رعد الجماس
ازدحمت
العيادات الطبية الاهلية وعدد من المستشفيات والمراكز
الصحية، الحكومية منها والخاصة في مدينة الموصل منذ بضعة
اسابيع بالعديد من المراجعين والمرضى من كلا الجنسين وبمختلف
الاعمار ممن يعانون اعراضاً مرضية متشابهة، تتميز بارتفاع
درجات الحرارة ونحول عام مصحوب بتعب وارهاق يشمل جميع مفاصل
الجسم، الى جانب صداع شبه دائم و اعراض اخرى مختلفة، وقد
رجحت اغلب التشخيصات الطبية والتحليلات الاولية للمختبرات
التحليلية التخصصية احتمالية انتشار التايفوئيد وحمى مالطا
وغيرها من الامراض الاخرى.. وللمزيد من التفاصيل حول هذا
الموضوع زارت (المدى) بعض العيادات الطبية في المدينة والتقت
عدداًُ من الاطباء والمرضى فكانت هذه الحصيلة.
اعراض مختلفة
في احدى
العيادات الطبية الخاصة قال احد المراجعين (ريان محمد سليم)
موظف لأول مرة في حياتي تنتابني اعراض غريبة لم اعهدها
سابقاً كما انني لم اعرها اي اهتمام في بادئ الامر لأنها غير
مستقرة تظهر تارة وتختفي اخرى ثم بدأت بعد ذلك بالازدياد
بشكل واضح مما اثار مخاوفي وقلقي ودفعني الى استشارة طبيب
اختصاصي.
- وما هذه
الاعراض؟
- نحول عام
يجتاح كل اجزاء الجسم ولا سيما الاطراف السفلى بحيث لا
استطيع الوقوف على قدمي لأكثر من خمس دقائق دون شعور بالتعب
والارهاق مع ارتفاع درجة الحرارة وصداع حاد يقترب من اعراض
داء الشقيقة، الى جانب فقدان الشهية للاكل وتذبذب في ارتفاع
وانخفاض الضغط.
وشاركت
بالحديث مريضة اخرى (اسماء راكان احمد) التي راجعت العيادة
بضع مرات، وقالت: هناك اعراض اخرى اضافية الى جانب الاعراض
السابقة، فأنا ربة بيت وامضي كل اوقاتي داخل المنزل ولا
اتعرض الى حرارة الجو المرتفعة ولا اقوم باعمال شاقة تهدر
طاقتي، ومع كل هذه الراحة النفسية والجسدية اصبت بمرض
التايفوئيد حسب تشخيص الدكتور المعالج كانت اعراضه مزعجة،
ذلك انني اشعر بالآلام الشديدة في المعدة والقولون
والقدمين.. اما ابن جيراننا البالغ من العمر خمس سنوات فقد
وقع هو الآخر ضحية هذا المرض مما الزمه الفراش طيلة ايام
عديدة ارتفعت خلالها حرارته الى مستويات مخيفة صاحبها فقدانه
للسوائل ورشح من الانف.
اسباب متعددة
(الدكتور
خالد الدباغ) اختصاص الباطنية والمتوطنة قال لنا: بعد ان سمح
بإقتطاع جزء يسير من وقت مرضاه:
- موسم الصيف
لهذا العام شهد انتشار بعض الامراض التي تنشط الفايروسات
المسببة لها مع ارتفاع معدلات الحرارة ومنها بشكل خاص مرض
التايفوئيد والحمى بأنواعها، فقد سجلت العيادات حالات عديدة
لمثل هذه الامراض، ففي كل يوم يراجعنا مرضى مصابون بهذا
النوع من الامراض.
* وما هي
اسباب انتشار المرض؟
- هناك جملة
اسباب منها ما يشكل قاعدة صلبة لإنتشار المرض كإرتفاع درجات
الحرارة وتلوث المياه والاطعمة والمأكولات المعلبة
والمشروبات الغازية والصناعات الغذائية الخالية من الشروط
الصحية وغيرها.. بسبب انعدام التعقيم والفحص الناتج عن ضعف
مراقبة اجهزة ودوائر الرقابة الصحية على المؤسسات الخدمية،
فمثلاً قلة نسبة المواد المعقمة كالكلور في مياه الشرب
بمحطات اسالة الماء يعد عاملاً مهماً في ضعف صلاحية هذه
المياه للشرب، مما سيتسبب في انتشار الجراثيم المسببة
والناقلة للامراض السارية بأنواعها، هذا اذا اضفنا الى ذلك
عدم توفر الادوية واللقاحات الضرورية لعلاج الامراض مع ندرة
البعض الآخر منها وانتهاء معفولها حسب سقفها الزمني.
* وبماذا
تنصح المراجعين والمرضى؟
- الالتزام
التام بإرشادات الطبيب ونصائحه من اجل اكتساب الشفاء التام
في حالة المرض، كما انصح جميع المواطنين بالتزام جانب
الوقاية من الامراض لأنها خير من العلاج عن طريق اشاعة
النظافة في كل مفاصل الحياة اليومية وتعقيم المياه قبل
الاستعمال وخاصة التي تستخدم لأغراض الشرب، كذلك حال
المأكولات والخضراوات تحديداً والابتعاد قدر الامكان عن
الاطعمة المعلبة والجاهزة لأن قسماً منها، وفي غياب دور
الرقابة واجهزتها، يأتي من مناشئ محظورة صحياً الى جانب
اتخاذ التدابير الصحية اللازمة من خلال التلقيحات الدورية
والفحص الطبي المستمر ومراجعة العيادات والمستوصفات الصحية
عند حدوث اي طارئ او عارض مرضي مهماً كان بسيطاً.
* وماذا تقول
للمسؤولين؟
- نرجو من
جميع الجهات ذات العلاقة والمسؤولين المعنيين العمل على
تفعيل وتدقيق ادوار وواجبات دوائر الماء والاسالة وجميع
المؤسسات الخدمية الاخرى والتي على تماس مباشر بصحة وحياة
المواطنين من خلال اجراءات اكثر جدية في مجال تعقيم مياه
الاسالة والشرب تجنباً لإنتشار الامراض والاوبئة، اضافة الى
دور اكبر لدوائر الرقابة الصحية والتجارية من خلال مراقبة
الاسواق والمطاعم والمحلات والحوانيت، وكذلك تدقيق عملها عند
نقاط الحدود الكمركية من اجل مراقبة دخول جميع السلع
والبضائع الى العراق بعد اجراء الفحص المختبري اللازم عليها
لبيان صلاحيتها.
ارشادات ضرورية
في صيدلية
سلامتك الكائنة في حي الموصل الجديدة قال الصيدلاني (بسام
يونس انور):
- ان التزام
المريض بتناول العلاج والدواء حسب الوصفة الطبية وارشادات
الطبيب المعالج ضروري جداً لتخطي الامراض ولا سيما المستعصية
منها كالتيفوئيد مثلاً والذي يستلزم فترة علاج ونقاهة طويلة
نوعاً ما، يتناول المريض خلالها مضادات وحبوباً وزرق ابر
لمدة تتراوح ما بين اسبوع الى عشرة ايام وبشكل منتظم واي خلل
او انقطاع عن تلقي العلاج ولو ليوم واحد سيؤدي الى تعثر
مفعول العلاج وبالتالي الى عدم شفاء المريض الذي قد تتطور
حالته وتدخل طور الامراض المزمنة.
* وما مدى
توفر الادوية اللازمة؟
- في الواقع
ان اغلب مناشئ الادوية المتوفرة حالياً في الصيدليات
والمستشفيات والمراكز الصحية بل وحتى على ارصفة الشوارع من
خارج العراق واكثرها ذات نوعية تجارية وبمواصفات دوائية
رديئة غير صالحة ومفعولها منته بسبب ضعف الرقابة واجهزة
الدولة التنفيذية الاخرى مع بروز ظاهرة الانفلات الحدودي
التي سمحت بدخول كل شيء الى البلاد دون قيود ومنها الادوية،
اضافة الى قلة انتاج المعامل وشركات الادوية المحلية.. وهنا
انتهز هذه الفرصة لأناشد ومن خلالكم جميع ذوي العلاقة
الاهتمام بصورة اكبر بهذا الجانب لأهميته وخطورته على حياة
الانسان من خلال التصدي والضرب بقوة على ايدي المتاجرين
بالادوية وباعة الارصفة ومذاخر وصيدليات الاسواق السوداء
الذين يهدفون الى تحقيق الربح المادي حتى ولو كان على حساب
صحة وحياة الآخرين. |