بغداد ـ برلين ـ رويترز ـ و. خ. ع
قال الجيش الأمريكي إن طائرات حربية أمريكية أغارت على مخبأ مشتبه به
تستخدمه شبكة حليف القاعدة ابو مصعب الزرقاوي في مدينة
الفلوجة العراقية في وقت مبكر من يوم أمس، وقتلت أحد
معاونيه. وجاء في بيان للجيش الأمريكي أن "الضربة الدقيقة"
نفذت في شمالي غربي الفلوجة في الساعة الثالثة فجرا. وأضاف
البيان أن عددا من المصادر أفادت بوجود أحد مساعدي الزرقاوي
المعروفين ساعة الهجوم.
وفي السياق نفسه ذكر شهود عيان أن القوات الأمريكية قتلت بالرصاص سائقا
مدنيا قرب نقطة تفتيش، في طريق سريع يؤدي إلى الأردن ويمر
بالفلوجة، من غير أن يرد تعقيب فوري من الجيش الأمريكي.
وأفاد شهود آخرون أن أحد المنازل دمر تماما وتضررت ثلاثة
منازل أخرى خلال الغارة الجوية. وقال عاملون في المستشفى
إنهم لم يستقبلوا أي مصابين، في حين أكد الجيش أن الهجمات
الأمريكية "ألحقت ضررا بالغا" بقدرات جماعة الزرقاوي،
واستشهد بإعلانها في الآونة الأخيرة عن ولائها لشبكة
القاعدة، بوصفه علامة ضعف.
وفيما يخص إعلان جماعة التوحيد والجهاد اندماجها بمنظمة القاعدة وتغيير
اسمها ليصبح (تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين) يذهب بعض
الخبراء بالجماعات الإسلامية الراديكالية والمحللين الأمنيين
إلى أن الزرقاوي يسعى، من خلال طرح نفسه بوصفه الوكيل الأول
لاسامة بن لادن في العراق، الى النيل من الرئيس الأمريكي
جورج بوش، واستغلال راية القاعدة واستقطاب المزيد من
المتطوعين، لخوض الحرب ضد السلطات المؤقتة والقوات الأجنبية
في العراق. وقد رسخ الزرقاوي، على مدى عدة أشهر، قدم جماعة
التوحيد والجهاد، وأخذ يبث البيانات وأشرطة الفيديو التي
يعلن فيها مسؤولية الجماعة عن سلسلة من التفجيرات وقتل
الرهائن. ويذهب بعض المحللين إلى أن الزرقاوي ربما كان يستغل
عباءة ابن لادن، في إعلانه المفاجئ هذا، من أجل دعم صورته
وحشد التأييد لنفسه.
وقال الخبير بتنظيم القاعدة روهان جوناراتنا إن الزرقاوي يسعى للهيمنة على
خلايا القاعدة التي تقطعت صلاتها بابن لادن منذ أن بدأت
الولايات المتحدة حربها على الإرهاب. وأضاف جوناراتنا قائلا:
"يريد الزرقاوي أن يكون القائد الفعلي لعمليات القاعدة. هذا
هو سبب إعلان الولاء لأسامة بن لادن. والان فإنه يريد
السيطرة على خلايا القاعدة في شتى أنحاء العالم".
وعرضت الولايات المتحدة 25 مليون دولار مكافأة، في مقابل مقتل أو اعتقال
الزرقاوي، ووصفته طويلا باعتباره حليفا للقاعدة. الا ان
كثيرا من المحللين شككوا في ذلك ويرون الزرقاوي طرفا مستقلا،
وهو ما يفسر اعتبارهم إعلان الزرقاوي الأخير خطوة تحوّل
مهمة.
|