تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مكـــاتب التشغــيل هــل تـــؤدي دورهــا كمــــــــا يـــــــدل عليـــــــه اسمهـــــا؟
 

  • كيف يتعامل المواطن العراقي مع هذه المكاتب؟ وكيف ينظر اليها؟
  • أهي إفراز البطالة ام هي ظاهرة تواكب النمو الاقتصادي؟
     

صافي الياسري
تعد ظاهرة انتشار مكاتب التشغيل في بغداد، ظاهرة جديدة نسبياً، فلم يكن المواطن العراقي متعوداً على وجود مثل هذه المكاتب وطبيعة عملها، وما توفره من فرص لأصحاب الحاجة الى العمل، وككل عمل أو ظاهرة جديدة تظهر معه وتحيط به بعض الشكوك وربما الانحرافات فيستغل كواجهة لاعمال لا يقبلها المجتمع وذلك أمر طبيعي، ونحن هنا نتحرى طبيعة عمل هذه المكاتب وعلاقتها بالميادين الاجتماعية والاقتصادية وظروف البلد الاخرى.

قال: حفيت قدماي من التنقل بين دوائر الدولة ودوائر القطاع الخاص والشركات الحكومية والأهلية والمكاتب الخاصة بحثاً عن فرصة عمل دون جدوى، وبينما هو يندب حظه همس له احد أصدقائه بعنوان مكتب من مكاتب التشغيل وطلب منه ان يعرض نفسه عليه، بمواصفاته وإمكاناته وان يحدد نوعية العمل الذي يريده والأجر الذي يطلبه وأوقات الدوام، وقد فعل، ومن الغريب انه حصل على ما يريد بسرعة ودون انتظار بينما ينتظر سواه اياماً وأشهراً، فكيف؟.. ولماذا ؟
المكاتب وجهاز المخابرات السابق
مكاتب التشغيل ليست وليدة ايام ما بعد التغيير، وانما وجدت ايام النظام السابق، وكانت لها هي الاخرى مهامها السرية لخدمة هذا النظام، لكي تكون واجهات لتغطية الاعمال الاخرى التي تقوم بها، فأغلب هذه المكاتب كان يديرها ضباط المخابرات أو عملاؤهم ووكلاؤهم وعيونهم بصورة سرية، إذ يتم التنسيق من خلال المدير المفوض للمكتب فهو يرفع لائحة نهاية كل اسبوع يدرج فيها عدد المتقدمين والمتقدمات للتوظيف عن طريق المكتب اضافة الى تفاصيل خاصة عندما يتعلق الأمر بالفتيات، حيث ينتقي الأخير من اسمائهن أو اسمائهم ما يتواءم وأغراضه ونواياه.. (الحسنة جداً) ليعقد معها أو معه الصفقة الدنيئة التي تتلخص في التعاون مع عميل المخابرات وتزويده بكل صغيرة أو كبيرة تخص مكان العمل، ليتسنى له رفع التقارير المطلوبة، وبعض هؤلاء أو بعضهن يتصل بجهاز المخابرات مباشرة ويدخلون دورات خاصة على العمل (المخابراتي) وتعطى لهم درجات خاصة متدرجة من صديق الى أمين مروراً بالدرجة الوسطى (متعاون) وبخاصة أولئك الذين يمتلكون المواصفات التي تؤهلهم للعمل في الشركات الأجنبية والعربية والعراقية حتى والسفارات وبيوت بعض الشخصيات والتجار والمشكوك بيهم.
