تعتبر ظاهرة
العنف ضد المرأة من الظواهر العالمية.. حين تنشر في معظم دول
العالم الأجنبية والعربية.. في الدول النامية والمتطورة،
وتسود بين المتعلمين وغير المتعلمين، وما يلفت نظرنا إلى
ظاهرة العنف ضد المرأة هو المشاهد التي نراها في حياتنا
اليومية أو نسمع عنها ونراها عبر وسائل الاعلام المختلفة،
فالمرأة دائماً تتعرض للضرب والقتل والاغتصاب وحتى الحرق.
ففي الولايات المتحدة تتعرض امرأة للاغتصاب كل (6) دقائق.
وفي فرنسا تبين ان 95% من ضحايا العنف هن من النساء، وفي
لندن يتعرض 5% من النساء للتحرش الجنسي في مكان العمل. وفي
بعض البلدان كمصر والسودان تنتشر ظاهرة الختان للأنثى وفي
الهند يتم احراق خمس نساء كل يوم بسبب المشاكل المتعلقة
بالمهر، وفي كل عام يتم تسويق مليون طفلة من سنة (5-15) في
سوق الجنس العالمي. ولو ألقينا نظرة على ماضي العنف وخاصة في
العصور القديمة لعرفنا كيف تمت معاملة المرأة والزوجة
تحديداً.
فمثلاً كانت
كل زوجة تهين زوجها ولو اهانة لفظية تجبر على القيام بنقش
اسمها باظفارها على حجر صلب ثم تضرب بهذا الحجر.
في الوقت
الحاضر تحسنت اوضاع المرأة وتغيرت النظرة إليها كثيراً عن
سابقتها، وعلى الرغم من ذلك ما زلنا نلحظ آاثرا لعنف واضحة
امامنا.. في بلدنا العراق تعرض المرأة للكثير من مظاهر العنف
خاصة بعد الحرب الأخيرة.
وقد تجلت
هذه المظاهر في خطف الفتيات أو الاعتداء عليهن بالفعل أو
القول، ومما يذكره أي عراقي ان الشارع بعد سقوط النظام
مباشرة ظل خالياً من وجود أية فتاة أو امراة، والى اليوم
يسيطر الخوف على المرأة وهي في طريقها إلى العمل والمدرسة
والجامعة.
اليوم
نتساءل ما العنف؟ وما الأسباب التي تكرس هذه الظاهرة والتي
تقف خلفها وتغذيها باستمرار؟ مع الاخذ بالاعتبار ان الدور
الأمني كان له اثره في ظهور العنف.. لكننا سنتناول الأسباب
الحقيقية التي اوجدت العنف.. اما الظرف فلم يكن سوى فرصة
سانحة لظهور ما كان مخفياً.
تعريف العنف
عرفت منظمة
الأمم المتحدة العنف ضد المرأة على انه (أي عمل من اعمال
العنف يؤدي أو يحتمل ان يؤدي إلى التسبب بالاذى الجسدي أو
الجنسي أو النفسي أو يسبب المعاناة للمرأة بما في ذلك
التهديد بارتكاب هذه الاعمال أو الاكراه أو الحرمان التعسفي
من الحرية سواء تم في الحياة العامة أم الخاصة).
من أهم
الأسباب التي تكرس العنف هو العادات والتقاليد التي تمارس
دوراً بالغ التأثير فالمجتمع العراقي كغيره من المجتمعات
العربية مجتمع ذكوري يحكمه الذكر ويفرض سلطته على الأنثى حت
ولو كانت أرفع منه شأنا وقدراً، ويعتبر الذكر عنفه ضد الأنثى
احد امتيازا ته، فهو المهمين دائما وسلوكه ليس فيه خطأ حتى
لو ارتكب الخطأ، فهو الأمر الناهي في كل شيء الذي لا يعبه
شي. اما الانثى فهي دائماً على خطأ ويجب عليها ان تتبع رأي
والدها أو زوجها الذي لا يعيبه شيء. اما الاثنى فهي دائماً
على خطأ ويجب عليها ان تتبع رأي والدها أو زوجها أو اخوتها،
فهي غير قادرة على التمييز بين الصح والخطأ لأنها عاطفية
تسيطر عليها عواطفها ورغباتها وهي اتكالية غير مسؤولة.. لا
عقلانية، هكذا ينظر إليها المجتمع على الرغم من كل النظريات
التي تثبت ان المرأة تتساوى بالرجل وقد تتفوق عليه.
للعنف في
مجتمعنا جذور راسخة منذ زمن طويل ما زالت تدعمها بعض
الأقاويل والأمثال الشائعة وكلها تبين النظرة الدونية للمرأة
أو الفتاة، فهي لا يجوز تدليلها خلافاً للشاب، ثم ان الفتاة
تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل أسرتها فهي عود الكبريت الذي لا
يشتعل غيره مرة واحدة وهي كالزجاج إذا انكسر، فلا فائدة من
اصلاحه.
السبب الآخر
للعنف هو انخفاض المستوى التعليمي لممارسي العنف، فالاسر
الأمية التي تتمتع بقدر بسيط من العلم غالباً ما تكون اسر
مفككة وضعيفة يسودها جو من عدم الاستقرار ويسودها العنف
والتمييز بين الجنسين فما زالت الأسرة عندنا تفرح للمولود
الذكر وتحزن للمولود الأنثى.. كما اكدت الدراسات العليا ان
معظم الرجال الممارسين للعنف عاشوا في جو اسري يسوده العنف،
لذلك يحذر الزوجان بعد إظهار أية مشاكل امام اطفالهم. تعتبر
مسألة العنف العائلي أو الاسري من أكثر المسائل الاجتماعية
خصوصياً، فالبحث فيها غاية في الحساسية والصعوبة، فمن النادر
ان تصل مثل هذه القضايا إلى القانون إلا في حالات خطرة جداً،
المسألة الأخرى في أسباب العنف هو دور وسائل الاعلام فهي
غالباً ما تظهر المرأة ضعيفة تستخدم كسلع رخيصة تعرضها بصور
اغتصاب ورقة وأباحية.
|