مدير الشركة: المطار خال من التواجد العسكري وهو الآن تحت
سلطة الطيران المدني
عودة قريبة لشركة الخطوط الجوية العراقية
عائدة محمود
طيلة سنوات الحصار ظلت شركة الخطوط الجوية العراقية مشلولة
عن الحركة، ولانها شركة تعتمد نظام التمويل الذاتي فقد عانت
الكثير من جراء الحصار ونتيجة لسياسات النظام السابق، قبل
الحرب الاخيرة كان رصيد الشركة مليار دينار عراقي، أي مليون
دولار، هي ارباحها من اعمال اخرى غير الطيران المتوقف إلا أن
هذا المبلغ جمد بعد الحرب وتعرضت طائراتها الجانحة على ارض
المطار إلى القصف خلال الحرب وكان لدى الشركة عدد من
الطائرات تم ارسالها ابان حرب الخليج الثانية إلى كل من
سوريا والاردن وتونس بالاضافة إلى الطائرات العراقية التي
رفضت ايران اعادتها بحجة انها تعويضات للحرب العراقية
الايرانية. إلا أن رفع الحصار قد اعاد الامل لاستعادة تلك
الطائرات واستئناف العمل بها.. يحدثنا احد اعضاء نقابة
الطيارين ومهندسي الطائرات العراقيين قائلاً:
ان القوات الامريكية تحتل جزءاً من المطار الدولي مما يعرقل
سير هذا النوع من العمل في الشركة.. كما ان هناك خمس طائرات
في ايران وأربع في تونس وخمس في الاردن. وبسبب الحصار ظلت
تلك الطائرات في الدول المذكورة وهناك مفاتحات لاسترجاعها..
وقد تكون نواة لاسطولنا الجوي الجديد.
هجرة.. الطيارين
ونتيجة لتوقف العمل في الشركة طيلة مدة الحصار غادر البلاد
عدد من الطيارين الحاصلين على شهادات اكاديمية من جامعة
اكسفورد بسبب قلة الرواتب وتدني مستواهم المعاشي إذ كانت
تصرف رواتب للطيارين بمعدل 6000 دينار عراقي أي ما يعادل
ثلاثة دولارات في حين كانت قبل الحصار 2.500 الف دولار
شهرياً!.
يقول احد مهندسي الطيران: ان سلم الرواتب الذي صدر مؤخراً لم
يكن منصفاً كما ان الملاكات العاملة لم تحصل على اية حقوق
سابقاً فمثلاً مشروع انشاء مجمع سكني خاص بموظفي الشركة على
الاراضي التي خصصت في عام 1989 قرب بوابة بغداد توقف بسبب
حرب 1991 ويؤكد المهندس أن اكثر من 80 مهندساً للطيران
يعملون اليوم في شركات اجنبية للطيران، ويعد ذلك خسارة فادحة
للشركة كون هؤلاء الطيارين هم من خيرة الملاكات المؤهلة
للعمل.
مع منتسبي الشركة
هيمنت قوى الامن والمخابرات على الشركة طيلة عقود وتدخلت في
مفاصل الحياة اليومية للشركة. وقد اثر ذلك سلباً على علاقات
الملاكات المتخصصة والادارية مع بعضها البعض ومع المسؤولين..
هذا ما قاله عدد من المنتسبين في الشركة، الذين استدركوا
بالقول: ان الامر بعد الاحداث الاخيرة قد تغير ولكن بقي
الكثير من الاشكالات كما هي وخاصة فيما يتعلق بسلم الرواتب
والدرجات الوظيفية... لنستمع إلى قسم من تلك الآراء..
-السيد مزهر حمدي الحديثي - موظف حجز - يرى ان عنوانه ودرجته
الوظيفية لا تلائمان خدمته البالغة 29 سنة ولا بشهادته -
بكلوريوس إدارة واقتصاد - وانه يستحق درجة مدير وان درجته
الحالية - رئيس ملاحظين - قد سحبت منه واعطيت إلى موظف يحمل
الشهادة الابتدائية، ذلك لانه (....).. ويقول ايضاً عند
الذهاب إلى المدير العام يعطينا الحق ويحيلنا إلى لجنة، لكن
اللجنة تؤكد اننا لا نعاني الغبن..!
ويقول السيد عبد الكريم البدري - موظف حجز - ايضاً. تم تشكيل
لجنة في الوزارة لكنها لم تفعل شيئاً.
مسؤولة قسم الحسابات فوزية عمران الربيعي تقول انها تستحق
درجة مدير حسابات فهي حاصلة على شهاد بكلوريوس محاسبة وإدارة
ولديها خدمة 27 سنة إلا انها تشكو الغبن.
السيدة كريمة هادي مهدي ملاحظة حجز لديها خدمة امدها 22
عاماً خريجة اعدادية تقول انها تستحق درجة رئيس ملاحظين إلا
انها تعمل الآن بدرجة معاون ملاحظ. تقول كريمة: ان المدير
العام لم ينصفها عند لقائها به!
رئيس الملاحظين بان سلمان تقول: خدمتي 25 سنة واحمل شهادة
بكلوريوس واجيد عدة لغات مع ذلك فراتبي بحدود الدرجة
الخامسة.
من المؤكد ان مثل هذه الشكاوى تستدعي من الشركة النظر بكل
شكوى على حدة.
رحلة تجريبية
حيث انطلقت الرحلة التجريبية للخطوط الجوية العراقية بين
عمان وبغداد للمرة الاولى منذ فرض العقوبات الدولية على
العراق بدأت الآمال تنتعش بامكانية عودة الحياة إلى
طائراتنا.. ولكن السيد عدنان حديد من مكتب الخطوط الجوية
العراقية في الاردن حدثنا قائلاً: تم شراء طائرة من طراز
بوينغ 737 وغادرت عمان بتاريخ 23 / 8 وعلى متنها تسعة
مسافرين من موظفي شركة الخطوط الجوية العراقية متوجهة إلى
بغداد. وفي ضوء هذه الرحلة التجريبية كان يفترض أن تتخذ كل
الترتيبات الاخرى للرحلات المنتظمة، ونأمل أن يتم ذلك
قريباً..
مع... المدير العام
بعد تلك الاطلالة السريعة على واقع الشركة العامة للخطوط
الجوية العراقية.. كان لا بد لنا من لقاء مديرها العام
المهندس فاضل عباس الكرم الذي بادر بالقول:
-تم اخلاء المطار من التواجد العسكري وهو الآن تحت تصرف سلطة
الطيران المدني.. أما بالنسبة لاستئناف الرحلات فهناك
مباحثات بخصوص اطلاق الطائرات العراقية من الدول المتواجدة
فيها لزيادة عدد طائراتنا واستئناف الرحلات..
*مكاتب الشركة وملاكاتها ما مصيرهم؟
-بخصوص المكاتب ما زال العمل جارياً لتأهيلها لتأدية مهامها
في القريب العاجل.
*لدى الشركة طائرات في ايران وتونس وعمان.. متى تسترد؟
-نعم لدى الشركة طائرات في كل من ايران وتونس وعمان وهناك
مباحثات بشأن اطلاقها واعادتها الينا وسوف يتم تحديث الاسطول
الجوي وتأهيل وتحديث المعامل الالكترونية والميكانيكية..
*ما هي خسائر الشركة جراء الاحداث الاخيرة؟
-تعرضت مكاتب الشركة الموجودة في بغداد والمحافظات إلى اعمال
السرقة والنهب والتخريب.. وتعرض اسطولنا الجوي المتواجد في
مطار بغداد الدولي للتخريب وكان يضم تسع طائرات كانت صالحة
للتشغيل لغاية 20 / 3 / 2004 ولحين اخلاء المطار في 3 / 4 /
2003.
وقد تعرضت طائرتان من نوع 727
B
للتدمير تماماً.. اما الطائرات المتبقية وعددها سبع فقد
تعرضت للسرقة والتخريب واطلاق النار. وتعرضت 68 آلية ووحدة
للسرقة في نادي الخطوط الجوية العراقية في العامرية، وكذلك
تعرضت احدى عشرة سيارة مخزونة في مرآب النقل الخاص في
الخلاني للسرقة. ونتيجة للاحداث توقف نشاط الشركة الاجمالي
"نقل المسافرين والشحن الجوي" مما ادى إلى خسائر جسيمة في
الايرادات..
*ما هي الخطط المستقبلية لعمل الشركة؟
-في النية تحديث الاسطول الجوي والمعامل الالكترونية
والميكانيكية.
*وماذا بشأن السوق الحرة؟
-لقد تم العمل في السوق الحرة من اجل تأهيلها وسيستأنف العمل
فيها قريباً..
*وملاكات الطيارين والتضييف؟
-نعم.. هم موظفون في الدولة!
شركات........ السفر
نظراً لطول فترة الحصار ولتوقف العمل في الشركة العامة
للخطوط الجوية فقد تضرر العديد من شركات السفر والسياحة
اضافة إلى سوء الادارة بين الجهات المعنية بالسفر واستقدام
المجاميع السياحية المتمثلة بالرابطة والهيئة العامة
للسياحة، حتى فكر العديد من اصحاب تلك الشركات بحجز هذه
المهنة وخاصة بعد الحرب ومسلسل الاضطراب الامني..
من شركة ابابيل للسفر والسياحة تحدثت الينا مديرة الشركة
السيدة سداد الشيخيلي قائلة:
-مشكلتنا تحل بعودة الخطوط الجوية العراقية إلى العمل
لاستقطاب اكبر عدد ممكن من السائحين هذا اولاً: ولكن قد تبدو
الملاحظة الثانية هي الاهم.. وهي عودة الهدوء والاطمئنان
لشارعنا العراقي المضطرب.. بقاء هذين الامرين بلا حل يعني
توقف عملنا.
وقد فكرت في اغلاق مكتب الشركة إذا ما استمر الحال على هذا
المنوال. فشركة معنية بالسياحة المتعثرة وأنا لا اقوى على
الاستمرار في ظل ظروف شائكة.. لا اجد من يشجعني على
الاستمرار فكل المؤشرات سلبية، اضافة إلى التقاطع الكبير بين
الشركات العاملة وبين الهيئة العامة للسياحة. |