بعد
اكتشافه الحقيقة متأخراً ..
ضـــابــــط شرطـــة
يقتــل شقيقــه ويسلم نفسـه للعـدالة
بغداد/سها الشيخلي
كان صمته محيراً.. وعناده
كبيراً في عدم البوح بقصته.. سألته باستفزاز!
*هل يحرجك ان اخوض في تفاصيل حياتك الخاصة؟
-اشار برأسه بالنفي
اخبرتني المحامية ان قصتك لا تشبه بقية القصص.. ففيها من
الغرابة والمصادفة الشيء الكثير اذا كنت مصراً على عدم
سردها بعد انقضاء ثلاث سنوات او يزيد على اطلاق سراحك
بتهمة القتل وعودتك ثانية الى المحكمة ببلاغ من زوجتك
ومطالبتها بحقوقها كزوجة مطلقة وحقوق اطفالها الثلاثة..
فسوف
تجعلني اشعر بالفشل أول مرة في مهمتي ماذا تقول؟
قال بعد صمت:
- حسناً من اجل ان لا تفشلي في مهمتكِ هذه التي تصرين
عليها.. لكِ ما تريدين..! سألته:
• قصتك
لا اعرف تفاصيلها الدقيقة لكنني عرفت ان محورها يدور حول
–الخيانة
الزوجية- اليس كذلك؟
• قال
بحزن والم وحسرة:
- هي كذلك فعلاً.
-هل تشعر بالذنب.. او الندم لانك قتلت شقيقك من اجل امرأة؟
قال غاضباً:
* كنت اشعر بانه محور الجريمة.. وانه الخائن الاول ويجب ان
ينال قصاصه انا شقيقه الذي رعاه وكان الاب والام له.. شعرت
ساعتها ان ذلك الرجل لا يستحق الحياة بعد ان فعل ما فعل
* لتبدأ القصة.. من اولها..
-قال حسناً..
بعد وفاة ابي.. لحقته امي.. واصبحت مع شقيقي الذي يصغرني
باربع سنوات وحيدين.. كنت لا ازال في المرحلة الاخيرة من
دراستي الجامعية- اكاديمية الشرطة وتخرجت ضابطاً وكان اخي
لا يزال في المرحلة النهائية للدراسة الاعدادية.. وكانت
جارتنا ارملة لديها اربع بنات جميلات.. إلا ان احداهن كانت
تلاحقني بنظراتها.. واستجبت لها وصرت ادعوها للصعود الى
سيارتي لاوصلها في طريق ذهابي الى عملي الى مدرستها ودامت
تلك العلاقة البريئة لمدة سنة كنت خلالها ارقب سلوكها..
اسير خلفها راجلاً عند خروجها من مدرستها.. حتى تاكدت من
حسن سلوكها تقدمت لخطبتها بعد ان ادركت ان بيتنا بحاجة الى
امرأة ترعى شؤونه.. وتزوجتها بعد ان اكملت تحصيلها
الاعدادي في عام 1993 لم تكن لي رغبة في اكمال دراستها
الجامعية لانني ارى ان حقوق البيت ومراعاته اهم بكثير من
اكمال الزوجة تحصيلها الدراسي..
مرت الحياة بيننا هانئة وسعيدة.. اخي وهي في البيت لانه في
الاصل بيت ابي وله الحق فيه مثلما لي انا كذلك.. اخبرت
زوجتي ان تتعامل مع اخي على انه أخوها هي ايضاً..
انجبت زوجتي طفلها الاول فرحنا نحن الثلاثة بقدومه فقد
اشاع في البيت جواً من المحبة والصفاء.. ثم تلاه الثاني
والثالث.. في عام 2001م تخرج شقيقي وعين مدرساً في احدى
المدارس الاعدادية القريبة من منطقتنا وسارت الحياة بيننا
بشكل طبيعي انا منهمك بعملي وبالخفارات التي يستوجبها عملي
في جهاز حساس خاصة في تلك المرحلة.. كنت أبيت خافراً خارج
البيت احياناً مطمئناً الى ان زوجتي واطفالي بحماية اخي
لابل كنت غالباً ما اسافر خارج العاصمة تفانياً في واجبي
فقد عرف عني الدقة والاخلاص في عملي..
وذات يوم شعرت بألم في ساقي وتشنج كبير في قدمي مع ورم..
راجعت الاطباء وكان التشخيص اني اعاني انزلاق الفقرات..
لكن الألم زحف الى جانبي الايمن وكان التشخيص الثاني اني
مصاب بالتهاب الكلى وزحف الالم الى اسفل البطن فكان
التشخيص الثالث وجود (فتق) وطبيب آخر اخبرني بالتهاب في
كيس الصفن وبعد تحاليل عديدة واشعة وسونار سألني الطبيب ان
كنت متزوجاً فاجبته بالايجاب فقال.. لا عليك هناك مراكز
عديدة في المدينة تستطيع من خلالها الحصول على طفل بطريقة
هي الاقرب من اطفال الانانبيب لكنها بشكل آخر.. وسألته بعد
ان لعب الفار بعبي كما يقولون في حالتي هذه هل بالامكان ان
اكون اباً؟ (بعد ان اخفيت عنه وجود ثلاثة اولاد يحملون
اسمي) فاجابني الطبيب لا يمكن ذلك لضعف واضح في مقدرتك على
الانجاب.. لابل من المستحيل إلا بعد عملية جراحية هذا اذا
نجحت تلك العملية فستحتاج الى كورسات منشطة.. شكرت الطبيب
وخرجت مسرعاً الى بيتي.. دخلت على زوجتي والشرر يتطاير من
عيني.. قلت لها.. هؤلاء الصغار ليسوا من صلبي انهم ابناء
رجل آخر.. قولي من هو.. ارادت الانكار.. بكت نافية ان تكون
قد عاشرت رجلاً آخر غيري.. اخبرتها بما قاله الطبيب.. قالت
اذهب الى عيادة اخرى.. وانتظرت حتى الصباح لم اذهب الى
عملي كالمعتاد.. بل توجهت الى مختبرات التحاليل في
المدينة.. الثاني.. والثالث.. وكلها اكدت صحة ما ذهب اليه
التحليل الاول وما قاله الطبيب لي.. ذهبت مسرعاً الى البيت
فوجدت زوجتي قد غادرت.. ذهبت الى بيت امها فاخبرتني امها
انها قد سافرت الى محافظة اخرى في بيت اختها وتركت لي هذه
الرسالة.. فضضت الرسالة على عجل فوجدتها تخبرني بأنها عاشت
طوال هذه السنوات زوجة لرجلين هما
–انا
وشقيقي- وان ابنائي هم ابناء شقيقي.. ولم تكن تعلم ان
امرها سوف ينكشف لولا هذا المرض الذي الّم بي وتقسم اغلظ
الايمان انها لم تعرف رجلاً ثالثا!! واذا اردت التأكد علي
ان استنطق اخي الذي راودها في اول يوم دخلت فيه البيت..
وقد تمنعت عنه لكنه اغواها.. وتختم رسالتها بانها مظلومة
وتطلب مني ان اداري على فضيحتها ذلك من اجل الصغار ثم تقول
لا فرق بين العم والاب تصوري هكذا تقولها بكل وقاحة وقلة
حياء.. ذهبت كالمجنون الى بيتي وواجهت اخي بتلك الحقائق
الدامغة وبعد الحاح مني اعترف اخي بكل ما قالته زوجتي..
وما كان مني إلا ان اخرجت مسدسي واطلقت رصاصات باتجاه اخي
الذي خر على اثرها صريعاً.. وسلمت نفسي الى العدالة فانا
القتيل.. وانا الضحية ومع كل ذلك تقبلت كل الصفات التي
لصقت بي.. من مجرم.. وقاتل..!! وبقيت قضيتي في المحاكم
وامام القضاء وحكم علي بالسجن المؤبد.. ثم خفف السجن لمدة
15 سنة.. وفي اواخر عام 2002م عندما افرغت السجون من
القتلة والنشالين والمحكومين بالاحكام الخفيفة والمتوسطة
اطلق سراحي عدت لاسأل عن تلك الخائنة التي كانت تحمل اسمي
من اجل اولاد اخي.. فوجدتها قد سافرت الى احدى الدول
المجاورة.. لقد طلقتها والمشكلة انني لا اقوى على رؤية
الصغار فهم ليسوا ابنائي وان كانوا يحملون اسمي في هوياتهم
المدنية.. انا احبهم واجدهم ضحية ظروف خارجة عن ارادتهم..
اخبرتهم امهم ان شجاراً حدث بين عمهم وابيهم وقد تطور الى
ان يقدم والدهم على قتل عمهم.. هم صغار لا يدركون الامور
فالكبرى عمرها 11 سنة والوسطى 7 سنوات والطفل الاخير عمره
4 سنوات..
وجاءت الاحداث الاخيرة في عام 2003 ليحيلني الى حبيس الدار
لا أخرج منها الا لمراجعة الطبيب ومعي خادمة عجوز تدير لي
أمر المنزل.. قبل اشهر تلقيت منها دعوى نفقة للاولاد وهذا
من حقهم. حالة اهلها المادية جيدة لكنني لا اقبل ان ينفق
على اولادي.. عفواً اقصد اولاد اخي خالهم.. لدي داران
مؤجرتان.. افكر في ان تستقل مع اولادها في احداهما وان
اخصص لهم مبلغاً يكفي لسد متطلبات الاولاد فانا والحمد لله
ميسور الحال.
• لماذا
لا تغفر لها من اجل الاولاد وتعيدها الى بيتها ويكفي الندم
والاسف على ما فات؟
-محال ان يحدث ذلك.. فانا رجل ذو كرامة ولا اقبل على زوجة
خائنة ان تعيش معي تحت سقف واحد حتى لو حدث ذلك من اجل
الاولاد.. وصدق من قال
الزوج.. آخر من يعلم!!
|