في دار
الشؤون الثقافية .. عادل الهاشمي يتحدث عن فن التلاوة
محمد شفيق
ضيفت
دار الشؤون الثقافية العامة، الاسبوع الماضي في قاعة غائب
طعمة فرمان الناقد الموسيقي عادل الهاشمي، للحديث عن كتابه
"فن التلاوة" الصادر حديثاً عن الدار اعلاه وقدم للهاشمي
القاص محمد سعدون السباهي ناعتاً أياه، بالشخصية النقدية
المهمة في مجال النقد الموسيقي واحد رموزها ليس ضمن العراق
وحسب، وانما على نطاق العالم العربي..
وتحدث الناقد الهاشمي عن هذه المحاضرة، واعتبرها تكريماً
مهماً له لا يوازيه أي تكريم مهما كان نوعه، وعبر عن
سعادته بهذه النخبة الممتازة التي حضرت الى هذه الندوة،
واضاف: آثرت ان لا اجيء بنص مكتوب معي، وانما ان اترك
الحديث على سجيته ليكون حديث القلب للقلب، بعيداً عن
السياقات التي تؤطره وبعد ذلك تحدث عن كتابه (فن التلاوة)
قائلاً: هذا الكتاب رحلة طويلة ودراسة ممتعة، منذ اكثر من
خمسة وثلاثين عاماً كتبتها بشكل مسلسل في مجلة ألف باء،
سلسلة من المقالات تنشر في رمضان وهي مقالات عن قراء
القرآن مع تغيير وتشذيب نتيجة تجارب السنين التي مضت، وخرج
هذا الكتاب عن دار الشؤون الثقافية العامة.
ينطوي الكتاب على مقارنة نقدية ومنهجية في فن التلاوة، بين
اسلوبين من التلاوة، الاسلوب المصري والاسلوب العراقي، مع
ان هناك تلاوات اخرى مثل النجدية والحجازية لكني آثرت
التركيز على التلاوة المصرية لأنها معروفة في جميع اقطار
الوطن العربي والاسلامي، اما التلاوة العراقية فهي معروفة
في بغداد وعليه عقدت المقارنة بين التلاوة المصرية
والعراقية وعندما تستمع الى التلاوة المصرية، فإنها تعيدها
الى الحياة، اما التلاوة العراقية فإنها تذكر بالموت
لماذا؟ هذا السؤال طالما شغل الباحثين والناس الحقيقة ان
التلاوة المصرية تحفل بمبدأ التغني، اما التلاوة العراقية
فانها تحترس من هذا المذهب، وتحرص على الاسلوب قبل التغني،
بينما التلاوة المصرية مع حرصها على الاسلوب، فإنها تحفل
بمبدأ التغني.
واضاف: عندما جاء القراء المصريون الى بغداد، لحضور فاتحة
الملكة عالية في عام 1951 وبالتحديد عبد الفتاح الشعشاعي
وابو العينين شعيشع بدأت التلاوة العراقية تضطرب، لأن
الكثير من المقرئين بدأوا بالتأثر بتلاوة هذين الشيخين
الجليلين منهم الحافظ صلاح الدين.
وبدأ الميزان العراقي يضطرب هو الآخر امام التلاوة
المصرية، لأن التلاوة المصرية، تحاول ان توزع مذهب التغني
الذي يعتمد على اطلاق صوت المقرئ، في جوابات وطاقات في
الصوت لكي يلون الاتجاه الاقرائي بينما في التلاوة
العراقية لا يحصل ذلك لأنها كانت تحرص على ان تكون نابعة
من الاصول الاقرائية، التي تحاول الابتعاد عن مذهب التغني.
ثم اضاف الناقد الهاشمي ان كل واحد من المقرئين المصريين،
يعزف على آلة موسيقية معينة، مثل عبد الفتاح الشعشاعي الذي
يعزف على آلة القانون، وابو العينين شعيشع على آلة العود،
ومصطفى اسماعيل على آلة الكمان، أي ان المقرئ المصري ينطلق
من دراسة للقواعد الموسيقية العربية مروراً بالتلاوة اما
التلاوة العراقية فلم تنهض على اسس القواعد الموسيقية،
وانما نهضت على معرفة فكرية بقواعد المقامات، دون ان
يدرسوا ذلك في المعاهد الموسيقية (أي المقرئين)، وانما
تناقلوها بشكل شفاهي من واحد لآخر.
واسترسل الناقد الهاشمي في شرح تفاصيل القراءتين، وكيفية
اعتماد بعض القراء المصريين على التلاوة الدرامية، مثل
سورة القصص التي اداها بشكل رائع ابو العينين شعيشع وكذلك
عندما تلا عبد الفتاح الشعشاعي سورة الكهف، وعبد الباسط
عبد الصمد في سورة يوسف الذي يكرر آية (هيت لك) تسع عشرة
مرة ويختمها بقفلة مهمة (معاذ لله)، مؤكداً ان القراءة
المصرية تحفل بقفلة تامة، والقراءة العراقية تحفل بربع
قفلة.
وفي ختام المحاضرة اجاب الناقد الهاشمي على بعض الاسئلة
التي طرحها عليه الحضور. |