تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

في اول دورة تمنح شهادة الـICDL)) .. وزارة التعليـم العالي: وداعـاً لأمية الحـاسوب
 

  • احصاءات عالمية تؤكد ان كل دولار يصرف على تعلم تكنولوجيا الحاسبات يدر ربحاً مقداره (30) دولاراً

بغداد/ شاكر المياح
وزارة التعليم العالي: وداعاًَ
فتيات.. كالفراشات يتنقلن بين اجهزة الحاسوب، ويستخلصن ما اختزنته تلك الذاكرات العجيبة من معلومات ومعارف، أنامل رقيقة تلامس ازرار الحواسيب، ويتلاعبن "بماوساتها" برشاقة، وبجانبهن شباب وفتيات يتحلقون حول تلك الاجهزة ويمعنون النظر فيها، ويسجلون ما استظهرته شاشاتها، هذا هو المشهد في قاعة ديوان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اول دورة لمنتسبيها لتأهيلهم للحصول على شهادة "الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي الـ"
ICDL" والتي افتتحها الوزير بحضور الدكتورة "بيروان خيلاني" الوكيل العلمي للوزارة والتي تهدف اولاً الى اشاعة الثقافة العلمية والتي تعني كيفية التعايش مع الرؤى الجديدة للحياة المعاصرة، ومع الحاجات اليومية لها.
وقبل بدء الدورة التقت "المدى" مدير اعلام الوزارة الذي حدثنا عن مواصفات واهداف الدورة قائلاً: ان نشر برنامج الرخصة الدولية هو هدف هذه الدورات وتعتبر الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الالي اكبر مزود في العالم لشهادات مهارات مستخدمي الحاسب الالي المعترف بها دولياً كمعيار عالمي في هذه المنطقة.
اما عن اهداف الرخصة فيقول مدير الاعلام: ان اهداف الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الالي هي رفع المستوى المعرفي في تكنلوجيا المعلومات وزيادة مستوى الكفاءة في استخدام الحواسيب الشخصية وتطبيقات الحاسب الالي، ولضمان فهم اكبر لمناهج وميزات الحاسب الشخصي لجميع مستخدميه، فضلاً عن زيادة انتاجية الموظفين الذين يستخدمون الحواسيب الشخصية في عملهم، وكذلك ايجاد عوائد استثمارية افضل في مجال تكنلوجيا المعلومات، ومؤهل معترف به يسمح لكل فرد بغض النظر عن خلفيته بان يكون جزءاً من مجتمع تكنلوجيا المعلومات.
برنامج شهادة الـ ICDL
ويوضح مدير اعلام الوزارة برنامج الشهادة فيقول: هي شهادة تمنح لكل فرد يجتاز الاختبار النظري في المفاهيم الاساسية لتكنلوجيا المعلومات وستة اختبارات عملية اخرى لتطبيقات الحاسب الآلي الشائعة، وهذه الاختبارات السبعة هي: المفاهيم الاساسية لتقنية المعلومات واستخدام الحاسب الالي في ادارة الملفات، ومعالجة الكلمات، وجداول البيانات، وقواعد البيانات، والعروض التقديمية واخيراً المعلومات والاتصالات مشيراً الى ان شهادة الـ"ICDL" هي الشهادة الفعلية التي تدل على قدرة الفرد على استخدام الحاسب الشخصي وتطبيقاته وهي تمنح للجميع بصرف النظر عن العمر والتحصيل العلمي والخبرة او الخلفية ولها فوائد شخصية وعملياتية ومجتمعية، فعلى صعيد الفوائد الشخصية فهي تنحصر في: زيادة مستوى المهارات لاساسيات تكنلوجيا المعلومات، وزيادة الثقة في استخدام الحاسب الالي وتوفير كفاءات معترف بها دولياً، وتحسين فرص العمل وقابلية الانتقال الوظيفي، وتوفير بيئة مناسبة لتطوير تعليمها اما الفوائد المجتمعية فيلخصها مدير الاعلام برفع كفاءة المستوى المجتمعي العام في مهارات الحاسب الالي، ورفع ثقافة المجتمع الحاسوبية، وخلق مدخل للولوج الى المجتمع المعلوماتي، وايجاد وظائف جديدة في مجالات التدريب وخدمات الاختيار والانتاج، بعد ذلك افتتح الدكتور عبد ذياب العجيلي وزير التعليم العالي والبحث العلمي هذه الدورة بكلمة جاء فيها هذه الدورات معترف بها في جميع انحاء العالم الدول المجاورة بدأت بهذا المشروع منذ وقت مبكر، تقريباً وعلى هذا فنحن نعتبر متأخرين في تطبيق وتنفيذ هذه التقنية.
وفي مداخلة للمشرف الفني على الدورة اشار فيها الى ان هذه الدورة هي تدريبية- تأهيلية لاننا في الوقت الحاضر عاجزين عن منح شهادة الرخصة الدولية ولهذا فقد خاطبنا السادة في مؤسسة الرخصة الدولية لاستخدام الحاسوب لمجلس التعاون الخليجي ولم تثمر مساعينا لمنحنا الشهادة لكون مؤسسة الخليج وتسعى الان للحصول عليها من "ايرلندا" وايرلندا بالذات لا تمانع في ذلك خاصة اذا كان هناك ممول معروف لهذا المشروع وفي حال تعذر الحصول على ممول فان الوزارة ستتبنى المشروع وعلى وفق امكاناتها واصل الوزير كلمته موضحاً اهمية محو امية الحاسوب قائلاً:
ان هذه الدورات ستستمر في الوزارة وتشكيلاتها وجامعاتها وهيئاتها العلمية، وستتوسع لتشمل جميع الوزارات العراقية، وتحظى الرخصة الدولية لمحو امية تقنيات المعلومات باهتمام بالغ في الدول المتقدمة وفي الدول العربية المجاورة للعراق ومن هنا فان تدريب وتأهيل الملاكات يعد الحلقة الرئيسة في بناء المجتمع والنهضة الاقتصادية والصناعية للبلد هناك احصاءات اجرتها شركة "موتورولا" افصحت بان كل دولار يصرف على التدريب يدر ربحاً قدره "30" دولاراً والعراق الان بامس الحاجة لمثل هذه الدورات التدريبية، ليس فقط من حيث النوع، بل من حيث الكم ايضاً، وتثقيف المواطنين حول اهمية الاتصالات والمعلوماتية وقال العجيلي وبعد الاختبار النهائي ستقوم الوزارة بمنح المشاركين الشهادة واعرب عن امله في نجاح جميع المشتركين في هذه الدورة واستعداد الوزارة لتوفير جميع متطلبات ومستلزمات نجاحها وفي مداخلة للدكتورة "بيريوان خيلاني" الوكيل العلمي للوزارة ذكرت فيها بان هذه الدورات بدأت في عام "2004" بعد الحصول على منحة من وكالة "جايكا" اليابانية لتأهيل مدربين قادرين على تعليم متدربين والى هذا هيأنا 60 متدرباً موزعين على المؤسسات التعليمية 20 منهم في مركز الوزارة وبدعم من الوزير اخترنا الاوائل منهم وخاصة من الاساتذة الذين انيطت بهم مهام تدريب الملاكات، وكان الهدف الاساسي هو نشر برنامج الرخصة الدولي لقيادة الحاسوب الالي، وتهيئة المتدربين للاختبار.
وعن شمول التدريسيين بهذه الدورات قال الوزير: يجب تأهيل جميع التدريسيين وحصولهم على هذه الرخصة سواء نجح فيها او لم ينجح، ذلك لان خطتنا في اصلاح التعليم العالي، تتضمن ان تكون المناهج على شبكة الانترنيت بحيث يستطيع الطالب الحصول على هذه المناهج من الشبكة مباشرة ولهذا سيتم تدريب كل المدرسين على الـ"
ICDL" لا سيما ونحن لدينا الملاكات القادرة على تنفيذ وتطبيق واقامة هذه الدورات وستكون لدينا متوالية هندسية في عدد المدربين حول الترقيات العلمية للاساتذة وهل تكون هذه الرخصة احد العوامل المساعدة في الترقية؟ قال الوزير حتماً ستكون هذه الشهادة احد اسس المفاضلة عند الترقية العلمية انا لا اقول باننا سنحجب التقنية لمن لا يملكها بل سيعول عليها كثيراً.
وفي مداخلة للدكتورة بريوان قالت:
وسيعتمد على هذه الشهادة كثيراً عند القبول في الدراسات العليا والافضلية ستكون لمن حازها بالنسبة لتدريب وتأهيل التدريسيين فلدينا برنامج خاص في هذا المجال والذي يشمل اساتذة كليتي التربية والعلوم أي الاساتذة الذين يقومون بتأهيل مدرسي مراحل الدراسة الثانوية، وهناك جزء خاص في هذا البرنامج لتطوير مهارات الحاسوب للاساتذة وسيشمل جميع اساتذة الجامعات، ففي المرحلة الاولى سيطبق هذا البرنامج في اربع جامعات، وفي المراحل اللاحقة سنوسع من رقعة التطبيق لتغطي جميع جامعات العراق، اما بالنسبة للاختصاصات العلمية (العلوم الطبية والهندسية والعلوم الاخرى) فنحن بصدد وضع خطة ضمن ستراتيجية التعليم العالي تتضمن عدداً من البرامج التطويرية، لتأهيل الاساتذة وتطوير مهاراتهم فضلاً عن تطوير المناهج وبما يسهم في اصلاح التعليم العالي.
وفي سؤال "المدى" حول مدى تطبيق هذه البرامج على طلبة الدراسات العليا اجاب العجيلي قائلاً:
لدينا برنامجان متوازيان، هما برنامج الرخصة الدولية وبرنامج الكفاءة في اللغة الانكليزية، وسندرب ملاكاتنا على اللغة الانكليزية لانها مهمة جداً ولكي يقبل الطالب في الدراسات العليا لابد من حصوله على شهادتي
ICDL والكفاءة باللغة الانكليزية.
مليون حاسبة
واجاب الوزير على سؤال يخص الحصول على المزيد من الحاسبات من الدول المانحة قائلاً:
لدينا خطة رئيسية للحصول على اعداد كافية من الحاسبات من خلال اتصالاتنا مع الدول المانحة، وسنلتقي بـ"بيل غيش" وسنطلب منه مليون حاسبة اذا كان هذا ممكناً علينا ان نعتمد على جهدنا الذاتي، وان لا نعتمد كلياً على الدول المانحة ولهذا فقد وضعنا نصب اعيننا هذا الموضوع واوليناه جل اهتمامنا في موازنة العام القادم، وفي تعقيب لها قالت الدكتورة خيلاني:
ضمن ستراتيجيتنا في التعليم العالي وضعنا خطة بان تكون نسبة الحاسبة الى الاستاذ ا/ا حتى عام 2008، اما في الوقت الراهن فان النسبة تكاد تكون 50 استاذاً لكل حاسبة.
