استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

لن

حسين رضا حسين

سأحاول أن لا أتحدث هذه المرة عن السيارات المفخخة التي تروع الأمنين وتغتال أرواح المسالمين في الشوارع أو في أماكن المتطوعين الباحثين عن رزقهم ، ولن أتحدث عن العبوات الناسفة التي تزهق أرواح المارة من السيارات ومن فيها، ولن أتحدث عن قذائف الهاون العمياء التي تطول البيوت الوديعة في الأحياء الحالمة بأقمار تضيء لياليها التي اوحشتها حروب الجاه والسلطان ، ولن أتحدث عن رعب المواجهات الدامية في المدن التي يبحث ساكنوها عن اغفاءة هانئة غابت عن أعينهم لسنين تتمترس حول ملوكها ، ولن أتحدث عن هول القصف الذي تمارس هوايتها الطائرات الصديقة !!! في تدمير ما شاء لها من تدمير ، ولن أتحدث عن الاختطاف والمخطوفين والخاطفين وما يصيب البعض منهم من صور مروعة لا يطيق رؤيتها بشر ، وسأحاول أن لا أتحدث عن الإرهابيين القادمين عبر الحدود فاتحة ذراعيها لكل من يرغب في اغتيال الأمن والأمان من الناس المتعبين ، ولن أتحدث عن ألزرقاوي الذي طالت قامته وامتدت أوصاله كوحش أسطوري ، ولن أتحدث عن الأشياء الأبدية التي فرضت وجودها وتوقيتاتها كطقس ديني لايمكن تفاديه أو اصلاحه أو تقويمه كما يعرفه ويلمسه ويعيشه بنو البشر في كل مكان ، وأعني توقيتات الكهرباء التي ورثناها من أسلافنا الممسوسين الملوثين بداء الطغيان والوعود الكاذبة ، ولن أتحدث عن الفساد الإداري المستشري في بعض المؤسسات التي لها علاقة بالمواطنين كسرطان قبيح ، على الرغم من وجود درجة وظيفية خرافية في كل وزارة باسم المفتش العام لا يعرف ارتباطها بأية وزارة ؟ ولا أرغب في الحديث عن قطاع الطرق في الشوارع المزدانة بالحفر المستديمة كوحم ولادي ،ولاعن الحدائق المهجورة ،ولا حتى عن فقدان الألوان الجميلة في حياتنا ،، ولن أتحدث عن آلية الانتخابات العامة ،وجعل العراق دائرة انتخابية ، والتحالفات الجديدة التي تستميت في البقاء في كراسيها عبر القوائم الانتخابية تحت لافتة الوضع الاستثنائي ، ولن أتحدث عن أشياء وأشياء لا ينتهي فقدناها من زمن ونحاول استعادتها ....ولن ولن ، لكني سأقف اليوم في القلب من وطني المذبوح وأقول ببساطة ووضوح ............ صباحك جميل يا عراق .


مدن: البتراء

بابل/مكتب المدى

ناصر حسين ناصر

استقر الانباط في البتراء ويعتقد بانهم من الاقوام النازحة من الجزيرة العربية. ومايدعم هذا الراي، هو معرفتهم مصادر الماء، خصوصاً الابار وتلك خاصية بدوية حصلوا عليها عبر حياتهم في الصحراء لفترات طويلة، وصارت هذه الخبرة جزءاً من ثقافتهم التي تبادلوها، وهم قوم عشق الحرية وهذه خاصية اخرى تؤكد بدويتهم ونزوعهم نحو الحياة الحرة بعيداً عن النظام المفروض او السلطة.

واشارت المصادر التاريخية الى اماكن تواجد الانباط وهي منطقة النقب وجنوبي سورية وشرق نهر الاردن.

واسسوا حضارتهم الشهيرة جداً شرق نهر الاردن، وهي من الحضارات المدهشة جداً، والغريبة  وخصوصاً في مجال العمارة والمعابد حيث اضفوا وظائف جديدة على الرغم من تاثرهم الواضح بالحضارة الهلنيستية.

وتداخلت الثقافة الصحراوية التي جاء بها البدو مع ثقافة هجينة اخرى وتحاورت الثقافات لتقترح ثقافة لم تتنكر لمؤثرات سابقة او لاحقة، ولذا كان بالامكان التوصل الى المراكز الدينية المساهمة بصياغة نظام عام وخاص بالانباط، وحصراً معرفة الالهة الاساسية في ديانتهم، ويمكن تأشير التداخل الثقافي في الديانة النبطية والصاعد لهم من بابل وسوريا مثلاً، وهذا مايتبدى من خلال العناصر المكونة بعض الالهة وكذلك وظائفها مثل الاله بل وبعل وهبل، وهذا لايلغي تماماً الطابع النبطي المميز حيث ظهرت اشكال في صورة نبطية لعدد من الالهة المعروفة خصوصاً الاله حدد، والاله ذا الشري، لذا اطلق عدد من الباحثين صفة المركبة على الثقافة النبطية واساطيرها.

وليس صعباً التوصل الى الانظمة الثقافية في الحضارة النبطية، وهي نظام الالوهة الانثى، او مايسمى بالام الكبرى ونظام الالوهة الذكرية/ الابوية، ونظام المشترك الذي استوعب اشكالية الصراع بين النظامين الثقافيين وصاغ منظومة هجينة.

وتعاملت الدراسات التاريخية والحضارية مع البتراء بوصفها المعطى لعبقرية الانباط وانفتاحهم على الحضارات المجاورة والاخذ منها بروح عالية، خالية من العقد او الاحساس بالنقص، لذا مثلت تجربتهم في مجال التاريخ، واستطاعت البتراء من صناعة تاريخها الحضاري والحفاظ عليه. وقال د.سالم المعوش: الملفت في ابداع هؤلاء سرعة الملاءمة والتكيف والانطلاق الى الجديد، و الملاءمة هنا تعني الكثير في عرف الحضارة وقانونها، وعرف الانباط بحسن افادتهم من يابسة مجالهم الحيوي، واذا كان تواجدهم في شبة الجزيرة العربية اولا قد اعطاهم السمة العامة للعرب الذين تعاطوا الرعي، فان امكنة اقامتهم في الاردن والمناطق المجاورة قد اظهرتهم شعباً نشيطاً استفاد الى ابعد الحدود من الارض. 

زاروا البتراء وقالوا عنها

-صحيح ان الانباط كانوا من اصول عربية، لكن في عهد الازدهار كان الاسلام في رحم التاريخ، وكانت الوثنية الموغلة بالقدم تحت حماية الحضارة اليونانية والرومانية، والبتراء، اللامدنية، عاصمة سكان الكهف. 

(الروائي البرتو مورافيا)

في قيعان اليم نامت الاقوام التي سارت يوماً عن الشطأن ورقدت اثار الاولين الذين ابدعوا انبل ايات العمران وشيدوا اجمل البنيان وشقوا بين الديار الدروب. 

(الروائي ابراهيم الكوني)

نشعر بالانبهار امام اشهر صروح الموقع، لم يهدأ ذهولي الا لاحقاً بعد زيارات عدة اثر مشاهدتي صور المعبد الضريح/الواجهة العالية المنحوتة في الجبل، توقظ احساساً بالقرب، يجعل الانتماء اليها غير مقرر، ان اصطدام الامكنة والازمنة يشوش العالم، فلا اعود اعرف ما اذا كنت بالاسكندرية او في اسيا الصغرى، هل انا امام رسم خداع ام مبنى حقيقي. 

(عبد الوهاب المؤدب)

-اضيفوا الى العلوم علماً اخر، كيف يلبس الحجر الغواية، كيف يشتهي ويشتهى فاتحاً صدره باسطاً ذراعيه، وكيف يهيء سريره ويخيل اليك انك تسمع اهل البتراء يتحدثون معك من الابواب والنوافذ في الاودية وعلى الذروات. 

(ادونيس)

ذهبت الى البتراء، مدينة الصخر التي لم تعرف البشرية مثيلاً لها شكلاً ولوناً وطريقة في الحياة


صانع الفخار

بابل/مكتب المدى/محمد هادي

تصوير: حيدر الحيدري

من اولى الصناعات التي تعلمها الانسان ومااكتشف من اثار يثبت صحة ذلك، فعلى الرغم من البدايات البسيطة لانسان العصر الحجري الا ان التطور الذي حدث كان ملموساً، وكشف عن اعمال رائعة. وفي مدينة الحلة اشتهر بعض الاسر بهذه الصناعات ومنها اسرة الكواز التي مارست هذه الاعمال وتوارثتها جيلاً بعد جيل..

وصناعة الفخار من المهن الصعبة التي تمر بمراحل مهمة وحيوية تتطلب الدقة والحرفة المتقنة لجميع مراحل التصنيع الذي تطور ليصبح ابداعاً وفناً غاية في الروعة والجمال، اذ يخرج من بين يد الفخار المحترف العديد من الزهريات باحجام مختلفة والاباريق واواني واراد الزينة والتنانير والزير والبستوكة ومناهل الطيور والطبلة التي تستخدم كاداة موسيقية وانتاجات جميله اخرى بالوان زاهية يعلقها بعضنا في المنازل للزينة لان فيها لمسات فنية تدل على براعة وابداع صانع هذه الاشكال الفخارية الجميلة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة