الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

البعض من غير المقصود!!

يوسف سهيل

في إجراء أخير أو تدبير لاحق لأوانه كما يبدو، ولغرض تجديد العضوية، قام اتحاد الأدباء العراقيين المقر العام في بغداد بتزويد أعضائه ببطاقات قديمة حديثة باسم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في القطر العراقي. بطاقة المعلومات عن الأعضاء، تذكرنا البطاقة في بعض حقولها الدقيقة بطلب معلومات أيام زمان العهد السابق، كما لو أن طلب الانتساب والتجديد يشبه إلى حد بعيد الحصول على شهادة الجنسية العراقية أو الأوراق الثبوتية الأخرى المؤيدة لعراقية المنتسب أصلاً وفصلاً، من هذه الحقول هو السؤال عن الوظائف التي شغلها، والحالة الاجتماعية والقومية والدين وغيرها من المعلومات التي لا علاقة لها بقضية الانتساب والإبداع من قريب أو بعيد. وقد يوحي بعضها إن هناك اعتبارات معينة أو تراتيبية خاصة في حسابات هذه المعلوماتية وأحقية العضو الفلاني على العضو الآخر وتحديد المنازل والفئات. أليس من الأجدى بالاتحاد الجديد أن يجدد فعلاً بياض هذه البطاقات أو الاستمارات بطائفة من المعلومات النافعة التي يمكن الاستفادة منها، كبيانات تشير إلى واقع الأديب العراقي والوقوف على بعض مشكلاته ومستويات وضعه الآن في أقل تقدير، والمعاناة والمعوقات التي تعترض طريقه في المجال الإبداعي وشأنه الأدبي كحاجته إلى النشر أو التعضيد أو جوانب أخرى، ذات صلة بحقله المهني أو المعرفي. نعتقد إنها أفضل من أن نطالبه بالرد على (المهرجانات والمؤتمرات التي شارك فيها) كما جاء في أحد حقول الاستمارة التي عليه أن يملأها تلك التي ساد معظمها التهريج والدعاية للنظام المباد والتطبيل والتزمير لرموزه. ولكن مع هذا وذاك، لو اتفقنا جدلاً أو بحسن نية عن كون البطاقات فائضة عن الحاجة في الأعوام القريبة السابقة ومن الممكن استثمارها في عهد الاتحاد الجديد فيما توفره من منافع للمسؤولين على هذه المهمة الجسيمة، الباهظة التكاليف كالجهد الطباعي والانفاق المالي في آن واحد، إذا ما علمنا إن الإمكانات المادية للاتحاد آخذة بالتحسن والعافية النسبية، من خلال استعراض حجم الدعم والتبرعات من جهات عديدة ومختلفة وبيان مجالات الإنفاق المتعلقة باحتياجات ومطاليب ومصاريف هذه الرابطة الحديثة العهد بالتجديد والتطوير، عبر التقرير المالي الذي أوضحته اللجنة التحضيرية، خلال الدورة الانتخابية الجديدة، الأخيرة في الشهر السابع من هذه العام 2004. نخشى أن تمتد الأخطاء اللا مقصودة لاحقاً، لتشمل البطاقات الشخصية أو الهويات القادمة التي سيمنحها الاتحاد لأعضائه في الأيام المقبلة!!

 


بين قوسين مراثي زوجة الامبراطور

جلال حسن

لو أدركت هذه الأميرة، الزوجة التي حسدت نفسي عليها، بأني لست الامبراطور البهي الطلعة ذا ربطة العنق الحمراء الذي يأمر وينهى ويتبختر ذهاباً وأياباً بعصا الحكيم الذي يتلو حكمته متأخرة، بل، بائعاً للكتب على رصيف شارع المتنبي قبالة بناية القشلة مجاوراً لسوق السراي - تحديداً - بجوار مقهى الشابندر، أربت على ظهور المجلدات الثقيلة وأمسح الأتربةت بمنديل مترف، أبيع كتب القص والشعر والسحر وتواريخ الشعوب البائدة والعاربة والمستعربة، حتى صار ابن النديم صديقي والطبري والوردي وابن منظور والحلاج والسهروردي وابن الأثير والزمخشري كلهم اصدقائي. فأنهي يومي متسكعاً على عتبة جامع عثمان بن سعيد العسكري في سوق (هرج)، وكل يوم أعد أحلامي على أصابع ابنائي وهم ينتظرون عودتي بقميص أسود جردتني منه بلاد الحروب بفقر مزمن وتشرد دائم.

لو أدركت هذه القديسة ملامة الناس وتنزيلات الكتب في صباح بارد وبصوت مبحوح:

صباح الخير أيتها الكتب

صباح الخير بلد الرصيف

وأنا أتصبب عرقاً وقوفاً تحت أشعة شمس الوطن حاسر الرأس والرمشين أكيد ستسامحني على كل العجرفات والحماقات، والتظاهر بالزعل بانف يابس خشية أن أقول "نعم".

ارش أخطائي بماء الاعتذار لكي أكون أكثر كياسة، وتبرماً في الندم فتأتي الملامات من جميع الجهات، فأتخفى في متاريس الحروب الدائمة برغم هروب الأصدقاء والأعداء، فهل بقي متسعاً من السنين لوقف اللهاث؟ لا أحد يعرف، لأن لا شيء يحدث بعد الآن، حدث كل شيء وجاء البرابرة بأكثر لباقة وأدب جم، فلو كانت الأرض مثلثاً لاخترت عارضة المدى بالدفاع عن الحنين أعزل مثل دمعة خرساء. لو أدركت هذه المرأة لمرة واحدة في حياتي بأني أغزل أحزاني قصائد واصطاد من الأيام أحلى القلائد، أجسدها في منطقة "الميدان" وأسلو كل الحسرات في محاصرة الفضاءات وأنفثها في احتراق أصابعي، باصراً أفول الذاكرة وراجماً بالحب جنون الكلمات.

كل "جمعة" افترش كتبي وأقصد احزاني ليراها المتبضعون وأصحاب الأحذية اللماعة والمهترئة وقلبي يكتظ بالحنين للأحبة الذين تركوني وحيداً ومضوا بعيداً خلف البحار والجبال والثلوج فأذبل مثل باذنجانة، وارحم نفسي بالتأمل والغباء وهذا ليس ذنبي لأني أكبر خطاء، فأخرج من بئر أمي الضفدعة، وقسوة أبي الذي يشبه الديناصور الرث، وانا مهموم تحت جسر "باب المعظم"، فيوقظني الحارس الليلي قائلاً: هذا جذع شجرة ملفوعة بالحزن تجر وراءها تعب السنوات وبطش الملوك والحروب وصواريخ "كروز" و"توما هوك" وكل الأشباح، فانفض غبار الأحاسيس لأترك أشجاري قاحلة مثل وجهي الذي اتعبته الدهور والسحالي والخفافيش والكلاب السائبة. هل أعطي للحكمة معنى لكي أكتب؟ أردت تضليل غول الشعر الكافر كي أراك في مرابع خوفي، وانا اذر الحنين على أخر صورة تغادرني بعد قليل.

ما من صدق يلوح حتى يحتضنه الغرباء نحو الصحراء وتسكب عليه اشرعة البراءة جحيم الخوف. أقول للموج: أن الغيوم بيض وإنك الأزرق النيلي فيكتمل الصباح أغنية جميلة أطرد منها جوقة الأحزان من رحلة تجاوزت خمسين نجمة أفلت. وما زلت انتظر العيد مثل الأيتام، أريق من الحبر دمي المسفوح كي أفتح باباً أطل منه على طيران نوارس الجنوب فوق شفاه "دلة" لتشكل أقواس محبة وناياً يحدق في العربات القادمة.

فهل ستسامحيني يا أميرة الصبر على ضياع مملكة الخيبات؟

 


من قتل الاسكندر؟! نظرية جديدة في موت الامبراطور العظيم!

ترجمة / عادل العامل

لقد قهر الاسكندر المقدوني معظم العالم المعروف وأقام أكبر أمبراطورية في التاريخ القديم. ومع هذا ظل موته المفاجئ، وهو في الثانية والثلاثين من عمره، سراً غامضاً على مدى قرون. ويقول بعض الخبراء إنه مات بالملاريا، ويشير آخرون إلى إصابته بالتيفوئيد نتيجة طعام ملوث، أو تسمم الكبد المزمن بسبب حفلاته العامرة بالسكر.

غير أن آخر نظرية تؤكد على أنه كان ضحية مؤامرة دبرتها زوجته، روكسان، ويقال إنها سممته بالتوكسين المعروف قليلاً آنذاك والمأخوذ من نبات الاستركنين.

وسيثير هذا الكشف فضول محبي الرواية البوليسية التاريخية التي فتنت الباحثين طوال العصور الماضية، كما إنه يمكن أن يحث على المزيد من الاهتمام بالاسكندر، الذي تجري استعادته على شكل فلمين جديدين من أفلام هوليود. وسيتم في الشهر القادم البدء بفلم أوليفر ستون (الاسكندر العظيم)، من تمثيل كولن فاريل وسير أنطوني هوبكنز، أما قنبلة السينما الأخرى - وهو بالعنوان نفسه - ومن إخراج باز لوهرمان وتمثيل ليوناردو ديكابريو، فمن المتوقع أن يعرض عام 2006.

ويجري تقديم نظرية الزوجة الغيور من قبل غراهام فيليبس، وهو مؤلف تاريخ شعبي، يعتقد بأن الاسكندر اغتيل على يد روكسان انتقاماً من اتخاذه زوجة أخرى أو ربما تباهيه بعشيقه اللوطي، هيفائيستيون، الذي مات هو الآخر في ظروف غامضة.

فهو يعتقد بان هيفائيستيون والاسكندر قد عانيا معاً من الأعراض المعتادة للتسمم بالأستركنين. وكانت روكسان واحدة من الأشخاص القليلين الذين أمكنهم معرفة ما يتعلق بالمشتق المهلك من نبات الاستركنين (ستركنوس نوكس فوميكا). والقليل الذي يمكن معرفته عن موت الاسكندر المفاجئ يبدأ في بابل، العاصمة الثقافية للعالم القديم، بوليمة مأتم تقام في نهاية آذار عام 323 قبل الميلاد، تكريماً للراحل هيفائيستيون. ويشير المؤرخون الرومان، الذين يعتمدون على روايات أصلية للمأدبة، إلى أن الألم قد استبد بالاسكندر قبل أن ينهار. "وكانت الأعراض الأولية: اهتياج، رعشات، الم أو تصلب في الرقبة، أعقبه ألم حاد مفاجئ في منطقة البطن"، على حد قول السيد فيليبس في كتابه الجديد (الاسكندر العظيم: اغتيال في بابل) الصادر مؤخراً.

"وبعدئذ انهار وراح يعاني من الم شديد حيثما مسه أحد، كما قاسى من عطش شديد، وحمى وهذيان، وراح يعاني، طوال الليل، من التشنجات والهلوسات.. وفي المراحل الأخيرة لم يستطع أن يتكلم، بالرغم من أنه كان لا يزال يستطيع ان يحرك رأسه وذراعيه. وفي الآخر، أصبح تنفسه صعباً وراح في غيبوبة عميقة ومات".

وقد أخبر اختصاصيون بعلم السموم في جامعة كاليفورنيا السيد فيليبس بأن الاعراض تطابق تلك المرافقة للتسمم بالاستركنين، وهو سم يتداخل مع الناقلات الكيميائية للأعصاب المتحكمة بعضلات الجسم. وما كان للأستركنين أن يعرف في الغرب آنذاك لأنه جاء من نبات لا ينمو إلا في وادي الهندوس، الذي زاره الاسكندر سابقاً قبل سنتين، كما قال.

وقد ابدت روكسان، التي رافقت الاسكندر، اهتماماً بالتقاليد المحلية ويقال إنها زارت بستاناً مقدساً يمكن أن تكون قد استخدمت فيه جرعات صغيرة من الاستركنين على أيدي كهنة محليين لإحداث هلوسات روحية. وكما قال فيليبس فإن "الشخص الذي على معرفة بالاستركنين كان روكسان. ولم تكن في الهند فقط، بل وكانت تعرف ما يتعلق بالتقاليد المحلية. وقد توصلت إلى استنتاج أنها يمكن أن تكون قد قتلته".

أما البروفيسور روبين لين - فوكس من جامعة اوكسفورد، الذي عمل مستشاراً في التاريخ لأوليفر ستون، فهو متشكك في مزاعم اتهام روكسان بالذنب، قائلاً: "إذا كنت ستقتل الاسكندر فإنك ستود التأكد من قتله في الحال. ولن ترغب في المخاطرة بموت بطيء عن طريق التسمم الذي سيثير لديه الشكوك. ونحن لا ندري ما الذي قتله حقاً. فقد أصيب الاسكندر بجروح قديمة كثيرة، واجتاز مستنقعات موبوءة بالملاريا، وكان يشرب الخمرة طوال الليل. وربما ببساطة أصيب بنوبة مرضية".

فمن هو الاسكندر ولماذا هو عظيم هكذا؟ من أين هو؟

ولد الاسكندر عام 356 قبل الميلاد، في بيلا، بمقدونا. وقد حكمها في الفترة 336 - 323 قبل الميلاد، واعتبر القائد العسكري الأعظم في التاريخ القديم، وقد علمه أرسطو وامتدت امبراطوريته من تراقيا إلى مصر ومن اليونان إلى وادي الهندوس. وماذا فعل؟

وحد دول المدن المتحاربة وانتصر على ثلثي العالم المتحضر. وبلغت فتوحاته حدود الهند. كما أنه "قطع" العقدة الغوردية. وهي أسطورة كانت تقول أن من "يحل" العقدة (التي أحكم شدها غورديوس ملك فريجيا القديمة) سيصبح سيد آسيا.

فهل من أمور مهمة أخر؟

تزوج العديد من الأميرات الفارسيات: روكسان الباكترية، ستاتيرا، أبنة داريوس الثالث، وباريساتيس ابنة أوخوس. وانجبت روكسان له ابنه الاسكندر الرابع. وكان له أيضاً ابن غير شرعي، هيراكليس، من محظيته الفريجية، بارسين. وقد اغتيل الابنان وبارسين عام 309 قبل الميلاد. وكان الحب الأعظم للاسكندر يختص بصديق صباه، هيفائيستيون، الذي عندما توفي بالتيفوس عام 324 قبل الميلاد، ظل الاسكندر يبكي على جسده يوماً وليلة.

فأين مات الاسكندر؟

في بابل يوم 13 حزيران 323 قبل الميلاد، وقد عانى من تكرار الحمى هناك. وتوفي وعمره 32 عاماً ودفن في الاسكندرية، بمصر. وهناك أسطورة تقول أن جسده حفظ في جرة من الطين مليئة بالعسل. والاسكندر بطل فولكلوري في أوروبا وآسيا الغربية والوسطى. غير أنه في إيران يعتبر مدمر أمبراطوريتهم العظيمة.

عن / اندبندانت نيوز

4 / 10 / 2004

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة