مركز بحوث الإيدز

ولإلقاء الضوء على الموضوع من جانبه الصحي كان هذا اللقاء مع الدكتور وضاح زيدان مدير مركز بحوث الإيدز في العراق الذي قال: (ان عملنا في المركز  هو البحث والمكافحة ونعمل حسب ضوابط البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، الذي أخذ على عاتقه رعاية ومعالجة هؤلاء المرضى ومحاولة الحد من انتشار المرض حسب قاعدة الرصد الوبائي، وهي تفعيل آلية فحص الدم للمقبلين على الزواج، وإنشاء مراكز متخصصة في بغداد وباقي المحافظات لفحص الوافدين عراقيين وأجانب. خصوصاً بعد سقوط النظام ودخول اعداد كبيرة منهم إلى العراق، والقيام بزيارات دورية إلى السجون لفحص النزلاء ذوي الجرائم الجنسية والتنسيق مع مركز نقل الدم لتفعيل آليات الفحص والمناقلة).

 

رواتب للمصابين

وعن رعاية المصابين بالإيدز في العراق قال الدكتور وضاح.

(أولاً تم تحديد رواتب شهرية لهم ومنحهم العلاج الذي يكلف (1000) دولار للشخص الواحد شهرياً، وتم درجهم كموظفين في وزار ة الحصة لشمولهم بقوانين الضمان والتقاعد.

ومنحهم الكسوة الموسمية وحصصاً غذائية شهرية وعن مسألة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع ومدى سماح الثقافة الصحية للمجتمع بذلك كان رد الدكتور وضاح:

(الحقيقة ان المرضى وذويهم ناس متفهمون للقضية إضافة إلى اننا نلتقي بهم شهرياً عند تسلم الرواتب والحصص والعلاج وبحضور الكادر الطبي، ونحاول تعزيز ثقافتهم الصحية بهذا الاتجاه.

وللامانة أقول ان الوزارة ليست الجهة المعنية الوحيدة بهم، فهناك المنظمات الإنسانية وعلى رأسها منظمة الهلال الأحمر التي هي الأخرى خصصت لهم رواتب ومساعدات علاجية وغذائية وكل هذا تم بالتنسيق بين الوزارة وباقي المنظمات المهتمة بالموضوع.وعن مسألة زواج العزاب منهم ذكر الدكتور وضاح:

ليس هناك غطاء شرعي للموضوع لكن الوازع الأخلاقي والاجتماعي هو الذي يجعل أكثرهم يعزفون عن الزواج، لكن الزواج بشرط استعمال الواقي الذكري وبدقة واستمرارية (قد) يمنع انتقال الفايروس.

وختم الدكتور مدير مركز بحوث الإيدز كلامه قائلاً: (ان الجهات الصحية وحدها ـ وبدون التنسيق مع القنوات الإعلامية للتوعية حول الموضوع يعد عملاً ناقصاً بحاجة إلى تضافر كل الجهود، فالقنوات الإعلامية والمطبوعة لها دور كبير وفعال في توعية المواطن صحيا وجعله محضاً ضد كل الامراض، وليس ضد الإيدز وحده).

 

التثقف ثم التثقيف

الدكتورة رمزية ربيع مديرة قسم رعاية الصحة الأولية في صحة بغداد/ الرصافة تحدث لنا عن كيفية الوقاية من الوباء بقولها:

(الوقاية من الوباء تتم بالتثقيف الحي ومعرفة طرق انتقاله، والنظافة الدائمة، أما الاختلاط مع المصابين، الذين لا يمكن حجرهم حسب ضوابط برنامج مكافحة الإيدز العالمي، فيجب ان يكون مدروساً ويخضع لأسس منهجية دقيقة، وخصوصاً فيما يتعلق بذوي المصابين الذين هم الأكثر عرضة للإصابة ويستطيع أي مواطن ان يفحص نفسه وقت ما شاء في مراكز فحص طوعية تم فتحها لهذا الغرض للتأكد من نظافة دمه، وعدم اصابته بالوباء.. ويكن الحد من انتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي من خلال برنامج تثقيفي ينسجم مع عادات وتقاليد مجتمعنا، يكون موجهاً للشباب وطلبة المدارس والجامعات والمصابين بأمراض جنسية غير الإيدز.

وهناك طريقة أخرى يمكن ان تساهم في الحد من انتشار المرض، وهي العودة إلى طريقة فحص الدم الفوري على الحدود للوافدين والتي كانت سابقاً، وزيادة وعي العاملين في المختبرات حول الاستخدام الامثل للدم، واتباع الاحتياطات اللازمة في التعامل مع الأدوات الجراحية والمختبرية.

ولنا كلمة

وختاماً للموضوع نقول يبقى المواطن هو المسؤول الأول والأخير عن تحصين نفسه صحياً من خلال التثقيف الصحي واتباع الطرق الصحية المتبعة في الحالات المرضية، وخصوصاً حالات النزف وأمراض الدم التي تحتاج إلى مناقلة، والنظافة الدائمة في الحياة اليومية (للأكل والشرب والملابس). ومن ثم تقع المسؤولية على الجهات الصحية في التوعية والتثقيف وتفعيل آلية الرصد الوبائي للمرض انسجاماً مع معطيات المرحلة الراهنة والتي كثر فيها الوافدون إلى العراق وكثرت حوادث العنف المصبوغة بالدم.


جولة في وحدة العناية بالأطفال حديثي الولادة في مستشفى الحلة العام

بابل/ مكتب المدى/آمال محمد

يولد الطفل وهو صفحة نقية ناصعة تنتظر ما يخط عليها.. هو أرض خصبة بكر تتلقف ما يزرع فيها الأبوان والشارع والمدرسة.. ويحصد الأبوان فيما بعد ما قدمته أيديهم إلى أطفالهم من أخلاق وعادات وطبائع.

وللأسف لا تكتمل فرحة بعض الناس بولادة أطفالهم الذين لم يكملوا المدة الطبيعية في رحم امهاتهم، إذ من المعروف ان الطفل يكتمل إذا ما قضى 37 أسبوعا أو أكثر داخل رحم أمه أي حوالي 9 أشهر وأسبوع.. فكل من يولد قبل هذه المدة يعتبر طفلاً خديجاً..

وفي الحلة أكثر من وحدة للعناية بالأطفال الخدج وحديثي الولادة، أحد هذه الوحدات في مستشفى الحلة التعليمي العام.

 

خلية نحل

برغم إمكانياتها المتواضعة فهذه الوحدة خلية نحل فيها أكثر من طبيب اختصاصي برعاية الطفل الخديج فضلاً عن أطباء مقيمين ينسبون إلى الوحدة شهرياً.. كما ان هناك فريقاً من الممرضات الخافرات يشرفن على متابعة الطفل الخديج.. ويلبين متطلباتهم لحين إخراجهم متشافين من الوحدة.

التقينا الدكتور أيهاب رعد عباس علي دكتوراه اختصاص  في أمراض الأطفال وحديثي الولادة الذي حدثنا قائلاً:

أن اغلب الأطفال الخدج الذين يدخلون وحدتنا يبتلون بعسر التنفس في الساعات والأيام الأولى من حياتهم.. إذ تميل بشرتهم للأزرقاق وتتجاوز سرعة تنفسهم المعدلات الطبيعية وتبلغ هذه الأعراض ذروتها في اليوم الثالث بعد الولادة وللأسف قد يؤدي ذلك إلى الوفاة نتيجة احتباس الهواء في القفص الصدري أو النزف في الرئة.. وفي هذه الحالة يتم توجيه المقيم الخافر بضرورة الانتباه إلى العلامات الحيوية وسرعة التنفس وتعطى سوائل الزرق الوريدية بما يناسب عمر ووزن الطفل.. والاهم من ذلك يوفر الاوكسجين المرطب بما يجعل تركيزه أكثر من 90% (Spos).

 

اليرقان الولادي (أبو صفار)..

اما النسبة الباقية من الأطفال الخدج فيصابون بما يعرف باليرقان الولادي نتيجة ترسب الصبغة الصفراء (البيليروبين) الضارة للجسم والدماغ في حالة ازدياد تركيزها في الدم.. ويتم في وحدتنا علاجهم بواسطة جهاز العلاج الضوئي (Phototherapy)  الذي يحول هذه الصيغة من حالة ضارة يمكنها النفوذ إلى الدماغ إلى حالة جديدة ذائبة في الماء لا تسبب ضرراً على الجهاز العصبي المركزي وبالتالي تجنب حدوث التخلف العقلي.

حليب الطفل الخديج:

اضاف الدكتور أيهاب رعد عباس عبد علي الكثير يجهلون ان ثمة فروقات في  نسب مكونات حليب الأم. ليناسب الطفل الخديج ومتطلباته الدقيقة الحرجة.. فحليب الام المرضع لطفل خديج تكون نسبة البروتين والدهون واملاح الصوديوم والكلور والفيتامينات أعلى من حليب الام الاعتيادي.. وتستمر الأم بافراز الحليب بمثل هذه النسب لحوالي شهر، وهي الفترة المناسبة ليلحق الطفل الخديج بأقرانه من الأطفال.. وهناك تباين في هذه النسب خلال اليوم الواحد حيث يكون تركيز الحليب أعلى في الليل عنه في النهار، وحتى الرضعة الواحدة تختلف  في تركيز الحليب. فالحليب في بداية الرضعة تقل فيه نسبة الدهون والبروتين عما هو موجود في آخر الرضعة.

والحليب الذي يفرز يناسب الطفل الخديج وذي قيمة غذائية كي تتناسب وإمكانيات الجهاز الهضمي المحدودة حيث يكون السبيل المعوي للطفل الخديج قصيرا نسبياً.

اما الدكتور حسنين حامد هادي والدكتورة سجال فاضل فرهود وهما الطبيبان المقيمان المنسبان في وحدة الأطفال الخدج فيتقاسمان الخفارة الممتدة 24 ساعة وهي جزء من تدريبهما السريري الممتد 24 شهراً، وهما متفقان على ان المتابعة الجيدة للحوامل وخاصة المصابات منهن بالأمراض المزمنة كداء السكري أو بعض العوامل التي تزيد من عسر التنفس مع اجراء الفحص الروتيني بواسطة السونار مع التوقيت المناسب للعمليات القيصرية يقلل من نسب الولادات الخديجة.

 


 

تخريب غير منظور

حسين التميمي

يركز خبراء في علم نفس الطفل، على ضرورة اتخاذ جانب الحذر الشديد حين التعامل مع الأطفال، وهم يركزون على أهمية أن يكون المعلم في مراحل التدريس الأولى شخصا ذا كفاءة علمية عالية، وله خبرة في مجال علم النفس ويمتلك شخصية متزنة نفسيا، ولا يعاني من أي اضطرابات فسلجية أو سلوكية أو نفسية، ومثل هذا التوجه لا يشمل بالطبع عالمنا العربي من قريب أو بعيد لأننا في شغل شاغل عن مثل هذه الأمور.

 قبل أيام قليلة وقع بصري على مشهد غاية في الجمال والروعة، انه مشهد رجل (أشبه بمعلم) ومن حوله تحلق جمع من التلاميذ الصغار، يستمعون إليه باهتمام وانتباه، على الرغم من انهم كانوا يجلسون على الأرض، المعلم يعتلي دكة حجرية بالقرب من واجهة دكان علمت فيما بعد انه دكان هذا المعلم، حاولت أن اقترب منهم كي استمع إلى الدرس، في اقترابي اكتشفت ان هيئة ذاك الرجل المعلم كانت أجمل بكثير حين ينظر إليها من بعيد، وفهمت جيدا لماذا غطست حدقات الصغار أرضا، كان الرجل (المعلم !!) يتحدث عن عذاب القبر وعن الآخرة بطريقة أرعبتني على الرغم من كبر سني، فكيف بهؤلاء الصغار، وكان الرجل يتحدث أيضا عن قتل الكفار بطريقة تفوق قدرة دراكولا على الانتقام ..لحظتئذ شعرت بقلق كبير على أولئك الصغار المساكين، ترى ما هو انعكاس مثل هكذا أفكار على مخيلتهم، وكيف سينامون ليلتهم بغير كوابيس؟ .

بعد ذلك التقيت بعضاً من أهالي القرية التي شهدت فيها هذا الاعتداء على الطفولة، سألتهم عن هذا الرجل الذي يمارس دورا تخريبيا على عقول الأطفال، سيما وأن الوقت كان يصادف عطلة الصيف المدرسية،  قالوا : انه معلم التربية الإسلامية، ولا نستطيع منع أطفالنا من الاستماع إلى محاضراته أو دروسه لأنه سيمتنع في نهاية العام الدراسي عن منح أبنائنا درجة النجاح ما لم يحضروا دروسه هذه، وقتها عادت بي الذاكرة إلى زمن طفولتي، مستذكرا معلم التربية الإسلامية، كان الرجل يحثنا على النظافة، وعلى الأخلاق الحميدة، مثل كف الأذى عن طريق المسلمين، وتعاليم أخرى تصب في هذا المعنى، ولا أذكر أنه تحدث لنا يوما عن القتل أو العنف أو أي معنى آخر يمكن أن يخدش طفولتنا، ولم يكن الرجل وقتها قد اطلع على مناهج علم النفس الحديثة، لكنه كان إنسانا، يعي معنى الإنسانية، بالفطرة ..لذا لم يرتكب أي خدش إنساني لطفولتنا، بينما يتعكز هذا (المتطرف) على طفولة هؤلاء التلاميذ (الآن) كي يمارس دورا تخريبيا غير منظور، فيشيع روح العداء والكره لأجناس وديانات أخرى مستفيدا من بعض الآيات التي نزلت بحق أناس معينين وفي أزمان تختلف كثيرا عن زمننا هذا.

 لذا وجب تنبيه من لهم الأمر في هذا المجال من خطورة تخريب تلك العقول الصغيرة وتوجيهها في مجالات تدعم العنف والإرهاب، وتبرر القتل وكل المظاهر الوحشية الدموية متسترة بالدين، حيث يجب التعامل مع تلك العقول التي تمارس دورا تخريبيا ضد الطفولة، بوصفها عقولا مريضة يجب أن توضع في مصحات نفسية، كي تعالج بالطريقة التي تناسبها، حتى لا يستشري داؤها ويفرخ لنا المزيد من الإرهابيين.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة