تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

شهربان بين الآن وأيام زمان.. استقرار وأمن نسبي والأهالي يطمحون إلى اعمار مدينتهم

سعد محمد رحيم

قائممقام شهربان: العمل بطيء بعد انتقال السيادة.. وإدارة المحافظة غير متعاونة معناّ

التماسك الاجتماعي في المدينة ساعد على استتباب الامن.

شهربان ألفة الزمان مع المكان.. أنفاس الندى، وضجة العصافير توقظ بساتين الفجر.. في كتاب معجم البلدان أشرّها ياقوت الحموي (قرية كبيرة عظيمة ذات نخل وبساتين من نواحي الخالص شرقي بغداد). وكانت محطة، كما خانقين والسعدية وبعقوبة، في زمن القوافل القديمة، ولحظة عذبة تستعيدها مخيلة الطيور المهاجرة، تؤمها في مواسم وتغادرها في مواسم.

شهربان هي مركز قضاء المقدادية. وإذا كان هناك شبه إجماع على أصل تسمية المقدادية، فهناك بالمقابل خلاف بين الباحثين على أصل تسمية ( شهربان ) لأن تاريخها يوغل في عصب القرون.

أصل التسمية:

يعتقد الأهالي أن قضاءهم سمي ( المقدادية )، وهي تسمية حديثة، نسبة إلى المقداد بن أســــــــود الكنـدي، لأنـــه مدفـــون فيــــه، و له في شهربان مرقد يزوره السكان، فيما يرى الباحـث عبد الكريم جعفر أحمـــد، واستناداً إلى كتــــاب ( مراقد المعارف )، أن المرقد هو للعالم الكبير أبو عبد الله الشيخ جمال الدين المقداد بن عبد الله السيوري الأسدي، الحلي مولداً، والمتوفى 826 هـ، والمدفون بشهربان.

أما كلمة شهربان فهي على الأرجح مقطع فارسي مكوّن من كلمتين، فكلمة شهر فارسية وتعني مدينة، أما بان، فثمة من يرجعها كما يقول الباحث عبد الكريم جعفر إلى بانو ابنة كسرى يزدجر التي تزوجها الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام )، وهي أم الإمام زين العابدين ( عليه السلام ). وقيل ـ والكلام ما زال للباحث ـ أن شخصاً ما بنى خاناً في موقع شهربان الحالي، وأخذت الناس تنزل عنده، وكذلك القوافل، فكثرت حولها البيوت رويداً رويداً حتى صارت شهراً ( أي مدينة )، فنحتت شهربان من شهرخان. وقيــــل أن نسبـــة التسمية إلــى ( شهر بانو ) أي مدينة الملكة بانو التي كانت إحدى محظيات ( أبرويز ) أحد أبناء كسرى الذي أحب شيرين وتزوجهــــــا، و له معها قصة، وبنى لها قصراً بين خانقين وهمدان، وقصر شيرين الآن، مدينة تقع غربي إيران. وكانت بانو في غاية الحلاوة، عشقها أبرويز كذلك، إلى حد أن بنى لها قصراً في موضع المقدادية الحالي، وأنشأ البساتين والحدائق حول القصر وفتح الترع والأنهار، وحولها أيضاً شيدت الدور والعمارات، وصارت مدينة عامرة، وحين ماتت بانو هجر القصر وأغلقت أبوابه فامتدت إليه يد الخراب ونقل آجره إلى المباني المجاورة، ولم يبق منه أثر ظاهر.

-أما الباحث مؤيد سامي فيحكي عن افتراضين آخرين حول التسمية، أحدهما أن مصدر التسمية من شهر أي مدينة وبان الأرض المرتفعة فيكون المعنى المدينة المرتفعة، والافتراض الثاني مؤداه أن هذه المدينة/ القرية في زمن ما واجهت غزواً خارجياً فقيل (( شرّها بان )) فقلبت الجملة الأخيرة إلى شهربان.

وقد أخبرني بعض الشهربانيين أن أصل تسمية مدينتهم يرجع إلى كلمتي شهر  وبان العربيتين. فقد تصادف أن مرت يوماً في المكان امرأة باهرة الجمال حتى قيل أن الشهر (أو الهلال) قد بان.

حين فكرت بإنجاز هذا التحقيق طلبت من معارفي في المدينة أن يدلوني على رجل شيخ عاصر فترة النصف الأول من القرن العشرين وله ذاكرة لا تزال تحتفظ بحيويتها فأخذني صديقي السيد خالد حسين غفور وهو معلم رياضة شهير في شهربان ومتقاعد الآن، إلى شيخ ضرير معمم من مواليد العام 1920 اسمه إبراهيم وهيب أحمد ويعرف في المدينة بإبراهيم موجة، وموجة هي اسم المرحومة والدته. والشيخ إبراهيم كان مؤذناً في جامع شهربان الذي قال عنه الشيخ أنه بني في العام 1901.

شهربان أيام زمان

التقيت الشيخ إبراهيم وهو يجلس إلى مقهى متواضع مع جمع من أقرانه كبار السن يشربون الشاي ويخوضون في مسائل السياسة وذكريات الأيام الخوالي.. بدا  مستعداً ومرحباً بالحديث، قال لي؛ اسألني وأجيبك. قلت يا شيخ حدثني عن شهربان القديمة كما عرفتها وخبرتها. فتدفق بحديث ينم عن ذاكرة خصبة وروح مرحة.. قال؛

ـ بعد الحرب العالمية الأولى كانت الفكرة المطروحة أن تكون شهربان، وليست بعقوبة مركز محافظة ديالى، لأنها تقع في وسط المحافظة، وتكاد تبعد المسافة نفسها عن المدن الأخرى، غير أن أهالي بعقوبة وجدوا وساطة قوية أهلت مدينتهم لتكون ذلك المركز. إلى جانب معارضين من شهربان لم يعجبهم أن تتوسع مدينتهم وتتحول، كما ظنوا، إلى مرتع للفساد. وقبل ذلك كانت أول مدرسة في شهربان قد أسست في العام 1908 باسم مدرسة شهربان وكان مديرها المرحوم عمر أفندي وهو من أهالي كركوك، وكان المرحوم علي أفندي معلماً فيها وهو من سكنة بغداد، وكانت الدراسة آنذاك باللغة التركية. غير أن أول رئيس بلدية عيّن في المدينة، بعد تكوين الدولة العراقية في العام 1921، كان المرحوم عبد الباقي الخطيب، وكان مكتب مدير شرطة ديالى يومها المرحوم فوزي بيك في شهربان، وأول قاض هنا، في المدينة، كان المرحوم عبد الرحمن خضر، وكان يلبس على رأسه السدارة. أما أول قائممقام لقضاء شهربان فكان المرحوم عبدالله مظفر بيك، وكان رجل دين، إذ أصبحت شهربان قائممقامية في العام 1925، وفي العام 1930 أصبح المرحوم إبراهيم صالح شكر قائممقاماً وكان كاتباً مهاباً، وحين نُقل إلى خانقين قال سأعيد شهربان ناحية، وبالفعل عادت شهربان ناحية حتى العام 1950 حيث أصبحت قضاءً مرة أخرى.  ومنذ ذلك العهد صُممت شوارع المدينة وقد نفذ بعضها غير أن بعضها الآخر ظل حتى هذه الساعة لم ينفذ. فشارع المحطة عُبِّد في العام 1934 بينما شارع السوق الرئيس عُبِّد في العام 1944. وفي العام 1951 جرى افتتاح أول متوسطة للبنين، وكان مديرها أحمد المهداوي. وكان هناك مضمد يهودي حاذق في عمله اسمه صيون كان ممارساً عند الطبيب التركي وبقي في المدينة حتى العام 1948.

قطارات وخيول

في ذلك الوقت، وتحديداً حسب إحصاء 1934 كان عدد سكان شهربان 5000 نسمة وكان عدد سكان بعقوبة 8000 نسمة ومندلي 13000 نسمة، وخانقين 10000 نسمة.

سألت الشيخ إبراهيم عن وسائط النقل في ذلك الحين فقال؛ أنشئت محطة القطار في شهربان في العام 1918 وكان القطار يومذاك يصل حتى مدينة كفري، ومن ثم إلى كركوك، وامتد الخط في الخمسينيات حتى أربيل. غير أن واسطة النقل الرئيسة  كانت العربات/ الباص التي تجرها الخيول، فبين المدن كانت العربة التي تجرها أربعة خيول هي المستخدمة في نقل الأشخاص والبضائع. وكانت الخيول تبدل بأخرى في كل مدينة تصلها العربة. وفي داخل المدينة كانت هناك العربات المعروفة بالربل وأذكر من سائقي الربلات حجي مهدي ومحمود وحمدي وإسماعيل الملقب بـ ( سمو ).

أما المقاهي فكان منها عشرة في العشرينيات والثلاثينيات، ويضيف الشيخ إبراهيم وقد بقي أكثرها حتى الستينيات ومن هذه المقاهي مقهى حسين كوز ومقهى شهاب يارم ومقهى حسن كركوكلي ومقهى علي زينل ومقهى علي جوير. وفي هذه المقاهي كان القصخونية يسردون قصص عنتر وعبلة وأبو زيد الهلالي وغيرها، ومن هؤلاء حميد رشيد قصاب وملا وفي الذي كان عريف لاسلكي في الجيش العثماني. وأحياناً، في الثلاثينيات كان المرحوم عكار وهو والد المطرب المعروف جبار عكار يأتي إلى شهربان ويقرأ الشعر بمصاحبة الربابة في المقاهي.

ذكريات أخرى

يتذكر كبار السن من أهالي شهربان حفلات الختان التي كانت تمتد لثلاثة أيام فتقرع الطبول ويلعب الرجال الساس (اللعب بالسيف والدرع)، وكان من يقومون بعمليات ختان الأطفال يجيئون من جنوبي تركيا ويذكرون منهم حمزة زعرتي ومحمد علي زعرتي إلى جانب عباس حبو وهو من أهالي المدينة.

وفي الأعراس كانوا يصنعون دمية على شكل عروس ويرقصونها مع الساس، وكان الشباب الصغار يحملــــون أشياء العروس أمامهـــا ومنهــا أجـزاء السريـــــر( الجرباية ) وسلة فيها ملابسها وأشياء أخرى. وفي الغالب تزف العروس بعربة ربل، فيما يتم حلاقة شعر العريس وأصدقائه في احتفال العرس مع قرع الطبول وعزف المزمار. وعند وصول موكب العروس يصعد العريس فوق سطح داره ويقذف العروس ببرتقالة أو أية فاكهة أخرى لحظة دخولها الدار، وإذ ذاك يقوم الأطفال بالتنازع فيما بينهم للحصول على الفاكهة.. هذه العادة بقيت سارية في شهربان ومدن أخرى من ديالى ومنها السعدية، حتى بداية السبعينيات قبل أن تتجه مواكب الأعراس نحو فنادق الدرجة الأولى في بغداد.

شهربان الآن

شهربان: أرض خصبة، وماء وفير، فهي منطقة زراعية تشتهر بزراعة الفاكهة ولا سيما الرمان، فهي تنتج نصف رمان العراق تقريباً.. يحدثنا السيد عبد الواحد عباس التميمي، وهو الذي عمل في دوائر الزراعة في مناطق مختلفة من العراق قبل أن يحال إلى التقاعد، ويتفرغ للعمل الزراعي عن ذلك، ويضيف؛ وإلى جانب الرمان تمتد بساتين النخيل المترامية على طول ضفتي نهر ديالى، وحول المدينة من كل ناحية حيث تنتشر الجداول والترع، وفي هذه البساتين تكثر أيضاً أشجار البرتقال والحمضيات الأخرى والمشمش والتفاح والخوخ والأجاص والكروم وغيرها.. ولخصوبة أراضيها فإن آلاف الدونمات تزرع سنوياً بالحنطة والشعير، ويزرع الشلب تجاوزاً في بعض المناطق منها. ولكن إنتاجية هذه الأراضي منخفضة قياساً لإنتاجية الأراضي في البلدان الأخرى فالدونم الواحد في العراق لا يعطي أكثر من 170 كغم من الحبوب بينما في مصر على سبيل المثال يعطي الدونم الواحد 1950 كغم. ولزيادة الإنتاج نعمل على زيادة المساحات الزراعية ولا نعمل على زيادة الإنتاجية.. وتطرق السيد عبد الواحد إلى مشكلة الأسمدة والمستلزمات الأخرى التي يقول أن المزارعين يضطرون لشرائها من السوق السوداء، فحصــــــة الفــــلاح المخصصـــة له من السماد المركب عليه تسلمها من بيجي أو القائم فتنشأ مشكلة النقل وتكاليفه العالية، ولهذا يلجأ إلى شرائه من السـوق.

مشكلات بالجملة

إن مشكلات القضاء التي كلمني عنها مواطنون عديدون كثيرة، منها ما يتعلق بالمجاري وأخرى بالشوارع وثالثة بالمدارس والتعليم ورابعة بعدم توفر الغاز والنفط والشتاء على الأبواب، وخامسة بالصحة وشحة أدوية الأمراض المزمنة، وغيرها. فهناك، على سبيل المثال، منطقة العروبة التي تفيض في الشتاء لأنها منخفضة ومنطقة العزي التي تنتشر فيها المستنقعات، كما أن طرقات واسعة في مناطق مختلفة لم تبلط منذ سنوات طويلة، ومنها شارع سنسل الذي تقع عليه معامل الحصو وهو طريق زراعي أيضاً. وهناك مدارس الجناح الغربي من شهربان التي لم ترمم منها مدرسة واحدة، ومشكلة مدرسة الأمل التي نهبت بعد سقوط النظام السابق وتركت لينتقل طلابها إلى مدرسة أخرى، وثانوية البنات التي فيها ثماني مائة طالبة وليس فيها مرافق صحية، وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي يجبر عليها الطلبة وإلاّ..! وأشاروا إلى السياج الكونكريتي التي عمله أحد المقاولين بشكل سيئ على جانبي الشاخة الرئيسة التي تمر  وسط شهربان. فضلاً عن المشكلات الأخرى التي تقع مهمة معالجة بعضها على القائممقامية وبلدية القضاء، وتقع مهمة معالجة بعضها الآخر على الدوائر المعنية التابعة للوزارات ومنها مشكلات التعليم والصحة و المجاري والماء والكهرباء.

ــ وماذا عن المشكلة الأمنية؟.

سألت فأخبرني كل من قابلتهم هناك أن وضعهم أفضل من بقية مناطق المحافظة. فالأمن مستتب إلى حد بعيد في المدينة بسبب التماسك الاجتماعي في القضاء ودور قوات الشرطة والحرس الوطني والقائممقامية الفاعل في الحفاظ على الأمن والاستقرار.

أسئلة كثيرة حمّلني إياها مواطنون من شهربان لأطرحها على المسؤولين، ولذا توجهت إلى القائممقامية لألتقي بقائممقام قضاء المقدادية السيد حسين علوان التميمي الذي يمثل أعلى سلطة في القضاء. وكان الســؤال الأول الـــــــذي وجهتـــه  له هو؛ كيف الوضع الأمني في القضاء؟.

 الوضع الأمني

ـ أستطيع القول أن الوضع الأمني في القضاء منذ سقوط النظام السابق جيد وذلك لعدة أسباب.. هذا ما قاله السيد القائممقام، وأردف؛ فأولاً الأهالي رموز عائلية يعرف بعضها بعضاً، والغريب الذي يدخل المدينة يكون من السهل التعرف عليه. وثانياً تصرف إدارة القضاء بشكل صحيح، وتنوع نشاطها الاجتماعي، وأنا شخصياً لي في كل يوم نشاط بهذا الاتجاه. شكلنا مجالس للعمال، لشيوخ العشائر، للشباب، للأدباء، للمعلمين، ونقوم بزيارات لمؤسسات المجتمع المدني.. وأصلي في كل جمعة في أحد جوامع القضاء، وقد تقرّب الناس منا.. قدمنا البراهين بأننا جئنا لخدمتهم، وليس من أجل التسلط عليهم، وعرفوا أن الإدارة نزيهة..

دورة العقارب

في يوم 8/ 8 من العام الحالي دخل بعض اللصوص مصرف الرافدين وجاء الأميركان وطردوهم، وهذه من الحوادث القليلة التي حصلت في القضاء.

شغلنا أكثر من 250 من اليد العاملة في حماية المنشآت ولجنة تنظيم السوق وفي وظائف أخرى. وقد فتحنا حواراً مع البعثيين فكثر منهم من أقاربنا ولنا معهم علاقات إنسانية، والقلة الذين يمكن أن نصنفهم إرهابيين هدأوا لأنهم أدركوا أن لا فائدة مما يقومون به.. واستطعنا إقناع الكثيرين بأن هذه مدينتهم وأمنها هو أمنهم.. لم تحدث سوى أزمات قليلة في المدينة، وأحداث الفلوجة أثرت فينا لكننا استوعبنا المسألة ومرت الأزمة بسلام.. وقوات الشرطة هنا متنبهون، ولم يستشهد منهم شرطي واحد والحمد لله وفعاليتهم عالية وهي الأحسن حسب ما أعتقد في المحافظة، وقائدهم العقيد الركن عامر كامل ضابط عسكري متمكن.. وفي الآونة الأخيرة حصلت قوات الشرطة في ديالى على سيارات حديثة من نوع (جي. إم. سي) وأجهزة اتصال متطورة كانت حصة شرطة المقدادية منها سبع سيارات مع عدد كاف من الأجهزة التي ستجعل من أداء الشرطة، بلا شك، أكثر كفاءة. وفي المقدادية أيضاً، وبحسب ما أورد السيد القائممقام فقد تشكل مركز التنسيق المشترك الذي يتكون من 45 ضابطاً من الجيش السابق تتراوح رتبهم العسكرية من رتبة عميد فما دون، ومهمة هذا المركز قيادة حالة الطوارئ في القضاء، ومعهم أجهزة اتصالات إلكترونية متطورة يستطيعون من خلالها الاتصال بقوات الشرطة والحرس الوطني والقوات متعددة الجنسية، ومع الجهات الإدارية المعنية في القضاء. ومؤخراً تم تخريج الدورة الأولى من الشرطة والحرس الوطني سميت بدورة العقارب حيث هناك أكاديمية عسكرية متكاملة في مقر الفيلق الثاني السابق في منطقة المنصورية تحوي قاعات درس ومنام وأجهزة تعليم وحواسيب ومطعماً. ويحاضر في هذه الدورات ضباط عراقيون من أهالي المقدادية، بإشراف خبراء من القوات متعددة الجنسية، ويخضع المتدربون لتدريبات عملية صعبة. ولم يبق أي جندي من الحرس الوطني في القضاء لم يدرب. ولذا ـ والكلام لا يزال للقائممقام ـ فإن معنويات قوات الشرطة والحرس الوطني في القضاء عالية، وبإمكانهم معالجة أية حالة طارئة بسرعة وكفاءة.

الاعمار

*وماذا بشأن الأعمار؟.

قال السيد قائممقام المقدادية؛ المشاريع كانت تمول من قبل ثلاث جهات: قوات التحالف والإدارة المدنية للتحالف والحكومة، وفي المقدادية فإن 70% من المشاريع مولت من قبل قوات التحالف وبالتنسيق معنا.. والمشاريع تنفذ عن طريق المناقصات وترسو المقاولة على أوطأ العطاءات.. عملنا 15 مشروعاً بالمبلغ المخصص لثمانية مشاريع وهو 190000 دولار.. رممنا معظم البنايات الحكومية وأنجزنا ثلاثة مشاريع للماء وثلاثة مستوصفات صحية، ورممنا مركز الأشعة في المستشفى المركزي، وأصلحنا الحدائق القديمة وأهلناها إلى جانب تشييد حديقتين جديدتين، ومظلات انتظار، وأشكال هندسية مرورية، وأنجزنا بوابة للمدينة ورممنا أخرى، ورممنا نقابة المعلمين ونادي شهربان ونادي المقدادية الرياضيين، وبتمويل المنظمات الإنسانية تم تنفيذ مشروع تعلية الشاخة.

*يشكو الأهالي سوء تنفيذ المشروع الأخير.

-نعم، هو سيئ التنفيذ وقد طلبت وقف العمل مرتين، وطلبت خصم 50% من مبلغ المقاولة، وللأسف لم نجد أذناً صاغية من المحافظة.

*الأهالي يشكون أيضاً ضعف الخدمات؟.

-نعمل ما في وسعنا.. بالنسبة لمشكلة الكهرباء مثلاً.. قمنا بإنارة المقدادية بـ 900 مصباح، وتم تأهيل كهرباء الحي العصري، وجاءتنا 40 محولة كهربائية ربطنا معظمها، ونُجهز الآن بالكهرباء عن طريق خط إيران، فتحسنت الطاقة بنسبة 70%. أما مشروع التنظيف فاعترضت عليه ولكن حسنته أنه يوفر فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل، وأنا أتابعهم يوميا ًولي عشرة مراقبين يجوبون المناطق ويقيمون مستوى العمل، إلاّ أن السيطرة عليهم، بصراحة لا تتعدى الـ 50%، وعلى الرغم من هذا فإن أداء البلدية الآن أفضل من السابق. وقبل أيام أقمنا معرضاً للمحاصيل الزراعية المنتجة في ديالى شاركت فيها دوائر الزراعة في المحافظة وتخلل المعرض فعاليات فنية.

نفذنا مشاريع كري مبازل وتسليك مجار، واستحداث مجار في منطقة حي المعلمين، ومد شبكات أنابيب. والآن دخلنا مرحلة تطهير الأجهزة الحكومية من العناصر الفاسدة والمرتشية، وواستبدلنا بعض مديري الدوائر لتقصيرهم في عملهم.

الإدارة في المحافظة غير متعاونة معنا، والاعمار لم يأتنا عن طريق الإدارة، ولم تنفذ غير مشاريع قليلة، والعمل بطيء ولاسيما بعد انتقال السيادة.. تصور، وصل الينا 160 طناً من الأسمنت، وأرسل لي السيد المحافظ أربعة طلبات لأربعة أشخاص وهم أغنياء، ومجموع هذه الطلبات 145 طناً ولم أنفذ.. أنا أوزع خمسة أطنان حداً أعلى لكل شخص.

خطط المستقبل

*كيف تنظرون إلى المستقبل.. وما خططكم لاعمار القضاء؟.

ــ هدفنا الأول هو إقامة مشاريع البنى التحتية ومنها مشاريع المجاري والماء والكهرباء، والصحة والتعليم، وردم المستنقعات وتبليط الشوارع، وبناء المجمعات السكنية، وبصراحة إذا بقي الأمر بيد الحكومة المركزية لن يتحقق شيء.. أعطيت رأيي للقنصل الأميركي وهو أن يمنحونا حصتنا من الأموال والمجلس البلدي هو الذي يختار المشاريع التي يحتاج اليها القضاء.. الأسعار متغيرة والإجراءات بطيئة.. نعلن عن المناقصة ومن ثم ننتظر فتتغير الأسعار ونغير.. المطلوب إجراءات سريعة.

تطل شهربان، اليوم، على أفق الحلم.. حلمها الكبير في أن تكون أنيقة وجميلة وعامرة كما هي طبيعتها الخلابة، وكما هي نفوس أهلها الطيبين.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة