تضارب
الأنباء
حول اجراء التجربة الثانية ..
روسيا تؤكد أن كوريا
الشمالية هي القوة النووية التاسعة في العالم
العواصم/ وكالات
قال الرجل الثاني في نظام كوريا الشمالية كيم يونغ-نام أمس
الاربعاء في حديث بثته وكالة الانباء اليابانية ان قرار
بلاده اجراء تجارب نووية اخرى رهن سياسة الولايات المتحدة.
واوضح المسؤول الكوري الشمالي ان "مسألة اجراء تجارب نووية
مستقبلية يرتبط بسياسة الولايات المتحدة تجاه بلادنا".
واضاف "اذا واصلت الولايات المتحدة سلوكها المعادي ومارست
ضغوطا علينا باشكال مختلفة لن يكون امامنا من خيار الا
القيام باعمال اخرى مادية لمواجهتها".
كما اكد مسؤول كوري شمالي في تصريحات بثتها وكالة الانباء
الكورية الجنوبية (يونهاب) أمس ان ان تطبيق عقوبات واسعة
على كوريا الشمالية ردا على تجربتها النووية "اعلان حرب".
وردا على سؤال عن احتمال اجراء تجربة نووية ثانية تحدثت
عنها وسائل اعلام يابانية، اوضح المسؤول الذي لم تكشف
هويته وكان يتحدث من بكين انه لا يملك معلومات في هذا
الشأن. وقال "ايا كان الامر ليس هناك اي سبب لاخفاء تجربة
نووية جديدة". لكنه اضاف ان تجربة ثانية مفترضة ستتطلب "ترويا
سياسيا ودبلوماسيا".
وحول المفاوضات الجارية في نيويورك، حذر هذا المسؤول من
انه "اذا اعتمدت عقوبات واسعة فاننا سنعتبرها اعلان حرب".
واضاف "بقدر ما يكون الضغط كبيرا سيكون مستوى ردنا عاليا".
تصعيد أمريكي
من جانبها أنذرت
وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس كوريا الشمالية
بأنها ستواجه عواقب لم تشهد لها مثيلا من قبل وذلك في
أعقاب ما تردد من أنباء عن قيام الأخيرة بإجراء تجربة
نووية يوم الاثنين.
واستبعدت رايس في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية
إجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وبيونغ يانغ، وأكدت أهمية
استخدام نفوذ كل من موسكو وبكين لدى كوريا الشمالية.
وقالت رايس إن الطريق لا يزال مفتوحا أمام الحل الدبلوماسي،
مضيفة أن كوريا الشمالية ستجني الكثير من المكاسب في حالة
تخليها عن برنامجها النووي.
كما حذرت رايس بيونغيانغ من ان اطلاق صاروخ يحمل رأسا
نوويا قائلة "لن يكون جيدا لامن كوريا الشمالية".
وجددت رايس مع ذلك التأكيد على ان الولايات المتحدة لا
تنوي شن عملية عسكرية ضد كوريا الشمالية وهو احتمال كان
النظام الكوري الشمالي قد تطرق اليه لتبرير برنامجه
للاسلحة النووية.
شكوك مستمرة
إلى ذلك ذكر البيت الابيض انه لم يحصل حتى الآن على تأكيد
قاطع بان كوريا الشمالية اجرت تجربة نووية ولم يستبعد الا
يحصل على هذا التأكيد ابدا، مقللا من اهمية اعلان بيونغ
يانغ.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو لصحافيين ان "الامر
قد يستغرق بعض الوقت. انها عملية معقدة".
واضاف سنو ردا على اسئلة صحافيين عن ما اذا كان التحقق من
اجراء التجربة يستغرق يومين كما ذكر سابقا ان "احتمال ان
نتأكد بشكل كامل (من التجربة) ضئيل جدا".
من جانب آخر جددت معلومات نشرتها وسائل اعلام يابانية وتم
نفيها أمس، المخاوف من تجربة نووية كورية شمالية جديدة
بينما عبرت الصين عن استعدادها لدعم اجراءات "عقابية يمكن
ان تفرض في اطار المشاورات الجارية في الامم المتحدة.
واكدت محطة التلفزيون اليابانية العامة "ان اتش كي" نقلا
عن "مصادر حكومية" لم تحددها ان هزة ارضية رصدت في كوريا
الشمالية مما يدعو الى الاعتقاد بان بيونغ يانغ قامت
بتجربة نووية ثانية بعد 48 ساعة من التفجير الاول الذي
اعلن عنه النظام الشيوعي الاثنين.
لكن هذه المعلومات تم نفيها بسرعة.
وقال متحدث باسم البيت الابيض ان واشنطن لا تملك "اي دليل"
على تجربة ثانية. وقال بلير جونز "لم نرصد اي دليل على
تجربة جديدة لكوريا الشمالية".
وجاء تصريح البيت الابيض بعد تأكيد المتحدث باسم وزارة
الدفاع الاميركية اللفتنانت كولونيل براين ماكا ان "لا
دليل يتمتع بمصداقية" حول تجربة نووية ثانية و"لم يرصد اي
نشاط زلزالي".
وفي سيول نفت الرئاسة الكورية الجنوبية واجهزة رصد الزلازل
المعلومات اليابانية. وقال متحدث باسم الرئاسة الكورية
الجنوبية "حتى الآن ليس لدينا اي معلومات عن نشاط زلزالي
جديد" في كوريا الشمالية.
كما اكد شي هيون-شيول المسؤول في مركز ابحاث الزلازل في
كوريا لمحطة التلفزيون "اس بي اس" انه لم يتم رصد اي هزة
توحي بان تجربة نووية ثانية اجريت.
وفي طوكيو اكد رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه انه "لم
يسمع اي انباء من هذا النوع". لكن وزير الخارجية تارو اسو
لم يستبعد امكانية تجربة نووية كورية شمالية ثانية. وقال
"انني على علم بان كوريا الشمالية يمكن ان تقوم بتجربة
نووية ثانية اليوم لكن ليس لدي اي تأكيد".
عقاب الحليف
من جانبه اعلن
سفير الصين لدى الامم المتحدة وانغ غوانغيا ان الصين تؤيد
التطرق الى "بعض عناصر" الفصل السابع من شرعة الامم
المتحدة في اي قرار مستقبلي لمعاقبة كوريا الشمالية على
التجربة النووية التي قامت بها.
وقال بعد جولة جديدة من المحادثات بين "الخمسة" الكبار في
مجلس الامن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا
وبريطانيا وروسيا) واليابان لبحث القرار الذي يجب ان يتخذ
للرد على التجربة النووية التي اجرتها بيونغ يانغ "نريد
رؤية بعض الفقرات او بعض العناصر من الفصل السابع".
وتعطي بنود الفصل السابع مجلس الامن الدولي صلاحيات واسعة
للتحرك بما في ذلك استعمال القوة العسكرية للرد على
"التهديدات على السلام والتعرض للسلام او للرد على
اعتداءات".
ولكن بعض بنود الفصل السابع مثل البند 41 تنص فقط على
"اجراءات لا يدخل فيها استعمال القوة" لمواجهات التهديدات
التي يتعرض لها السلام.
وتعول الولايات المتحدة التي تفرض مجموعة واسعة من
العقوبات على كوريا الشمالية، على الصين للضغط على بيونغ
يانغ. وتشكل الجهود لاقناع الصين وبدرجة اقل روسيا، بفرض
عقوبات صارمة على كوريا الشمالية صلب المناقشات الجارية في
مجلس الامن الدولي في نيويورك، على ما افاد سفير الولايات
المتحدة في الامم المتحدة جون بولتون.
وقال بولتون الثلاثاء قبل بدء المناقشات في مجلس الامن
"البارحة في مجلس الامن لم يدافع احد عن كوريا الشمالية،
لا احد. انها مرحلة اولى".
كما اعربت كوريا الجنوبية أمس عن أملها في ان يوجه المجتمع
الدولي رسالة "واضحة وحازمة" لنظام كوريا الشمالية. وقال
نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية لي كيو-هيونغ "نأمل ان
توجه الدول المشاركة في المشاورات رسالة واضحة وحازمة الى
كوريا الشمالية وان تتحدث بصوت واحد".
اعتراف رسمي
من جانبه اعلن
وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان كوريا الشمالية تحولت
"بحكم الامر الواقع القوة النووية التاسعة" العالمية. وقال
ايفانوف في مؤتمر صحافي "تحولت كوريا الشمالية بحكم الامر
الواقع القوة النووية التاسعة". وقال الوزير الروسي ان
التجربة الكورية الشمالية "توجه ضربة كبيرة الى نظام منع
الانتشار النووي. مثل هذه الاعمال تثير القلق والاستياء"،
موضحا ان الامر يتعلق بـ"تجربة على متفجرات لا على سلاح".
ووصف ايفانوف المعطيات المتناقضة حول قوة الانفجار
بـ"السياسية".
من جهة أخرى اكد رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه اليوم
الثلاثاء انه لا يسعى الى الاطاحة بالنظام الكوري الشمالي
بزعامة كيم جونغ ايل، داعيا الى فرض عقوبات مشددة لمواجهة
التهديد النووي في كوريا الشمالية.
وقال ابيه لصحافيين "ليس الامر اننا نسعى الى انهيار
النظام"، مضيفا "نعتبر ان من الضروري ان تدرك كوريا
الشمالية ان وضعها سيزداد سوءا اذا استمرت في موقفها
القائم على التهديد وتحدي سلام المجتمع الدولي واستقراره".
|