تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

20 معاملة فقط أنجزت من بين 2000 .. عـوائل شهداء العمليات الارهابية بين فـكي وزارة المالية ولجنة التعويضـات
 

بغداد/ طارق الجبوري
ارحموا عوائل الشهداء ولا تعاملونا بهذه الطريقة التي لا تضع حرمة لدماء ابنائنا وارواحهم.. هكذا صرخت ام الشهيد احمد امام لجنة تعويض الشهداء والمتضررين في مبنى محافظة بغداد وهي تقول
انا كبيرة السن واتعبني الزمن والمرض وزاد من معاناتي استشهاد ابني بانفجار سيارة مفخخة في منطقة( ابو دشير) عام 2004.

وتضيف وهي تخرج صورة ابنها الشهيد من محفظة صغيرة.. ليس هناك ما يعوض الالم ومرارة فقدان الابن ولا كل كنوز الدنيا.. لكنها الحاجة التي دفعتنا للمراجعة للحصول على تعويضات لنسد بها جزءاً من متطلبات الحياة القاسية ونأمل الحصول على راتب.. وقد اتعبني اكثر طول فترة المراجعة فمنذ حوالي سنتين وانا في دوامة المعاملات ولم احصل على شيء ملموس حتى الان كما ترون فان اسهل شيء ان يقال لك اذهب وتعال بعد اسبوع او يومين وطبعاً لا تملك الدليل على انك عندما تعود ستحصل على مرادك بانجاز المعاملة..
وتؤكد ام الشهيد احمد انها صرفت ما لديها من مبالغ على المراجعات وارهقها الذهاب والمجيء وتتساءل متى نحصل على التعويض الذي لا نعرف ما هو؟!!
ويقول المواطن حازم فاضل الهاشمي:- استشهد ولدي الاعلامي في قناة الحرية وهو في عنفوان عطائه وشبابه.. والمعروف انه ليس هناك اعز من الشهداء المظلومين لكننا نعاني نحن اهالي الشهداء الروتين والبيروقراطية حيث تتأخر معاملاتنا وانا منذ سنة اراجع لجان تدقيق لترسل المعاملة بعدها الى وزارة المالية لتنام هناك ايضاً.
ويشير والد الشهيد الى ان من المتعارف عليه في كل المعاملات اعتماد الرقم والتاريخ لانجازها حسب القدم الا ان محافظة بغداد اعتمدت انجاز المعاملات حسب الاحرف فمثلاً الان هم يعملون على معاملات الشهداء والمتضررين حرف الالف دون غيرها، لذا فلو تقدم اليوم احد بمعاملة لشهيد يبدأ اسمه بحرف الالف فانها تدقق وترسل الى وزارة المالية وتبقى اضابير وملفات معاملات الاحرف الاخرى مركونة تتنظر دورها رغم انها قدمت منذ اكثر من سنة وربما سنتين.. ويقول المعنيون في المحافظة انها تعليمات الخزينة في المالية ولا بديل لنا عنها!!
وبألم واسى يحدثنا المواطن زيدان خلف فاضل المكصوصي فيقول: بحادث اجرامي وبأيد ارهابية ظالمة فقدت ثلاثة من افراد عائلتي بعد ان اصاب دارنا صاروخ كاتيوشا في 26/6/2005 ادى الى تدمير المنزل والمشتمل واستشهاد زوجة ابني وولديه الطفلين.. الان اراجع لانجاز معاملة التعويض منذ اكثر من سنة حصلت على اجابة من الموظف المختص مفادها ان المعاملة في وزارة المالية.. وعلينا انتظار شوط جديد اخر علماً اننا حالياً نسكن في دار جار لنا عطف علينا وصعب عليه حالنا فدفعته مروءته لهذا العمل النبيل.. ولكن الى متى نبقى هكذا؟
هذه الصورة المؤلمة ومئات غيرها تصادفها في استعلامات محافظة بغداد او امام اللجنة المختصة بالتعويض.. وجوه حائرة ونفوس ارهقها التعب والحزن بانتظار من يخفف عنها ويشعرها انها موضع رعاية وتقدير يتناسب وحجم ما دفعوه من ثمن جراء العمليات الارهابية.
من حق المواطن
ازاء هذه الصورة توجهنا الى محافظة بغداد ونحن نحمل اسئلة عوائل الشهداء والمتضررين من جراء الاعمال الارهابية حيث التقينا بمديرة العلاقات والاعلام التي قالت:- من حق المواطن ان يجزع وان يصرخ باعلى صوته محتجاً على تأخير انجاز معاملته الخاصة بالتعويض التي لا تتحمل المحافظة مسؤوليتها بل التعليمات والقرارات التي وضعت الكثير من العراقيل امام هذه العوائل ومنها تسليم المعاملة بعد اكمالها الى الوحدة الادارية التي وقع العمل الارهابي فيها فاذا كان المواطن من سكنة بغداد مثلاً وصادف ان تعرض لحادث في محافظة الموصل فان عليه ان يقدم معاملة التعويض في الموصل وهذا يعني معاناة مضافة واجور نقل وفندق ربما وغيرها من المصاريف ناهيك عن الجانب الامني.. وكان يمكن ان يتم اجراء المعاملة في المحافظة التي يسكنها بعد ان يزود بالاوراق التحقيقية الخاصة بالحادث مصدقة من محكمة التحقيق.
واضافت ان تعليمات انجاز معاملة التعويض تنص على تقديم طلب معنون الى المحافظة باسم زوجة الشهيد اذا كان متزوجاً ووالدته اذا كان اعزب وتعهد خطي بعدم استلام أي مبلغ تعويض وقسام شرعي وحجة وصاية اذا كان هنالك قاصرون وشهادة الوفاة الاصلية والجنسية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن والبطاقة التموينية وحددت التعويضات بمليونين ونصف المليون دينار للشهيد ومبلغ يتراوح بين 500 الف الى مليون دينار للجرحى وحسب نسبة العجز..
* نفهم انه ليس هنالك راتب محدد للشهيد؟
- ليس هنالك من راتب والتعويض فقط للاشخاص دون ان يشمل الممتلكات كالدار المدمرة او السيارة او غيرها والادهى والامر ان الشهيد اذا كان لديه اولاد قاصرون فان جزءاً من المبلغ يودع للقاصرين فهو ليس ارثاً ويسلم لهم بعد (15) او (16) سنة بعد ان يكون قد فقد قيمته اصلاً كما ان المبلغ لا يسد الا جزءاً من متطلبات عائلة الشهيد بل ربما لا يكفي مصاريف الفاتحة وكنا نأمل ان يتم شمول هذه العوائل براتب تقاعدي او من الرعاية الاجتماعية ويمكن ان تحول نسخة من ملف او معاملة الشهيد الى الدائرة المختصة لتجنيب هذه العوائل معاناة المراجعة مرة اخرى هذا بالنسبة للشهداء وغير المرتبطين بدوائر اما من يعمل باحدى الدوائر فان معاملته التقاعدية وكما هو معروف تنجز عن طريق دائرته.. وهذه مناسبة لتكرار مناشدتنا رئيس الوزراء للالتفات الى هذه العوائل التي فقدت احد ابنائها جراء الاعمال الارهابية وتخصيص راتب معين يجنبها العوز المادي.. وينبغي توضيح جانب اخر وهو ان القرار يشمل الذين استشهدوا بعد 1/6/2004 ولا يشمل من استشهد قبل هذا التاريخ، علماً ان الكثير من العمليات الارهابية التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين قد جرت قبل هذا التاريخ ومنها حادثة تفجير مقر الامم المتحدة والمحافظة بدورها ناشدت المسؤولين لشمول الجميع بقرار التعويض، كما ان ضحايا الاصابات من جراء فعاليات القوات متعددة الجنسية لا يشملون ويبلغون بمراجعة قصر المؤتمرات وحسب معلوماتنا لم تحصل الاغلبية من هذه الشريحة على أي تعويض فكان يمكن لجهة رسمية ان تتبنى قضاياهم المشروعة..
اذن ما سر هذا التآمر الذي تشكو منه هذه العوائل وما عدد المعاملات الكلية وعدد المنجز منها؟
ليس من باب التبرير ولكن حسب معلوماتنا فان اعمال التدقيق ومسير المعاملة ابتداءً من القائممقامية وصولاً للمحافظة ليس هو المشكلة بل العقدة في وزارة المالية حيث تم تحويل اكثر من (2000) معاملة منذ 3/8/2006 لم ينجز منها حتى الان سوى (15/20) معاملة وذلك لان اللجنة قد انشغلت بانجاز معاملات الحجاج ونقترح هنا ان تشكل وزارة المالية لجنة خاصة بانجاز معاملات العوائل المتضررة من الحوادث الارهابية.
اما بالنسبة لالية العمل بالحرف (أ) فهو قرار الخزينة في المالية ونحن الان بانتظار ان تنجز المعاملات لارسال معاملات اخرى وهي بالالاف. اخيراً..
لا نملك الا ان نتساءل مع هذه العوائل المتضررة.. هل يمكن ان يعيل مبلغ التعويض المتواضع أي عائلة في هذا الوقت؟ ولماذا لا يتم تخصيص راتب لهذه العوائل كضمان لاستمرارها بحد ادنى من مستوى المعيشة وما الجهة التي تعوض هذه العوائل عن ممتلكاتها ودورها التي دمرت؟
هذه الاسئلة وكثيرة غيرها نضعها امام مجلس النواب وامام انظار السادة المسؤولين عسى ان يسهموا بالتخفيف عن جزء من معاناتهم مع ان فقدان عزيز لا يعوضه أي شيء.


الحركة الديمقراطية الكلدو آشورية : وليم وردا: شهـداء شعبنـا الكلدوآشور السريان هم شهـداء العراق اولاً
 

بغداد/علي الماني
(من القواسم المشتركة بين مكونات الشعب العراقي، هو ما قدمهُ كل مكون عراقي من شهداء في سبيل تحرر العراق وتقدمه، فالشراكة بين المكونات ليست فقط الارض والتاريخ المشترك، بل هو ايضاً ما قدمه كل مكون من شهداء في مسيرة الشعب العراقي) ويزخر تاريخ المكونات العراقية بكواكب مضيئة من ابناء شعبنا العراقي يتوزع انتماؤهم على كل مكونات الشعب العراقي، الا أنهم ينتمون في شهادتهم الى العراق ووحدته.
الشهيد الاشوري
ويكشف تاريخ ابناء شعبنا الاشوري بوصفهم مكوناً اصيلاً من مكونات الشعب العراقي ان الاشوريين وطوال تاريخهم قدموا الكثير من دماء ابنائهم دفاعاً عن حقوقهم القومية والوطنية، وليوم الشهيد الاشوري حكاية مأساوية في تاريخ الاشوريين جعلت منه مناسبة وطنية وقومية يستذكر فيها الاشوريون (الشهيد الاشوري) كجزء من الوفاء لاولئك البشر الذين وهبوا حياتهم من اجل شعبهم ووطنهم، ولم يقدم الاشوريون شهداءهم في اطار الحركة القومية الاشورية فقط بل في اطار الحركة الوطنية العراقية فلقد قاتل الاشوريون في الحركة الكوردية في صفوف البيش مركة وفي حركة الانصار والحزب الشيوعي العراقي والحركة الديمقراطية الاشورية، مبرهنين اصالة انتمائهم للعراق.
شيء من التاريخ
كتب الاستاذ ابرم شبيرا يقول (ان تاريخ شعبنا منذ سقوط امبراطوريته في (539) ق.م حتى بداية القرن الحالي حافل بالمآسي المروعة، والمذابح المفجعة والتضحيات الجسيمة من اجل هذه الامة.. فالاشوريون طوال تاريخهم قدموا دماء الالاف من ابنائهم النجباء ولهم تاريخ زاخر باسماء شهداء ابرار مشيراً الى مذبحة سميل التاريخية بصفتها العلامة الابرز في اضطهاد النظام السياسي للدولة العراقية للمكونات الصغيرة من ابناء شعبنا وبداية التهميش والاقصاء وزرع الفرقة بين مكونات الشعب العراقي.
مذبحة سميل
وربما كانت مذبحة سميل التي جرت وقائعها عام 1933، تمثل باكورة الجرائم الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب العراقي ومكوناته على اختلافها الديني والقومي، ويروي المؤرخ والكاتب العراقي عبد المجيد حسيب القيسي في زيارة شخصية له (صيف عام 2000)، والذي ألف كتاباً عن الاشوريين تحت عنوان (تاريخ القضية الاشورية في العراق) يقول (ان قائد الفرقة التي دبرت مذبحة الاشوريين في سميل قتل بمسدسه الخاص فلاحاً اشورياً بسيطاً اعزلً، وعندما سئل عن سبب قتل هذا المسكين قال على الفور "انه جاسوس انكليزي في الوقت الذي كان يقف مع هذا القائد مستشاران انكليزيان للحكومة العراقية".
وقد فسر الاستاذ شبيرا اعتبار مذبحة سميل مناسبة قومية للشهيد الاشوري بقوله (ان السابع من آب والمذبحة المأساوية في سميل عام 1933 تاريخ معاصر وقريب الى احداثنا القومية والسياسية المعاصرة والى المأساة الناجمة عن الممارسات العنصرية والشوفينية ضد الاشوريين في السنوات الاخيرة..اضافة الى ذلك فان الكثير من ابطال الحركة القومية الاشورية عام 1933 كانوا ولا يزالون لوقت قريب احياء يرزقون.. كما ان هناك شهود عيان لمذبحة سميل لا يزال الكثير منهم يعاصرون احداث ايامنا هذه.. ولاول مرة في التاريخ الاشوري تتخذ الحركة القومية عام 1933 نهجاً اكثر تمييزاً واستقلالا من حيث الشكل والمضمون.. وفي العقود الاخيرة نشأت احزاب ومنظمات اشورية سياسية اولت اهمية للتاريخ السياسي الاشوري الزاخر بالبطولات والتضحيات من اجل تحقيق الاهداف القومية المشروعة للاشوريين فكان من الطبيعي جداً كما هو الحال مع بقية الاحزاب السياسية للقوميات الاخرى الاستناد الى احداث تاريخية تتخذ منها دروساً للمستقبل

شهداء العراق
وفي مقابلة مع الاستاذ وليم وردا مسؤول مكتب الثقافة والاعلام في الحركة الديمقراطية الاشورية تحدث فيها عن الشهداء الاشوريين فقال ان الشهداء الاشوريين هم شهداء العراق ونحن ننظر اليهم هكذا مشيراً الى ان (فهد) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي كان اشورياً اضافة للشهداء الاشوريين الذين قاتلوا في فصائل الانصار والبيش مركة..
ومنذ بداية القرن الماضي بدأ الاشوريون يطالبون بحقوقهم ويشاركون في الحركات الوطنية كبقية العراقيين وادراك العديد منهم انه ومن اجل نيل حقوقهم فلابد من ان يكون نظام الحكم علمانياً بحيث يفصل الدين عن الدولة ولهذا بدأوا يتحركون ضمن احزاب تؤمن بهذه التوجهات، وقد انطلق اخرون ليؤسسوا احزاباً كسلمان يوسف سلمان مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وقد برز من شهداء شعبنا الاشوري (توما توماس) و(أبو نصير) ولازار ميخا الذي اغتيل في دهوك عام 1993 ضمن حركة الانصار. وفي عام 1963 اعدم البعثيون عدداً من الشباب الاشوريين في قضاء تلكيف بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي وقد تم اعدامهم بطريقة بشعة حيث اجبرت عوائلهم على التصفيق وهم يرون ابناءهم يعدمون؟
وانتهجت الحركة الاشورية عام 1982 اسلوب الكفاح المسلح ضد النظام البائد، وقارعت الديكتاتورية الى جانب القوى الوطنية المعارضة، وشاركت في الفعاليات السياسية للمعارضة العراقية وقدمت الحركة عدداً من الشهداء الذين تم اعتقالهم من قبل المخابرات العراقية كالشهيد (فرنسيس يوسف شابو) عام 1993 في دهوك وكذلك قدمت المراة الاشورية عدداً من الشهيدات مثل (ماكي) و(مركريت).
الحركة الطلابية
كما قدم شعبنا الكلدو اشوري السرياني شهداء من الشبيبة والطلاب، وقد تحدث السيد نينوس يوخنا سكرتير اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدو اشوري السرياني عن الشهداء الطلاب فقال تأسس اتحادنا عام 1996 في عين كاوه في اربيل وكان الاتحاد يقوم بنشاطاته في تنفيذ دورات التقوية للصفوف المنتهية وتعرضنا لمضايقات من قبل مجموعات مسلحة وعين كاوه مدينة اشورية والمجموعات المسلحة كانت غريبة عن المدينة وقد تعرض بعض الاعضاء للاعتداء من تلك المجموعات فتصدى اثنان من اعضاء اتحادنا وهما (بيرس ميرزاصليوه) و(سمير)، وكانا اعزلين فأطلقت النار عليهما وسقطا شهيدين من اجل شعبنا وسنظل نتذكر شهداء اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدو اشوري السرياني الى الابد"..


فــرط الحــركــة وقلـة الانتـباه عــند الأطـفال ..إضطراب نفسي وسلوكي بحاجة لبرامج تربوية جديدة
 

محمد هادي/ بابل
تعتبر ظاهرة فرط الحركة وقلة الانتباه اضطراباً نفسياً وسلوكياً يصيب الاطفال في سن المدرسة الابتدائية وما قبلها وتبلغ نسبته في العالم حوالي 15% بين اطفال العالم والعراق معظمهم من الذكور ويحدثنا الدكتور حسن علوان بيعي خبير منظمة الصحة العالمية المشرف على مشروع الدعم النفسي والاجتماعي لاطفال وعوائل ومعلمي بابل وكربلاء والمكلف بتشخيص هذه الحالات موضحاً ان انتباهة الطفل الطبيعية تتراوح من 3-5 دقائق لكل سنة من عمره علماً بان الطفل في الروضة يحتاج الى فترة 15 دقيقة كفترة انتباه متواصلة فيما يحتاج الطفل في الصفين الاول والثاني الى 20 دقيقية فقط كفترة انتباه.
عدم تعلم الانصات
وحول الاعراض الاكثر شيوعاً للاطفال المصابين بفرط الحركة قال الدكتور بيعي ان اهم الاعراض هو عدم تعلم الطفل الانصات عندما يتحدث الاخرون كذلك عدم انتظار دوره في الاشياء او عدم اكمال أي عمل يقوم به اما اذا قاطعهُ احد فانه لا يعود لاكمال ما بدأ به مطلقاً.
ان هذه الصفات تعتبر غير طبيعية عند الاطفال اذا تكررت بكثرة وخاصة بعد السنة الرابعة من عمره.

فرط النشاط الحركي
يصاحب نقص الانتباه في حوالي 80% من الذكور و50% من الاطفال الاناث نشاط زائد "فرط النشاط الحركي" مع الاندفاع والعجلة في التصرفات وعدم الهدوء تصرفات غير هادفة او ما يسمى بالعامية "طفل حرك" وتكون هذه الحالات مصحوبة عادة بعجز تعليمي عند 50% من هؤلاء الطلبة رغم ان نسبة الذكاء عند هؤلاء عادة تقع في المعدل الطبيعي ان هذه الحالة والكلام للدكتور حسن تعتبر من اكبر العادات النمائية او التطورية شيوعاً والمقصود بالنمائي هو ان هذا العجز او الاعاقة ينشأ بسبب تأخر نمو المخ "نقص النمو" والذي ينتج عنه ضعف في السيطرة على النفس وبالتالي الحاجة الى ضوابط خارجية من الوالدين والمعلمين وعناية خاصة لفترة اطول من الفترة المعتادة وغالباً ما تكون لهذه الحالة أسباب وراثية او كرد فعل للفوضى المنزلية.
المجتمع يتحمل
يتحسن حال الاطفال المصابين بهذه الحالة بشكل ملحوظ اذا تفهم الوالدان والمعلم المشكلة وقاموا بتوجيه الطفل توجيهاً سليماً يحفظ له ثقته بنفسه وعندما يصل هؤلاء الاطفال سن البلوغ تكون فترة الانتباه لديهم جيدة ولكن يبقى القلق هو السمة الغالبة التي تسيطر عليهم وقد تبقى نسبة قليلة منهم لا يستطيعون التخلص من مشكلة فرط الحركة ولقد اعتاد المجتمع على تحمل مثل هذه الطباع عند البالغين ولكن المشكلة التي تواجه اطفال العراق في الوقت الحاضر هي سوء المعاملة من قبل الوالدين والمعلمين خاصة لمثل هذه الحالات وعدم معرفتها او تشخيصها المبكر وقلة الوعي في التعامل مع هذه الحالة بشكل تربوي سليم.
* ما دور مشروع الدعم النفسي في تشخيص هذه الحالات؟
- استطاع المشروع تدريب 317 معلماً في كربلاء وبابل من اجل زيادة معارفهم في تشخيص هذه الظاهرة المنتشرة بين تلاميذ المدارس الابتدائية خاصة واتباع الاساليب العلمية الصحيحة في العلاج السلوكي واحالة الحالات الشديدة الى المختصين في الطب النفسي عند الضرورة علماً أن هنالك علاج متوفر في اغلب دول العالم لهذه الحالة وهو "مثيل فينيديت" وتوجد ادوية اخرى غيره الا انها جميعاً غير متوفرة في العراق للاسف الشديد.
يمكن تلخيص الارشادات بما يلي:
- تقبل محدودية قدرات الطفل ومعرفة ما لديه من نشاط وطاقة موفورة وان نشاطه الزائد ليس عن عمد لذلك يجب ان لا يوجه للطفل أي نقد لمحاولة الحد من طاقته فقد يؤدي ذلك الى نتائج عكسية خطرة وعلينا كمربين التحلي بالصبر والروية.
*ضرورة توفير منافذ للطفل كي ينفس فيها عن طاقته الزائدة كالرياضة والمشي
*تجنب اصطحاب مثل هؤلاء الاطفال للاماكن العامة التي تكون فيها حركاته غير ملائمة ومحرجة كالمطاعم والمساجد كي لا يتعرض للزجر والتوبيخ من قبل الاهل والآخرين
*يجب تطبيق نظام تربوي مدروس لاجل حماية الطفل وعدم تعرضه لأية اضرار وكذلك عدم قبول السلوك العدواني له مثل الركل والضرب والعض وتعويده على الالتزام بقواعد قليلة وواضحة وتعليمه ان يكون اقل عنفاً خاصة انه يحتاج الى قدوة في ضبط النفس ممن حوله من البالغين لذا يجب على المعلم ان يوجههُ بصوت فيه نبرة التودد والصدق والواقعية وتعليم حسن الاستماع وتحفيزهُ على قراءة القصص وتلوين الصور.
*هل من افكار جديدة لحل هذه المشكلة في العراق؟
-ان المدرسة يجب ان تكون مسؤولة عن توفير البرامج المناسبة التي تعالج فرط الحركة وضعف الانتباه ومن الطرق المساعدة تعليم هؤلاء في صفوف صغيرة واماكن دراسية منعزلة مع التركيز على التطبيع الاجتماعي في المدرسة والحارة مع زيادة مهارة المعلمين وتدريبهم وادخالهم دورات في الدعم النفسي كما هو معمول في محافظة بابل ليقوموا بحل هذه المشكلة التي تسبب القلق والاكتئاب للكثير منهم وتبقى آثارها النفسية مدى الحياة. ان العديد من هؤلاء الاطفال في العالم يقضون جزءاً كبيراً من يومهم مـــــع متخصصين في المعالجة يساعدونهم على تنمية قدراتهم واحترام ذاتهم واستعادة الثقة بانفسهم.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة