الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 

الاصرار على بناء مجتمع مدني جديد

جلال حسن

لم يبتل أي شعب بما ابتلي به الشعب العراقي من المآسي والحروب والقتل والتشريد والرعب والحصار طيلة المرحلة السوداء التي خيم فيها النظام الدموي الفاشستي ومنذ عام 1963 وتفننه بالاضطهاد والمداهمة والموت الجماعي والقسوة التي طالت جميع الشعب العراقي بمختلف شرائحه وفئاته.

من لجان الاعدامات التي لاحقت ابناء الشعب والسجون المظلمة الى جبهات القتال والتي تقف خلف القطعات العسكرية اثناء ايام المحنة في الحرب العراقية - الايرانية والتي تعدم بالمجان المتسربين من المعارك بدون محاكم. كذلك جريمة العصر (المقابر لجماعية) التي طالت الابرياء من شعبنا على حد سواء بتهم ملفقة وواهية بل غير معقولة اطلاقاً ولا يمكن تصديقها وفق أي عرف قانوني، لأن النظام البائد يدرك قبل غيره عدم ولاء الشعب له، فجر البلد الى حروب خاسرة سلفاً وتحويل هزائمه الى انتصارات كاذبة بإعلام الاغاني والاناشيد، وهناك من الانتصارات ما هو اسوأ بكثير من الهزائم فتمادى بتدمير بنية البلد برعونة الحروب الكثيرة والتطبيل لها، ومعاداة جميع دول الجوار والتي عشناها بتفاصيل مؤلمة اوشمت في الذاكرة جراحات لم تزل نازفة. ولم ينته مشهد الدماء، فالمحنة تفترش ساحاتها من اجل الانتقام من هذا الشعب الطيب بزيادة مآسيه بالارهاب والارعاب الجديد وجعله مرتعاً للنهب والخراب الاقتصادي بتفجير انابيب الثروة الوطنية والقتل العشوائي بل المجاني للقادمين من خلف الحدود وبمساعدة اذناب النظام المقبور بالتفجيرات والتفخيخ وزرع الخوف في الشوارع واثارة الفتنة الطائفية والعرقية والمذهبية واستهداف الرموز والقيادات السياسية والدينية.. الامر الذي زاد من مسؤولية ابناء البلد وتكاتفهم ضد هذه الهجمات البربرية الشريرة لإنقاذ البلد من اثقل التركات في تارخ العراق تعقيداً، تركه نظام صدام الفاشستي وضخامة المآزق. فالذي يحدث وما سيحدث مستقبلاً لن يثني الشرفاء على مواصلة الحياة بكل عنفوانها البهي طالما هناك خلاص حقيقي وامل كبير في بارقة ترسم طريقاً جديداً صادقاً بعد القضاء على اعتى ديكتاتور ليس في العراق فحسب بل في العالم.

وطالما هناك شعور جمعي وطني وكفاءة عراقية يشار لها بالبنان والنزاهة ومعيارها الاخلاص بالعمل الذي يدافع بالحرص والمسؤولية من اجل بناء مجتمع مدني ديمقراطي موحد عبر اشاعة الممارسات الديمقراطية ونشر الوعي والدفاع عن حقوق الانسان والمساهمة في التنمية الشاملة وتحقيق النظام والانضباط في المجتمع وتوفير الخدمات والمعونات واحترام الراي الآخر بترسيخ قيم الحوار البناء على ارضية التغيير الذي يشهده عراقنا اليوم الذي ينبذ كل اشكال التسلط والقسر والعنف والارهاب. وينادي بأسس الحرية كي نطل على غد جديد ومشرق برؤية نستطيع جميعاً وضع ركائزها بضمير وطني مخلص وحقيقي.. هذا يجعلنا نفتخر بالانتماء الى العراق الجديد بكافة الوانه واطيافه. بل يشرفنا الانتماء الى ركب الانسانية بامتلاكها ناصية العدالة.


عمال بابل يتطلعون الى دور اكثر تميزاً نحاول كسر الحاجز الذي خلقه النظام السابق بتشويه صورة العمل النقابي. استجابة الدوائر الحكومية مع الاتحاد ضعيفة لكننا لم نيأس

بعد سقوط نظام البعث المقبور في 9/ 4/2003 وتحديداً يوم 16/5/ 2003 تصدت مجموعة من العمال لسد الفراغ الذي احدثه انهيار السلطة ومؤساساتها.

وبالفعل تم اعادة تشكيل اتحاد نقابات العمال في محافظة بابل واللجان النقابية التابعة له حيث لعبت وقتها دوراً كبيراً في سير العمل وتنظيم العمال وتوزيع المسؤوليات والحد من الفوضى التي عمت في ذلك الوقت.

تظاهرة..باكورة العمل

ولأجل الاطلاع الى ما وصلت اليه الامور بخصوص تنظيم المسيرة العمالية ومساهمتها في

عملية البناء الجديد الذي يشهده العراق التقينا مع السيد سعد حمزة باقر الشلاه رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد عمال بابل وقد وجهنا له بعض الاسئلة والاستفسارات التي تدور في اذهان الوسط العمالي والشارع العراقي.

حدثنا عن البداية؟

-حال تشكيلنا للهيئة التحضيرية والتي تمت بواسطة اصدار بيان وزع على الاحزاب والحركات السياسية في المحافظة والتجمعات العمالية قامت اللجنة التحضيرية بقيادة مظاهرة عمالية سلمية توجهت الى مبنى المحافظة طالبت الجماهير العمالية المتظاهرة بعدم السماح للدوائر الحكومية بفرض الوصايا على منظمات المجتمع المدني ومنها اتحاد ونقابات عمال بابل وبعد التفاوض مع مسؤولي المحافظة استطاعت اللجنة التحضيرية تحييد عمل تلك الدوائر ومنها هيئة النقل الخاص.

* والانتخابات كيف تم اجراؤها؟

 قامت اللجنة التحضيرية باجراء الانتخابات للجان النقابية في (الكراجات) والتجمعات العماية والاحياء الصناعية وبعض الدوائر الحكومية والمصانع والشركات وقد تم الاستجابة لنداءنا بتشكيل اللجان النقابية بتاريخ 3/6/ 2003 بعد ذلك تم انتخاب اللجان النقابية للخدمات الاجتماعية ونقابات الميكانيك والبناء والعمل الزراعيين وفي الدوائر الحكومية مثل الاتصالات والسكك ومعمل سمنت السدة وشركة الفرات الصناعية الكيماوية وشركة توزيع المنتخبات النفطية.

انتخابات ..وفوز

* ومن فاز برئاسة تلك النقابات؟

- بعد اجراء انتخاب النقابات العامة فاز السادة وكما مبين ازاء كل منهم:

1- سعد حمزة الشلاه (رئيساً لنقابة الخدمات الاجتماعية).

2- هاشم سرحان عيسى (رئيساً لنقابة المكيانيك).

3- حسن كاظم علوان (رئيساً لنقابة الاتصالات).

4- حسين عبادي عزيز (رئيساً لنقابة السلك).

بعدها جرى انتخاب المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات عمال بابل وتم انتخاب السيد حمزة باقر رئيساً للمكتب التنفيذي.

* هل كانت الانتخابات قانونية؟

- نعم وبحضور قضاة من رئاسة استئناف بابل وممثلين عن مجلس المحافظة والاحزاب والقوى السياسية في المحافظة ولم توجه أية شكوى او اشكال او تشكيك في نتائجها.

* كيف كان عملكم في الاقضية النواحي؟

- لقد قمنا بتوسيع قاعدة النقابات في عموم المحافظة وتم تشكيل اربع وعشرون لجنة نقابية وكان الجزء الاكبر منها في ناحية المشروع وذلك لمساهمة المرحوم قاسم عبد الامير عجام الذي كان مديراً للناحية في ذلك الوقت باشاعة التنظيم النقابي وتشجيع العمال على الانتساب مما ساعد على تأسيس اربع لجان هناك.

* ما هي نوعية العلاقة بينكم وبين الاتحاد المركزي؟

- اننا على اتصال بالاتحاد المركزي كوننا جزءاً منه وقد اضاف السيد راسم العوادي لنا ولاتحادنا الشرعية والقوة والرصانة خاصة بعد الاعتراف بالاتحاد المركزي من قبل مجلس الجكم بقراره المرقم 16 لسنة 2004 ثم اعتراف مجلس الوزراء بالامر المرقم 743 في 10/7/2004.

 

برنامج متنوع

*توجهاتكم في المحافظة كيف كانت نتائجها؟

- استطاع الاتحاد بالتعاون مع مؤسسة (RTI) ان ينفذ برنامجاً تثقيفياً في المدينة حيث تم عقد اكثر من ستين ندوة تثقيفية وحوار ديمقراطي لعمال المحافظة ونسعى لإصدار مجلة شهرية ثقافية تهتم بنشاطات العمال ومتابعة قضاياهم المهمة.

* وهل تتفاعلون مع نشاطات الاتحاد الاخرى؟

- نعم نشارك ونساهم بفعالية في كل الاحتفالات والندوات والاماسي ويساهمون ايضاً معنا فقد حضرت جميع الاتحادات والدوائر في احتفالات عيد العمال كما وشارك اتحاد الادباء والشعراء الشعبيين في اماسي اقامها اتحاد العمال ولاقت نجاحاً كبيراً.

* ما دوركم في اعداد المرأة العاملة؟

- اسسنا جمعيات للمرأة العاملة لغرض بلورة الافكار ودعم نشاط النسوة العاملات ومراعاة ظروفهن وتقديم المساعدة عند الامكان.

*كيف كانت ردود مجلس المحافظة والدوائر على مقترحاتكم؟

- للاسف الشديد قدمنا الكثير من المقترحات والافكار الى مجلس المحافظة والدوائر الحكومية الا ان الاستجابة كانت ضعيفة لكننا لم نيأس ونسعى لتوسيع القاعدة العمالية واحياء دورها ونشر الوعي السياسي والاجتماعي لاننا قاعدة كبيرة ونسعى الى ضمان حقوقنا والقضاء على البطالة والمساهمة في كسر الحاجز النفسي للانتماء النقابي الذي خلفه النظام المقبور من خلال استغلاله للعمل النقابي بصورة سيئة حتى كان واجهة لذلك النظام الفاسد؟

 


عمداء كليات جامعة البصرة لـ (المدى) الانتخابات القادمة نقطة تحول في العملية الديمقراطية في بلادنا يجب ان لا يغفل دور الاستاذ الجامعي في هذه التجربة الوطنية

البصرة/ عبد الحسين الغراوي

مع تزايد العمليات الارهابية التي تستهدف امن واستقرار العراق والعراقيين والتي تواجه بقوة وارادة العراقيين والغرض الاساس من هذا الهدف العدواني هو تفتيت وحدة العراق وايقاف متابعة مشاريعه الوطنية والديمقراطية وترسيخ مبادئ الحرية والعدل والنهوض بالبلد نحو وتائر التقدم، وفي ذات الوقت بدأ العد التنازلي لاقتراب موعد الانتخابات في شهر كانون الثاني القادم من 2005 ومع هذا الاقتراب بدأ العراقيون يتطلعون الى مشروعهم الوطني المستقبلي وكلهم امل ان تكون العملية الانتخابية القادمة تجربة ديمقراطية وطنية يشارك فيها كل ابناء هذا الشعب وفق تجربة نموذجية رائدة تعتمد النزاهة والمبدئية. ولكي نتعرف عن كثب عن اراء الاساتذة الاكاديميين التقت المدى بعدد من عمداء كليات جامعة البصرة وقد تحدث عن هذه التجربة الدكتور علي حسين المشهداني/ عميد كلية الادارة والاقتصاد الذي ابدى رأيه بقوله.

نقطة تحول

الانتخابات القادمة يجب ان توفر لها الاجواء الديمقراطية بحيث نشمل عموم العراق لانها ستصنع مستقبل العراق في نقطة تحول لتحقيق سيادته الوطنية والانتخابات في عموم العراق تجربة ديمقراطية رائدة، اما الانتخابات المحلية تعتبر اشبه بالتجزئة وانا هنا اقول لا بد ان يكون للاستاذ الجامعي والكفاءات العلمية دورها الفاعل في المشاركة وفي عملية التحول الديمقراطي وذلك من خلال مساهمته في شرح ابعاد هذه التجربة لطلبته ليسهم الجميع في بناء دولة عراقية معاصرة وان تكون الاجواء ملائمة وان اجراء الانتخابات في موعد المحدد سينقل العراق الى بر الامان ويثبت دعائم الاستقرار والبدء بتنفيذ البرامج الاقتصادية والعمرانية والتنموية والتأخير يعني الضرر وعدم الاستقرار.

اما الدكتور عبد الستار عبد ثابت/ عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة، فقد عبر عن رايه مشيراً.

اطالب بالتريث

- انا مع تاجيل العملية الانتخابية والتريث بها للضرورات الامنية وادعو الحكومة الحالية وجميع الاحزاب والقوى الوطنية والسياسية والدينية الى رسم خطط امنية لمنع المجرمين من تنفيذ مآربهم الخبيثة والاجهاز بدموية على لحم شعبنا الجريح، وادعو اجهزة ومؤسسات المجتمع المدني لتضييع الفرصة على هؤلاء المجرمين القادمين من وراء الحدود وبعض الجزارين من الداخل واقول لا كرامة لعراقي بدون دولة قوية تحمي حقوقه وبناء مستقبله.

في حين طالبت الدكتورة رباب جبار السوداني/ عميدة كلية الدراسات التاريخية ان تكون هذه الانتخابات نزيهة وديمقراطية تتجسد فيها العدالة واكدت :

- انا لا اتوقع ان تكون نزيهة طالما ان العراق يعيش في حالة عدم استقرار وعندما يتوفر هذا العامل الاساس وتبدأ العملية الانتخابية التي تشكل عصب الحياة الديمقراطية في العراق.

كلنا امل ان تأتي حكومة قوية تضع في برنامجها الرئيسي الاستقرار والاهتمام باحتياجات الشعب العراقي وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين ومنها الماء وخدمات المجاري والكهرباء حيث باتت هذه الخدمات ترهق كاهل المواطنين واكدت

لا بد ان تكون مجريات العملية الانتخابية بايدي نزيهة وان تأتي بأشخاص مؤهلين وان لا يغفل دور الاستاذ الجامعي لأهمية دوره الاكاديمي والوطني في دعم مسيرة العراق الجديد.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة