نجم
عملاق يكسر القوانين ..
انفجار ساطع يضع النجوم
الغامضة في مركز الاهتمام
ترجمة: فاروق السعد
عن مجلة الطبيعة
سلط
نجم متألق عملاق الضوء على الفرضية الأساسية حول الكون-
وهي التي ساعدت علماء الفلك على معالجة كل شيء من بعد
النجوم و إلى المعدل الذي يتوسع فيه الكون. كان علماء
الفلك منذ أمد بعيد يعتمدون على انفجارات النجوم التي تدعى
نوع (Ia)
سوبرنوفا لقياس الكون. تحدث هذه الانفجارات عندما تقوم
بقايا نجم منهار يدعى القزم الأبيض بامتصاص مواد من نجم
مصاحب إلى ان تصل إلى كتلة حرجة، بالضبط 1.4 ضعف كتلة
شمسنا. في هذه النقطة يثور على شكل انفجار نووي حراري يكون
متألقا بما يكفي لان يفوق بريقه المجرة بأكملها. ولان جميع
تلك الانفجارات تمتلك نفس الكتلة فمن المتوقع ان تكون لها
الذروة من السطوع- وهي الخاصية التي أدت الى تسمية تلك
النجوم بـ" الشموع القياسية" . و عندما يتم اكتشاف انفجار
كهذا، يمكن للباحثين ان يحسبوا بعده عنا استنادا الى
السطوع الذي يبدو عليه من الأرض. و لكن العمل الذي قام به
الآن فريق من علماء الفلك بقيادة اندريو هاول من جامعة
تورنتو، كندا، يشير الى ان هنالك على الأقل نوعاً واحدا من
سوبرنوفا (Ia)
قد يكون أثقل و أكثر بريقا من الأخريات. فلقد اكتشف الفريق
انفجارا شديد اللمعان، مارقا. ان حقيقة عثور الفريق على
واحدة فقط من تلك الشواذ تمثل طمأنة للباحثين، الذين يظنون
بان هنالك ما لا يقل عن واحده او اثنتين من الشموع غير
القياسية الممتزجة في قواعد معلوماتهم التي تضم مئات من
تلك الانفجارات. يقول الباحثون في هذا الميدان بان
استنتاجات قد استخلصت لحد الان، منها معدل تمدد الكون، هي
على الأغلب ما زالت سارية. و لكن علينا ان نتنبه الى تلك
النجوم الغريبة في المستقبل. "ان كان هنالك واحدة او
اثنتان شاذة، فلا يشكل الامر مشكلة. سأكون أكثر قلقا ان
كانت تلك الشواذ ما يقارب نسبة 10%- لو وجدوا 20 حالة شذوذ
" كما يقول ادام ريس، عالم الفيزياء الفلكية في معهد علوم
تلسكوبات الفضاء في بالتيمور، ماريلاند. و لكن مجال
المشكلة غير واضح. " نحن لا نعرف ان كان ذلك مجرد كتلة
واحدة متطرفة، او ان هنالك كمية متسلسلة من هذا" كما يقول
هاول. و هو يعتقد بان الأحداث ذات البريق غير المعتاد قد
تشكل ما يصل الى 20% من جميع السوبرنوفا نوع (Ia)
ان السوبرنوفا مدار البحث يسمى (SN
2003fg) او (SNLS-03D3bb)
لقد أجرى فريق هاول تحليلا طيفيا للانفجار و قد أكدوا بأنه
كان حادثا من نوع (Ia)
ولكن، كما يقول الباحثون، كمية النيكل- 56 في النجم تبين
بأنه لا بد ان يكون 2.1 مرة بقدر كتلة الشمس عندما انفجر.
و هذا قد يجعل منه 2.2 مرة اكثر لمعانا من النوع التقليدي
(Ia)
كيف يمكن ان يحدث ذلك؟ لا احد يعلم. من المحتمل ان المواد
التي تسقط الى القزم الأبيض كانت تمتلك كمية كبيرة من
الزخم و وقامت بتعجيل دوران القزم الأبيض. وهذا ربما ادى
الى امتلاكه المزيد من الكتلة قبل الانفجار. يقول هاول بان
هذا السوبرنوفا من المرجح ان تحدث في مجموعات أحدث من
النجوم حيث تتواجد اغلب النجوم الضخمة. ان فكرة كون أي شيء
قد لا يكون حقا " قياسيا" في الكون لا يشكل حقيقة صدمة
كبيرة. " مثلما يمكن ان تتوقع، وبينما تتنقل من نماذج
لبضعة درزينات الى نماذج من بضعة مئات من السوبرنوفا، فانك
ستبدأ بملاحظة أنواع نادرة" كما يقول روبرت كرشنر من مركز
هارفرد-سمثسونيان للفيزياء الفلكية في كامبردج، ماساشوسيت.
" لذلك لا ينبغي ان تصيبك الدهشة ان كانت الطبيعة تمتلك
أنواعاً مختلفة من السوبرنوفا أكثر مما شاهدناه لغاية هذا
التاريخ." و لكنها بالتأكيد تستحق المراقبة، كما يقول. |