ترجمة:مفيد وحيد الصافي
عن: الواشنطن بوست
برغم الجدال المثير في ماهية غزو العراق، أكان ضرورة ام خطأ؟ فأن الرئيس
بوش والسيناتور جون كيري متفقان اصلا على اهداف وخطط
الولايات المتحدة التي يجب ان تكون الاوضاع عليها هناك، في
السنة او السنتين القادمتين. ان هذا الأمر أقرب إلى التناقض.
ومن دون النظر فيما اذا كانت الحرب امرا صائبا، فأن الحالة
التي تنتج عن ذلك تعطي عددا محدودا من الاختيارات المعقولة
اقل مما يدعمه كلا المرشحين،هذا اذا كانت هنالك خيارات.
وبعد سلسلة طويلة من الاخطاء والارتدادات على ارض الواقع، فان ادارة بوش
مصممة الان على ايجاد حكومة عراقية ممثلة عبر
الانتخابات،تدعمها عبر التدفق السريع لأموال اعادة البناء ،
وكذلك تدريب قوات واجهزة امن كافية، لتدافع عنها ضد
المتمردين البعثيين والمتطرفين الإسلاميين والإرهابيين
الأجانب. ان كيري يعد بمواصلة تحقيق نفس الاهداف، ولكن بشكل
مؤثر اكثر، وبجهد اعلى من اجل الحصول على دعم الدول الاخرى
، ان احد البدائل للوصول الى ذلك هو القيام بعمليات اوسع في
بناء الدولة وباشراف اميركي، والتي كانت فاشلة في ايام
ادارة بول بريمر الاحتلالية، كما ان الانسحاب المبكر لجنود
الولايات المتحدة يمكن ان يقود الى حرب اهلية في العراق والى
موجة من التطرف تمتد عبر المنطقة.
ان اتفاق المرشحين الواضح ربما طرح اكثر الاسئلة اهمية حول العراق بعيدا عن
طاولة النقاش.تاركة المرشحين ليحكموا على السيد بوش والسيد
كيري في اصل خلافهما حول بدايات الحرب .
في الواقع ان الامر ليس سهلا، ان اكثر الاسئلة اهمية كما تبدو لنا في هذه
الانتخابات ، هي أي المرشحين هو الاكثر جدارة في تحقيق
الاهداف التي تبناها عادة.فكلاهما لم يحظ بثقتنا
الكاملة.كلاهما يثيران فينا اسئلة مزعجة حول مدى التزاماتهما
او القدرة على النصر.
ان السيد بوش هو اقوى في وعده بالتمسك بمهمته في العراق من اجل ان يكون
البلد امنا ،وعلى طريق الديمقراطية" برغم انه هو الذي امر
بانسحاب طائش من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في
الفلوجة في الربيع الماضي،ان الرئيس يبدو مصمما على مقاتلة
الارهابيين والمتمردين. ان النجاح في العراق لا يبدو ممكنا
اذا لم تكن القوات الاميركية جاهزة لتدمير قواعد الاعداء
وتعيد سلطة الحكومة عبر البلاد.
ان الامر لا يبدو واضحا ،ولكن على اية حال فان ادارة بوش راغبة او قادرة
على تنفيذ اعمار الدولة والذي يجب ان يترافق مع الخطط
العسكرية.
يبدو ان الرئيس قد غير معارضته السابقة لمثل هذه المهمات ولكن وزير الدفاع
دونالد رامسفيلد ومسؤولون اخرون مازالوا في شك واضح من هذا
الامر .
لقد اخذ السيد رامسفيلد اخيرا يتحدث عن ابدال القوات الاميركية بقوات
عراقية واشار الى الفرصة التي يملكها العراقيون في بناء
مؤسسات جديدة بمساعدة اميركية يجب ان تكون محدودة،ثم ان هناك
ايضا سجل ثمانية عشر شهرا ، خاضعة للمناقشة.
لق أفسد السيد بوش مهمة اعادة البناء ،عن عمد، لانه من جهة ، غير راغب في
ان يلزم جنودا بحفظ الامن ،ومن جهة اخرى، فشل في الاستماع او
الاشراك الكامل لقادة وخبراء من خارج البنتاغون في هذا
الجهد ،الذي يتراوح من الامم المتحدة والبنك الدولي وصولاً
الى العراقيين انفسهم. هل يمكن ان يعتمد على الرئيس بوش
لتكريس مزيد من برامج فعالة لاعادة بناء المؤسسات ثم
الالتزام بها لسنين؟ ان لدينا شكوكنا في ذلك.
السيد كيري والمحاربون القدماء العاملون في حقل السياسة الخارجية للحزب
الديمقراطي ، الذين يحيطون به كانوا اكثر دعما في مسألة بناء
الدولة،وفي مناطق اخرى من هذا العالم في الاقل. وبرغم انه من
غير المحتمل ان يتدفق جنود اوربيون جدد إلى العراق تحت أي
ظرف من الظروف،فأن ادارة كيري قد تؤدي جهدا افضل في الحصول
على الدعم العسكري الدولي،وكذلك الخبرة في اعادة البناء
وتقديم المصادر الاميركية الى هذا العمل،ولكن هل السيد كيري
مستعد لدراسة طبيعة القتال ضد المتمردين والارهابيين؟ هو
يقول انه يريد ان "يربح " ولكن لم يكن واضحا في كيفية عمل
ذلك ،كما ان اصرار كيرى على ان حرب العراق كانت"حربا خاطئة"
تميل الى اضعاف او مقاطعة مايقوله هو ومستشاروه على انه
التزام بـ"إحراز السلام" .
هل يواصل السيد كيري هذه المهمة حتى اذا استمر القتال والخسائر الاميركية
خلال الفترة الانتخابية ؟لا توجد طريقة للتأكد من ذلك.
كيف ،اذاً يكون الخيار حول العراق؟ ان بعض الناخبين قد يستنتجون عقليا ان
السيد بوش هو الاكثر جدارة في مواصلة المهمة الأساسية في
تاكيد ان العراق سيكون نصرا وليس هزيمة في الحرب ضد
المتطرفين الاسلاميين والإرهابيين ،اما بالنسبة للاخرين فان
كيري يبدو متساويا بطريقة افضل في مهمة الاعمار الهائلة التي
لابد من انجازها،ان سجل ادارة بوش في الفشل على الارض يجادل
مع تغيير في الإدارة.وهذا السؤال لم تتم الإجابة عليه بشكل
كامل في حملة السيد كيري اذا كان سيكون مصمما على مواصلة
ودعم المهمة . |