تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مع بدء العام الدراسي الجديد .. مديرو المدارس: تطور العملية التربوية مرهون بحماية المعلم وتعزيز مكانته
 

  • معلمون ومدرسون: نحن بحاجة ماسة الى الإطلاع على التجارب التربوية في الدول المتقدمة
     

بغداد/ شاكر المياح
لم اعهد في جاري (ابو داود)، تلك البشاشة التي بدت واضحة على محياه، حين جاءني ذات صباح وطلب مني مرافقته الى حيث موقع مدرسة "حضارة العراق" وبصحبته حفيدته "بشرى" ذات الستة أعوام وقد بدت هي الأخرى فرحة.
سألت جاري العزيز: لم القك بشوشاً منذ شهور فرد علي قائلاً: كيف لا أفرح وانا أهم بتسجيل آخر احفادي وحفيداتي بشرى في المدرسة كي تنال نصيبها من الدراسة والمعرفة وذهبنا معاً باتجاه مدرسة "حضارة العراق" استقبلنا السيد صلاح عبد السادة مدير المدرسة مرحباً بنا.. جلسنا في غرفته، فحدثنا عن استعداداتهم للعام الدراسي الجديد فقال:
استعداداتنا بدأت بوقت مبكر إذ تسلمنا الكتب المدرسية لكل المواد باستثناء كتب مادتين هما اللغة الانكليزية والرياضيات سنتسلمها في الأيام القليلة المقبلة، أما عن ابرز سمات هذا العام فأتوقع ان يكون افضل من سابقه لجملة اسباب منها ان الدراسة ستبدأ في موعدها إذ ليس هناك تأخير في تسلم الكتب أو غيرها مع اننا لم يدعنا احد لتسلم القرطاسية والمستلزمات الدراسية الاخرى كالأثاث والتجهيزات وما الى ذلك لذا فسيكون لدينا متسع من الوقت لاكمال المنهج المقرر في موعده وقبل مدة بدأنا ايضاً بتسجيل الطلبة الجدد رغم الزخم الحاصل في الكثافة العددية للصف الواحد.
وعن الإشراف التربوي قال: اعتقد ان كل زملائي أعضاء الهيئات التعليمية يشاطروني الرأي في ان دور الإشراف التربوي وبالأخص الاختصاصي لايزال يعاني ضعفاً وان اداءه لا يرتقي الى الطموح ولاتزال الطريقة ذاتها في ممارسات الإشراف التربوي فالذي يجري هو مجرد إسقاط فرض بقيام المشرف بزيارة المدرسة ومعاينة السجلات ومن ثم يعود ادراجه، هذا لا يخدم العملية التربوية.
اولياء امور الطلبة ولغة التهديد!
ويواصل السيد صلاح حديثه فيقول:
لابد من الاشارة الى ان بعض اولياء امور الطلبة يتجاوزون على حرمة المدرسة ويحاولون التطاول على المعلمين والمعلمات وعلى ادارة المدرسة، ومع ذلك فقد استطعنا استيعاب تلك السلوكيات غير اللائقة ونزد على اصحابها بما ينسجم مع وعي وثقافة الاسرة التربوية. ان المعلم لا يستحق سوى التبجيل من جميع أفراد المجتمع، وهذا حاصل فعلاً عند المجتمع، وهذا حاصل فعلاً عند المجتمعات المتمدنة.
المعلم الجديد
وسألناه عن مستوى اداء المعلمين الذين جرى تعيينهم مؤخراً، قال: بعض المعلمين الجدد هم من خريجي السنوات السابقة، بمعنى انه امضى كل تلك السنين بعيداً عن الوسط التربوي إذاً فهم بحاجة الى تأهيل.
اما الجانب الآخر الذي يمكن ان يسهم في تطوير مهارات وقدرات المعلم فهو الوضع المعيشي الذي سينعكس بشكل ايجابي عليه في حالة استقراره اما ان تبقى حدود المردود المادي الشهري للمعلم والمدرس بين 125 الى 150 ألف دينار، اعتقد ان هذا يمثل اجحافاً وظلماً كبيراً يلقي بظلاله على حياة واداء المعلم والمدرس.
اما زميله انيس "معاون مدير مدرسة بابل الابتدائية" فقد اجاب على سؤال حول المعوقات التي يواجهها مديرو المدارس ومعاونوهم قائلاً:
اهم المعوقات هي معاناتنا خلال مراجعتنا مديرية التجهيزات إذ لا نلمس تعاوناً ايجابياً من قبل العاملين فيها فالمدير هو الذي يقوم بالتحميل واستئجار سيارة النقل وفوق كل هذا يجب عليه دفع اكراميات "عمال الدائرة"
وقال: ان معوقاً آخر يتمثل في آلية توفير المستلزمات الإدارية الأخرى كالورق والقرطاسية وغيرها من الاحتياجات الأخرى موضحاً آلية شرائها واستحصال المبالغ اللازمة لها ويصفها بالمعقدة والمرهقة.
التربية ليست كتاباً
لقاؤنا التالي كان مع السيد ناصر كاظم مدير مدرسة صقر قريش الابتدائية الذي قال:
يحدونا الأمل والتفاؤل في ان يكون العام الدراسي الجديد عام خير حافلاً بالنجاحات من اجل تحقيق الاهداف التربوية التي تسهم في خدمة البلد والنهوض به وصولاً الى تخطيه ازماته الحالية.
ولكن وكواقع حال تعايشنا معه في العام الماضي لا أجد تغييراً واضحاً لا من حيث التخطيط والاعداد والتهيئة لان القضية ليست مرتبطة بالكتاب والدفتر فقط، وانا أشير هنا الى الوضع النفسي المربك للمعلم، والوضع السيئ وتخلفه عن اقرأنه في مسألة الرواتب وتخلفه على الصعيد المهني ايضاً قياساً بمعلمي دول الجوار مثلاً، مع ان العقل العراقي مشهود له بالنبوغ والحيوية والقدرات الذهنية، الفرق الوحيد ان أولئك توفرت لهم فرص التطور وامكانات التحضر والاعداد الجيد فيما تجد المعلم العراقي امضى عشرين عاماً في التعليم ولم يدخل دورة تأهيلية لا أخفي سراً بان أكثر 85% من معلمي ومدرسي العراق يعانون الامية التقنية لا يجيدون التعامل مع الحاسوب وأجهزة المعلوماتية الحديثة.
ان الوقت المخصص للدراسة لايزال حتى الآن بحدود الثلاث ساعات فضلاً عن العطل والمناسبات الاخرى، وهناك جوانب أخرى تؤثر سلباً وايجاباً سير العملية التربوية منها حالة الطالب نفسه والوضع الاسري والبيئة الاجتماعية والشارع.
ويشكو السيد ناصر من عدم تعاون اسر الطلبة والتلاميذ مع إدارات المدارس وملاكاتها التعليمية ويوضح ذلك بان عدداً كبيراً من أولياء التلاميذ لم يره مع ان ابنه قد وصل الى الصف الرابع ولم يكلف احداً نفسه عناء زيارة واحدة ليطلع عن كثب على مستواه التربوي، الحقيقة ان التعليم في العراق لا يجد دعماً حقيقياً من الدولة أو المجتمع أو القوى السياسية ولا حتى من أئمة وخطباء المساجد والحسينيات الذين يفترض ان يكون من واجباتهم الدينية هو الحث على التعليم وطلب العلم كما حث عليه الرسل والأنبياء والأولياء الصالحون ولا من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
وأشار الى موضوع التهجير القسري وما يتركه من آثار على المدرسة والمعلم والطالب وكذلك سيخلق وضعاً قلقاً لملاك المدارس الذي لن يستقر مادام التهجير مستمراً وخاصة في الاختصاصات المهمة.
عمل الطلاب
التقينا المدرسة ام زينب، التي أوضحت إن من أسباب تدني مستوى التعليم في العراق هو تشغيل التلاميذ، بعضهم يذهب للبحث في النفايات عن علب المشروبات الغازية التي يقوم بجمعها ومن ثم بيعها ليسد بعضاً من مصروفاته، وتضيف:هناك حاجة فعلية لأن يكون في كل مدرسة باحث نفسي أو اجتماعي لمعالجة الإرهاصات الاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها التلاميذ، لاسيما هم الآن يواجهون ضغوطاً نفسية هائلة.
قضية المناهج
محطتنا التالية كانت عند دائرة الإشراف التربوي في المديرية العامة لتربية الرصافة الأولى إذ التقينا السيد حسين الياسري المشرف الإداري فيها والذي حدثنا قائلاً:
من العوامل الرئيسة التي تسهم في تطور العملية التربوية هو تحسين الوضع المعيشي والحياتي للمعلم من خلال اعادة النظر بسلم الرواتب الحالي الذي ينطوي على إجحاف كبير بحق المعلم فضلاً عن غياب العدالة في بعض مفرداته، نحن نسعى لتطوير المناهج المدرسية الحالية لتتلاءم ومتطلبات التغيير وحاجات المجتمع كي تصبح معبرة عن طموحاته في التطور لان التعليم هو الأداة الوحيدة والرئيسة للإنتاج والمعرفة واكتساب العلوم والآداب والثقافات.
وعن تطوير مهارات وقدرات الملاكات التعليمية قال الياسري: بعد سقوط النظام عقدنا عدة ندوات لإدارات المدارس في قواطع شتى تناولت جوانب عديدة من آلية التوجه نحو تطوير قابليات وقدرات المعلمين والمدرسين، وجرت حوارات ونقاشات عديدة أثمرت عن صياغة توصيات تم رفعها الى الجهات ذات الاختصاص ونأمل ان تجد طريقها الى التنفيذ.
الإشراف ايضاً
وعن القصور في أداء المشرفين الاختصاصيين الذي تشكوه بعض المدارس أجاب قائلاً:
انا لا اعتقد بوجود قصور لان مهام المشرف التربوي عند زيارته المدارس تنحصر في التوجيه ونلمس الإخفاقات التي قد تحصل في تدريس بعض المواد وخاصة المهمة منها وتعزيز العلاقة بين أعضاء الهيئات التعليمية والتدريسية فضلاً عن البحث وتحديد المشكلة وأسبابها والعمل على دراستها من اجل معالجتها.
العام الجديد
يقول الأستاذ حافظ فاخر مدرس مادة اللغة العربية في متوسطة الغزالي عن تصوراته للعام الدراسي الجديد: لا اعتقد بانه سيكون احسن حالاً من العام المنصرم لاسباب تتعلق بطبيعة الحياة اليومية التي يعيشها المواطن في الظروف الراهنة، والضغوط التي يتعرض لها والأزمات الخانقة وحتى أكون أكثر صراحة لابد من الإشارة الى الواقع الامني السئ ومثله الواقع الاقتصادي والاجتماعي فمتى ما استطعنا ان نغير كل هذا الواقع وجعلنا الإنسان العراقي يعيش حياة طبيعية واوصلناه الى مستويات راقية من النمو الاقتصادي واشباع حاجاته المعيشية والحياتية عند ذاك نكون قد حققنا الاستقرار النفسي والاجتماعي والتربوي للطالب ولمكونات العملية التربوية الاخرى.
حماية الكادر التعليمي
نتساءل، تقول السيدة لمياء محمد جودي "مديرة مدرسة عراق الخير" من يحمي المدرسين والمعلمين والكفاءات العراقية من القتل والاغتيال والخطف؟ مشيرة الى اغتيال قريبتها سهام حسن اسماعيل الياسري المدرسة في ثانوية رفح للبنات مع ثلاث من زميلاتها بعد ادائهن واجبهن في مراقبة امتحانات الدور الثاني في ثانوية "عين" وتتساءل مرة أخرى كيف سيكون عليه التعليم في العراق وقد وصل الى حدود اغتيال المدرسات؟
وتوضح السيدة لمياء: ان تهديد المعلمين والمدرسين لايزال قائماً من قبل أولياء أمور بعض الطلبة اما النجاح واما القتل.. وها نحن بين أمرين احلاهما مر كالعلقم.
التهديد مستمر
يقول حسن جميل مدير متوسطة الغزالي باعتباري مدير احد المراكز الامتحانية تعرضنا لعدة عمليات تهديد واتصلنا خلالها بالعديد من الجهات الأمنية ولكن ما من مغيث ولا مجير وكأنما هناك قصد مبيت في ان نكون اهدافاً للمجرمين.
اما السيدة "ام مجتبى" والدة الطالب مجتبى فتقول: نحن باستمرار نتابع المسيرة التعليمية لولدنا من خلال الاطلاع على سير انتظامه ودرجاته الامتحانية لاسيما ان ولدي البكر يعمل مهندساً، وتنصح ام مجتبى اسر الطلاب بضرورة متابعتهم بغية تحقيق النجاح المطلوب.
مقاييس النجاح
وأخيراً القينا برحلنا في المديرية العامة لدائرة الشهادات والامتحانات والتقويم والتقينا مديرها العام السيد غسان عبد الحميد الذي بادرناه بالسؤال أولاً عن توقعاته لنتائج امتحانات الدور الثاني فأجاب قائلاً:
ليس هناك توقعات في هذا الشأن، لأن امتحانات الدور الثاني ليست معياراً يعتد به، خذ مثلاً نتائج امتحانات الدور الثاني للصفوف المنتهية للمرحلة الابتدائية يتراوح النجاح فيها بين 85% - 95% ونحن لا نعد هذا مقياساً.. لأن الباروميتر الحقيقي هو ما تفرزه نتائج امتحانات الدور الأول فهو الذي يعتمد وتقاس عليه بقية النتائج.
لكن وزارة التعليم العالي تقول عكس هذا لأنها تعده الانقلاب المتوقع في نتائج القبول المركزي.
أبداً.. ليس هذا هو واقع النتائج لأن الطالب أمامه فرصة واحدة.. اما الدور الثاني فهو يمثل الفرصة الثانية لأداء الامتحان في مادة أو مادتين وبالتأكيد قد يحقق الطالب نتائج افضل، ولهذا فان وزارة التعليم العالي تحذف من الناجحين في الدور الثاني خمس درجات واذا كان الطالب راسباً في العام الذي يسبق نجاحه تخصم منه ثلاثون درجة نتيجة حصوله على فرصة ثالثة.. هذا هو المعيار.
ويواصل السيد غسان: نتمنى ان يستتب الأمن في البلاد كي نحقق نتائج احسن مؤكداً انسيابية الامتحانات وادائها بهذا الشكل على الرغم من الظروف الصعبة المحيطة بها.
وعن شكوى بعض مدراء المراكز الامتحانية من عدم توفر الحماية لها، ما أدى الى اغتيال اربع مدرسات عند توجههن الى مراكزهن الامتحانية اوضح السيد المدير العام قائلاً: معلوماتنا تفيد بان الحادث جرى خارج المركز الامتحاني.
عدم استجابة
وحول الحادث يقول مدير المركز الامتحاني الذي كانت فيه المدرسات المغدورات: انه اتصل عدة مرات بالجهات الامنية ولم يلق استجابة ترى ما الجهة القائمة على توفير الحماية للمراكز الامتحانية؟
واضاف: ان غالبية مراقبي المراكز الامتحانية يتعرضون للتهديد من قبل الطلبة وذويهم ويطالبونهم بالسماح لهم بالغش و املاء الاجابات عليهم، فما الإجراءات التي تحد من هذه الظاهرة؟


طلبة آخر زمان
 

صافي الياسري

قم للمعلم وفّهِ التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
هذا البيت الشعري هو اول بيت تعلمته في المدرسة، ومنذ اليوم الاول لتسجيلي تلميذاً في الصف الاول الابتدائي تعلمت ان انظر الى المعلم بهيبة تصل حد الرهبة في حرم المدرسة وخارجها، فقد كنت ابحث عن مخبأ حين يمر في شوارع المدينة واترك لداتي ولعبي حتى لا يراني في الموضع الذي لا يرضاه وانا املأ الشوارع لعباً بدلاً من الانصراف الى دراستي وكنا جميعاً نضع كلمات معلمنا وتعاليمه وتعليماته موضع الاحترام المطلق الذي يصل حد التقديس والطاعة المتناهية التي تفوق طاعة الاهل (الأب والأخوة الكبار والأعمام والاخوال)، وقد استمرت نظرتنا هذه الى المعلم والمدرس والاستاذ في مراحل المتوسطة والاعدادية والجامعية ولم تتغير قيد شعرة اذا لم تزدد عمقاً يؤصله الوعي وتنامي الحكمة بحكم تفتح العقل ونضوج العمر، وعلى هذا فنحن نفاجأ اليوم بسلوكية تلاميذنا وطلبتنا، الذين غيروا الانماط السلوكية المفترضة تجاه شرائح التدريسيين في كل المراحل الدراسية، وصار المعلم والمدرس والاستاذ الجامعي ينظرون الى التلميذ او الطالب في صفه نظرة حذر وربما خوف، فهو يتحسب لانتماءاته العشائرية والحزبية والدينية والطائفية، حيث جرى تسييس العلم والدراسة، ولم تعد للأستاذ مكانته القديمة، فبعد ان شوهها النظام المباد بما الحقه بها من الاذلال بسبب العوز والحرمان نتيجة قلة الرواتب وعدم كفايتها لسداد متطلبات العيش، يأتي غياب القانون وقوة الردع ليقضي على البقية الباقية من هيبة الاستاذ ليعامله الطلاب بما لا يستحقه من عدم الاحترام وسوء الادب وقديماً قيل (من أمن العقاب أساء الأدب)، وهكذا صرنا نرى الطالب يفرض على الاستاذ طبيعة المادة التي يدرسها وحجمها وموعد الامتحان بها، ويتلفظ في حضرته واثناء محاضراته ما لا يليق دون مراعاة لاعتباره واعتبارات بقية الطلبة والنسبة الضئيلة من الطالبات اللواتي ما زلن يواصلن تحديهن لمعوقات بقائهن في الجامعة ويرفضن تحديات المتطرفين الذين يريدون لهن الاختباء في جحور بيوتهن بذريعة تحريم الاختلاط وعدم حاجة المرأة الى التعليم العالي قدر حاجتها الى معرفة كيفية ادارة البيت وارضاء الزوج وتربية الاطفال واداء الشعائر الدينية واحترام مقولة ان المرأة كلها عورة ولا يبالي الطالب الجامعي اثناء الامتحانات بأن يضع (البرشامات) (أوراق الغش) على الرحلة لينقل منها ما يشاء من الاجابات مطمئناً الى ان استاذه لن يحرك ساكناً خوفاً او (جفيان شر)، واذا ما اخذته العزة والحرص وكشف هذا الطالب فقد يحشد له عشيرته او اعضاء حزبه من داخل وخارج الكلية (ليسودوا عيشته) بل انهم قد يتخذون قراراً بمنعه من دخول الحرم الجامعي وممارسة عمله ولا يندر ان تجد عدداً من الطلبة في قاعات المحاضرات وهم يستعرضون مسدساتهم المخفية تحت قمصانهم وكثيراًَ ما يجد عدد من الاساتذة الذين يضع الطلبة عليهم علامات الاستهداف لهذا السبب او ذاك، وربما يكون السبب لا علاقه له بالنشاط التدريسي، اوراق تهديد بالعقاب (اذا لم).. واذا لم هنا تعني التخلي عن حركة حزبية او طائفية او عرقية، واحياناً تعني ترك الحبل على الغارب وعدم المحاسبة على الحضور اليومي او التحضير واداء الواجبات بعد الدوام، ومن المؤكد من خلال هذا الواقع اننا سنحصل على خريجين اميين فيما سنستقبل من زمن اذا لم نتدارك الأمر، ونعلم الطلبة من جديد وهذه المرة من اعلى المراحل الجامعية وليس من الابتدائية ان يحفظوا هذا البيت
قم للمعلم وفّهِ التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا


احلام البنات و الزواج المبكر

بغداد / آمنة عبد العزيز

أحلام البنات لا تقف عند حد، لكن الحلم بذلك الفارس الذي يأتي ممتطياً جواده الأبيض ما زالت تداعب أفكار الكثيرات من الفتيات.
لم تكن (ن) الا تلك المراهقة التي جذبها (ع) بمتابعتها من وإلى المدرسة حتى راحت تقف امام مرآتها تداعب خصلات شعرها حول نفسها معلنة انها اصبحت فتاة كاملة.

ملاحقة
وجدت في هذا الوصف لقضية (ن) أبنة ال (16) ربيعاً والتي روت قصتها المحامية (كواكب احمد) عن موكلتها، ايجازاً في خطورة زواج صغيرات السن تقول المحامية عن موكلتها:
تسلمت هذه القضية وتفاعلت معها كثيراً لما سببه هذا الارتباط غير المتكامل من ضرر نفسي ومعنوي للفتاة وعائلتها.
كانت بداية قصة (ن) حينما بدا (ع) يلاحقها بشكل يومي فهو الابن الوحيد لوالديه والمدلل، وبعد ان لاقى (ع) الصدود من الفتاة (ن) لم يجد طريقاً لها سوى ان يتقدم لخطبتها وهو الذي تعود ان يحصل على كل ما يريد فكيف تكون هذه الفتاة عصية عليه. تمت اجراءات الخطبة التقليدية، وكان شرط أهل الفتاة الوحيد ان تكمل دراستها الاعدادية في الاقل وخلال فترة قصيرة تم تجهيز كل شيء لاتمام مراسيم الزواج والسفر خارج العراق لأحدى الدول المجاورة والاستقرار هناك.
لكن الفتاة بدأت تلاحظ تغييراً عند الشاب وكلما أقترب موعد الارتباط النهائي كان يطلب التريث لاشهر اخرى. لذا اخذت تراقب كل تصرفاته.
وفي احد الايام فاجأته حيث ذهبت إلى دار (ع) الذي كان يسكنه بمفرده بعد أن كان اسرته خارج العراق وقد رافقها شقيقها في تلك الزيارة كانت وقع المفاجأة على (ن) اكبر مما يوصف فقد دخلت البيت بعد ان ماطل (ع) في دخولها وشقيقها معللاً ان صديقاً له داخل المنزل وبحدس الانثى صعدت إلى الطابق العلوي لتجد فتاة في وضع غير طبيعي نزلت كالمجنونة وتصرخ: لمّ كل هذا؟ وما الذي فعلته كي استحق هذا منك؟
بعد ذلك وقعت تحت تأثير أزمة نفسية سببت لها الكثير من المعاناة والألم.
المشكلة وكما تقول المحامية (كواكب) ان اهل الشاب أعطوا ولدهم العذر في تصرفه وعللوا ذلك بانه طيش شباب ورغبات تحدث بشكل واسع في مثل عمره!!
وحينما اراد اهل الفتاة انهاء هذه المشكلة على طريقة (مثلما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف) وكان الترحيب من اهل (ع) لكن بشرط التنازل عن جميع حقوق الفتاة رغم خطأ ابنهم لذا التجأ ذوو الفتاة إلى القانون، وبعد سنة كاملة من التبليغات وعدم حضورهم وبحضور شاهد وهو شقيق الفتاة وشاهد آخر من جيران (ع) تم التفريق وتغريم المدعى عليه جميع المصاريف وأتعاب المحاماة.
وتؤكد المحامية (كواكب) ان هذه القضية هي واحدة من عشرات القضايا المشابهة والتي نترافع عنها يومياً. وتعزو سبب ذلك الى أن زواج صغيرات السن من الشباب الصغار وعدم ادراك حقيقة مسؤولية الزواج وهم في مثل هذه السن لا تلبث ان تبدأ بالزغاريد لتنتهي بذرف الدموع ومعاناة الالم النفسي ووقع ذلك بشكل خاص على الفتاة وأهلها. بسبب التقاليد والمفاهيم التي لا ترحم النساء في مجتمعاتنا.
وطبعاً تكون تبعات هذه الاسئلة علامات استفهام ليس لمصلحة الفتاة بل تحسب عليها.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة