اكد الدكتور عادل عبد المهدي وزير المالمية على ان ما يشغل
وزارته على الصعيد الاقتصادي هو محاولة السيطرة على الاقتصاد
من خلال تسوية الديون الداخلية للمصارف الحكومية وجدولة ديون
البنك المركزي لمدد طويل.
وذكر الوزير أن هذه العملة تعني إعادة الامور إلى المستوى
المطلوب وذلك من خلال إعادة بناء الاسواق المالية والنقدية
العراقية وبالتالي هذا يعني اعادة ترتيب البيت المالي
العراقي على اسس سليمة.
وعن موقف وزارة المالية من مشكلة تدني رواتب المتقاعدين..
أوضح قائلاً: بالرغم من صعوبة السيولة النقدية والتعقيد
الحاصل على الوضع الحالي من جراء التركة الثقيلة للنظام
السابق والتصرفات المدمرة التي أدت إلى ما نحن عليه كدولة
مفلسة بكل معنى الكلمة وتحيط بنا الديون والتعويضات من جهة..
إلا اننا حاولنا معالجة موضوع المتقاعدين بصورة موضوعية إذ
أن عدد المتقاعدين بقدر عدد الموظفين حالياً فلا بد من دراسة
وتأمل لذلك استطعنا أن نرتقي برواتب المتقاعدين إلى ارقام لا
بأس بها على أن نقوم باعادة النظر فيها شيئاً فشيئاً كلما
تحسن وضعنا الاقتصادي..
واضاف الوزير: أن معدل الرواتب لهؤلاء اصبح لا يقل عن خمسة
وسبعين الف دينار لمن تقل خدمته عن خمس وعشرين سنة ولا يقل
عن مائة الف دينار لمن كانت خدمته اكثر من خمس وعشرين سنة
فيما كان في العهد السابق لا يزيد على سبعة آلاف دينار ويعني
هذا ان هناك زيادة اكثر من الف في المائة بالنسبة للعهد
السابق.
ثم اكد في تصريحات صحفية خص بها مجلة (النور) اللندنية
قائلاً: نحن نقدر بأن المتقاعدين قد ضحوا كثيراً وظلموات
وصبروا كثيراً في العهد السابق.. سنسعى إلى تحسين هذه
الرواتب وفق المعطيات الايجابية للاقتصاد العراقي لاننا
نعتمد على واردات النفط فقط نحن صراحة بحاجة إلى اصلاح شامل.
وفي معرض رده على سؤال يتعلق باستعادة العراق لعافيته
الاقتصادية..
قال الوزير: نعم هناك فرصة كبيرة.. ولكن أمامنا عملاً شاقاً
ومضنياً فبالاضافة إلى الإصلاح المصرفي الواسع نحن بحاجة إلى
اصلاح النظام الضريبي وتطوير النظام المالي وتحديثه وفق اكثر
الآليات والنظم والمعلومات تطوراً... ويجب العمل على
استقلالية البنك المركزي وتطوير القوى البشرية في القطاع
المالي التي تراجعت كثيراً عن مثيلاتها في الدول الاخرى بسبب
تردي الاوضاع في ظل النظام السابق.
واستطرد: المهم اليوم أن نضع الاسس الصحيحة للحياة الشريفة
الكريمة الرصينة للمواطن العراقي الذي عانى كثيراً واضطهد
كثيراً ورغم كل الصعاب التي واجهت الحكومة وما زالت فان دخل
المواطن قد ارتفع فيما بقيت نسبة التضخم ثابتة تقريباً
والنشاط التجاري تحسن ايضاً ونتأمل أن يتحسن النشاط
الاقتصادي في القطاعات الاخرى غير التجارية وهناك تحسن في
الوضع المعاشي للموظف ويؤثر على ذلك دخول حوالي (750) الف
سيارة إلى البلاد وهذا يعني أن القوة الشرائية للمواطن قد
تحسنت نسبياً.
وحول موضوع المنح والمساعدات.. قال الدكتور عادل عبد المهدي:
من المؤمل أن تصلنا ستمائة مليون دولار شهرياً من خارج
الميزانية أي من الدول المانحة وهذه المبالغ ستكون داعمة
لميزانية العراق مستقبلاً.
ثم تحدث عن القطاع الخاص وشكواه من الركود الاقتصادي..
قائلاً: أنا احب أن اسميه القطاع الاجتماعي ودوره مهم جداً
في تحريك الدولاب الحقيقي ولكننا امام تركة هائلة من المشاكل
وامام عملية منظمة لتخريب الاقتًصاد وتدمير بناه التحتية،
الامر الذي حال دون دخول رؤوس الاموال والشركات الاستثمارية
إلى البلاد وتبقى الحالة الامنية عائقاً أمام السياحة
والاستثمار.
وختم الوزير اللقاء بقوله: رغم كل الخراب الذي ورثناه ورغم
كل عمليات التخريب ورغم توقف معظم الصادرات غير النفطية
والموارد والمصانع، فان دخل الفرد العراقي اصبح بمعدل الف
دولار سنوياً فيما كان بمعدل ثلاثمائة دولار في العهد السابق
حسب صندوق النقد الدولي.
|