ويضيف السيد الوزير ليس هدفنا ان يكون لكل استاذ حاسبة، بل في خططنا ان يكون للطلاب ايضاً حصتهم من الحواسيب فضلاً عن توفير المختبرات العلمية وستكون الاولوية لطلبة الدراسات العليا، اما بخصوص شبكة الانترنيت فسوف تشمل وفي القريب المنظور جميع الجامعات العراقية وفي العراق الآن سبع جامعات جرى ربطها بالمكتبة الافتراضية ونسعى الى شمول كل جامعات العراق وفي رده على سؤال بخصوص شمول جامعات كردستان بخطط الوزارة قال الوزير:
نحن هنا في المركز لا نفرق بين جامعات كردستان والجامعات الاخرى فهي كلها جامعات العراق وما يصيب هذه الجامعات يصيب جامعات كردستان اذ جميعها ستشمل بالمكتبة الافتراضية وفي مداخلة للوكيل العلمي جاء فيها:
في اختيار للجامعات المشمولة بالمكتبة الافتراضية على اساس ثلاث مراحل وهذه الجامعات السبع تمثل المرحلة الاولى، بالاتفاق مع الدول المانحة، وهكذا جرى اختيار جامعات المرحلة الاولى على وفق المناطق الجغرافية من الشمال والوسط والجنوب، وهناك تسهيلات اخرى توفرها المكتبة الافتراضية مثل الدخول الى المحاضرات عبر الانترنيت، بمعنى ان بامكان أي مشترك الدخول مثلاً الى محاضرات جامعة "ليماتية" مثلاً وفي جميع اختصاصات العلوم والتكنلوجيا ولهذا فقد تم اختيار المهندسين والمكتبيين الذين سيقومون بواجبات الصيانة والمحافظة عليها وبعد شهر رمضان المبارك سننظم ورشة عمل يلتحق فيها كل امناء المكتبات ومهندسي الحاسبات والصيانة، وبعد نهاية الورشة سيقوم هؤلاء شؤون المكتبات ومنها المكتبة الافتراضية.
اراء المشاركين
بعد ذلك تنقلنا بين مجاميع المشتركين فالتقينا بالمشاركة زينب حسن والتي اخبرتنا بانها لم تكن تعرف أي شيء عن الحاسوب اما الان فان الامر قد اختلف تماماً، اذ بدأت اعي اهمية الحاسوب واجيد العمل عليه واستوعب اغراضها وفوائدها وبرامجها وكيفية الدخول عليها، بالاختصار تعلمت وضمن اختصاصي كيف احصل على الذي اريده واحتفظ به وعن تحصيلها العلمي قالت زينب: لدي دبلوم فنون جميلة قسم تصميم ديكور وفي هذا الجانب فان الحاسوب سيوفر لي خدمات كثيرة.
اما المشاركة "زينة عبد الحسين" الموظفة في وزارة التعليم العالي مكتب المفتش العام فقد حدثتنا قائلة:
هذه الدورة اتاحت لنا الفرصة كي نتدرب وندرس ونتعلم كيفية استعمال الحاسوب والعمل عليه مع معرفتي لبعض اساسيات الحاسوب، وفي هذه الدورة تعلمت برامج الـ"
Word" وخاصة نظام الجداول الـ Axces. Axel الذي كنت اجهله وليس لدي عنه اية فكرة او معلومة. وعن ضرورة وجود حاسوب في كل بيت قالت زينة:
ما تعلمته في هذه الدورة جعلني اشعر بضرورة ان يكون في كل بيت جهاز حاسوب يربط بشبكة الانترنيت، لا سيما ان متطلبات الحياة العصرية تستوجب اقتناء الحاسوب وتعلم استعماله واجادة لبرامجه وانظمة عمله، وهو جهاز لا يستغني عنه أي فرد بدءاً من الطالب ومروراً بربة البيت وصولاً الى الاستاذ الجامعي والموظف ورئيس الدائرة والوزير وعلى من يعمل عليه دراسة اللغة الانكليزية وتعلمها قراءة وكتابة.
وسألناها مرة اخرى: هل احسست بان نقلة نوعية قد تحققت في مجال عملك بعد هذه الدورة؟ اجابت قائلة:
اجل.. لاسيما انا اعمل في الجانب الاداري اذ وفرت لي الحاسبة الكثير من الجهد والوقت ولذا فانا ساقوم بتدريب وتعليم اخوتي واخواتي على الحاسوب بعدما تأهلت ونلت شهادة الـ
ICDL"" واصبح بامكاني ان اكون مدربة.
