-
لماذا لم توفر آليات كافية لعمل الأمانة حتى الآن؟
-
ما الذي فعلته (واشنطن انترناشيونال) لمجاري الثورة؟
-
أحدث شبكة مجاري في بغداد عمرها 22 سنة.
-
العمر الاستهلاكي لهذه الشبكات هو 15 سنة!
(1-2)
احمد السعداوي
أعلن البيت
الأبيض منتصف أيلول الماضي انه سينقل 3.5 مليار دولار من
المبالغ المخصصة لمشروعات المياه والصرف الصحي والبنية
الأساسية لتنفق على تحسين الوضع الأمني، وقد أشار عدد من
المحللين والمتابعين، ان هذا الاجراء إضافة إلى الآثار
المباشرة له ـ سيسبب في فقدان وظائف أكثر. وفي تقليص فرص
العمل الجديدة.
ويمكننا ان
نصف النتيجة بأنها هدية مناسبة (!!) لاستقبال موسم الشتاء في
بغداد الذي تميز خلال السنوات الماضية بانه موسم فيضانات
مياه الامطار في الاحياء والشوارع الرئيسة من العاصمة، وطفح
المياه الثقيلة.
قد لا يكون
لهذا الاجراء الذي اتخذته الإدارة الأمريكية فيها يخص
التخصيصات المالية لمشاريع الصرف الصحي والمرافق الخدمية
الأخرى تأثير بالغ السوء على ارض الواقع، ففي النهاية هنالك
مبالغ فعلية ـ مهما كان حجمها ـ ستصرف لتحسين هذه الخدمات.
ولكن النبأ وحده يكفي للإحساس بالإحباط.
مجارٍ.. أم سواقٍ
قبل سنة من
الآن ومع البوادر الأولى لمجيء موسم الشتاء. أجرينا تحقيقاً
حول الاستعدادات لموسم الشتاء. وبدت حينها أنها استعدادات
(معنوية) مشفوعة بالدعوات والصلوات ان لا تطفح المجاري في
بغداد أكثر من المعتاد!
واليوم في
الذكرى السنوية لهذه الدعوات والصلوات، يبدو الوضع أكثر
سوءاً، ولا أحد ـ خصوصاً في الاحياء الشعبية ـ لديه مزاج
لهدر دعواته وصلواته بالمجان!
يقول علي
شويش (مواطن من مدينة الثورة) ان هناك احياء كاملة في هذه
المدينة ألغت ومنذ زمن شبكة المجاري نهائياً، واستعاضت عنها
بشبكة من السواقي التي يتجمع فيها الماء القذر الخارج من
المنازل، لتتحد هذه السواقي الصغيرة خارج الزقاق بساقية أكبر
تصب في ساحة أو شارع عام.
كما ان مهنة
مزدهرة وثابتة كتسليك المجاري وفتح الانسدادات فيها، أصبحت
امراً شائعاً في احياء مدينة الثورة والشعلة والحرية وغيرها
من المناطق وهي تفصح بشكل أكيد عن تلكؤ وتباطؤ الدوائر
المعنية في القيام بهذه الأعمال الخدمية، التي أصبحت خدمة
يُدفع لها اجر من قبل المواطنين حتى تنجز!
حل (انتقالي)
ما الذي
عملته الدوائر المعنية للاستعداد لموسم الشتاء هذا العام؟
يقول السيد
باسم اليعقوبي رئيس لجنة الاعلام والعلاقات في مجلس مدينة
بغداد ان شبكات المجاري في بغداد متقادمة وتحتاج إلى اصلاح.
وهذا خبر ليس جديداً، فهذه المعلومة تتردد في كل مكان
تقريباً ومنذ سنوات عدة.
من المعروف
ان نوع الشبكات الموجودة في بغداد (يقول السيد باسم) لا يصمد
ـ دون اصلاح وترميم ـ أكثر من 15 سنة، واحدث سبكة صرف صحي
موجودة لدينا هي بعمر 22 سنة. أما الاقدم فتعود إلى خمسينيات
وأربعينيات القرن الماضي.
والحل
النهائي لمشكلة المجاري في بغداد، وبالذات في الاحياء
الشعبية المكتظة بالسكان هو في اعادة انشائها من الصفر. وهذا
الأمر حالياً شبه المستحيل.
أما الاجراء
المرحلي و(الانتقالي) فهو ترميم ما معطوب من الشبكة أو
استبدال أو اصلاح مضخات المياه الثقيلة التي يتسبب عطلها في
طفح المجاري.
إمكانيات
وفي أمانة
بغداد (قيل لنا) ان الآليات التي سرقت ابان الحرب الأخيرة
والتي تقدر بنحو (700) آلية ثقيلة لم تعوض حتى الآن، وان
الإمكانيات محدودة جداً والمشاكل كثيرة وكبيرة و(ورثنا بنية
تحتية بدرجة صفر).. هكذا (قيل لنا)!
ولكن ماذا
عن الإيرادات؟
ـ كانت
الأمانة تعتمد في ميزانيتها المالية على وارداتها من ايجارات
المحال والساحات والعقارات والرسوم والضرائب التي تفرضها على
قضايا عديدة، ومع بدء عمل الأمانة بعد انتهاء الحرب وحتى وقت
قريب.. لم نستطع جمع هذه الواردات وامتنع الكثيرون عن دفع
الإيجارات لشهور عدة وهذا ما سبب في ضعف الامكانية المادية
لعمل الأمانة.
مقاولون متخصصون
لكن هناك
تخصيصات مالية كانت تأتي للأمانة من الجيش الأمريكي (قبل
تسليم السيادة) للقيام بمشاريع آنية بنتائج سريعة، انما هذه
الأموال لم تكن توضع في حساب امانة بغداد وإنما تخصص لهذه
المشاريع اعلاه.. وتمنح لمقاولين عراقيين، يعتمدون في عملهم
بشكل أساس على الآليات الثقيلة الموجودة لدى الأمانة. لان
المقاولين العراقيين لا يملكون هذه الآليات الباهظة الثمن.
ولكن
الاعمال التي اجريت في مجال الصرف الصحي والخدمات البلدية من
قبل هؤلاء المقاولين طوال العام الماضي لا تحظى باعجاب وثقة
المواطن والمسؤول على حد سواء يقول السيد باسم اليعقوبي:
كمقاولين متخصصين في موضوع المجاري.. ليس لدينا شيء من هذا
القبيل.
ويروي
مواطنون حوادث تكشف اللامبالاة والاهمال في عمل الفرق
الخدمية التي تعمل بإمرة هؤلاء المقاولين.
(هناك من
المنظفين من يعمل بدون وعي.. فهو يجمع الاوساخ والأتربة في
المنهول المطري بدل انتظار سيارة الأزبال.. وهذا يسبب
بانسدادات خطرة في شبكة المجاري المطرية).. يقول احد
المواطنين.
التفاصيل
|