الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

حضور متميز لدار المدى صالون الكتاب التاسع في الجزائر حدث ثقافي مهم

شهدت الجزائر للفترة في شهر أيلول حدثاً ثقافياً تمثل بإقامة الصالون الدولي للكتاب في الطبعة التاسعة، وهو حدث فرض نفسه على أجندة المواعيد الثقافية الدولية كما رأى المشاركون في هذه التظاهرة، واستطاع أن يؤكد حضوراً ثقافياً مهماً من خلال النجاح الذي حققه في مجال حجم ونوعية المشاركة، والفعاليات الثقافية التي أقيمت على هامشه.

وقال عبد القادر الخمري رئيس اللجنة المنظمة للصالون بنجاح الطبعة التاسعة وتمكنها من خلق جو من الانسجام والتكامل والنقاش الحر، وفي ظل احترام الرأي والرأي الآخر، مؤكداً إن ذات الطبعة قد مكنت من إعداد تصور ناضج للمشهد الثقافي في الجزائر يمكن الاعتماد عليه خلال السنوات المقبلة.

وأوضح الخمري في منبر "النقاش الحر" الذي أقيم على هامش الصالون أن مهمة التحضير لتنظيم الصالون الدولي التاسع للكتاب باعتباره حدثاً ثقافياً بحجم وبعد دوليين، قد كانت جد صعبة ومرفوقة بحملة من الرهانات الموروثة عن سنوات الحصار الثقافي، كما إنها لم تكن سهلة كون الهدف منها هو التدرج في تاسيس حدث ثقافي يصنف في الدرجة الأولى على مستوى الوطن والمغرب العربي وهو من البحر الأبيض المتوسط. وأضاف عبد القادر خمري، أنه على الرغم من النقائص المسجلة على فعاليات الصالون ولاسيما من الجانب التنظيمي، فإن ذلك يعد تجربة تسهم في ضمان الاستمرارية للصالون، الذي يكون الإقبال الشعبي أولى المؤشرات على نجاحه، وأكبر دليل على أن اهتمام الجزائريين بالقراءة ما هو إلا مرآة لنضج ووعي وفي نفس الوقت وسيلة لخلق التوازن والحفاظ على الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر.

فعاليات ثقافية على هامش الصالون

حرصت إدارة الصالون التاسع لكتاب في الجزائر على إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية على هامش الصالون استقطبت اهتماماً وحضوراً كبيرين.. ومن أبرز هذه الفعاليات الإضفاء بالراحل جاك سيناك الذي يعد من كبار المعربين والإسلاميين في القرن العشرين، فهو رجل فكر وعمل يعود له الفضل الكبير في ربط علاقات بين الإسلام والغرب، وبين أوروبا والعالم العربي، وكذا بين الجزائر وفرنسا.. وقد عرض الصالون كتاب (جاك سيناك شرق - غرب) لأستاذ الفلسفة السياسية والعلاقات الدولية الدكتور مصطفى شريف الذي تناول حياة هذا الأديب والكاتب والمفكر ودوافع عشقه لدراسة الإسلام واللغة العربية وكيفية تثمين علاقة المعرب بالغرب. وقدم الدكتور شريف محاضرة عن المفكر الراحل.

وأقيمت أيضاً على هامش المهرجان فعاليات ثقافية متنوعة تضمنت (لقاء محترفي الكتاب حول الطفل والقراءة) و(نصوص لافوننان لبريجيت بلادو).. وافتتاح الملتقى الدولي حول فرانس فانون.. كما أقيمت ندون عن أدب الشباب بمشاركة ناشرين جزائريين وفرنسيين ومصريين ولبنانيين.

حضور مهم لدار (المدى)

استقطبت مشاركة دار (المدى) في الصالون التاسع اهتمام جمهور الصالون ووسائل الإعلام المختلفة، حيث شهد جناح الدار إقبالاً كبيراً من جمهور المعرض، بسبب نوعية المشاركة وأهميتها.. على الرغم من المشاكل التي اعترضت المشاركة والمتمثلة بتأخر وصول طرود الكتب خاصة في اليوم الأول للمعرض.

واستطاعت (المدى) بمشاركتها هذه أن تؤكد حضوراً فاعلاً هو الأول من نوعه في تاريخ إقامة هذا الصالون.

وتصدرت واجهة جناح (المدى) عبارة (نعتذر لتواضع المشاركة نظراً لظروف العراق!) إلا أن ذلك لم يمنع من الإشادة من قبل رواد الصالون لهذه المشاركة التي اعتبرها الكثير أحد عوامل نجاح هذا الصالون.

 

بمناسبة رحيلها صباح الخير سيدة ساغان

علي حسين

القصة تبدأ من قصيدة كتبها الشاعر الفرنسي المعروف بول ايلور والقصيدة تبدأ من حكاية عاشها الشاعر الفرنسي، إذ كان مولعاً بفتاة تعمل نادلاً في مقهى يلتقي فيه مع آراغون وآخرين.. كان ايلور يلمح في عيني الفتاة حزناً غريباً وفجأة تختفي الفتاة ليعرف بعد ذلك أنها ماتت في قصف تعرض له أحد أحياء باريس أثناء الغزو الألماني..

فيكتب ايلور: صباح الخير أيها الحزن؟

وداعاً أيها الحزن

صباح الخير أيها الحزن

اتركني أيها الحزن

عد إلي أيها الحزن

أنت مكتوب في ثنايا أحلامي

أنت مكتوب في عيني من أحب

هذه القصيدة وقعت في عام 1953 في يد مراهقة لم تكمل الثامنة عشرة من عمرها، اسمها فرانسو كواريز، وكانت تشعر بالضجر حتى وهي تقضي أوقاتاً مرحة مع أصدقائها. فالقصيدة التي قرأتها مراراً ما زالت تلح عليها.. مالعمل؟ قالت لأبيها: إنني ضجرة وبحاجة ماسة إلى الوحدة.. أيقن الأب أن ابنته الصغرى كانت مشتتة الذهن.. لقد أصابها التحول.. إنه الغرام حتماً ولأن الفتاة لم تستطع تجاوز امتحان البكلوريا فقد حاول الأبوان أن يوفرا لها جواً من الراحة كي تعيد الامتحان.. لكن الصغيرة فرانسوا بدلاً من أن تراجع دروسها أبحرت مع بروست واندريه جيد وستندال وتولسكوب ووقفت كثيراً أمام محنة (أنا كارنينا) وذرفت الدموع.. الحزن سيطر على حياتها.. ماذا تفعل؟. أمسكت دفتراً صغيراً وبدأت تفكر ماذا تريد؟ هل يمكن لها أن تكتب رواية مثل أنا كارنينا أو قصائد شبيهة بقصائد أيلور؟ هل ستعيش محنة أبطال الرواية وتتابع مصائرهم وهذه المرة ليست قارئة وإنما كاتبة.

كانت تشعر بقوة عارمة في أعماقها لكنها لا تعرف ماذا تفعل؟ وعن ماذا تتحدث، وفجأة تكتب في الدفتر المدرسي الصغير:

(لم أكن محظوظة في الحب... ينتهي كل شيء ولا يتبقى سوى العذاب( قفزت من مكانها، لقد وجدت أخيراً بطلة الرواية) إنها هي (فرانسو) ستكتب عن حياتها.. عن سيسيل التي ستكون بطلة صباح الخير أيها الحزن.. الفتاة البريئة التي خرجت من القسم الداخلي إلى أبيها في باريس.. لقد أدركت أن حياتها وحياة الناس الذين حولها ستشكل الركائز لمعظم رواياتها فيما بعد.

(لقد تذوقت المتعة بزج نفسي بين حشود الناس.. اشرب وأجلس.. استرق النظر).

أحداث صباح الخير أيها الحزن تدور في الجنوب الفرنسي حيث كان والد سيسيل قد استأجر بيتاً لقضاء أشهر الصيف مصطحباً معه ابنته سيسيل، وعلى ساحل البحر تتعرف على سيريل.. في البداية لم تكن لديها أية معرفة بعالم الرجال فهي لم تجرب الحب.. كانت تنظر إلى الرجال نظرة شك ويحصل أن يدعو الأب مصممة الأزياء (أنا لارسن) وهي امرأة مثيرة للغاية (لم تحبها سيسيل من النظرة الأولى، لكنها تكتشف أن والدها يفكر بالزواج من (أنا) فتصمم الوقوف بوجه هذا الزواج وحجتها أن هذه المرأة تشكل خطراً على أبيها وعلى حياتها.. ولا يكف عقلها عن التفكير في طريقة للخلاص من (أنا).. تحولت إلى فتاة منهارة تسمع الأغاني الحزينة وتدخن وتشرب بشراهة.. وفجأة تتوصل إلى خطة للخلاص، ستستخدم إحدى صديقات أبيها السابقات (النرا) فتعرض عليها السكن في بيت سيريل وتطلب من الاثنين أن يقوما بدور العاشقين لإثارة غيرة الأب.. وكانت سيسيل مقتنعة بنجاح خطتها.. فغرور أبيها لن يسمح لإمرأة ما أن تتركه، وسيعمل كل شيء من أجل إرجاع النرا، وتنجح الخطة فالأب تنهشه الغيرة ويحاول الاتصال بـ(النرا) ويحدد لها موعداً.. لكن سيسيل يؤنبها ضميرها.. لقد شعرت بأنها قامت بشيء ليس من حق أحد أن يقوم به وهو التلاعب بأقدار الناس.. بدأت تتراجع عن مخططها، لكن كل شيء كان يسير بالاتجاه الآخر.. الأب والنرا متعانقان عندما تفاجئهما (آنا) التي تنتظر لتسمع شرحاً للموقف، ركبت سيارتها وقادتها بسرعة جنونية أدت بها إلى أن تنحرف عن الطريق الجبلي وتسقط في الهاوية.. وتعلق سيسيل على الحادث..

(لقد أظهرت لنا (أنا) مدى تعلقها بموتها).

وتنتهي الرواية، شهران متواصلان من الكتابة في الدفتر المدرسي الذي أخفته عن أعين الجميع.. كانت خائفة من أن يفتضح أمر الأوراق التي كتبتها.. فمشاهد الحب.. والخيانة. وخيبات الأمل.. والأوهام موضوعات لا يمكن لفتاة لم تبلغ الثامنة عشرة من عمرها أن تتحدث فيها، فكيف إذا كانت تحتفظ بكل هذه الأفكار في دفتر مدرسي، وبشيء من السرية والخجل أخبرت إحدى صديقاتها بأمر الدفتر المدرسي وأطلعتها على محتوياته.. كانت الصديقة تهوى الأدب وتعمل موظفة في مجلة أدبية، دهشت من اللحظة الأولى من جرأة فرانسوا.. من أين حصلت هذه الفتاة الصغيرة على كل هذه الخبرة في الحياة؟ قالت لنفسها وهي تكمل قراءة الصفحات الأخيرة، ثم قررت أن تطلع أحد الناشرين على ما أنجزته صديقتها. ويتسلم الناشر النص في بداية الشهر الأول من عام 1954 مكتوب على الصفحة الأولى منه صباح الخير أيها الحزن.. رواية من تأليف فرانسوا ساغان.

فرانسوا كواريز هو اسمها الحقيقي إلا إنها استعارت من مارسيل بروست اسم بطلته (ساغان) لتكمل به اسمها.

لم يصدق أحد الأمر.. فالكتاب تناقلته الأيدي مثل منشور سري.. الكل يسأل هل قرأت كتاب الفتاة ذات الثمانية عشر عاماً: وأصبح الكتاب خلال شهر حديث فرنسا الأهم.. ولم تمضي أشهر قليلة حتى يتسلم والد فرانسوا شيكاً جديداً وهذه المرة بمبلغ خمسة ملايين فرنك وهي ثروة كبيرة في ذلك الوقت.

ويترجم الكتاب إلى 22 لغة ويدخل في أمريكا وبريطانيا في قائمة أفضل الكتب، وتفوز الرواية بجائزة النقاد، ويتحمس كبار الكتاب والنقاد في العالم للرواية وتكتب ساغان: (لقد وجدت المجد من خلال مئة وثمانين صفحة.. كان ذلك مثل انفجار في منجم).

المتزمتون لم يصدقوا أن فتاة بهذه السن تتحدث عن أمور أخلاقية بهذا الحجم، وقرروا أن أحداً ما استغل سذاجة هذه الطفلة ووضع اسمها على الكتاب المثير للجدل.

كتاب كبار مثل فرانسو موريال تحمس لهذه الفتاة النحيلة وكتب عنها يقول (إن جدارتها الأدبية تنبثق من الصفحات الأولى) وقيل عن الرواية آنذاك أنها واحدة من أهم روايات ما بعد الحرب العالمية الثانية أما بالنسبة لساغان فكانت الرواية أشبه بالكارثة. فالحياة التي انفتحت على مصراعيها أمامها وهي الفتاة المراهقة أغرتها بالكثير من الآمال.. فأخذت تبذر المال في سباقات الخيول وتشتري أحدث سيارات السباق التي انتهت بها إلى حادث مروع دفعها لأن تدمن المخدرات، لم تستقر في مكان ما.. كتبت (بعد صباح الخير أيها الحزن) روايات عديدة أشهرها ابتسامة ما، هل تحبين برأس، نوبة الاستسلام، حراسة القلوب والمسرحية الشهيرة قصة في السويد ثم عاشت حياة المشاهير فقد وجدت نفسها صديقة لسارتر، وفرانسوا ميتران الرئيس الفرنسي دارسون ويلز، وآفاكاردنر وتنسي وليامس وروجيه فاديم الذي حول عدداً من رواياتها إلى أفلام سينمائية ناجحة.. وتجرب حظها في الزواج مرتين وتفشل.

 


وحدة أبحاث الطفولة في جامعة ديالى تصدر كتابها السنوي؛دراسات تبحث في واقع الطفولة العراقية ومشاكلها

بعقوبة؛ المدى

أصدرت وحدة أبحاث الطفولة التابعة لكلية التربية الأساسية في جامعة ديالى كتابها السنوي/ المجلد الأول 2004، وكانت كلمة الاستهلال لعميد الكلية الدكتور علي عبيد الذي قال فيها؛ (( يشكل الأطفال نصف حاضرنا وكل مستقبلنا، ولكي يكون مستقبل أطفالنا واعداً ومشرقاً لا بد من التدخل الفاعل والواعي في ما يواجه حاضر الطفولة من مشكلات وتحديات عديدة تهدد وجودهم، فهم ضحايا الواقع الاجتماعي، والنزاعات المسلحة والمواجهات الإعلامية، وما تتركه من آثار سلبية على ثقافة الأطفال )).

أما مدير الوحدة الدكتور سامي مهدي العزاوي فقد استعرض باختصار ما تضمنه الكتاب من دراسات وأبحاث فقال؛ (( عانت الطفولة العراقية خلال العقود الثلاثة الماضية من ظروف مأساوية انعكست على البنى التربوية والاجتماعية والثقافية في المجتمع العراقي. وما نشاط وحدتنا إلاّ محاولة متواضعة لتجسير الفجوة بين الواقع الراهن للطفولة العراقية وصناع السياسات التربوية والثقافية في المجتمع العراقي من خلال مدِّهم بدراسات متعمقة لطبيعة احتياجات الأطفال، والكشف عن جوانب الخلل في عملية التنشئة الاجتماعية التي تعانيها وكالات الإعداد الاجتماعي للطفل من أجل بناء عراق جديد )).

احتوى الكتاب على عشرة أبحاث علمية تخص واقع الطفولة ومشاكلها في مجالات التربية والثقافة والأخلاق والمجتمع، وكان البحث الأول بعنوان محددات تشكيل ثقافة الطفل العراقي في مرحلة ما قبل المدرسة للأستاذ المساعد الدكتور سامي العزاوي، وقد قدم الباحث لموضوعه بافتراض مؤداه ((أن ما يصنعه المجتمع بالأفراد وهم صغار يصنعونه به وهم كبار. من هنا تبدو خطورة عملية التثقيف التي يتعرض  لها الطفل عبر ما يسمى بالتنشئة الثقافية))، عاداّ شخصية الطفل انعكاساً لصورة الحياة اليومية التي يعيشها في كنف الأسرة وهي تتفاعل مع المحددات الاجتماعية الأخرى.وبعد أن يؤشر الباحث الإشكاليات التي تتعرض لها عملية التنشئة الثقافية للطفل العربي يؤكد أن الثقافة هي المدخل الأساس لتحقيق التنمية البشرية من خلال تكوين الإنسان المنتج الواعي لقضايا أمته الراهنة.

وفي بحثه الموسوم ( الإعداد الاجتماعي للطفل العربي بين التنشئة الاجتماعية والتصيير الاجتماعي ) يحدد الدكتور محمود محمد سلمان إشكالية بحثه بالسؤال؛ هل أن مؤسسات الإعداد الاجتماعي في المجتمع العربي تعتمد الأساليب والآليات الصحيحة في عملية الإعداد بما يمكن توصيفه بمفهوم التنشئة الاجتماعية بما يقتضيه ذلك المفهوم من مراعاة الطبيعة الإنسانية للفرد بايولوجياً وسيكولوجياً وسوسيولوجياً، أم أن عملية الإعداد خرقت تلك المحددات ـ تضاداً أو تقاطعاً أو انحرافاً ـ بكيفية قسرية إلزامية، إرغامية، وبما يجوز لنا توصيف الإعداد الاجتماعي بالتصيير الاجتماعي؟. مقترحاً في نهاية بحثه إجراء دراسة ميدانية شاملة لتشخيص واقع الإعداد الاجتماعي في المجتمع العربي، بهيئة فريق بحث، للوقوف على الأسباب الكامنة وراء تعثر التنشئة الاجتماعية وإيجاد البدائل اللازمة لها. وبناء مقياس للتنشئة الاجتماعية والتصيير الاجتماعي وتطبيقه على واقع المجتمع العربي لتحديد الآليات المحددة في الإعداد الاجتماعي. وأخيراً القيام بحملات وطنية شاملة لمحو أمية التنشئة الاجتماعية على مستوى الأقطار العربية، واعتماد الأساليب الصحيحة في ذلك.

واعتمد بحث الأستاذ المساعد الدكتور ليث كريم حمد الموسوم ( إرشاد الأطفال من خلال الاهتمام بالبيئة المدرسية على أساس أهداف المرحلة الابتدائية ) على دراسة ميدانية  لـ 120 مدرسة ابتدائية، توزعت على المناطق الحضرية في محافظة ديالى بواقع79 مدرسة، وعلى المناطق الريفية بواقع 41 مدرسة، وقد توصل الباحث من خلال دراسته إلى مجموعة من الاستنتاجات والتي وضع في ضوئها جملة من المقترحات منها؛إجراء دراسات معمقة عن مدى اهتمام المدرسة الابتدائية بالنمو الاجتماعي على وفق حاجات النمو في المرحلة الابتدائية وتقويم برنامج التربية الرياضية على أساس حاجات النمـو الجسمي والحركي من عمر 6 ـ 12 سنة، وتقويم برنامج التربية الفنية والتذوق الجمالي في المدرسة الابتدائية إلى جانب الاهتمام بالتربية البيئية في الكتب المدرسية في هذه المدارس.

وكان بحث الدكتور عباس فاضل الدليمي حول معالجة ( مشكلة عمل الطفل وموقف المشرع الإسلامي منها ) عاداً الصغار من الذين هم تحت سن السابعة بعديمي الأهلية للعمل والصغار من سن السابعة وحتى بلوغ سن الرشد من ناقصي الأهلية له. أما بحث الأستاذ المساعد الدكتــــور علاء شاكـــــر محمــود فكان عــن ( بعض معوقات تعليم الرسم الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ). وقد أعد الباحث استبياناً يتضمن ثلاثة محاور هي ـ البيئة الاجتماعية والثقافية والنفسية.. المنهج وطرائق التدريس.. الإدارة المدرسية ـ بعدِّها معوقات تحول دون تعليم التلاميذ مهارات إبداعية، مطبقاً استبيانه على معلمي التربية الفنية في المدارس الابتدائية في محافظة ديالى. وعالجت الباحثة المدرس المساعد حذام خليـل حميــــد ( العوامل المؤثرة في استخدام المعلمات للمعينات والتقنيات التربوية في مرحلة رياض الأطفال ) بعد أن وضعت استبياناً لاستطلاع آراء معلمات رياض الأطفال حول أهمية الوسائل التعليمية والمعينات التربوية في مرحلة رياض الأطفال والمعوقات التي تواجه استخدامها، واستنتجت الباحثة أن استخدام التقنيات والمعينات التربوية يساعد الأطفال في مرحلة الرياض على التعلم الفعال بشكل أسرع وأسهل، ويساعد المعلمة في عملها لتقديم المعلومة للطفل بأسلوب شيق ومثير.

فضلاً عن الأبحاث التي ذكرناها كانت هناك أبحاث أخرى هي ( مفهوم الذات لدى أطفال ما قبل مرحلة المدرسة وعلاقته بأساليب التنشئة الاجتماعية لمعلمات رياض الأطفال للدكتور سامي مهدي العزاوي، وبحث ( أثر برنامج إرشادي في تنمية المهارات الاجتماعية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ) للدكتور ليث كريم حمد، وبحث ( محددات تنظيم الأسرة لدى النساء المتزوجات في محافظة ديالى ) للباحثين الدكتور سامي العزاوي والدكتور محمود محمد سلمان والمدرس المساعد حذام خليل حميد، وبحث ( خصائص رسوم تلاميذ المرحلة الابتدائية وعلاقتها بمفهوم الذات لديهم ) للدكتور علاء شاكر محمود.

يذكر أن وحدة أبحاث الطفولة التي أصدرت الكتاب الذي استعرضنا فقراته آنفاً، تأسست في العام 1999، وهي أول وحدة بحثية في العراق مختصة في البحث في مجال الطفولة ومشاكلها ومسائلها المعاصرة، وهي أيضاً عضو في هيئة البحث العلمي في القطر. والوحدة تنفذ برامجها من خلال خمسة مشاريع بحثية هي مشروع تأصيل الفكر العربي الإسلامي في مجال رعاية الطفولة، ومشروع دراسة الطفل العراقي في مطلع الألفية الثالثة، ومشروع دراسة حقوق الطفل، ومشروع دراسة واقع الطفل العربي، ومشروع دراسة الطفل واللعب في مرحلة ما قبل المدرسة. وتتواصل الوحدة مع المجتمع ومؤسساته من خلال إصدار سلسلة الأبحاث الدورية ونشرة عالم الطفولة، والأخيرة نشرة علمية تهتم بنشر أحدث المقالات العلمية التي تخص الطفولة، وتوزع على المراكز والكليات والمؤسسات العلمية المهتمة بالطفولة داخل العراق وخارجه.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة