ونحن نعيش
أيام رمضان المبارك ..
من
المسؤول عن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه
تحقيق غازي المنشداوي
يبدو ان المواطن العراقي
سيظل يعاني استمرار الأزمات التي يدفع ثمنها هو وحده
والأزمات متتالية حتى أثقلت حياته ويلاحظ في هذه الفترة
التي نعيش فيها ايام شهر رمضان المبارك ارتفاع أسعار الخضر
والفواكه التي تعتبر الغذاء الرئيس للإنسان ومن الاحتياجات
المهمة للعائلة العراقية فمن المسؤول عن هذا الارتفاع في
الأسعار؟
كانت محطتنا الأولى علوة جميلة لبيع الفواكه والخضر إذ
يحدثنا السيد جبار حسن الساعدي صاحب مكتب لبيع الفواكه
والخضر قائلاً: ان تردي الأوضاع الأمنية هو السبب الرئيس
لهذا الارتفاع وذلك لان الفلاح يقوم بنقل محصوله الزراعي
من المزرعة الى العلوة وعادة ما تكون المزرعة في مناطق
بعيدة والفترة الحالية تشهد ازدياد عمليات التفجير
والاختطاف والقتل العشوائي التي باتت السبب الرئيس في عزوف
الفلاحين عن نقل المحصول من مناطقهم البعيدة الى المدينة،
ويشاركه في الرأي السيد منذر اسماعيل صاحب مكتب لبيع
الفواكه والخضر في العلوة نفسها إذ يقول: ان الانفلات
الأمني الذي تشهده شوارع بغداد والمحافظات هو الذي يقف
عائقاً امام الفلاح الذي يجعله يفكر آلاف المرات قبل نزوله
الى المدينة.
اما السيد (شامل ابراهيم) فلاح فيقول: ان ارتفاع أسعار
النقل هو السبب الرئيس في ارتفاع أسعار المحاصيل وان
الفلاح لا ذنب له خصوصاً في وقت الأزمات التي تحصل في
الوقود والتي ترتفع فيها الأسعار الى أضعاف مضاعفة عما هي
عليه الآن وأضاف متسائلاً: كيف سيصل الفلاح الى العلوة في
ظل هذه الظروف التي يمر بها بلدنا؟
وفي علوة الرشيد لبيع الخضر والفواكه كان للسيد (ابو سمير)
رأي آخر حيث يقول: ان الفلاح يتحمل الكثير وهناك أسباب أود
ان اذكرها واتمنى ان يصل صوتي الى المسؤولين فإحدى هذه
الأسباب هو صعوبة حصول الفلاح أو المزارع على المستلزمات
الزراعية كالمبيدات والكاز الذي يستخدم في تشغيل مضخات
الماء وكل هذه يتحملها وبذلك فهو المتضرر الأول وان ربحه
بسيط نسبة الى الأعباء الملقاة على عاتقه ونتمنى ان تتوفر
المستلزمات الزراعية التي يحتاجها.
تركنا العلوة بعد ان سمعنا بعض الأسباب التي كانت هي
المسؤولة عن الارتفاع في الأسعار وتوجهنا نحو سوق بيع
الخضار في منطقة (باب المعظم) حيث سألنا السيد نوري عبد
الله احد الباعة هناك عن أسباب ارتفاع أسعار الخضر
والفواكه خلال الآونة الأخيرة فأجابنا قائلاً: نحن لا نضيف
الا الربح القليل على المحاصيل ولكن ارتفاع أسعار الوقود
هي السبب خصوصاً خلال فترة الأزمات، فالفلاح اعتمد على
مؤشرات الارتفاع في النقل والطاقة الكهربائية للمولدات
وكميات الوقود المصروفة مضيفاً ان تردي الأوضاع الأمنية
وعزوف الكثير من الفلاحين عن تسويق محصولهم الى المدينة
وبيعها في المحافظات القريبة من مناطق سكناهم ساهم وبشكل
كبير في هذا الجانب.
اما الحاجة (ام احمد) وهي بائعة في السوق فتحدثت لنا قائلة:
إننا نذهب منذ الصباح الباكر بسيارات التكسي الى العلوة
ومن ثم نعود ومعنا المحاصيل الى السوق ايضاً بنفس الوسيلة
والأجور كما تعلمون هذه الأيام مرتفعة جداً فهي السبب
الأول في هذا الارتفاع في الأسعار.
في حين يقول السيد (راضي الربيعي) صاحب محل لبيع الفواكه
والخضر في منطقة حي المستنصرية ببغداد: ان الزيادة في
أسعار الفواكه والخضر سببها المزارع الذي ربما يجد تبريراً
في هذا الارتفاع لانه هو الذي يعاني في اغلب الأحيان ونحن
تصلنا المواد وهكذا اما نحن فنضيف نسباً معقولة للبيع فنحن
لسنا المسؤولين عن الزيادة في الأسعار.
|