كان ان بعض أصحاب هذه المكاتب ممن يقدمون المال على كل شيء كانوا يتعاملون مع سماسرة من نوع خاص في المتاجرة بالحسناوات بحجة ايجاد فرص عمل في دول الخليج بشكل خاص وبعقود مغرية، الا ان الكارثة لا تتضح معالمها الا بعد ان تصل الفتاة للمكان الذي عقدت معه صفقتها لتكتشف ان المطلوب منها هو ان تبيع جسدها وليس قوة عملها، كما يتم التنسيق مع بعض الفنادق المميزة لتزويدها بموظفة أو عاملة أو مرافقة لوفد ما باجور يومية تحسم منها عمولة المكتب، كما يتقاضى المكتب عمولة أخرى من المستفيد، وتلك العمليات لم تكن تخلو من القذارات المخابراتية واللااخلاقية، التي يدفع لتمشيتها الوضع الاقتصادي والمعيشي البائس للعائلة العراقية، ويؤكد الكثير ممن تابعوا وراقبوا اعمال تلك المكاتب ايام النظام المباد، انها لعبت دوراً كبيراً في إشاعة الفساد والحاق الأذى بأخلاق ومستقبل وحياة المواطنين، فهل تغير حال هذه المكاتب الآن وتغير دورها ؟ ام انها مازالت تلعب الادوار القديمة نفسها ؟ لنتأكد.
مكاتب الكرادة
هنا.. مكتب "بغداد" في الكرادة (داخل) المكتب مكتظ بالنساء والرجال، وكل يحمل أوراقه الأصولية ومستمسكاته بيده والهدف واحد، هو الحصول على فرصة عمل في هذا الزمن المعقد المجهول الهوية والاتجاهات حسب ما تصفه الآنسة ليلى احمد العبيدي، وهي تحمل شهادة (الهندسة المدنية) وكان حامل هذه الشهادة عملة نادرة في العراق، ولم يكن بحاجة الى مراجعة مكاتب التشغيل للبحث عن عمل في الداخل أو في الخارج. مدير المكتب السيد هاني التميمي، يشرح طبيعة عمل المكتب والآلية التي تسير على وفقها أموره فيقول: ان المكتب يقوم بالتنسيق مع بعض الوزارات والشركات الأجنبية والعربية والعراقية العاملة في العراق أو خارجه لغرض توظيف الباحثين عن عمل عن طريق المكتب، وبالتأكيد فاننا نطلع وبشكل دوري على احتياجات تلك الوزارات والدوائر والشركات، بل تكون لنا الأولوية في الاطلاع على اعلاناتهم قبل الجميع لغرض توظيف اكبر عدد ممكن من زبائن المكتب، وحال حصول المتقدم على الوظيفة في تلك الوزارة أو الدائرة أو الشركة، فان المكتب يقتطع نصف الراتب الأول كعمولة، وكما تلاحظ فان المردود غير ثابت بسبب عدم ثبات الأجر أو الراتب.
* وما المؤهلات المطلوبة في الغالب؟
- تتقدم للمكتب حتى في هذا الظرف اعداد لا بأس بها من الباحثين عن فرص العمل، تتراوح مؤهلاتهم بين خريج اعدادية ومهندس وحامل شهادة الدكتوراه (لا تستغرب) فالبطالة مازالت مرتفعة النسبة في البلد وهي تشمل جميع الاختصاصات ولا تستثني أصحاب الشهادات الا قليلاً، وهؤلاء لا يبحثون عن فرص عمل في الشركات الأجنبية التي مازالت عاملة في العراق بالرغم من كل مخاطر العمل فيها، أو عن فرص خارج العراق، وهذه لا توفرها سوى مكاتب التشغيل، والمتقدمون لها من أصحاب الشهادات العالية والاختصاصات العلمية النادرة لا يريدون المجازفة بالمغادرة والبحث بانفسهم في الخارج عن فرص عمل ذلك ان مثل تلك المحاولة قد تبوء بالفشل أو انها تكلفهم الكثير مما لا يتوفر تحت ايديهم، مع ان الاختصاص العراقي مازال مطلوباً بشدة خارج العراق.
* وهل تأثرت نسبة المتقدمين الى مكاتبكم بالوضع الأمني؟
- عن هذا السؤال يجيب السيد جلال خوشناو مدير مكتب (البركة) في الكرادة ايضاً فيقول
نعم وبقوة في جانبي العرض والطلب: بعد سقوط النظام ورفع الحصار عن العراق وبدء الحديث عن مشاريع اعادة الاعمار، غزت العراق شركات أجنبية وعربية عديدة، وكانت حاجتها الى الأيدي العاملة الماهرة وغير الماهرة والاختصاصات العلمية كبيرة، ولكن هذه الشركات ما لبثت ان اصطدمت بالواقع الأمني الذي اتجه نحو التردي، وازدادت حوادث الاغتيال واختطاف كبار موظفيها ومدرائها، الامر الذي دفعها الى مغادرة البلد وتناقص الطلب على الأيدي العاملة والاختصاصات العلمية الى حد بعيد، وكذلك الامر بالنسبة للمتقدمين الى المكاتب بحثاً عن فرصة وبخاصة الفتيات اللواتي صرن يشعرن باستحالة أو صعوبة قدرتهن على الحركة، ومع ذلك فهناك طلبات من الفتيات تحدد نوعاً من العمل واوقاتاً محددة كالسكرتارية والخدمة في البيوت وتربية وتعليم الأطفال، كما ان لنا اتصالاً وتعاوناً وثيقاً مع شركة (هبة) الاماراتية لتشغيل الأيدي العاملة في الامارات ومكاتب وشركات أخرى مشابهة في دول الخليج العربي الاخرى.
في مكتب آخر طلب صاحبه عدم ذكر أسمه وقد تحدث عن طبيعة عمل مكاتب التشغيل هذه الأيام فقال: مكاتب التشغيل تحررت هذه الأيام أو بعد سقوط النظام السابق من سطوة اجهزة المخابرات والحزب والمتنفذين في السلطة، كما ان تلك المكاتب المشبوهة لم تعد تجد في نفسها القدرة على المواصلة، فقد فقدت الحماية التي كان يوفرها لها المتنفذون في أجهزة النظام السابق لقاء تلبية طلباتهم الدنيئة، وهكذا لم يعد يشغل هذه المكاتب سوى كسب الرزق الحلال، وتطوير عملها بجد وإخلاص لكسب ثقة العامل وصاحب العمل، وقد تناقضت اعدادها الآن بسبب الظروف الأمنية الحرجة.
في مكتب (سامي) في منطقة المسبح، عرفنا ان هذا المكتب لا يقتصر عمله على توفير فرص العمل وحسب وانما يتعدى ذلك الى (التأهيل) إذ يقوم بتدريب المتقدم للعمل، لتوافق مؤهلاته ومعلوماته وخبرته مع ما يتطلبه عمله في تلك الشركة أو الوزارة أو الدائرة أو المكتب أو البيت، وتقتطع أجور التدريب مسبقاً ويفضل عند التعيين على غير المتدرب، كما ان المكتب يختص كذلك بتوفير الكوادر المناسبة والمؤهلة للسفارات الأجنبية والعربية العاملة حتى الآن في العراق، والعمولة هنا تختلف عن السياقات المتعارف عليها، إذ يستقطع المكتب من راتب الموظف نصفه لمدة تتراوح بين شهر الى ثلاثة اشهر، حسب نوع العمل ومقدار الاجور وما أذا كان داخل العراق أو خارجه ويتم الاستقطاع بالعملة الصعبة.
* وهل تبقى علاقتكم مستمرة بالموظف الذي تم تعيينه عن طريق مكتبكم؟
- نعم بكل تأكيد، فالمكتب يهتم جداً بالمحافظة على مصداقية ونظافة تعامله مع الآخرين، ولذا فهو يبقى على علاقة وثيقة مع رب العمل أو المكان الذي يوظف فيه زبائنه ليكون على اطلاع دائم على سلوكهم وكفاءتهم، ليضمن استمرار الشركات والدوائر على التعامل معه.
في مكتب (الشمال) في المنصور (حي دراغ) يقول كاكا نوزاد مدير مكتب: نحن في هذا المكتب نقوم بتوريد الأيدي العاملة والاختصاصات الفنية الى الشركات العاملة في (كردستان) حيث تنشط حملة اعمار هائلة، وحيث توجد عشرات الشركات الأجنبية والمقاولين المحليين والأجانب مستفيدين من الوضع الأمني المستتب هناك، وهم يفضلون الأيدي العاملة والفنيين المحليين بسبب رخص أجورهم وقدرتهم على التعامل مع الصعوبات التي يواجهونها حيث العمل.
مع العاملين والباحثين عن فرص العمل
السيدة نوال الملا، إحدى النساء اللواتي وجدن فرصتهن للعمل من خلال مكاتب التشغيل، وتعمل الآن (منضدة) في إحدى الصحف اليومية المحلية، وتقول انها خلال أسبوع واحد عثر لها المكتب على فرصة العمل تلك وباجر معقول- وتقول زهراء عبد الله، انها هي الأخرى قد حصلت على فرصة عمل لها ولا بنتها في المكان ذاته، وهي ترى ان هذه الفرصة لا تتكرر لانها تمنحها الأمان بوجود ابنتها الى جانبها وتمنحها الطمأنينة عليها.
وتقول جميلة حسوني كريم انها حتى الآن لم تعثر على فرصتها للعمل في احد البيوت التأهيل الوحيد الذي تتمكن منه، بسبب إصرار مكاتب التشغيل على ضرورة معرفتها بفنون الطبخ الغربي واعداد أنواع من (المقبلات) لم تسمع بها من قبل، واتقان الاتيكيت والبريستيج، أو اتقان لغة اجنبية وارتداء نوع معين من الملابس، وتضيف من يحوي تلك المؤهلات ويستجبن لتلك الشروط يجدن فرص العمل بسهولة، بينما نبقى نحن بانتظار فرصة بسيطة للعمل كفراشة أو عاملة تنظيف في مكتب أو بيت باجر بسيط.
ومن الطرائف التي تحصل في مكاتب التشغيل كما يرويها مدير مكتب "الايمان" في شارع السعدون ان شاباً وشابة من مراجعي مكتبه تعرفا الى بعضهما في مكتبه وتوطدت علاقتهما باستمرار اللقاءات وقررا الزواج عند حصولهما على فرصة العمل وقد حصلا على هذه الفرصة وتزوجا فعلاً.
بينما تذكر لنا الآنسة (هدى) انها اضطرت أكثر من مرة لترك العمل الذي يوفره لها مكتب التشغيل بسبب تعرضها الى مضايقات وحرشة جنسية من صاحب العمل، حتى انها بدأت تيأس من العثور على عمل حقيقي وقد وضعت شروطاً لقبولها فرصة العمل، حتى توفر على نفسها هم ترك العمل مسبقاً. بقي ان نذكر هنا ان مكاتب التشغيل موجودة في كل دول العالم، وهي ظاهرة حضارية أفرزتها الحاجة المتبادلة بين طالب العمل وصاحبه لاختصار الوقت والإجراءات والبحث والإعلان، وهذه المكاتب تكاد تتشابه في ما تواجهه من مشكلات، برغم انها متنوعة الاختصاصات ومختلفة الظروف.


شباب عراقيون في المنفى .. غادروا الوطن وعيونهم على أحلام مؤجلة
 

دمشق/ آمنة عبد عزيز
منذ أكثر من ثلاث سنوات ونيف سقط الكابوس، وبدء الحلم كان الحلم ان نحيا بحب وسلام على هذه الأرض، نعمر ونشيد وننفض عن كاهلنا غبار السنوات الماضية المظلمة.
هكذا بدأ حديثه الشاب (فهد محمد) وهو يتأسى على حاله وحال الكثيرين من اقرانه، قال:
كنت أتمنى ان لا أغادر بلدي الحبيب، وكنت مصراً على أن أبقى بين أهلي وأصدقائي رغم كل شيء لكن الامر بدا أكثر تعقيداً وكل يوم كان يمر يأتي (الأمر منه) ولا يكاد يوم يمضي الا واسمع عن صديق قتل وآخر اختطف أو راح ضحية انفجار. لذا آثرت ان اخرج من وطني واتوقف عن مشاهدة مسلسل الرعب الذي يثبت يوماً على أرض الوطن، واكمل فهد قائلاً: وجئت الى هنا أبحث عن مساحة أرحب للتنفس بعد ان ضاق بي فضاء الوطن الشاسع.
الغربة لم نألفها نحن العراقيين من قبل وأجبرنا على ان نكون في قلبها، تنبض بألم الحنين كل لحظة للوطن في أحد مراكز الانترنيت في شارع (باب توما) وسط العاصمة دمشق كان المركز يكتظ بالمتصفحين والمستخدمين لهذه الشبكة. لن استغرب من ان الكثيرين داخل هذا المقهى هم عراقيون.. يتكلمون من خلال الشبكة مع ذويهم واحبائهم داخل الوطن وفي بقاع العالم المختلفة.
حتى صاحب المقهى كان عراقياً ايضاً وحينما قرأ على وجهي علامات الاستغراب بادر قائلاً:
هي الوسيلة الافضل للاتصال وغير مرهقة مادياً إذا ما عرفنا ان الساعة الواحدة بـ (مائة ليرة سورية) أي ما يعادل ثلاثة آلاف دينار عراقي، وهو أفضل من الاتصال بالهاتف النقال المكلف هنا .
وأضاف: المستخدم للشبكة يرى بالصورة ويسمع من خلال (المايك) أهله وذويه وهذا جيد.
اما عن مشروعه هذا ومردوده المادي فقال: لا باس به خصوصاً ان زبائني أكثرهم من أبناء بلدي وهم شبه دائمون ويترددون بانتظام.
الشاب (حسن عبد الكريم) والذي يعمل مهندساً كهربائياً فحكايته مع رحلة الغربة عن الوطن كانت قد بدأت قبل سقوط النظام بسنتين، فبعد ان زج بالسجن دون تهمة خرج من السجن ليغادر العراق الى لبنان.
ويعمل هناك لمدة سنتين ولغلاء المعيشة في هذا البلد الجميل غادره الى الأردن ليجد صعوبة أكبر ومن ثم جاء الى سوريا ليعمل فيها وكما قال: مرَّ على وجودي هنا أكثر من اربع سنوات وأصبح لدي كثير من الأصدقاء، ومن ثم شاركت صديقاً مهندساً عراقياً جاء الى هنا هارباً من تهديد بالقتل وهو متزوج ولديه ابنتان صغيرتان بعمر الورد.
سكت حسن لبرهة ليطلق حسرة كبيرة، فقلت له: (دوام الحال من المحال) لابد ان تكون بوارق أمل قريبة لكنه اجابني: المؤلم ان صديقي المهندس قد توفي قبل ثلاثة أيام بسبب وجود ماء في الرئة لم يكتشفه هناك في العراق لقلة وجود الأطباء بعد ان ترك أكثرهم البلد فكان ضحية أخرى للوضع المتردي في العراق، لقد هرب من الموت ليلتقي به هنا في الغربة ويدفن في مقبرة (الغرباء).
الشاب (علي الربيعي) ترك أرض الوطن ومن خلفه مستقبل لم يكتمل بعد، فهو كما قال: أنا طالب في كلية القانون السنة الثالثة لكنني تعرضت لتهديد فآثرت تأجيل دراستي حتى أشعار آخر وهنا أنا دون عمل أعتاش على ما يبعث به والدي فالعمل غير متوفر هنا.
واختتم حديثه ليقول: كدت ان أتخرج من كلية القانون وأمارس مهنة المحاماة والدفاع عن المظلومين لكني اليوم أجد نفسي بحاجة قبل غيري من الشباب الموزعين في كل العالم من يدافع عنا وينصفنا بعد تشتتنا هنا وهناك.


شارع عشرين الأكثر تلوثا في الناصرية
 

الناصرية / حسين كريم العامل
يعد شارع عشرين ثاني أهم شارع في محافظة ذي قار بعد شارع الحبوبي فهو يخترق مدينة الناصرية من الشرق الى الغرب وتتوزع على جانبيه اكثر من الف دار سكنية كان معظم ساكنيها يعيشون في أمان الله وظروف بيئية يمكن ان يقال عنها بانها مقبولة قبل ان تزحف على الشارع محال دباغة الجلود وبيع الاسمنت والمواد الإنشائية التي حولت حياة المواطنين الى جحيم بسبب الروائح الكريهة وغبار الاسمنت والتلوث البيئي الذي أدى الى تفشي أمراض جلدية وتنفسية خطيرة بين قاطني الشارع والشوارع المجاورة، حيث يقول احد سكنة شارع عشرين.
لقد اشتدت معاناتنا بعد انتشار محال بيع الاسمنت والسنوسم والرمل والحصى وغيرها من المواد الانشائية التي أخذت تؤثر سلبا على حياة المواطنين ولاسيما الاطفال منهم حيث بدات تظهر على اجسادهم بقع جلدية وتقرحات واخذوا يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي وامراض الحساسية كما ان معظم العوائل اصبحت محرومة من النوم على سطوح المنازل على الرغم من شدة الحر وانقطاع الكهرباء بسبب ترسب غبار الاسمنت على الافرشة.
في حين تشير رسالة اخرى موقعة من عدد من أهالي المنطقة يذكرون بأنهم قاموا بتقديم شكاوى الى المحافظ ومجلس المحافظة والمجلس البلدي ومديرية البلدية والبيئة لانقاذهم من التلوث لكن دون جدوى وناشدوا وزير البيئة والجهات المعنية التدخل لإنقاذهم وإنقاذ أطفالهم من التلوث البيئي والأمراض والضوضاء وفوضى حركة المرور في الشارع.
السيد محسن عزيز مدير شعبة البيئة الحضرية ذكر من جانبه بأن المشكلة قديمة ويعود تاريخها الى ما قبل التغيير وقد حظيت بالمتابعة والقيام بجولات ميدانية على محال الدباغة وبيع الاسمنت وبسبب الاوضاع الامنية المعروفة تلكأت الإجراءات المتخذة بصددها من قبل الدوائر التنفيذية حاليا بصدد اعداد قاعدة بيانات عن محال بيع الاسمنت والدباغة والكاشي في الشارع المذكور ليتسنى اعداد تقرير وعرضه على مجلس التشاور والتنسيق البيئي الذي يترأسه المحافظ وذلك لاتخاذ الاجراءات اللازمة بهذا الصدد من قبل دوائر البلدية والصحة والدوائر المعنية الاخرى كونها الجهات التنفيذية التي يدخل رفع التجاوز ضمن صلاحيتها.
مشكلة بيع مادة الاسمنت والمواد الإنشائية بين الدور السكنية مشكلة كبيرة فهي تؤثر على حركة المرور بسبب عمليات تحميل وتفريغ الشاحنات وتتسبب بالضوضاء وتلوث الهواء الذي يتسبب بامراض الربو والتدرن وضيق التنفس وامراض جلدية اخرى، واضاف ان شارع عشرين في وضعه الحالي عبارة عن حي صناعي وليس حيا سكنيا سنوصي بنقل تلك المحال الى المنطقة الصناعية لكون بقاؤها يعد مخالفة للمحدادت والضوابط البيئية.


إعدادية التمريض في بابل تفتح أبوابها لملائكة الرحمة
 

بابل/ مكتب المدى
تمت المباشرة بقبول طلبات المتقدمات لإعدادية التمريض في محافظة بابل وضمن خطة وضعتها الصحة من اجل رفع الوعي الصحي والعمل على تطوير مهنة التمريض ويتم قبول خريجات الدراسة المتوسطة في إعدادية التمريض والقبالة على أن لاتقل اعمارهن عن 15 سنة ولا تزيد على 35 سنة وستقوم الدائرة بصرف مخصصات شهرية مقدارها 50 ألف دينار لكل طالبة ونلتزم بتعيينها في مكان ولادتها وتأتي هذه الخطوة بسبب تناقص عدد الممرضات في المستشفيات والمؤسسات الصحية ولابد من تعويض الأعداد المتسربة بسبب التقاعد او التسرب من اجل توفير كادر جيد، يفهم الآلية المطلوبة في التعامل مع المريض.
مهنة إنسانية
يقول د.محمود عبد الرضا رئيس دائرة صحة محافظة بابل : كانت مهنة التمريض ومازالت حتى هذه اللحظة من المهن الإنسانية الشريفة والمقدسة أيضا لأنها تقدم العون والدعم الصحي والنفسي للمريض وتلعب دورا بارزا في استكمال العلاج والوصول للشفاء وتنطوي مهنة التمريض على رسالة فيها معان تؤدي إلى نهضة صحية وبناء أجيال سليمة قبل أن تكون ذات نفع مادي وعلى منظمات المجتمع دعم مشروع الدائرة في قبول العنصر النسوي في إعدادية التمريض والمشاركة في التوعية الثقافية وبث روح المواطنة الصالحة لدى الفتيات وتشجيع الانتماء إلى التمريض.
نقص الكادر النسوي
وقالت السيدة مكارم وهاب جابر مديرة إعدادية التمريض للبنات بان هذه المهنة من أكثر المهن قداسة لأنها مرتبطة مباشرة بحياة المريض، وتعاني المستشفيات والمؤسسات الصحية من نقص ملحوظ في هذا الكادر. وأتمنى ان يكون للعائلة دور في توعية الفتيات بأهمية هذا المجال الإنساني المهم، فالممرضة ملاك الرحمة وهي حلقة الوصل بين الطبيب والمريض ولولاها لما استطاع الطبيب من استكمال وظيفته الإنسانية، عبر العلاقة مع المريض : إعدادية التمريض تؤهل الطالبة وتجعل منها طاقة قادرة على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمرضى.
نظرة متخلفة
وقال السيد عباس عبد عبود احد رواد مهنة التمريض ومن المؤسسين الأوائل لإعدادية التمريض في محافظة بابل موجهاً نداءاً إلى كافة الطالبات من اجل تحفيزهن للانتساب إلى هذه المهنة ذات الرسالة الانسائية الساعية لتوفير حياة أفضل للمرضى وأشار إلى أسباب عزوف الفتيات عن هذه المهنة قائلاً :
مازالت النظرة المتدنية لعمل الممرضات ذات سطوة قامعة كذلك بعض الأعراف الاجتماعية واغلب العوائل لاتشجع بناتها في هذا المجال بسبب الخفارات الليلية المستمرة وكذلك انعكاسات الوضع الأمني وانعدام الاستقرار ومن الأسباب المعوقة لانخراط الفتيات هو السبب الفني لان مهنة التمريض صعبة وتحتاج جهدا أكثر من أية مهنة ولعل أكثر الأسباب تأثيرا ألان هو انخفاض مستوى الرواتب التي يحصل عليها العامل في حقل التمريض. لكن ألان تغيرت الكثير باتجاه الأحسن، منها ارتفاع نسبة الرواتب وبشكل مجز ومغر والتعيين المضمون بالقرب من مناطق السكن ومعادلة شهادة التخرج بالشهادة المهنية وبامكان الطالبة إكمال دراستها في المعاهد والكليات المماثلة.
ملاك الرحمة
وقالت الممرضة الفنية ختام طه أركان : اشعر بسعادة غامرة وأنا أمارس دوري كممرضة في المستشفى كما أجد باني أقدم خدمات يحتاجها المريض. وتمثل الممرضة الفنية عمودا فقريا للعملية الصحية بكاملها ولا يستطيع الطبيب تأدية وظيفته الإنسانية بمعزل عن الكادر الفني /الوسطي وأضافت ختام قائلة :-
أنا ألان في مستشفى النسائية والأطفال واحظى باحترام وتقدير المواطنين والكادر الطبي.والفضل الأول عائد لوالدي، لانه شجعني على الانخراط في هذه المهني.
والتقت المدى بأعداد غفيرة من المتقدمات للقبول في إعدادية التمريض وقالت المتقدمة دعاء عباس : أقدم اليوم أوراقي للقبول في الإعدادية واشعر بسعادة كبيرة لأني سأكون في يوم ما عنصراً مسؤولا عن حياة الإنسان وأتطلع شوقا لليوم الذي أكون فيه ممرضة وأمارس وظيفتي بفخر واعتزاز، وأنا لايهمني كلام الناس وهو معروف للجميع، سأبدأ لحظة جديدة وأكون ضمن هذه المؤسسة الإنسانية.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة