تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

راوة وحديثة وعنة .. غابت الكهرباء فعادت نواعير الفرات للدوران

  • كاتب هولندي: النواعير صورً واجواء تسحر النفس وتستهوي الافئدة

الانبار/ فؤاد فاضل

لم ترتبط آلة الناعور في مياه العراقيين بمجاري بساتينهم وحقولهم فحسب وانما ارتبطت معهم زمنياً وروحياً وفنياً وذلك من خلال آلية عملها وطريقة أدائها ودورانها المتناسق مع حركة مياه النهر وما يصدره الناعور من اصوات شجية تختلط مع صوت خرير المياه عند انغرافها وتغريفها من اكواز الناعور التي يسميها اهالي حديثة وهيت وراوة ب(الكوك) وقد تفنن الشعراء في وصف هذه الصورة الشعرية الشفافة.
(المدى) تجولت في الاماكن التي بعضها مازالت تستخدم النواعير والبعض الاخر تركتها منذ عدة سنوات، وبحثنا في تاريخها وصناعتها وآلية عملها يقول صلاح عبد جعفر من أهالي (عانه) القدماء:
يدور هذا الجهاز الخشبي المستدير الذي نسميه ب(الناعور) حيث يبلغ طول قطر دائرته 8 م كما تدور دواليب الهواء في الفضاء، فعندما يغطس نصفه في التيار أو الفتحة التي يدور فيها الناعور وتسمى (السيب) تمتليء اكوازه بالماء، والاكواز تعني (الجرار أو الكواكة) وهي عبارة عن أوعية مصنوعة من الطين المفخور ولا يزيد عددها على 24 كوزاً في الدولاب الواحد. وهناك الناعور المضاعف الطوق والذي يسمى ب(المجول) وعدد اكوازه 48 كوز، وهذه الاكواز تغرف من الماء ضعف ما يغرفه الناعور الاعتيادي، وبعد الامتلاء ترتفع نحو الحوض بحكم قوة دفع الماء والدوران المستمر لتصب ما فيها تلقائياً في نظام متناسق فينساب الماء الى الساقية الرئيسة ثم الى الحقول.
حرفة صناعة النواعير
اما فيما يخص صناعتها فقد تناول السيد (كمال الحديثي) في كتابه عن (حديثة) هذه الصناعة المتشعبة حيث تخصص فيها نجارون محترفون ورثوا هذه الصنعة عن آبائهم واجدادهم القدماء منذ مئات السنين، تصنع النواعير من اخشاب الأشجار المتوفرة محلياً وتختلف بقيمتها وحجمها ومتانتها حسب نوع الخشب المستخدم في بنائها، فهناك خشب الغرَب والتوت والصفصاف، وتعد النواعير المصنوعة من خشب التوت اغلى ثمناً واطول عمراً واكثر صموداً امام عوامل الطبيعة وانها قادرة على العمل عشرات السنين من دون ان تكون بحاجة الى صيانة، والشيء الطريف في صناعة الناعور هو ان النجارين يعتمدون كلياً على مادة الخشب من دون ادخال اية مادة معدنية كالحديد والمسامير وان لكل قطعة من قطع الناعور اسماً خاصاً بها وجميعاً يتم انجازها باحجامها المطلوبة واعوادها، فيقوم النجار بوضعها على الارض اليابسة ويبدأ بتركيبها جزءاً بعد آخر ثم يعود لفك اجزائها بعد ان يضع على كل جزء علامة خاصة لغرض اعادة بنائها في القرية ونصبها فيما يسمى ب (الجرية) وهي بناء ضخم يضم ناعوراً واحداً أو عدة نواعير، وهذا الكيان الشامخ يشيد من الصخور والنورة (حجر الكلس) وبالطرق البدائية يصمد هذا البناء مئات السنين متحدياً في قوته تيار الماء وأعاصير الهواء، وربما ويكمن سر هذه القوة في ان البنائين قد اكتسبوا خبرة وبراعة كبيرة لدرجة انهم صاروا لا يضعون الصخر أو الحجر الا في مكانه المناسب.
الدولاب قرية عمرها 700 عام
وحينما سألنا الحاج كريم حمود 70 سنة، الذي يسكن في قرية (الدولاب) عن هذه القرية وتاريخها واسمها وعلاقتها بالنواعير .. تنهد تنهيدة طويلة وكأنه عاد الى الوراء سنين طويلة ثم قال:
قرية الدولاب الواقعة في مدينة الحلة وعلى مشارف نهر الفرات يعود تاريخها الى أكثر من 700 عام حيث الدولة العباسية، وهي قرية زراعية بسيطة وصغيرة، اخذت اسمها من النواعير، أو ما نسميها نحن بالدواليب فتسمية قرية الدولاب لكثرة الدواليب فيها والتي كانت تتربع على نهر الفرات.. وانه بسبب قلة المياه ولم يكن السقي سيحاً فكانت هناك ثلاث طرق نسقي بها أراضينا وهي المطباه وهي عملية يدوية بحتة يقوم بها رجلان حيث يجلبون حبلاً يربطون به أشبه ما نسميه الآن ب(الزنبيل) الكبير مصنوع من المطاط أو البلاستك ويلقونه في أناء ويسحبونه ليقوموا بافراغه للسقي.. اما الطريقة الثانية فسميها (الجرد) وهو آلة اشبه بشكل المربع أو المستطيل مصنوعة من الجلد والخشب تعلق في بكرة دائرية وحبل طويل يسحبها الحصان بعد امتلائها بالماء من البئر أو النهر اما الطريقة الأكثر شيوعاً في الري عندنا فهي النواعير التي نستخدمها كواسطة لنقل المياه من الفرات الى المزارع وكانت مدينة الكوفة الى سنين قليلة تشتهر بصناعة النواعير وهي صناعة مأثورة وقديمة لها صناع متخصصون في هذا المجال.
ويقول السيد فخري البياتي: ان الحديث عن هذه المنشآت المتربعة على ضفاف الفرات من أعاليه في حديثة وعنة وراوة وهيت شيق وطويل لما تتميز به من الجمال في التكوين والإيحاء وما تقدمه للإنسان من خدمات حياتية ومصيرية جعلته يزداد ارتباطاً بالأرض ويسعى الى إنشاء القرى والبساتين الغناء وهذا تجسيد حي للمقولة الشهيرة (الحاجة ام الاختراع) لان انسان هذه المنطقة اهتدى منذ اجيال طويلة تحت الحاجة الى الاستعانة بهذه الوسيلة وجعلها من أهم الوسائل في الري وغرف المياه من قاع النهر والارتفاع بها الى الضفاف العالية ليمدها بالنمو والحياة، وهناك الكثير من النواعير التي مازالت تعمل في اعالي الفرات، ولعل من أكثر هذه النواعير هو ناعور القلعة وناعور الفجري والحمام والقسطل، وناعور الامير دار حيار بن مهنا ابن اجداد البيات في حديثة، وهناك ما يسمى بشط حيار وقد حمل الناعور اسمه نسبة اليه.
النواعير والأدب والفلكلور
وكثيراً ما ذكرت النواعير على ألسنة الرواة والمؤلفين والتراث والحكايات الشعبية والفلكلورية.. وقد ذكره الكاتب الهولندي ماليبارد في كتابه (نواعير الفرات) قائلاً:
مهما بدت هذه النواعير بدائية الصنع والتركيب فانها تثير بالنفس الشجون وتهيج فيها لواعج الاسى.. وان عجلاتها الكبيرة التي يعود بها الزمن الى أقدم العصور الخالية في بداية هذه الحياة والتي الفها الفلاح في زراعة ارضه .
ولعلنا نستطيع ان نستوحي من هذه النواعير البالية صوراً وأجواء تسحر النفس وتستهوي الافئدة، فهي اثناء دورانها تدعوك لكي تنصت لشكواها فتسمعك الحاناً مثيرة.
اما الشعراء فقد اخذوا نصيبهم وتأثروا بصورة الناعور من انين في حركته وهدوئه ودورانه وصوت انغراف المياه في جراره وتفريغه منها فشبهوا ذلك بانهمار الدموع واختلاطها باحزانهم وشجونهم ولعل خير ما نستشهد به قول الشاعر السنبسي
حنين نواعيرها بالدجى
اذا قابلته بالضجيج السكورا
ولو ان ما بي باعوادها
منوطاً لأعجزها ان تدورا
بقيت النواعير بكفاءتها العالية حتى يومنا هذا وهي في صراع مع الزمن حاملة على اكتافها نهر الفرات منذ مئات السنين متحدية كل ظروف التآكل وفي الوقت الذي تعرضت فيه هذه الدواليب للانقراض، وجدنا انه لا بديل لهذه الآله التراثية والتاريخية في الظرف الراهن بسبب انعدام التيار الكهربائي جزئياً أو كلياً في تلك الاماكن والذي يمد الآلة الحديثة (مضخات نقل الماء) بالكهرباء..
فضلاً عن تعرض أكثر هذه النواعير الى التآكل والصدأ والدمار بسبب طول الخدمة وعدم الصيانة، الامر الذي ادى الى تأثر الحقول الزراعية وعدم توفر المياه الكافية للري فيها.
(المدى) توجه دعوتها الى كل من يعنيه امر خضرة العراق وديمومة خصوبته وجمالية أراضيه الزراعية للالتفات وتوجيه العناية الى هذه الدواليب وإعادة الحياة اليها وصيانتها، لان هذه المنشآت التاريخية تعد من المعالم التراثية العراقية التي ارتبطت بتاريخنا وتراثنا العلمي والفكري والادبي.


يخافون الكلمة فيغتالونها

صافي الياسري

وهل نملك نحن أصحاب القلم أكثر من نبضات قلوبنا المتعبة اصلاً من قهر عقود من الدكتاتورية والقمع والبطش والحرمان، نحيلها حروفاً وكلمات ألقة ونرفعها الى عيون ابناء شعبنا وقلوبهم وعقولهم، متوجهة بمعلومة صادقة وحقيقة ناصعة البياض، ورأي صائب لا يستفز احداً ويحترم الرأي الآخر ولا يتقاطع الا مع المشاريع العدوانية الكريهة، أو نكتبها توضيحاً واشارة نبيلة الهدف الى خطأ ربما لم يكن مقصوداً، والغاية هي تصحيح المسار حرصاً وامانة وحباً وليس انتقاصاً أو تجريحاً، نستمع باصغاء مؤدب، ونحن نتقن ادب الإصغاء كما نتقن أدب الحديث، ونلتفت باهتمام الى هذه الملاحظة أو تلك اعتراضاً أو قبولاً في ركضنا اليومي الذي لا ينتهي بين حقول الألغام وبين مشتجر الأسنة رافعين رايات السلام ودعوات المحبة واناشيد البهجة والأمل للجميع مرشدين الى دروب البناء والاعمار والتعاون والتضامن والوحدة والاخوة، في ايدينا الأوراق والأقلام والكاميرات ليس الا فلماذا نقتل؟ ولماذا تقتل كلماتنا؟ وكل ما فيها يبعث على الامن والسلام والطمأنينة.
وكيف يجرؤ مسلح ما مهما كان انتماؤه على رفع بندقية في وجه الهوية الاعلامية ما لم يكن قد تخلى عن كل المفاهيم الإنسانية والانتماء الوطني والأخلاق الاجتماعية؟ ترى هل غابت الأخلاق وكانت حاضرة على الدوام بيننا حتى اذا جمدت القوانين؟
لسنا قبائل تنشد الثأر وانما شعب متحضر ينشد قيماً إنسانية مثبتة في اعراف وقوانين مرعية تحكم الجميع وتخضعهم لهيمنة مؤسسات دستورية تشكل هيكل الدولة الامل الذي نسعى اليه.
ليس ثمة ارخص من الرصاص ولا اهون من القتل لمن هانت عليه قيم الحياة وقيمتها، وهي اثمن رأسمال واثمن وجود في الكون ولا قيمة لأية قيمة بعدها، ولا عبرة بالسؤال المجاني الذي يطرقنا جماعياً يومياً؟
فالحياة هي الحياة في كل الظروف وتحت كل الاعتبارات وتزداد قيمتها علواً واحتراماً كلما ازدادت التحديات التي تواجهها، ومن هنا تكتسب حياة حامل الكلمة أهمية خاصة فهو يتحمل مسؤولية عامة أكثر حتى من المسؤول الحكومي والسياسي، فما ثمة مسؤولية قبل مسؤولية الكلمة المقدسة، ومن هنا يأتي سؤالنا الموجه الى الحكومة والجهات الامنية المختصة، كيف رد فعلها وهي ترى حملة الكلمة يتساقطون صرعى بفعل الرصاص الحاقد الخارج على الإنسانية والاعتبار الوطني؟ لقد قتل خلال ثلاث سنوات أكثر من 90 صحفياً واعلامياً عراقياً، وقد اشتركت في عمليات القتل حتى القوات متعددة الجنسية التي احتمت بمبررات الشك والخوف الذي يصاحب الجنود وهم يطلقون النار على أصحاب الكلمة اثناء تأديتهم واجباتهم، ترى هل تستحق لحظة شك أو خوف ان تعدم الحياة من اجلها؟ نحن نطالب كل من يهمه امرنا من ساسة ومسؤولين حكوميين ان يوفروا لنا حماية ليست قانونية فقط وانما فعلية وواقعية لنتمكن من تأدية واجباتنا وردع من يسعون الى قتل الكلمة.


سعر الكيلو غرام منه ربع مليون دينار .. البخور يطرد الشر ويجلب الرزق!

  • البخور بين تعطير الجو وحكايات طرد الارواح الشريرة

  • ارقى انواع البخور يستخدم لمعالجة تساقط الشعر

تحقيق/ ادهم يوسف

مثلما استخدمه الاشوريون والبابليون ما زالت جداتنا وامهاتنا يستخدمن البخور والمسك والعنبر لتعطير اجواء البيت ولطرد الشر والحسد، كما يقال بالرغم من تطور العصر وتنوع معطرات الجو الحديثة بشتى انواعها واشكالها واستطاعت انواع البخور هذه ان تنافس وبجدارة تلك المعطرات الصناعية.
ولمحال البخور التي تكثر في اسواق الشورجة روادها وزبائنها ومن كلا الجنسين

مهنة ازلية
تحدث لنا السيد فاضل حسين الهاشمي صاحب اقدم محل لبيع البخور قائلاً: يعتبر البخور في زماننا من المواد الاساسية لدى اغلب العوائل العراقية ويعتمد العديد من ربات البيوت على استخدامه لتعطير المنزل وخاصة ايام الجمع والاعياد والمناسبات الدينية.. لا بل يستخدمه البعض منهن في تعطير (الملابس) لهذا ما زال العديد من الزبائن يتوافدون على محال بيعه وهناك انواع مختلفة منه تصنع داخل العراق وبمهارة عالية ومنه ما يستورد من خارج القطر واغلى انواع البخور واندرها تلك الي تستورد من بلدان شرق اسيا وخاصة من الهند وباكستان واندونيسيا وسري لانكا وبعض انواعه ثمنها اغلى من الذهب لهذا يستخدم في عمليات بيعها وشرائها ميزان حساس جداً ومعايير دقيقة كالتي يزنون بها الذهب. ومن ابرز هذه الانواع ما يسمى بالبخور (الجاوي) و(الصندلي) وبخور (الملائكة) الورقي و(السفر روحي) الزيتي ويتم استخراج وتصنيع هذه الانواع من الافرازات الصمغية لبعض اشجار غابات الهند وتكاد تكون عملية استخراج وتصنيع هذه الانواع بطيئة ومكلفة جداً ً!! ويأتي قسم من هذه الانواع على شكل خامات ونقوم بتصنيعه من قبل خبراء متخصصين في تصنيعه وخلطه.. وللبخور استخدامات عديدة غير التعطير وهي تلك السائلة التي تستخدم في منع تساقط الشعر والمحافظة عليه بعد خلطها مع جلد الثعبان الهندي.

كوكتيل بخور
السيد معروف المندلاوي صاحب متجر لبيع كافة انواع البخور السائلة والمطحونة والاقلام قال لنا اعتقد ان منابع البخور الفاخرة هي من الهند وتاتي باكستان وسريلانكا في الدرجة الثانية.. ويكثر الطلب عليها من قبل الزبائن في فصل الشتاء وبكثرة.. والزبون صار يعرف جيداً نوعية البخور حتى وان كان (مسلفنا)!! واغلبهم ياتي ويشتري بعضاً من هذا الكوكتيل الوردي الذي يتألف من عدة فواكه منها (توتي والمشمش والتوت والبطيخ) وكل نوع يعطيك روائح طيبة جداً ويستغرق نفادها في المنزل بعد الاشتعال ما يقارب (6-9) ساعات.. وايضاً هناك انواع من البخور في علبة مكونة من سبعة انواع وكل نوع يختلف عن الثاني وكل واحد منها معه قنينة عطر سائل من نفس نوعية البخور.. وكثيراً ما يطلب عطر تاج محل والذي يستغرق نفاذ العود (ساعتين)؟ ويسمى هذا العطر ب(الشيرم) الهندي الترابي.. ويستخدمه الكثير من اصحاب المطاعم كي يعطر الجو، وهناك ايضاً بخور لم يتعرف عليه الزبون بعد، الا وهو (البخور السائل) هذه النوعية تستخدم مع الماء في قنينة توضع على النار او الفحم كي يتبخر الماء منها ويخرج معها ذلك العطر السائل واعتقد انها احسن بكثير من المعطرات الموجودة في السوق المحلية حيث ان اغلبها مغشوش وغير صالح للعمل.

بنات الجامعة
قد تستغرب ان طالبات جامعيات يستخدمن عطور (السلمن) وهذا العطر يقصد به (البخور المطحون) ذو المنشأ السعودي يحتوي على (40 الى 60 غراماً) في علبة صغيرة يدلك باليد ثم على الملابس كي يعطرها لساعات طويلة بدلاً من تلك المعطرات غير المجدية هذا حسب قولهن!!

اعشاب وعطاريات
السيد مظفر العباسي يعمل في العطاريات والبخور في نفس الوقت يقول: ان عالم البخور جميل جداً وانا امتهنتها منذ وفاة والدي.. ان احسن واغلى انواع البخور يتكون من عدة مواد تدخل في صناعة ذلك (العود) الذي يرى الزبون انه شيء هين!!
مثلاً بخور الجاوي يتألف من (6 مواد) وله ثلاثة انواع هما الابيض الخفيف والاسود الثقيل اما الاحمر فيسمى بخور الملائكة.. وهو اغلى انواع البخور في الجاوي؟! سعر الكيلو غرام منه (100000) الف دينار ويستخدم هذا النوع على الصاج او الفحم في داخل المنازل فقط.. ومكوناته من صمغ الاشجار وخيوط الاشجار الزهرية واصلها من الهند وباكستان.
بخور الناتي والشايب
هذا البخور يستخدم لتعطير الحجاج والاماكن الدينية ويستخدمونه ايضاً في المنازل بعد اكلة السمك علماً ان هذا النوع يكون على شكل حبيبات مطحونة وليست اعوادا حيث يتم حرقه على الفحم فقط.. واما بخور الشايب فيكون على شكل زهرة متكسرة ذات لون ابيض واسود شكله كشكل رجل طاعن في السن؟! ويستخدم هذا النوع عند العرب والبدو الرحل والقرويين وذلك لاعتقادهم انه يبعد الشر والشياطين ويجلب لهم الرزق والرحمة.. فتلك هي معتقدات اجدادنا البسطاء
وهناك عدة انواع من البخور غريبة في الاستعمال وحتى الرائحة فكثير من الزبائن يأتون ومعهم اوراق تحمل اسماء عدة انواع من البخور، منها بخور الاخضيرة، شكلها شكل (التتن) اصفر اللون ويستخدم من قبل اناس يعتقدون ان الارواح تسكن معهم لذا يستخدمونه لطرد تلك الارواح الشريرة وهذا حسب اعتقادهم ورائحته طيبة في نفس الوقت.

سعر المستك
هذه النوعية فغالية جداً اذ يصل سعر الكيلو غرام الى (250000) الف دينار رواده من اصحاب الدخل الكبير له رائحة عطرة جدا يعترف به الزبائن بانه يطرد الحسد وعيون الحاقدين، وهناك سمة اخرى للمستك اذ يستخدم في صناعة جميع المطيبات الغذائية ايضاً.. المنشأ الاصلي هو اسبانيا.
هذا دوائي
الحاجة صبرية حمد قالت ان البخور هو دوائي فمنذ وقت طويل وانا اذهب بين جمعة واخرى كي اجلب انواع البخور من سوق الشورجة كي اعطر به المنزل وخاصة ايام الاعياد والمناسبات الدينية وعند ذهابنا الى المقابر، واعتقد ان البخور كان يستخدم في الماضي البعيد وخاصة في المراقد الدينية والمعابد.. حيث كان الناس يعتقدون انه يطرد الارواح الشريرة ويحفظ المكان من الزلازل والحرائق وتعطير المكان في نفس الوقت وها انتم تشاهدون الناس من كلا الجنسين ورغم ازدهار الاسواق بكافة انواع العطور المستوردة والمحلية ولكنهم يفضلون البخور ففيه عبق الماضي الجميل


على ضاف نهر ديالى  .. مياه ملوثة لسقي المزروعات ومحطة تنقية المياه عاطلة !

بغداد/ المدى

مازال المزارعون منذ مدة ليست بالقصيرة تمتد الى ما قبل سقوط النظام السابق يروون مزارعهم في منطقة الرستمية مدخل بغداد الجنوبي بمياه نهر ملوث يجري على بعد عدة امتار من إحدى أكثر ثلاث محطات لتنقية المياه التي تستخدمها العاصمة، وقد تزايدت هذه المشكلة تعقيداً وشدة بعد سقوط النظام وفلتان الوضع في كل المجالات ويصل حوالي 325 الف متر مكعب من المياه الثقيلة يومياً الى محطة الرستمية ومن ثم تصب في نهر ديالى، احد روافد نهر دجلة ، دون أي تكرير أو تنقية وتحت انظار السكان والمزارعين والفلاحين والمسؤولين.
قال المزارع جمعة عبد الملا وهو يشير بيده الى دوار من المياه النتنة الرائحة التي تصب في النهر تحت نوافذ منزله- ان الموسم الزراعي هو مصدر الدخل الوحيد لعائلتي المكونة من عشرة اشخاص، واضاف ان هناك حوالي 35 عائلة تسكن على شاطئ النهر بين المحطة التي لا تعمل والنهر الملوث وينتظرون بفارغ الصبر حلاً ونهاية لماساتهم، وقد هجرت المنطقة عدة عوائل بعد ان يئست من تغير الاوضاع.
وقال مدير المحطة رياض نعمان الشمري جواباً على سؤالنا حول وضعها الحالي: ان طاقتنا صفر – والوضع مشابه في محطتي التنقية الاخريين في الرستمية والكرخ، واضاف منذ سقوط النظام وحتى اليوم راح يصب ما بين مليون ومليون ونصف متر مكعب من المياه الملوثة الناجمة عن استخدامات سكان العاصمة وكلها تذهب في النهاية الى دجلة.
واقر ان المحطة التي شيدت خلال الستينيات لم تكن تعمل بكامل طاقتها قبل الحرب، ويومها كان المهندسون والفنيون يواجهون صعوبات جمة في الصيانة وتجديد المعدات والتجهيزات وخصوصاً إثناء أعوام الحصار الدولي على العراق 1990- 2003 وقال الشمري- حتى لو استعدنا طاقتنا الأساسية (175) الف متر مكعب يومياً، فان هذا لن يكون كافياً ولن يسد الحاجة وواضح ان المحطة تتلقى اضعاف هذه الكمية وبالتالي فهي ستكون مرغمة على تحويل المياه غير المكررة الى النهر، واكد ان الحل يكمن في اقامة محطات اضافية، الا ان هذا المقترح لم تأخذ به الوكالة الاميركية للتنمية الدولية التي عملت كمقاول من الباطن لصالح شركة بكتل الاميركية لاعادة تأهيل قطاع المياه واعتمدت مبدأ اصلاح المحطات الثلاث وإعادتها الى العمل، حيث أفادت في احد بياناتها- ان بامكان هذه المحطات الثلاث معالجة حوالي 800 الف متر مكعب من المياه الملوثة يومياً يستخدمها 3.5 مليون نسمة، وكان من المفترض ان ينتهي العمل فيها قبل سنتين وتحديداً في تشرين الأول عام 2004، ولكن الشمري قال انه كان يتوقع ان يمتد الزمن بعملية اعادة التأهيل الى عام 2005 وها هو العام 2006 في ربعه الاخير ولم يتحقق المؤمل من عمل هذه المحطات.
ويروي المزارعون في منطقة الرستمية على بعد 100 متر من المحطة العاجزة محاصيلهم من البطاطا والطماطة والخضر والحبوب من مياه نهر ديالى ويسوقون منتجاتهم الزراعية الى اسواق وعلاوي بغداد.
ويعود الملا فيحدثنا عن الوضع الحالي لمياه هذا النهر فيقول: منذ ثلاثين عاماً، كانت الاسماك موجودة بكثرة في هذه المياه اما الآن فنحن لا نجرؤ على اطعامها حيواناتنا لأنها ستنفق على الفور، ومن جهتها قالت زوجته: في الصيف عندما ينخفض مستوى النهر كما ترى الآن، تصبح الرائحة غير محتملة على الاطلاق وتغطي أسراب من الذباب حيواناتنا وأطفالنا حال خروجهم من المنزل.
وأضافت: ان إصابة الأطفال بالحكاك الناجم عن حساسية معينة (الشري) لا تعد ولا تحصى نتيجة هذه الوضعية، وايدتها جارتهم بثينة عباس التي التقيناها وهي محاطة باطفال حفاة، فقالت: ان الذباب والبرغش لا يفارق المكان، وقد غادرت المنطقة لهذه الأسباب العديد من العوائل، اما نحن فلفقرنا لا نستطيع المغادرة ونتحمل بانتظار الفرج، ويحدثنا الملا ايضاً ان احد الوزراء في النظام المباد أراد تشييد مزرعة لتربية الدواجن في المنطقة لكن الخبراء اكدوا له ان الدواجن ستنفق فوراً بسبب كثافة التلوث في المياه والبيئة ويضيف ساخراً- اما نحن فقد أصبحت لدينا مناعة ضد ذلك.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة