الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

البعض يقدم لهم الطعام والماء البارد.. وآخرون لايرونهم الا عند المساء!

عمال المساطر يبحثون عن عمل مضمون.. ونقابتهم لايتعاون معها احد.

-(متورط) ببناء بيت: العمال يخترعون اوقاتاً للراحة.. و(الخلفات) يخلفون المواعيد!

مكتب المدى/بابل

محمد هادي

مع تنفس الصبح ومنذ ساعاته الباكرة يتوجهون الى المساطر ساعين الى اللقمة الحلال، وكل منهم يطرز آماله واحلامه في الحصول على عمل، مراهقون وشباب وكهول وشيوخ جل مايتمنونه من انتظارهم القاتل اشارة يد من احد الاسطوات او اصحاب مساطر العمال

معاناة بلاحلول

محمد هادي

العمل ليهب العشرات منهم ملبين، ويقوم الاسطة بالاختيار في عملية لاتمت للانسانية بصلة عند البعض ممن لايعرفون التعامل مع البشر.

فهو يقوم بالصراخ وفرض الشروط ومقدار الاجر ليدعوهم بعد ذلك ليوم عمل قد يكون حمل الطابوق او الرمل، او الاشتغال في انجاز خلطة سمنت، او رفع البلوك الى السطوح او (طواس) وكلها اعمال مرهقة تتطلب قوة بدنية وتحملاً في اجوائنا التي لاتحتمل، وعند انتهاء اليوم تكون الحصيلة بضعة الاف لايصل منها الى المنزل الا القليل، اذ (يطير) اغلبها بعد ان يتحول الى وجبتي افطار وغداء واجور نقل عما يتسوقه العامل لعياله وهو عائد اليهم بعد يوم عمل شاق ويتكرر السيناريو كل يوم الى ان ياتي اليوم الذي لايدعوه فيه احد الى العمل، فيعود بعد انتظار الى المنزل مهموماً او يقضي بعض الساعات في المقهى المجاور للمسطر فيما اغلب الباقين لايملكون اجرة العودة الى بيوتهم، ترى اية حياة قاسية هذه الذي يعيشون؟ في ساحة باب الحسين في الحلة، حملنا عدتنا وتوجهنا الى المسطر الخاص بعمال البناء، وعلى اصوات ضجيج السيارات واصحاب المطاعم واصوات العمال والاسطوات كانت لنا هذه الحصيلة مع عمال المسطر..

العامل شهيد عباس

 عامل بناء اشتغل ثلاثة ايام من هذا الاسبوع في مكان واحد، وها هو اليوم ينتظر عملاً آخر في مكان غير المكان الاول، لان عملية الصب تحتاج الى ايام ليعاود الاسطة البناء، وعن اجرته اليومية قال انها من سبعة الى ثمانية الاف دينار، ولكن العمل كما ترى لايحتمل الاشتغال يومياً اضافة الى ظروف العامل من تعب ومرض ونحن بشر.

وحول طريقة تعامل اصحاب البيوت معهم، انبرى العامل جبار حسون متطوعاً للاجابة قائلاً.. ليسوا سواسية فبعضهم يقدم لنا الطعام والماء البارد فيما لا نرى الاخرين الا عند تسليم الاجور مساء.

وعن دور نقابة البناء توجهنا مستفسرين من العامل ابو زامل فاجابنا (عمي يا نقابة؟ الوضع تغير وكل واحد باليعجبه) والنقابة لاتسأل ولاهم يحزنون، ونحن هنا ننتظر رزق الكريم ولا فضل لاحد علينا، واذا لم نحصل على عمل اليوم نعود لنأكل ماوفرناه بالامس.

مهارات خاصة

ستار منسي: أسطة يعمل لديه العديد من العمال، سألناه عن العمل فرد قائلاً: العمل متوفر وكثير ولكن لكل عمل ظرفه، فالذي يعمل بالكاشي والفرفوري لايحتاج الى عمال الجص والطابوق والسمنت، بل يختصر عمله على عدد قليل ممن يمتلكون مهارات خاصة، وهو عمل غير متعب والاجر جيد.

رزاق بخيت تجاوز العقد الخامس ينفث سيكارته متكئاً على (كرك). سلمنا عليه فرد السلام:.. ها خير؟! قلنا له: اردنا ان نسألك عن عملك! رد ببرود: كما ترون انا انتظر اصحاب السيارات لمرافقتهم اما التفريغ واما التحميل لكل شيء، جص-رمل-سمنت-حصو. وعن الاجور، قال الرزق على الله وفي بعض الاحيان نصاب باليأس جراء الانتظار الطويل، ولكن الرزق يأتي حتى بعد الساعة العاشرة، (اذا مكتوب الك)، واحيانا يشترك اكثر من عامل بالحمولة والتفريغ وعند ذلك يقسم المبلغ على العدد، ولو اننا نعمل في كل شيء حتى الفلاحة اعداد الحدائق حفر البالوعات وغير ذلك..

في مقهى الدلعان

تحولنا بعد ذلك الى مقهى (مكي الدلعان) وهي مخصصة لجلوس (الخلفات) والاسطوات والعمال وتحدثنا مع احد المقاولين، اسمه ابو كرار الذي قال: ان معاناتنا مع اصحاب العمل كبيرة بسبب مماطلتهم في دفع مستحقات العمل وتسويفهم بالوعود، واضاف رب العمل في البداية يتوسل من اجل البدء في بناء منزله، ولكنه يبدأ بالتسويف بعد ان نتورط معه، حيث يقوم بالتهرب ويترك العمال بدون اجور.

وهل ان الجميع هكذا..؟ سالناه فقال كلا! فالبعض الاخر تجده ملتزماً ويقدم المساعدة للعمال ويجلب لهم الثلج والطعام، ويدفع لهم اجرة النقل. الى جانب المقهى شاهدنا سياره سدرك سوداء وبجانبها رجل بروب بني، صبحنا عليه وسألناه هل تنتظر عمالاً؟ فأجاب انه ينتظر (ابو الكاشي) ويقصد الخلفة الذي يقوم بتطبيق الكاشي.

وقال متبرماً: معظم الخلفات يكذبون وليس لديهم موعد ثابت، وها انا أجيء كل يوم ويأتي بعذر جديد! ولااستطيع الاتفاق مع غيره لانه اكمل نصف العمل وتركني حائراً، وعن ساعات العمل والعمال سألناه فرد: المفروض ان يبدأ العمل في السابعة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، ولكن العمال لايشتغلون قبل الثامنة، يرافق ذلك فترة الافطار والغداء والصلاة وشرب السكائر وغير ذلك من اختراعات العمال.

خلصونا!

قاسم شمخي توجه الينا بعد ان عرف مهمتنا وقال لنا بصوت عال (خلصونا الله يخصلكم) من جهنم واوجدوا لنا عملاً محترماً نعيش منه ويكون مضموناً،و نحن مستعدون للعمل في أية وظيفة بدلاً من هذه المعاناة، ثم اليس في العراق المال والوظائف لانقاذنا من هذه المذلة و(البهذلة)؟ لقد اشتغلنا طوال الاسبوع الماضي في حقل دواجن بمكان يبعد عشرات الكيلومترات، ونعود مع صلاة المغرب، ونشتكي من معاناتنا من بعض الناس الذين يعاملوننا بطريقة غير لائقة وكأننا خدم لديهم! وهذا المسطر عبارة عن مكان لاذلال الناس، واتمنى ان تتولى الحكومة متابعة امرنا وتشغيلنا، ورمى صرة القماش على الارض وكان فيها رغيفتان من الخبز و حبة طماطة واحدة وبيضة مسلوقة! شاركناه حزنه وواسيناه فهو شاب يتمنى ان يعيش محترماً في بلده وقد حرم من كل شيء.

في النقابة

بعد ذلك قررنا الذهاب الى من يمثل العمال، الى النقابة، للتعرف على رايهم فكان لنا هذا الحوار مع السيد سعد حمزة باقر رئيس اتحاد نقابات عمال بابل.

*مامدى المساعدة التي تقدمونها لهؤلاء العمال؟

-نقدم مساعدات بسيطة للمتضررين وهي مبالغ بسيطة لاتتجاوز 25 الف دينار حسب الامكانيات.

*لماذا لايتم التعاون والتنسيق بينكم وبين الدوائر والمؤسسات؟

-للاسف الشديد لايوجد أي تعاون ونحن نستطيع ان ننظم حملات التنظيف، ولدينا سجل في الاتحاد يضم اكثر من 600 عاطل عن العمل، لكن الدوائر ترفض التعاون مع الاتحاد وخاصة البلديات ولانعرف السبب لحد الان.

وهذا الجفاء يشمل وزارة الصناعة التي لم تمنحنا اية فرصة لتشغيل العاطلين اذ انها اصدرت اوامر الغت بموجبها اللجان النقابية في سمنت السدة وغيرها على الرغم من فعالية هذه اللجان.

*ماهو دور نقابة البناء في تشغيل العمال وخاصة في المساطر؟

- ليس للنقابة أي دور والسبب هو عزوف العمال عن الانتماء الى النقابات بسبب ماكانت تعانيه هذه الطبقة من ممارسات النقابات ايام البعث، كونها كانت تسخرهم لادوار مشبوهة تخدم النظام المقبور كالمسيرات وحملات العمل الشعبي و(السخرة)..

 

 

 


 

بين وعود الرفاه واستيراد البالات! الى متى نبقى نستورد اسمال الاخرين؟

خبير اقتصادي: الاستمرار باستيراد البالات يشكل قتلاً بطيئاً للصناعات النسيجية الوطنية

ربيع الوائلي

في سيارة الاجرة التي استقلها الى مقر عملي انساب صوت في الراديو بأغنية يقول مطلعها (هلي مالبسوا خادم سملهم) والسمل هو الثوب الملبوس القديم، الذي اصبح يعرف الان بـ(اللنكة)، وعند وصولي الى مركز المدينة، ترجلت من السيارة لتواجهني عشرات العربات التي تبيع هذه الملابس، والناس المتحلقة حول هذه العربات يتدافعون عليها لرخص ثمنها وجودة قماشها وفصالها، فأين الحقيقة التي صارت اغنية على لسان هذا المطرب؟ واين هي من هذه العربات المليئة بالملابس القديمة المستوردة؟

في الشورجة

في منطقة الشورجة، المركز التجاري في العاصمة، هناك ساحة كبيرة تقف فيها سيارات محملة بهذه البضاعة ليأتي باعة المفرد ويأخذونها ثم تبدأ عملية الفرز والبيع، ابو سيف احد تجار البالات، وواحد من المتنفذين في الساحة دافع عن بضاعته قائلاً:

- صدقني اذا قلت لك ان ملابس البالة هي افضل من ناحية السعر والجودة، وهي التي كانت، ولاتزال، تناسب الدخل الفردي للعراقي بعد فترة الحصار وعندما قلت له من المؤكد ان تجارتكم تأثرت بزيادة القدرة الشرائية للمواطنين بعد زوال النظام السابق وارتفاع الرواتب قال:

-(مع ذلك هناك نسبة بطالة 60% والمجتمع العراقي مازال من المجتمعات الفقيرة) وحين قلت له الا تعتقد ان في  ارتداء هذه الملابس شيئاً من امتهان الكرامة؟ لم يقل غير هذه الكلمات.

-( والله انت بطران.. ياكرامة؟!)

تركت (ابو سيف) وتبادرت الى ذهني المساوئ الصحية لهذه الملابس وامكانية انتقال الفايروسات من خلال استعمالها. ولاجل تسليط الضوء على هذه القضية كانت هذه الوقفة مع الدكتور باقر الموسوي اختصاص الصحة العامة حيث قال:-

-(بالتاكيد ان لملابس البالات مضار صحية اذ من المعروف ان استيرادها يتم في دول فيها الكثير من الأمراض التي يمكن ان تنتقل عبر الملابس مثل الامراض الجلدية والزهرية وبعض الامراض التي يعد العراق خالياً منها، اذ ان مرض فقدان المناعة المكتسبة في بعض حالاته يمكن  ان ينتقل عبر لبس ملابس المريض، ولا توجد طريقة للسيطرة على هذه الحالات فهذه البضاعة لا يمكن ادخالها لمختبر او فحصها قبل دخول الحدود خصوصاً في وضع امني متازم وحدود شبه مباحة، لكن كل الذي ننصح به المواطن هو تعقيم هذه الملابس قبل لبسها بالمتيسر مثل الماء الساخن والديتول، واذا كان المواطن قادراً على شراء الملابس الجديدة فهذا افضل مهما تكن مغريات شراء هذه البضاعة مثل رخص الثمن والمتانة، وهناك حقيقة يجب ان لا تغيب عن بال المسؤولين ان هذه البالات تعد طروداً سهلة ومضمونة الوصول تشحن عبرها الاوبئة والامراض لو كانت هناك جهات معادية تريد ايصال ونشر هذه الاوبئة والامراض، وهذا وارد بعد اختلاط الاوراق وتأخر عملية الاستقلال الكامل).

رأي اقتصادي

سألنا السيد حبيب زيدان عضو غرفة تجارة بغداد والخبير الاقتصادي في مجال الصناعات النسيجية عن الجدوى الاقتصادية لاستيراد الملابس المستعملة فقال:-

-(ليس لهذا النوع من الاستيراد أي جدوى اقتصادية بل هو خسارة للبلد، اذ ان العملة الصعبة التي يتم استيراد هذه البضاعة بها يمكن ان تكون دعامة من دعائم تنمية الصناعة النسيجية في العراق، وبدعم محدود من الدولة يمكن ان تكون هناك معامل صغيرة للخياطة لتوفير هذه البضاعة، والاستمرار في استيرادها هو قتل بطيء للصناعات النسيجية وعامل من عوامل عدم قيام مشاريع من هذا النوع، اما بالنسبة لرخص الثمن فيمكن للدولة ان تاخذ على عاتقها مهمة تشجيع هذه الصناعة عبر الدعم والقروض المضمونة ذات الفائدة القليلة، وبالنسبة للخبرة في هذا المجال فهي موجودة).

رأي المستهلك

استطلعنا آراء بعض المواطنين في سوق البالات في الباب الشرقي فكانت هذه الحصيلة: المواطن كريم صخي موظف في وزارة الصحة يقول.

-(عندي اربعة اطفال في المدارس وفي بداية كل عام دراسي ازور السوق لاشتري لهم الملابس من البالات لرخص الثمن، تصور ان صدرية طالبة بعمر (عشر) سنوات في المحلات أي صدرية جديدة سعرها (ستة) الاف دينار بينما اشتريها من هذا السوق بالفي دينار فقط وهي اطول عمراً من الصدرية الجديدة!).

المواطن عبد الحسين جاسب يقول:

-(موسم الشتاء على الابواب وملابس الشتاء الجديدة غالية لذلك انا اشتريها من البالات لمتانتها ورخص ثمنها)

المواطن مهند فاضل يقول:-

-(ملابس البالات تمتاز برخص الثمن وجودة النوعية وحداثة الفصال لذلك اشتريها) وعندما سألنا المواطن كريم قاسم عن مساوئ ملابس البالات صحياً قال:

-(لا اعتقد انها اخطر من الماء المخلوط بماء المجاري الذي نشربه!)

كل الاجابات كانت في صالح البالات لكن الواقع يؤكد عكس ذلك فخسارتها الاقتصادية اكثر من ربحها، وصحياً لاتخلو من مخاطر، وقبل كل ذلك فشراؤها ينطوي على امتهان لكرامة انسان يعيش فوق ارض حبلى بالثروات، فهل هناك من حل يااصحاب القرار.

ومتى تعود حقيقة (هلي المالبسوا خادم سملهم)!؟.

 

 


 

 

رأي سياسي

أحمد السعداوي

يقول الناقد والمفكر الانجليزي تيري إيغلتن مامعناه، ان الكثير من الناس يعتقدون انهم بعيدون عن الفلسفة، ولكنهم يمارسون وعلى مدار الساعة- وبكل تأكيد- نوعاً من انواع التفلسف، بما يجعل الفلسفة نطاقاً عاماً تتدرج فيه مستويات لاحصر لها من فاعلية التفلسف.

الامر نفسه ينطبق على السياسة، فالانسان كائن سياسي، والانسان تحركه على اديم الواقع موجهات ايديولوجية، مهما بدت غائمة او مشوشة او لاواعية تجسد فعله السياسي الخاص.

ومن المألوف جداً ان يفتح الحوار (السياسي) العراقي في كل ساعة وآن، لا في الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش الثقافي والحزبي والاعلامي فقط، ولكن في المقاهي والسيارات، والاسواق واثناء التجوال في الطريق، ومن المألوف في زمننا الجديد ان تجد بائعة الخضار تأخذ استحقاقها مع الاستاذ الجامعي بابداء الراي وتقييم المشهد العراقي، ومثلما يطلق الاستاذ الجامعي المستضاف في احدى الفضائيات قناعاته الثبوتية، تطلقها بائعة الخضار امام من يتجادل معها، ولكن اللغة تختلف بالتأكيد.

لايمكن اقناع الخضار بانها واقعاً (تتفلسف) مثلما لا يمكن اقناع السمكة انها تحيا في الماء، البداهة تشف هنا وترق حتى تكاد لاترى.

لايمكن اقناع بائعة الخضار او الخباز او صباغ الاحذية بان يطرح اثناء كلامه (وجهة نظر سياسية). انه يرى نفسه وبكل بساطة خارج نطاق هذا العمل..النخبوي الخاص.

ان السياسة من وجهة نظر هذا الانسان البسيط (او الانسانة البسيطة) يعني الحكم او السلطة، انها تعني القيادة، ولربما تختصر القيادة الى فعل الثواب والعقاب وليس (القيادة) نحو هدف ما.

أي برلمان يمكن ان يتشكل في العراق لا أري انه سيكون بنضارة وطزاجة وحيوية الفعاليات (البرلمانية) المترجلة والعفوية ولكنها للاسف سرعان ماتتبخر مخلفة طنيناً في الرأس وجفافاً في البلعوم.

هذه الفعالية البرلمانية نصادفها في السيارة والمقهى وفي كل مكان تقريباً، وهي تمنع قبل تبخرها المؤكد- فرصة لمشاهدة الوعي السياسي العام وهو يكشف عن نفسه.. كل من يشارك في هذه الفعاليات العابرة والمترجلة لايريد ان يؤمن انه يساهم بعمله هذا في خلق (الفعل السياسي) وان ينشط (الوعي السياسي)، فالكل يائس من السياسة وهو يمارسها!!؟

-لكن صورة الوعي السياسي العام تكشف عن تنوع كبير، يكاد يماثل التنوع في مصادر المعلومات، فمن متطرف سافر الى متطرف مبطن الى معتدل الى حيادي او لاابالي.

لكن المشهد- على ثراثه وتنوعه- يبقى دون مستوى النضج السياسي،  فالإنسان البسيط كما قلنا، لا يؤمن بان له (دوراً) سياسيا، وان يمارس السياسة كما يتنفس، ويتعامل العديد من ارائه بانفعالية وحماس، او على طريقة (نها شقشقة هدرت ثم قرت)، كما ان دور (الفرد) في السياسة يكاد يتحد بان هناك رئيساً( وهو فرد!) هو من يمارس السياسة، او  أن الطموح السياسي للفرد هو ان يتفرد بالسياسة، فذاتي لاتبرز ولاتتمدد الا بالسيطرة وتغييب الذوات الاخرى داخل مساحة الضوء.هناك مرحلة مفصلية قادمة، سيبدو فيها الراي السياسي للمواطن البسيط مهم جداً في اللعبة الانتخابية، وما لم يثق هذا المواطن باهمية ما يقول ويسعى لانضاج ما يقول، وما لم يؤمن بان صوته يمكن ان يقلب المعادلات الانتخابية، فاننا سنكسب سياسيين هواة كثر، واقليات (راي) هي من تحدو مشهد السياسي النهائي.

 

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة