الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

حوار مع سيدة المقام فريدة في عمان عمار محيي المسعودي

عام 2003 تم اختيار فريدة (اول رائدة للغناء المقامي التقني النسوي للقرن العشرين). وذلك من قبل وزارة الثقافة العراقية ومعهد الدراسات الموسيقية وبيت المقام العراقي في بغداد لادائها الاكاديمي المتميز للمقام العراقي وتثمينا لدورها الكبير في نشر المقام العراقي وتقديمه في المحافل والمهرجانات الدولية والعربية.

منذ عام 1997 استقرت الفرقة في هولندا وقد قام الفنان محمد حسين كمر في عام 2000 وبدعم من المؤسسات الفنية والثقافية الهولندية بتشكيل مؤسسة المقام العراقي التي تقوم بتوثيق ونشر وتعليم الموسيقى العراقية المتمثلة بالمقام العراقي في اوروبا والعالم.

التقينا فريدة في عمان بعد حفلتها الثانية التي اقامتها في المركز الثقافي الملكي وكان لنا معها هذا الحوار:

*بداية كيف تنظرين لبغداد هذه الايام..؟

-انظر اليها بحزن شديد وبكيتها دما وهي اسيرة الدكتاتورية العمياء او مستباحة يغتصبها الاحتلال منذ مايزيد على العام.. ولكني ارى وكلي امل ان بغداد ستعود فاتنة الشرق وسيدته الحكيمة والام الرؤوم للعراقيين والعرب وكل البشر وسوف اظل اغنى لبغداد حتى تغني هي لنا جميعا ذات يوم قريب ان شاء الله.

*بداياتك مع المقام العراقي والصعوبات الفنية والاجتماعية التي واجهتك..؟

-انا من اسرة تحترم الفن وتحبة وخاصة الفن الملتزم ذو القيمة العالية وهي اسرة موسيقية وقد دعمني وشجعني والداي وكل الاهل.. وانظر اخي جميل عازف قانون وابني عازف عود وايقاع وزوجي محمد عازف جوزة وهو قائد الفرقة.. اما الصعوبات فقد انحصرت في كوني امراة والمراة لم تعرف قارئة مقام مما يعني خطورة وصعوبة التجربة ولكني خضتها ونجحت من خلال الدراسة في معهد الدراسات الموسيقية وادائي لمقام الاورفة ومشاركاتي في المهرجانات ويعود الفضل لاساتذة عديدين شجعوني ودعموني وعلى رأسهم الاستاذ الموسيقار منير بشير وعازف العود علي الامام والاستاذ شعوبي ابراهيم وحسين الاعظمي.

*ماذا يعني المقام لفريدة انسانة وفنانة..؟

-انسانيا.. المقام اداة قادرة جدا للتعبير عن همومي ومشاكلي والحالات التي امر بها وخاصة في الغربة وهو ايضا اداة معبرة عن هموم اهلي في العراق خاصة وفي اقطار الدول العربية عامة.. بل وكل الانسانية.. اما فنيا.. فان مساحة صوتي من المساحات النادرة (الاوكتافين) وهو ماتتطلبه قراءة المقام وبالتالي فان الله انعم على بهذا الصوت لاؤدي رسالتي الانسانية.

* كيف عاش فيك المقام في غير بيئته (أي في الغربة)؟

-هناك صعوبة كبيرة ان تحمل فنا متأصلا في بيئة ما وتذهب به الى بيئة مختلفة، والصعوبة في الجمهور والمناخ والذوق ولكني لكي اظل وفية لفني تفرغت للمقام لاني ارى فيه نجاحي كفنانة.. ومن خلال المقام عبرت عن كل حدث في العراق وعن كل وجع وصل سمعي او راته عيني في محاولة لتدوين الحدث في الذاكرة العراقية وارشفتها.

*أي المقامات تغني فريدة واي منها احب الى نفسها..؟

-هناك مقامات سهلة واخرى صعبة وقد كان قدري وخامة صوتي تدعوني لقراءة المقام الصعب مثل (حجاز ديوان) لانه مقام خاص بالرجال وقد قدمته في فرنسا ونجحت ثم قدمت مقام (المخالف) وهو صعب جدا ولم يغنه سوى ناظم الغزالي وهو يحمل العميق جدا من حزن العراق وعلى ايقاع (اليكرك) وغنيت منه اغنية (امسلم.. ويلاه ذاكر هلي).. اما مقام حجاز ديوان فانه الاحب الى نفسي ويسع لفريدة صوتا وهما واحساسا مع هذا فهو يتضمن كل قواعد المقامات الصعبة واحب ايضا مقام (الخنابات) الذي قدمت فيه قصيدة محمود درويش كما غنيت للشاعر الكبير ادونيس (من اوراق خولة).

* من اين جذور المقامات العراقية:

-المقام فن عراقي اصيل ربما يعود للعصر العباسي ولحلقات الذكر والقراءات الاخرى.

*من هم الباقون من قراء المقام العراقي ومن هم الذين تأثرت بهم فريدة؟

اعد الفنان حسين الاعظمي هو المعلم والاستاذ في المقام العراقي وهناك الاستاذ حامد السعدي وفرقة الرافدين بكل اعضائها والاستاذ صباح هاشم وطاهر غريب اما قدوتي في المقام فهما يوسف عمر وحسين الاعظمي.

*بماذا تردين على كل من يشككون بوطنيتك وانتماءاتك القومية..؟

-يكفي انني اغني المقام العراقي واعشق بغداد.. ولكن للاسف البعض القليل من الاعلاميين من عبدة الاصنام ارادوا اخراجي من معبد الفن الذي اعبد الله فيه لكي اعبد مايعبدون من اصنام هدت واخرى لم تزل، سوف ابقى عراقية عربية اعبر عن ذلك بفني بمفهوم انساني عرفته امتنا قبل كثير من الامم المتحضرة هذه الايام..

*ماذا اضاف لك مهرجان جرش وكيف وجدتيه..؟

-لا اجد مايكفي من الكلمات لاعبر عن شكري لادارة المهرجان وللجمهور الاردني الحبيب الذي لمست فيه الحب والحس الفني والذوق والمؤازرة.

والمهرجان اضاف لي شرف المشاركة لانه مهرجان عربي متميز وله حضور عالمي كبير وقد اضاف لي الكثير ولاسيما ان الاردن والعراق يشكلان امتداد جغرافيا واحدا.

*نسألك عن العازفين الذين شاركوك حفلتيك في جرش وعمان.

-انهم من افضل العازفين وهم الاستاذ محمد حسين كمر عازف الجوزة ومدير الفرقة ووسام العزاوي عازف السنطور وجميل محمد علي عازف الة القانون وعدنان شنان على الناي وعبد اللطيف العبيدي على الرق وساهر السناطي على النقارة وكريم درويش على الطلبة ونورس معن عازف الجوزة.

 


بيت النحاتين

علي ابراهيم الدليمي

لاهمية فن النحت في قراءة وتوثيق حضارات الشعوب في العالم منذ الاف السنين.. كونه مراة صادقة تعكس من خلالها المراحل المكانية والزمانية في تاريخ الامم عبر تصوير واستلهام طقوسها وتقاليدها.. فضلاًعن مميزات المواد الطبيعية التي يتكون منها العمل النحتي وقدرتها على تحمل اعباء الظروف المناخية والكوارث الطبيعية التي تمر بها عبر العصور الطويلة.

ومن اجل ذلك كان هنالك طموح مشورع وهاجس فني يحمله النحات العراقي الشاب غائب الجنابي الذي عاش في الخارج ردحاً من الزمن، وقد عاد في سنوات الحصار الى العراق لتحقيق جزء من طموحة/مشروعه.. لكنه صدم بالظروف الاقتصادية والسياسية المتعبة جداً. واللامبالاة في الافكار الخلاقة.

الا انه بعد تغير الظروف، بدأ يتحرك هنا وهناك عسى ان يحقق شيئا من طموحه القديم.. فكانت لنا وقفة معه ليحدثنا قائلاً: ادركنا كنحاتين عراقيين اهمية الدور الذي يضطلع فيه النحات العراقي، وحبنا وتجذرنا وتجذره بنا مصيرياً، ولحاجتنا للملمة انفسنا، ولملمة مايمكن بعد التردي والتشرذم الحاصل الذي آل اليه النحث والنحاتين منذ امد بعيد، ولخصوصية الظروف المحيطة بعمل النحت والنحاتين، وصعوبة الحصول على الاحتياجات والمتطلبات المتعلقة بمناخ المنجز الفني من تكلفة باهظة وجهد مضني بعكس الفنون التشكيليه الاخرى.. حيث وصل الحد اقصى حالاته الى التعامل مع النحاتين بنظام (الذرعة) أي بالمتر المربع لحساب كلفة التمثال.. وكذلك انعدام المؤسسات الفنية الرسمية والاهلية التي تهتم بالنحث والنحاتين بعيداً عن مبدأ الربح والخسارة، وترك النحاتين والنحت كباقي مفاصل الفن التشكيلي عرضة للتأرجح مرغماً في موازين الربح والخسارة للكثير من التجار والقيمين على الفن، وبغياب الاعلام الهادف والنقد البناء والموضوعي في تشخيص هكذا حالات اختلطت جميع الاوراق وخصوصاً بعدما استشرى الفساد الاداري وانعدام الشفافية، مما اضر هذا كثيراً بالنحات العراقي ومسيرة النحت في العراق وهكذا تغيب وغيب الكثيرون عن الاسهام بشكل حقيقي في رفد مسيرة النحت بالاعمال الجيدة لاجيال من النحاتين كان من الممكن ان يقدموا لنا وللانسانية ابداعاتهم الفنية.. وصار المعيار الحقيقي لانتشار الفنان، هو مقدار التنازلات التي يقدمها، وكمية الاعمال الفنية المباعة له عبر هذه التنازلات، مرغماً لظروفه المعيشية الصعبة.

*وماهو طموحكم لاعادة المياة الى مجاريها الطبيعية والارتقاء بهذا الفن الازلي؟

دعونا الى فكرة وضع اللبنات الاساسية لبناء (بيت للنحاتين) يكون مستقلاً تماماً وبعيداً كل البعد عن أي توجهات سياسية او دينية او حزبية او تيارات ايدلوجية اخرى، أي (جماعة فنية ثقافية) تسعى الى جمع شتات النحاتين بمختلف مستوياتهم الابداعية وتوفير الظروف الممكنة من اجل الارتقاء بالنحت والنحات العراقي الى افضل الاحوال لتمكينة من اعطاء الافضل من الابداع الفني لبلده، وللتراث الانساني على حد سواء.

*وكيف سيكون تمويلكم اذن وانتم في (بيت) مستقل؟

هنالك بعض المطالب والحقوق لنا اتجاه الدولة تتلخص بتخصيص نسبة 3% من كلفة انشاء او ترميم الابنية والمنشأت والمجمعات السكنية المزمع انشائها ضمن مشاريع (اعمار العراق)، كنسبة مخصصة للاعمال الفنية من تماثيل وجداريات سيراميك ولوحات فنية، والتي تلزم بدورها المهندسين المعماريين والمقاولين بوضع هذه النسبة في حساباتهم اسوة بما يحصل في كل دول العالم، لما للفنون التشكيلية من دور مهم في اضفاء اللمسة الفنية والثقافية.

كما ندعو وزارة الثقافة بتطوير (المصهر) العائد الى دائرة الفنون التشكيلية وانشاء مشاغل للفنانين على اطراف قاعاته باسعار رمزية.. وتخصيص مبالغ لعمل تماثيل برونزية نصفية (بورتريث) لايتجاوز ارتفاعها 70 سم فوق قواعد من الحجر، لكل من العراقيين الذين ساهموا وقدموا اعمالاً متميزة في ميادين الثقافة والفنون والعلوم والميادين الانسانية الاخرى ووضعها في اماكن عدة من الحدائق والساحات العامة في عراقنا الحبيب وندعو الى اقامة معرض فني شامل للنحت العراقي كل عام وتهيئة الاموال اللازمة لدعمه اعلامياً، ومنح الجوائز ومكافأة جميع المشاركين عبر الية شفافة وتحكيم نزيه وعادل وعدم ارغام النحاتين بتحديد موضوع العمل الفني واسلوب الطرح، وترك هامش الحرية مفتوحاً لابداع الفنان مع النصح باستقاء مواضيع اعماله من التاريخ والتاريخ والتراث الزاخر لحضارات وادي الرافدين والحضارات الانسانية.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة