الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

على الطريق السيارات الصفر

بشار الشداد

اسطول ضخم من السيارات التي تجوب شوارع مدينة الحرية ذهاباً واياباً الى مدينة الكاظمية، اشتهرت هذه السيارات بالصفر لأن اغلبها اصفر اللون ويعرف سائقها بـ(ابو الصفرة).

هذه السيارات الكبيرة التي تحمل اكثر من اربعين راكباً، يعتبرها البعض مشكلة في حين يعتبرها البعض الآخر حلاً لمشكلة.

انها مشكلة، لأنها تسبب الازدحام في الشوارع الضيقة، وهي سبب في عدد من المشاكل التي تعانيها هذه المنطقة، مثل كثرة الحفر وانسداد المجاري التي اخذت مياهها تملأ الشوارع الرئيسة والفرعية.

بعض الركاب شكا من سوء تصرفات بعض سواق السيارات الصفر.

فبعضهم يعلق صوراً مبتذلة لا مبرر لوجودها داخل السيارة التي تعتبر مكاناً عاماً، وبعضهم يقوم بتشغيل المسجل بصوت عال لأنواع مختلفة من الكاسيتات التي تسيء للذوق العام وللآداب، اما اذا اعترض عليه احد الركاب، فسرعان ما يطلق من فمه انواع الكلمات البذيئة التي يحتويها قاموسه اللغوي، ولا توجد عناية او ادامة لهذه السيارات، فيمكن ان تنزل منها لتجد ملابسك قد تمزقت، لأن اصحابها لا يهمهم سوى جمع المال.

سواق السيارات الاخرى - التاكسي والخصوصي، يعتبرون انفسهم الاكثر تضرراً من مشكلة السيارات (الصفر) التي تقطع الطريق بوقوفها امام كل فرع، ثم ان اصحاب هذه السيارات وسواقها لا يعيرون اهتماماً واعتباراً لقواعد المرور، وكثيراً ما يتوقف السير بسببهم.

اما في الجانب الآخر، فقد اخبرنا عدد من المواطنين، بأنهم ينظرون للسيارات الصفر، نظرة لا تتطابق مع النظرة السابقة، ان المنطقة التي تعمل فيها هذه السيارات مزدحمة بالسكان، وفيها كثافة سكانية عالية، وهي التي تحل مشكلة النقل بالنسبة لنا، ويجب ان نتخيل ماذا يحدث في هذه المنطقة لو انقعطت السيارات الصفر فيها عن العمل؟ ماذا سيحصل للكسبة واصحاب الاعمال ولزوار الكاظمين، ثم ان الكثير من الامور التي ذكرت سابقاً لا علاقة لأصحاب الصفر فيها.

اما سواق السيارات الصفر فلهم وجهة نظرهم بهذا الموضوع: في مراكز تجمعهم في ساحة قريش والشوصة وعند ساحة عدن قال لنا بعضهم: انهم موجودون في هذه المهنة منذ ايام (الرف الروسية) انهم يؤكدون وجود البعض ممن يسيء الادب من السواق ولكن هذا الامر يجب ان لا يعمم على الجميع، وهم يلقون باللوم على الركاب في بعض المخالفات، ويسألون ماذا نفعل..؟ اذا كان الرجل المسن والمرأة العجوز والعائلة تطالبنا بالوقوف فوراً وفي المكان الذي يريدون، نحن نطلب تعاون الجميع معنا.

ان اجورنا زهيدة، قياساً بإجور المناطق الاخرى، وتعمير هذه السيارات مكلف، ونحن مهددون بالترحيل في كل وقت كما حدث عام 2002 ولا تستطيع اي سيارة ان تحل محل الصفرة في هذه المنطقة الشعبية.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة