الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

في العمارة رجال الإطفاء يحترقون من الإهمال أربعون منتسباً بلا أسلحة وبهاتف عاطل مكلفون بإطفاء نصف حرائق العمارة!

مركز اطفاء الثورة بلا بناية

اطفائيون يعملون بلا مخصصات خطورة

ميسان/محمد الحمراني

من ضمن أوائل موظفي الدولة، الذين عادوا إلى دوائرهم بعد الحرب هم العاملون في مراكز الإطفاء.. في البدء كان عملهم تطوعيا وبثيابهم المدنية.. فعالجوا عددا كبيرا من الحرائق واسهموا في منع حدوث كوارث كبرى في مدينة العمارة لا يوجد غير مركزين للاطفاء هما: مركز العمارة و مركز الثورة ولكن ما الامكانات التي يعملون بها؟ وكيف يواجهون عشرات الحرائق، التي يحدث بعضها بصورة تلقائية والبعض الآخر بفعل المخربين؟ هذا ما أردنا التعرف عليه.

 

مشكلة البناية

(المدى) ذهبت إلى مركز إطفاء الثورة وهناك ألتقت السيد (عبد الزهرة علي) مدير المركز الذي تحدث لنا عن مشكلة البناية، التي يعانون مشاكلها منذ زمن طويل فقال: كنا نتخذ من مبنى على اطراف المحافظة مركزاً لنا، وإذ انه تابع إلى دائرة التجارة، لم يكن بامكاننا تطويره وفي الفترة الأخيرة بدأنا نتعرض إلى مضايقات من قبل بعض المسلحين وجعلنا نقترح ضرورة نقل مركزنا إلى مكان قريب من المحافظة، ووجدنا مكاناً مناسباً كان قسماً داخلياً سبق ان استغل من قبل مليشيا الطاغية وأكمل: عملنا أياماً في تنظيفه ثم طلبنا من مديريتنا ان تقوم باعماره أو ترميمه فقالوا لنا مرة أخرى ان هذه البناية تابعة إلى وزارة التربية وليس من حقنا اعمارها.. كانت البناية عبارة عن قاعة كبيرة وفيها غرفة صغيرة لمدير المركز وممر استغل كمخزن، وفي هذه القاعة يوجد أربعون منتسباً ولكن توجد ثلاثة سرر فقط وأربعة (منادر) حصلوا عليها من المساجد.. أما الطباخ فقد جلبه احد افراد الشرطة من منزله ويوجد كذلك تلفزيون عادي.. جمعوا نقوده من المنتسبين وفي هذه القاعة توجد مبردة واحدة تبرع بها أحد الأشخاص وتليفون واحد وهو عاطل وأغلب أبناء الاحياء القريبة لا يعرفون رقمه وسطح البناية بحاجة إلى ترميم ولا يمكنه الصمود في وجه رياح وامطار الشتاء القادم.. اما زجاج النوافذ فقد اشتراه السيد (عبد الزهرة علي) من راتبه الشخصي.. وحول هذه القاعة لا توجد جدران تفصلها عن مستشفى الهلال الأحمر المحاذي لها وهذا ما جعلهم يضعون اسلاكاً شائكة بدلاً من الجدران.

 

حراسات بلا أسلحة

يقع ضمن الرقعة الجغرافية.. المسؤول عنها مركز الثورة للاطفاء، الكثير من الدوائر المهمة ومنها: مصفى نفط ميسان، مستودع النفط، مجمع سايلو العمارة، مجمع ميسان المخزني، معمل الزيوت النباتية، مستشفى الصدر، وأكثر من سبعة احياء سكنية مهمة، ولكن مركز الثورة للاطفاء تنقصه أشياء كثيرة لابد ان تعيق عمله وتقلل من فاعليته، منها عدم وجود مادة (الفوم) وهي رغوة تعزل الاوكسجين عن النار، وتستخدم في الأغلب في إطفاء حرائق آبار النفط والسيارات المفخخة، وكذلك ثمة نقص في الاقنعة، ولا توجد في المركز سيارة خدمية صغيرة ولا توجد (عين) ماء لملء سيارات الإطفاء.. عدا تلك التابعة لدائرة ماء ميسان وتبعد 2كم عن المركز ويأخذ بعض عمالها مبالغ من المال عن ملء سيارات المطافئ ولكن منتسبي مركز شرطة الثورة ابتكروا حلاً مؤقتاً لهذا الموضوع حين اقاموا حوض ماء وسط ساحة المركز قال احدهم: انه للحظات الاضطرارية وكذلك اشتكى بعض العاملين من عدم وجود سلم رواتب واضح، فالعاملون من أصحاب الخبرة يتقاضون رواتب مساوية لتلك التي يتقاضاها المنتسبون الجدد.. والمركز بأكمله لا توجد فيه بندقية واحدة.. فهم يقومون بالحراسات من دون ان يحملوا أي سلاح عدا (البلطة) وهي احدى ادوات الاطفائي، وعلى الرغم من ذلك قام عدد من منتسبي هذه المركز بمهمة تستحق الشكر والتقدير لانهم قاموا بالمحافظة على اغلب سيارات الإطفاء التابعة للمركز في بيوتهم والمدافعة عنها باسلحتهم الشخصية من السراق والمخربين ومنهم: عبد الزهرة علي، ماضي شعلان بهيدل حسين كطامة، حسن علي حميدي، سلمان سعيدة، صادق جمعة.

 

حديث الانفجار

(سعد محمود) احد خبراء معالجة الالغام في المركز.. ذهب هو ومفرزة لرفع بعض الالغام في منطقة الحي العسكري واثناء محاولة ابطال مفعول لغم، انفجرت عليه (الكبسولة) فقتل أربعة من زملائه أما هو فقد بتر احد اصابعه واصيبت عينه اصابة بالغة.

في حديث معه قال: ان مركزنا يعاني الآن عدم وجود أجهزة معالجة القنابل والتي سرقت خلال احداث السلب والنهب، وعدم وجودها يجعلنا في موقع المتفرج، لان القنابل موجودة حول مساحات واسعة من أراضي محافظة ميسان اما عن الحادث الذي تعرض له فقال: إنني اطالب بتعويض لي ولعوائل الشهداء من زملائي ويجب على الحكومة العراقية المؤقتة ان تهتم برجال الإطفاء وتسعى لصرف مخصصات خطورة لهم لانهم يعيشون في قلب الخطر ويفكرون بجدية في مصير عوائلهم. موظف آخر اسمه (عبد منتوش يوسف) أمضى (12) عاماً في إيران لأنه كان احد المشاركين في انتفاضة عام 1991 وفي إيران خضع لاختبار وعمل في احد مراكز الإطفاء الإيرانية وعرف بجدارته وجرأته في الوصول إلى اخطر الأماكن يقول: انا كنت مضطهداً في عهد صدام ولم احصل على الكثير من المؤهلات التي يجب ان يحصل عليها موظفو الدولة والآن كل ما اتمناه هو ان تصرف رواتبي للسنوات السابقة.. كنوع من التعويض لي.

 

قبل الوداع

مدير مركز الثورة للاطفاء السيد (عبد الزهرة علي) كان له بعض المطالب منها انه خريج معهد وله خبرة كبيرة في مجال الإطفاء ومع ذلك ما زال يحمل رتبة (مفوض) وقال من المفروض، ترقيتنا فاغلب خريجي المعاهد يعينون ضابطا وكذلك تحدث عن راتبه الذي لا توجد معه مخصصات مسؤول مركز. (عبد الزهرة علي) الذي شاهده الضباط البريطانيون وهو يدخل إلى أعماق منزل محترق ممسكاً خرطوم الماء بيده ويرتدي ثياباً مدنية.. كانوا يعتقدون بانه يعمل لحسابه الشخصي وتفاجأوا يوم علموا انه موظف دائرة الإطفاء.. لأن هذا الحادث كان بعد يوم واحد من سقوط صدام.. وانا أودع (عبد الزهرة) عرفت بأن هذا المركز المهمل اسهم في إطفاء (34) حريقاً في احياء مختلفة من مدينة العمارة.. اذن دعم مراكز الإطفاء في العمارة وحل مشاكلها.. مهمة ضرورية لأن هذا الدعم سيسهم في القضاء على الكثير من النيران التي ربما لو تركت تحرق حتى الأحلام.


بعض الزوار لا يتفهمون طبيعة عملهن.. ويتذمرون من تفتيشهن الدقيق الزينبيات.. حارسات الروضتين المطهرتين في مدينة كربلاء

انتصار السعداوي

تصوير/ نجم عبد خضير

في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة صارت ظاهرة وجود نساء مفتشات أو شرطيات ضرورة لابد منها في مداخل الوزارات والدوائر الحكومية، وذلك لغرض تفتيش النساء الزائرات والتأكد من عدم حملهن الأسلحة أو المتفجرات.

في الروضتين الحسينية والعباسية هناك مجموعة من النساء تطلق عليهن تسمية (الزينبيات) يقمن بهذه المهمة فضلاً عن مهام أخرى.

ولمعرفة طبيعة عمل أولئك النسوة، والجهة المسؤولة عن توجيههن وتذليل معوقات عملهن، كانت (المدى) في زيارة بين الصحنين الشريفين. والتقت عدداً من النساء والمسؤولين هناك.

وجبات ونصائح

تقول السيد (أم أمير) عن ساعات العمل:

نعمل بثلاث وجبات: الوجبة الأولى من السادسة صباحاً ولغاية الثانية عشرة ظهراً، والثانية لغاية السادسة بعد الظهر، والثالثة لغاية التاسعة مساءً، وكل وجبة تضم 18 فتاة موزعات بين بابين للدخول وللخروج، وهناك سيارات لإيصالنا إلى بيوتنا.

أما السيدة فاطمة عبد فتقول:

-لا يقتصر عملنا على التفتيش فقط، بل نقوم بنصح الزائرات وتوجيههن للوقاية من السرقة، والتوصية بعدم حمل الأغراض الثقيلة إلى الصحن الشريف.

وبعض الزائرات غريبات نقوم بتوجيههن إلى الطريق.. وتزويد غير المحجبات بالعباءة أو الحجاب.

أما السيدة (أم حسن) فقالت:

-مهمتي داخل الحرم هي الإشراف على عمل زميلاتي. ومراقبة حركة الزائرات والزائرين.. وحمايتهم من السرقة ومراقبة وتسجيل كل شاردة وواردة.. وقد ضبطنا محاولات (نشل) عديدة وثبت في محاضر الشرطة إن قسماً من الزوار لا يتفهمون أهمية عملنا، ولا يستمعون إلى نصائحنا.. ويصممون على إدخال الأطعمة والأفرشة الثقيلة إلى الحرم.. وقسم منهم (يتعاركون) معنا أيضاً، وبمرور الزمن صارت لنا خبرة في التعامل مع الجنسيات المختلفة من الزائرين.

رواتب ومخصصات

السيد (أم سرمد) المسؤولة عن عمل الحارسات في الحرم العباسي تحدثت عن الرواتب والمخصصات قائلة:

لدينا 150 امرأة بين الصحنين الشريفين يداومن بثلاث وجبات ويقمن بعدة مهام أهمها تفتيش الزائرات وبدون استثناء وبدقة متناهية وهناك مجموعة أخرى تقوم بعملية المراقبة داخل الحرمين لحماية الزائرات من (النشل) أو السرقة.. ومحاولة لفت نظر الزائرات لنظافة الحرمين وعدم رمي الأوساخ. وهناك أيضاً مجموعة تقوم بعملية المراقبة داخل الحضرة، ولدينا مجموعة أيضاً بإمكانها القيام بالإسعافات الأولية عند الطوارئ.

أما عن الرواتب فتتسلم الزينبية 150 ألف دينار شهرياً فضلاً عن الإكراميات في الأعياد والمناسبات ووجبة طعام يومياً في مضيف الحرم، إضافة إلى النقل ومخصصات أخرى.

وتضيف السيدة أم سرمد: إن هذا العمل، فتح باباً للرزق لعدد غير قليل من النساء، وفتح بيوتاً كثيرة، وقسم من النساء العاملات لدينا خريجات معاهد وكليات.. وهن سعيدات بهذا العمل ومستمتعات به..

لا علاقة للأحزاب بعملنا

المهندس بشير محمد جاسم مدير الإدارة للروضة العباسية قال:

-تزكية واختيار الأخوات الممارسات يتم عن طريق وكيل المرجعية الدينية في منطقتها وهذه تزكية شرعية، إضافة إلى تزكية اجتماعية، من وجوه المنطقة، أو المختار أو شيوخ العشائر ولا علاقة للأحزاب بعملنا مهما كانت، وحتى ديوان الوقف الشيعي لا يتدخل بعملنا بل نتلقى أوامرنا ورواتبنا كافة رجالاً ونساءً من مكتب السيد علي السيستاني. إذ أن أوقاف وإيرادات الروضتين المطهرتين في كربلاء والروضة الكاظمية كذلك، هي تحت وصاية مكتب السيد السيستاني، وهي المسؤولة عن (لجنة حماية وأمن الحرمين) وبضمنهم النساء الزينبيات.

تدريب واختيار

ويضيف السيد مدير الإدارة: نقوم بتدريب النساء واختيارهن بين فترة وأخرى.. حيث نقوم بإدخال أسلحة وممنوعات إلى الصحن، وبهذا نختبر مقدار دقة الحارسات ومقدار حرصهن على أداء الواجب.

ويضيف السيد بشير محمد: في بعض الأحيان تكون هناك متطوعات للعمل مجاناً مع الزينبيات في أيام الزيارات والمناسبات المزدحمة. وخصوصاً شهري محرم وصفر، وفي شهر رمضان المبارك سيكون هناك برنامج خاص بالتنسيق مع ديوان الوقف الشيعي لحماية الروضتين وتمكين الزائرين من أداء طقوسهم الدينية.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة