دعماً
للمصالحة الوطنية .. عشرون فناناً يجسّدون حبهم للعراق!
بغداد/محمد شفيق
كانت وجوه الحاضرين تطفح بالأمل، وهي
تستمع لأصوات الفنانين الذين انشدوا عشرين نشيداً، بكلمات
بسيطة ومعبرة عن روح التسامح والتواصل والمحبة بين افراد
الشعب العراقي، بعيداً عن روح منغلقة باتجاه الطائفية
والمناطقية والعشائرية، وكان الفنان الشاب سعد رشيد صادقاً
في تعبيره حينما قال: نحتاج إلى "الحوار" وليس إلى
"القتال". نعم كانت الدعوة إلى الحوار والصلح من خلال هذه
المجموعة الممتلئة حيوية وحباً وألقاً، ولا تمتلك غير
الصوت والكلام، يحدوهم الأمل أن "ينجزوا" ما عجز عنه
(السياسيون) كما قال الفنان قاسم اسماعيل.
هذا الوطن ما يصير اثنين
بهذه الكلمات بدأ قاسم اسماعيل انشودته، التي كتبها علي
هليل ولحنها باسم مطلب قائد الفرقة الموسيقية التي عزفت
للمنشدين. وكَلبي على وطني لعبد فلك، وجنة يا عراق
لآراميان، (وتبقى يا وطن صابر) لفراس حربي، والهوية لعلي
جبار، وكل قطرة دم لعدنان عباس، وهي الانشودة التي فازت
بالمرتبة الاولى، ونعم نعم لسعد رشيد، وعراقنا لأحمد سلمان
الذي لم يمنعه ثقل السنين من المشاركة، ودعوة حب لجاسم
خضير العبيدي، ويلا نتصالح لفيصل حمادي، وماكو زعل لعمار
زهراوي، وايدي بيدك لعبد الرحمن علي، وكلمة فرح لطلال علي،
والنخوة لنهلة عبد الوهاب التي عرفها الجمهور باغنية
الفلاحة قبل اكثر من خمسة عشر عاماً، وقرر الشعب العراقي
للثنائي اديبة وكريم الجابري، ويا ناس لعمر سعد، ويا وطن
لعمار العربي، وبلادي لعدنان ظاهر، يا محلا العراق لعلي
بدر.
آراء في المهرجان
في غمرة الانفعال بفقرات المهرجان، عبر لنا عدد من الحضور
عن آرائهم بالمهرجان والأناشيد التي قدمت فيه. وكان للناقد
الموسيقى عادل الهاشمي رأيان احدهما بالجانب الفني من
المهرجان، والآخر بالجانب الوطني اذ قال: المهرجان هو
اعادة الكيان الفني للفنان العراقي، إلى المشهد السياسي
الوطني، لذلك فان العودة هذه يرافقها الكثير من الاخطاء،
لعل في مقدمتها الاخطاء القائمة على تشكيلة الفرقة
الموسيقية، فليست هنالك فرقة تنتمي إلى اصالة الشرق
والاصالة العربية من دون ان يكون العود اساساً للفرقة. ومن
جانب آخر فان الفرقة هي خليط، وبتعبير آخر هي فرقة
(مبندقة). اما فيما يخص الاصوات، فان الكثير منها، بحاجة
إلى التدريب ولا تعرف من أي الطبقات تغني وجاءت الالحان
وكأنها مجمعة من هنا وهناك.
اما عن رأيه بالمهرجان من الجانب الوطني فقال: انا سعيد
جداً بهذه التجربة، لانها تمكنت من تمزيق الستار الذي احيط
بالفنان العراقي ودفعه للمشهد السياسي، ولاسيما مشهد
التصالح واقول بكل صدق وصراحة ان هذه التجربة كفيلة بتنمية
روح المصالحة.
اما الفنان قاسم اسماعيل فقال: هذا المهرجان استطاع ان
يجسد الروح العراقية الصحيحة، ويعيد الفنان العراقي إلى
الأضواء من جديد بعد سنوات من التغييب.
نحن بحاجة إلى مهرجانات سواء اكانت سياسية ام عاطفية،
ليمارس الفنان دوره. واستطاع المشاركون في هذا المهرجان ان
يصنعوا المستحيل خلال يومين فقط هما وقت التهيؤ للمهرجان،
وكان لباسم مطلب قائد الفرقة الموسيقية دوران كبيران في
ذلك.
وكان السيد حسين البصري نقيب الفنانين العراقيين رأيه
بالمهرجان: انا مسرور بهذا المهرجان، الذي يدعو للمصالحة،
ويجتمع فيه هذا العدد الغفير من الفنانين والمثقفين واضاف:
في نهاية هذا الشهر نوقع بروتوكولاً مع الاستاذ وزير ثقافة
كردستان، من اجل اقامة اسبوع فني / ثقافي في عاصمة اقليم
كردستان.
اما الفنان احمد سلمان فعبر عن سروره بالمهرجان قائلاً:
اتمنى ان تتكرر مثل هذه المهرجانات التي تجمع الفنانين
الرواد والشباب معاً، وهي خطوة جادة لخدمة الفنان العراقي،
وبث روح التسامح بين ابناء الشعب العراقي.
توزيع الجوائز والنشيد الوطني
بعد توزيع الجوائز على الفائزين الثلاثة الاوائل عدنان
عباس بالمركز الاول، وعبد فلك وقاسم اسماعيل مناصفة
بالمركز الثاني، وطلال علي بالمركز الثالث، وكذلك الجوائز
التقديرية، تألقت مريم الريس مستشارة رئيس الوزراء، وعضو
البرلمان العراقي السابق، حينما انشدت بصوتها النشيد
الوطني العراقي، الذي انشده معها الحضور من ضيوف المهرجان.
|