اقبال رائع
بعد ذلك التقينا المدير الفني للدورة السيد "زيد ذنون يونس" والذي يعمل مبرمجاً في ديوان الوزارة الذي حدثنا عن الدورة قائلاً: ابدأ اولاً بالاقبال على المشاركة فيها والذي يمكن ان اصفه بالرائع، وخاصة بعدما كانت المعلومات حكراً على بعض الاشخاص والآن اصبحت في متناول ايدي الجميع، وبعدما اكتشفوا بان العملية بسيطة وسهلة ولا تحتاج الى الاستعانة بالاخرين، بل الى بعض المصادر للاطلاع على مكونات الحاسبة والتعرف على البرامجيات المعمول بها في الحاسبة الالكترونية.
*هل حققت الدورة اهدافها؟
-بالتأكيد، وهذا واضح من خلال الاقبال المتزايد على المشاركة فيها، ذلك لأن مصطلح "محو امية الحاسوب" يبدو ثقيلاً نوعاً ما، وهذا ما يستثير الاخرين ويدفعهم للاشتراك في الدورات المقبلة وبشكل طوعي، ولكن وفي المستقبل القريب سيكون الانضمام الى الدورة الزامياً ولجميع العاملين في الوزارة لقاؤنا التالي مع المشاركة "شيماء عبد الانيس" الموظفة في الدائرة القانونية التي افادت قائلة:
الدورة تستمر لمدة اسبوعين وخصص لكل برنامج مدة يومين للتدريب عليه، اما الفائدة فهي حتماً كبيرة اذ تعلمنا كيفية الدخول الى الحاسبة وتفاصيل عديدة عن البرامجيات، وعن اهمية الحاسوب بالنسبة للفتاة قالت: لا يقتصر تعلم الحاسوب على فئة دون اخرى، فهو ضروري ونافع للجميع ولكل الاختصاصات.
فيما تحدثت زميلتها المشاركة "نسرين هادي" التي تعمل بوظيفة "محاسبة" قائلة:
لقد اضافت لي هذه الدورة مساحات كبيرة لاستعمال انظمة الحاسوب خاصة انا امتلك حاسبة في بيتي واستطيع العمل عليها بشكل مبسط، اما الآن فقد اصبحت املك مهارة ممتازة في كيفية استعمال انظمة الجداول والـ"
word" والـ"photo shop" وغيرها من البرامجيات.


تحية لعشائر الانبار
 

حسام مصطفى
نظفوا مدنكم يبارككم الشعب وتؤيدكم الحكومة الشرعية ومجلس النواب والقوى الصديقة والشقيقة التي تريد لنا الخير ولعراقنا الازدهار.

وان جاء متأخراً، الا ان قرار عشائر الانبار بالتصدي للارهاب سيغير كثيراً من المعادلات السياسية والامنية في المحافظة نفسها وفي العراق عموماً، اذا استمر العمل بنفس الروحية والاندفاع، فعندما نستطيع ان ننظف بيتنا من هذه القذارات وننقي اجواءه من الروائح العفنة، نستطيع في تلك اللحظة، ان نجلس معاً ونتحاور لان الجميع ستتضح له الصورة العامة وتزال غشاوة الالوان والتباس المواقف ويستطيع المواطن او المسؤول ان يميز بين اللون الاحمر واللون الاخضر وعندها نعرف جميعاً من هو صاحب النية الحسنة ومن هو الصدامي الذي يروقه رؤية العراق الديمقراطي الجديد ومن هو القادم من خلف الحدود باجندة لا علاقة لها من قريب او بعيد باهداف وتطلعات الشعب العراقي في حياته الجديدة ومن هو المعتاش على آلام ودماء العراقيين ومن هو المجرم القاتل في مافيات التسليب والاختطاف.
صحوة مباركة لعشائر الانبار وهي تدرك الان ان خراب مدنهم نواحيهم واقضيتهم وقراهم لم يات الا لان تلك القوى الظلامية قد حلت بين صفوفهم وارتهنت ابناءهم وقرارهم الوطني من دون ان تقدم لهم غير الموت والدمار.
لقد دفع اهالي الانبار الكرام ثمناً مؤلماً لتعسف سلطة الدكتاتور صدام وذهب خيرة أبنائها شهداءً في اقبية السجون واعدم الكثير منهم وعانى الكثير منهم ايضاً مرارة الغربة بحثاً عن نسمة هواء نقية وبعد التحول التاريخي في 9/4/2003 واصل ابناء الانبار دفع ثمن وجود ايتام الصنم بين صفوفهم ليلتحق بهم مجرمو تنظيم القاعدة ليشكلوا حلفاً اجرامياً غير مقدس ضد ابناء الانبار انفسهم اولا ثم ضد ابناء الشعب العراقي، وسبب هذا الحلف الهمجي الكثير من الخراب والآلام والضحايا والتي ما كان لها ان تكون لو ان هذه الصحوة المباركة قد بكرت قليلاً، وبرغم ذلك فهي صحوة مباركة يا عشائر الانبار لتدكوا اوكار الجريمة القاعدية وايتام الطاغية ممن ما زالوا يحلمون من فرط غبائهم بعودة التاريخ الى الوراء ورؤية (الاب القائد) وهو يمسك سياطه من جديد ليجلد شعباً لن يتخلى ابداً عن حريته وحياته الجديدة.. نظفوا مدنكم يبارككم الشعب وتؤيدكم الحكومة الشرعية ومجلس النواب والقوى الصديقة والشقيقة التي تريد لنا الخير ولعراقنا الازدهار.
مباركون يا ابناء الانبار وانتم تضعون ايديكم بايادي اخوانكم وابناء شعبكم من زاخو الى الفاو لانقاذ هذا العراق الجميل من فايروس الارهاب المقيت وعندها ستكون كل المشاكل قابلة للحلول ما دامت ارضيتها عراقية النيات والاهداف.
ونقولها لكم بروح الوطنية العراقية التي تجمعنا، بان اعداء العراق في شرق الارض وغربها، لن يتفرجوا على تحولكم الايجابي هذا وسيحاولوا بشتى الطرق الملتوية وضع العراقيل امامكم وحرفكم عن مهمتكم الوطنية لوقف اراقة الدم العراقي وسيبذل الاعداء جهوداً مضاعفة لتمرير اجندتهم بين صفوفكم فاحذروهم فانتم تقومون بعمل سيكتبه لكم التاريخ بحروف من ضياء الشمس، اليوم يومكم سادتي شيوخ العشائر فافعلوا ما يمليه عليكم ضميركم الوطني وما يريده منكم ابناؤكم ووطنكم وشعبكم.


بين القبول والرفض .. كيـف يقـضي النــاس شـؤونــهم أيـام حــظر التجــوال؟!

 

بغداد/المدى
هذه ليست المرّة الاولى، التي ارى فيها الشوارع مقفرة، وانما تكررت رؤيتي لها لمرات عديدة، ولكن هذه هي المرة الاولى التي اشعر فيها بإنقباض، حينما فتحت باب الدار، ولم ارَ ََ سيارة في الشارع تمضي، بل من حين لآخر، أرى رجلاً، او شاباً على دراجة هوائية، وقبل ذلك بساعة، كنت اسمع فراغ الشارع من غرفتي، وانا انهض من نومي متثاقلاً، بعد ان طرق سمعي في الليل، صوت شقيقي وهو يقول: اعلنت الحكومة اعتبار يوم غد، حظراًً للتجوال! لماذا؟ لا احد يدري..

حين احتواني هذا الاحساس، تمنيت لو أطير فوق جسر الجمهورية، او جسر السنك، واقبع فوق نصب الحرية، لأرنو لبغداد على مهل، واعرف عن كثب كيف حال الكرادة، او حال شارع الكفاح والشيخ عمر وباب الشيخ والشورجة واطمئن على الكرخ، وأمُسد على القطارات الغافية في العلاوي، واتبضع من سوق الشواكة. ولكن كل هذا لم يحصل، فعدت لغرفتي، وما كدت استسلم للنوم ثانية، حتى رنّ هاتفي، فكان صديقي على الجانب الآخر، يسألني عن حكاية حظر التجوال، اجبته واستغرقت في نومٍ اشبه بنوم القطط.منذ أشهر وبسبب الوضع الامني المتردي، التجأت الحكومة الى فرض حظر التجوال، للحد من اعمال العنف، التي تودي بحياة الابرياء، وتجعلهم ضحايا يتساقطون في كل مكان من ارض البلد.
بدأ حظر التجوال بيوم الجمعة، لمنع قتل المصلين، وتهديم بيوت الله، من مساجد وحسينيات واضرحة مقدسة. وتجاوز الحظر في مراتٍ كثيرة الى ايام أُخر، لتطهير بعض المناطق، من اولئك الذين تسول لهم انفسهم الحاق الاذى بالناس الابرياء لذلك قمنا بهذا الإستطلاع وسألنا عدداً من الناس عن كيفية قضائهم اليوم الذي يفرض فيه حظر التجوال فتباينت الاجوبة، وكان لكل واحد منهم رأيه في قبول او رفض الحالة.
ارزاق الناس
السيد جبار ابو زينب، بائع صحف في باب المعظم يقول:
عندما يكون هنالك فرض حظر التجوال، ولا سيما في غير يوم الجمعة، نخسر كثيراً نحن الذين لا رواتب لدينا فالذي نحصل عليه من عملنا اليومي بالكاد يكفينا، وعندما نتوقف ليوم او يومين نضطر الى الاستدانة لتعويض اليوم الذي جلسنا فيه في البيت.
* ما الحل برأيك؟
- الحل هو ان تفكر بنا الحكومة، ولا تتركنا عرضة للحاجة!
كان السيد جبار يتحدث بحرقة، حاله حال الالاف من المواطنين الذين يفترشون الارصفة في كل الازمنة، بحثاً عن لقمة عيش شريفة، وهم يعرضون انفسهم، لأعمال القتل العشوائي، والتفجيرات التي لا تفرق بين مواطن وآخر!
لم يكن بائع الساعات في سوق هرج بالميدان، أقلُّ الماً من صاحبه، وهو يتكلم الينا، عن كيفية انحدار وارده اليومي، بعد اجراءات حظر التجوال في يوم الجمعة، وغيره من الايام اذ يقول: عملي هنا في هذا السوق، يتركز في يوم الجمعة، وكذلك عمل الباعة الآخرين، ومنذ حظر التجوال، اصبحنا لا نعرف ماذا نفعل؟! نأتي الى السوق صباحاً، لكن المتبضعين هم قلة، من اهل المنطقة، والمناطق المجاورة لها اما سابقاً فإن السوق كان يضج بالمتبضعين وماذا بعد؟
نريد من الحكومة ان تضع لنا حلاً، لمواجهة متطلبات الحياة، ليس لدينا راتب تقاعدي، ولا وظيفة، وليست من جهة ترعانا اين نذهب لا نداري؟!
مزاج باعة الخضراوات
في جولة بين عدد من باعة الخضراوات في المناطق السكنية شاهدنا اقبالاً غير طبيعي عليهم، في ايام حظر التجوال البيع على المزاج، وبسعر كيفي، طالما ان الاسواق العامة تغلق ابوابها، واكثر العوائل لا تأخذ احتياطاتها لهذا اليوم.
فالنساء والرجال على حد سواء، يشترون انواعاً من (المسواك) حتى بعض الانواع الرديئة، فإنها تباع في هذا اليوم.
الباعة رفضوا الإدلاء بأي تصريح لنا، وعلق احدهم قائلاً: (خلصتو من الارهاب حتى تجون النه!)
ام محمد سيدة ثلاثينية قالت: انا مدرسة، ولا اشتري الاّ كفايتي ليوم واحد، لذلك في ايام حظر التجوال، اشتري ما احتاج اليه، من هنا.
* الا يوجد فارق في السعر بين الاسواق العامة، وهذه الاسواق الصغيرة؟
- نعم هنالك فارق، ولكن هذا هو الموجود!
السيدة ام ثائر قالت وكانت تستمع الى حديث ام محمد: صحيح هنالك فارق، ولكن بالإمكان هنا ان (نستنكي) الحاجة التي نريد.
المتقاعدون وحظر التجوال
لكل شريحة طقوسها التي تمارسها في اثناء ايام حظر التجوال المتقاعدون وكبار السن، بدشاديشهم البيض، ومسبحاتهم السود، يجلسون كل ثلاثة او اربعة امام بيت أحدهم، يتناقشون في شتى الامور، بدءاً من الحياة الاجتماعية في زمانهم، وصولاً الى الحياة الاجتماعية والسياسية الراهنة.
هنالك من يفضل العهد الملكي على كل العهود، ويعتبره عهداً ذهبياً، لا يتكرر هنالك من يفضل العهد الجمهوري ممثلاً بعبد الكريم قاسم، وهو لا يتكرر ايضاً، وهكذا حدثنا احدهم وهو الحاج عبد الله نجم، كان يعمل في التعليم وهو متقاعد الآن، عن حظر التجوال قائلاًَ: حظر التجوال له محاسنه، وله مضاره محاسنه منع الارهاب وابعاد شبح الموت عن الناس، ولا سيما المصلين، أما مضاره فهي تعطيل الحياة ليوم كامل، ونحن بحاجة الى ساعة واحدة، للعمل وبناء بلدنا من جديد ثم انهمك مع جماعته في تبادل الاحاديث، وقبل ان نغادرهم احدهم قال: هل توجد زيادة في رواتب المتقاعدين هذه الايام؟!
العوائل وحظر التجوال
العوائل تلتجئ الى القنوات الفضائية لتزجية الوقت، ما بين مشاهدة فيلم سينمائي، او مسلسل تلفزيوني او حديث ديني فصاحب المولدة في منطقتنا قال: ان الناس تريد زيادة ساعات تجهيز الكهرباء من المولدات في ايام حظر التجوال، ولا سيما في شهر رمضان ونحاول جهد الامكان ان نقوم بذلك.
عائلة السيد اسكندر، كانت منهمكة بإعداد الفطور مجموعة من الاكلات والشرابت والحلويات، كانت تقوم بإعدادها السيدة ام آية سألناها: كيف تقضين ايام حظر التجوال؟
ضحكت قائلة: في اعداد الفطور ومشاهدة بعض الافلام السينمائية، على قناة روتانا. وقبل الفطور استمع الى تلاوة القرآن الكريم، لدينا تسجيلات كثيرة بأصوات المقرئين.
السيد اسكندر قال: اقضي وقتي مع الاطفال اقرأ معهم دروسهم، وقليلاً ما اتابع الفضائيات بإستثناء الاخبار فأتابعها بدقة
* هل تجد ضرورة لمنع التجوال؟
- لا اجد ضرورة لذلك، وحظر التجوال يشبه المسكنات التي تعطى للمريض، وليس العلاج المطلوب هو وضع امني مستتب وليس منعاً للتجوال!
*هل يؤثر في عملك؟
-نعم يؤثر في عملي، لأني اعمل (سائق تكسي) اشعر بالضيق احياناً، ولكن هذا هو واقع الحال!
ما البديل؟
سائق سيارة كيا عبر عن استيائه، من كثرة الايام التي يكون فيها حظر التجوال سارياً وقال بعفوية: انقطع رزقنا بسبب حظر التجوال، مرّةً تكون هنالك ازمة في الكاز، مرّة تقطع الطرقات، وهذه المرة حظر تجوال.
انها محنة حقاً، ومعاناة جديدة تضاف الى معاناة المواطنين، ولا سيما اصحاب الدخل المحدود، الذي يعملون بأجر يومي، او اصحاب البسطيات والجنابر فهل هنالك خطة جديدة لدى الحكومة، لتبديلها بحظر التجوال، من اجل ان لا تتضرر شريحة من المجتمع، تحت لافتة حفظ الامن؟
المتضررون من منع التجوال، ليست هذه الشريحة فقط، وانما الذين يعملون في الاسواق التي تفتح ابوابها يوم الجمعة ايضاً..

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة