احلام
البنات و الزواج المبكر
بغداد / آمنة عبد
العزيز
أحلام
البنات لا تقف عند حد، لكن الحلم بذلك الفارس الذي يأتي
ممتطياً جواده الأبيض ما زالت تداعب أفكار الكثيرات من
الفتيات.
لم تكن (ن) الا تلك المراهقة التي جذبها (ع) بمتابعتها من
وإلى المدرسة حتى راحت تقف امام مرآتها تداعب خصلات شعرها
حول نفسها معلنة انها اصبحت فتاة كاملة.
ملاحقة
وجدت في هذا
الوصف لقضية (ن) أبنة ال (16) ربيعاً والتي روت قصتها
المحامية (كواكب احمد) عن موكلتها، ايجازاً في خطورة زواج
صغيرات السن تقول المحامية عن موكلتها:
تسلمت هذه القضية وتفاعلت معها كثيراً لما سببه هذا
الارتباط غير المتكامل من ضرر نفسي ومعنوي للفتاة وعائلتها.
كانت بداية قصة (ن) حينما بدا (ع) يلاحقها بشكل يومي فهو
الابن الوحيد لوالديه والمدلل، وبعد ان لاقى (ع) الصدود من
الفتاة (ن) لم يجد طريقاً لها سوى ان يتقدم لخطبتها وهو
الذي تعود ان يحصل على كل ما يريد فكيف تكون هذه الفتاة
عصية عليه. تمت اجراءات الخطبة التقليدية، وكان شرط أهل
الفتاة الوحيد ان تكمل دراستها الاعدادية في الاقل وخلال
فترة قصيرة تم تجهيز كل شيء لاتمام مراسيم الزواج والسفر
خارج العراق لأحدى الدول المجاورة والاستقرار هناك.
لكن الفتاة بدأت تلاحظ تغييراً عند الشاب وكلما أقترب موعد
الارتباط النهائي كان يطلب التريث لاشهر اخرى. لذا اخذت
تراقب كل تصرفاته.
وفي احد الايام فاجأته حيث ذهبت إلى دار (ع) الذي كان
يسكنه بمفرده بعد أن كان اسرته خارج العراق وقد رافقها
شقيقها في تلك الزيارة كانت وقع المفاجأة على (ن) اكبر مما
يوصف فقد دخلت البيت بعد ان ماطل (ع) في دخولها وشقيقها
معللاً ان صديقاً له داخل المنزل وبحدس الانثى صعدت إلى
الطابق العلوي لتجد فتاة في وضع غير طبيعي نزلت كالمجنونة
وتصرخ: لمّ كل هذا؟ وما الذي فعلته كي استحق هذا منك؟
بعد ذلك وقعت تحت تأثير أزمة نفسية سببت لها الكثير من
المعاناة والألم.
المشكلة وكما تقول المحامية (كواكب) ان اهل الشاب أعطوا
ولدهم العذر في تصرفه وعللوا ذلك بانه طيش شباب ورغبات
تحدث بشكل واسع في مثل عمره!!
وحينما اراد اهل الفتاة انهاء هذه المشكلة على طريقة (مثلما
دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف) وكان الترحيب من اهل (ع)
لكن بشرط التنازل عن جميع حقوق الفتاة رغم خطأ ابنهم لذا
التجأ ذوو الفتاة إلى القانون، وبعد سنة كاملة من
التبليغات وعدم حضورهم وبحضور شاهد وهو شقيق الفتاة وشاهد
آخر من جيران (ع) تم التفريق وتغريم المدعى عليه جميع
المصاريف وأتعاب المحاماة.
وتؤكد المحامية (كواكب) ان هذه القضية هي واحدة من عشرات
القضايا المشابهة والتي نترافع عنها يومياً. وتعزو سبب ذلك
الى أن زواج صغيرات السن من الشباب الصغار وعدم ادراك
حقيقة مسؤولية الزواج وهم في مثل هذه السن لا تلبث ان تبدأ
بالزغاريد لتنتهي بذرف الدموع ومعاناة الالم النفسي ووقع
ذلك بشكل خاص على الفتاة وأهلها. بسبب التقاليد والمفاهيم
التي لا ترحم النساء في مجتمعاتنا.
وطبعاً تكون تبعات هذه الاسئلة علامات استفهام ليس لمصلحة
الفتاة بل تحسب عليها. |