على خط النار
ترجمة –
نادية فارس
تأليف- الجنرال برويز مشرف
عن-
التايمز
في
اولى الصفحات المقتطفة من الذكريات التي يضمها كتاب
الجنرال برويز مشرف، (على خط النار) الصادر حديثا نقرأ عن
الغضب الذي شعر به بعد التهديدات الامريكية له عقب احداث
11/9.
الحادي عشر من ايلول عام 2001 كان يوما مشهودا في
الباكستان في ذلك اليوم كنت في كراتشي اتابع العمل في
الحدائق الجميلة المحيطة بضريح مؤسس الدولة الباكستانية
كنت سعيدا لوجودي في المدينة التي احبها.
كنت اعرف القليل عن اننا سنقذف الى الخط الاول لحرب اخرى
قادمة حرب ضد اشباح.
جاءني سكرتيري العسكري وهمس، طائرة ضربت احد برجي المركز
التجاري في مدينة نيويورك في بادئ الامر اعتقدت ان الامر
مجرد حادث وان الطائرة هي خاصة وخفيفة، ولكن في خلفية ذهني
كانت فكرة ملحة من كون هذه الحادثة الاشد غرابة، فأما ان
يكون الطيار غبيا جدا ليصطدم بمثل تلك البناية الشاهقة
الطول، او ان الطائرة قد خرجت عن نطاق السيطرة بحيث انها
ضربت البرج.
عندما عدت الى البيت ذهبت في الحال الى اجتماع مع قائد
الجيش كنا في نقاش عميق عندما تسلل الى الغرفة، سكرتيري
العسكري وبدأ يفتح جهاز التلفزيون.
لم استطع تصديق ما رأيت.. الدخان يتصاعد من كلا البرجين في
مركز التجارة العالمي كان هناك فزع عام، فوضى تامة طائرتان
من نوع البوينع كاملتا العدد اصطدمتا عمدا بعد اختطافهما
بالبرجين الامر ليس مجرد حادث انه متعمد عمل ارهابي.
طائرتان اخريان اختطفتا ضربت الاولى مبنى البنتاغون
والاخرى سقطت في حقل في بنسلفانيا وقال معلقون في تلك
الساعة، ان الطائرة الثانية التي كانت تستهدف البيت الابيض
كأن الامر حربا.
العداء في الحدث كان ظاهرا للعيان، اكبر دولة في العالم
اعتدي عليها وعلى ارضها وبطائراتها التي استخدمت كصواريخ،
كان الحدث مأساة كبيرة وضربة قوية لغرور القوى العظمى
بالتأكيد ان امريكا سترد بقوة مثل دب جريح، ان كان الفاعل
هو القاعدة، فان الدب الجريح سيأتي مدججا مشحونا باتجاهنا.
كانت افغانستان موطن القاعدة، تحت حماية طالبان، ليس ذلك
فحسب، بل كنا الدولة الوحيدة التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية
مع طالبان وقادتها من بين سائر الدول المجاورة لافغانستان
كان يوم 11/9 انتقالة كبيرة من الماضي، الى مستقبل مجهول
العالم لن يكون كما هو عليه.
ذهبت الى منزل الحاكم نصحني مكتب الشؤون الخارجية باصدار
بيان كتبت واحدا على عجل وبث في التلفزيون قلت فيه اننا
ندين العمل الشرير واننا ضد كافة اشكال الارهاب واننا نقف
مع امريكا في هذا الوقت العصيب.
في صباح اليوم التالي كنت أترأس اجتماعا هاما عندما اخبرني
سكرتيري العسكري ان الجنرال كولن باول وزير خارجية
الولايات المتحدة على الهاتف، قلت له اني سأتصل به فيما
بعد، ولكنه الح عليّ بمغادرة الاجتماع. باول كان صريحا
جدا: اما ان تكون معنا او ضدنا.
اتخذت هذا الامر انذارا نهائيا، على أي حال، وبعكس بعض
التقارير من ان المحادثة لم تتطرق الى التفاصيل قلت له
اننا مع الولايات المتحدة الامريكية ضد الارهاب بعد ان
عانينا منه اعواما، واننا سنحارب مع بلاده.
عندما عدت في اليوم التالي الى اسلام آباد اخبرني هاتفيا
المدير العام للاستخبارات الداخلية، الذي صودف ان كان في
واشنطن، عن لقائه بنائب وزير الخارجية الامريكي ريتشارد
ارميتاج في حديث يعتبر الاسوأ دبلوماسيا، اضاف ارميتاج الى
ما قاله كولن باول لي ثم اخبر المدير العام ليس فقط ان
نحدد ان نكون مع امريكا او مع الارهابيين بل اننا ان
اخترنا الوقوف مع الارهابيين فعلينا ان نتوقع ان تضرب
بلادنا بالقنابل حتى تعود الى العصر الحجري.
كان ذلك تهديدا صريحا مروعا، ولكن الامر الواضح هو ان
الولايات المتحدة قررت الرد، والرد الموجع.
|