حملة
تشجير العاصمة.. شكوك وحقائق ..
75 مليار
دينار لانشاء متنزهات جديدة في احياء مختلفة من بغداد
- أمانة بغداد
تؤكد نجاح حملة الربيع وتقر بوجود اخطاء فنية
- لجان الرقابة
المالية تدقق في عقود شراء مشاتل النخيل للوقوف على
سلامة الاجراءات المالية
بغداد
/صافي
الياسري
هناك الكثير من الأسئلة
والشكوك التي تراود اذهان المواطنين حول حملة التشجير التي
قامت وتقوم بها امانة بغداد في حملتها الربيعية والخريفية،
ومدى نجاحها والآلية الحسابية التي استخدمت لابعاد الايدي
الفاسدة عن استغلال مشروع الحملة ماليا. هذه الاسئلة
والشكوك حملناها إلى امانة بغداد وطرحناها على طاولة
المسؤولين فيها فاجابنا عنها في حوار مفصل الدكتور جعفر
العلي، الخبير المختص في مكتب امين بغداد. واتماما للفائدة
زرنا بلدية الكاظمية للاطلاع على آلية العمل ومعوقاته عن
كثب، وكنموذج لبقية بلديات بغداد وعملها واستطلعنا آراء
بعض المواطنين حول الحملة فكان هذا التقرير:
في
بداية اللقاء رحب بنا الدكتور جعفر العلي، وابدى اهتمامه
البالغ باسئلتنا وان لم يفاجأ بها فهو يسمع الكثير من
الاقاويل كما ذكر ثم بدأ الاجابة عن هذه الاسئلة فقال:
اهلا بكم.. واهلا (بالمدى) الغراء ونحن على استعداد
للاجابة عن كل اسئلتكم بكل شفافية فلا تخفوا عنا شيئا ولا
تشعروا بالحرج.. بدءاً، تقوم امانة بغداد منذ الخريف
الماضي باعادة الخضرة إلى المدينة، هذه المدينة التي كانت
تزهو بخضرتها ومناظرها الخلابة، وقد اصبحت تشكو من الاهمال
وجردت الساحات والجزرات الوسطية وحواف الارصفة من الاشجار
والنباتات لاسباب كثيرة، هناك اسباب انية واخرى كانت قائمة
منذ سنوات طوال، ونستطيع ان نقول ان بعض هذه الاسباب يعود
لسياسات النظام المباد من حيث الحروب التي دخلها والازمات
التي ادخل العراق فيها، وهذه ادت إلى ازمات في الوقود كما
تذكر، فاضطر الناس إلى قطع الاشجار لتأمين التدفئة والطبخ
بدلا من استخدام الوقود الذي انعدم وجوده في حربي (عاصفة
الصحراء) والحرب الاخيرة، وهذا ادى إلى انحسار الخضرة في
مدينة بغداد التي كانت بحدود 9م2 لكل مواطن ومن المعروف
انه، في مدينة بغداد التي كانت مساحة الخضرة بحدود 14م2
إلى 16م2 كرقم نموذجي عالمي، بينما تردت النسبة في بغداد
من 9م2 إلى اقل من (1) متر مربع في الوقت الحاضر. بسبب
الاهمال وكذلك قيام القوات متعددة الجنسية بتجريف الكثير
من المواقع بحجة استخدامها من قبل الارهابيين كشارع المطار
وغابة صلاح الدين، وغابة الفرات وغابة الحبيبية، كلها جرفت
واصبحت بغداد تشكو قلة المناطق الخضرا وامانة بغداد آلت
على نفسها من خلال حملة التشجير التي شاهدناها في الربيع
الماضي، باعادة الخضرة والبسمة إلى مدينة بغداد وفعلا تمت
زراعة مساحات واسعة جدا، في حدود 250 الف متر مربع في
الحملة الزراعية الماضية حيث زرعت حوالي 6000 الف نخلة،
بقية المزروعات لا تعاني المشكلات، ولكن النخيل يعاني من
تجاوزات بعض المواطنين من خلال رفع الفسائل والشتلات او
العبث بها وبفتحات السقي، كما تقوم اليات القوات متعددة
الجنسية بالتجاوز على الجزرات الوسطية والمساحات الخضر في
المرحلة الحالية ضمن (الخطة الخريفية) حاولنا الاستفادة من
الاخطاء التي حصلت في الحملة الماضية ومن جملة هذه الاخطاء
مثلا، عدم وجود مصادر مائية قبل عملية الزرع
–كما
ذكرتم- مما ادى إلى الاضرار ببعض المزروعات الان لا نزرع
منطقة الا بعد ان نوفر لها مصدرا مائيا عن طريق فتحات
السقي او حفر الابار، وكذلك استخدام التناكر برغم ان ذلك
ظاهرة غير صحيحة ولكن نحن مضطرون لذلك في الوقت الحاضر
لزيادة المساحة الخضراء في عاصمتنا الحبيبة بغداد.
أرجع إلى مشكلة الفسائل والنخيل بشكل اكثر تفصيلا فقد جرت
حملة واسعة في الربيع الماضي، الا انه تعرضت الامانة خلال
وبعد هذه الحملة إلى هجمات كلامية من الناس والصحف تقول ان
هذه الحملة فاشلة وروج خلال هذه الهجمات لاتهامات عديدة لا
صحة لها، وزراعة النخيل والفسائل في الحقيقة بها مواصفات
فنية، فالفسيلة عندما تزرع لا يمكن ان تعطي (خضرة) خلال
فترة قصيرة وانما هي تحتاج مدة من ستة اشهر إلى سنة لكي
نعرف ان الفسيلة ناجحة، ام فاشلة، بينما بدأ الناس يحكمون
على شكل الفسيلة بعد ايام من زراعتها، وهذا غير صحيح والان،
وبعد مرور ستة اشهر، فان اعداداً من الفسائل والنخيل كانت
نسبة نجاحها هائلة ووصلت في بعض الاماكن إلى حدود 80% وهي
نسبة تفتخر بها امانة بغداد ويعرف العاملون في هذا القطاع
ان نسبة نجاح الفسائل اذا وصلت إلى 55% نجاحا فهي نسبة
جيدة، اما النخيل فقد حصلت بعض الاخطاء في زراعته خاصة في
مداخل العاصمة وذلك بسبب زراعة بعض النخيل غير المطابق
للمواصفات وهذا النوع من النخيل رفض من قبل اللجان المختصة
المشكلة لاغراض المراقبة والمتابعة ولم يعوض ولم يدفع ثمنه
واصبح في عداد (الفاشل) وفي هذه الحملة (الحملة الخريفية)
ستقوم الامانة باستبدال النخيل (الفاشل) والفسائل الميتة
باخرى ذات مواصفات ناجحة وممتازة.
-هناك كلام يدور حول ان بعض هذه الفسائل والنخلات ابتيعت
من مشاتل محددة اتفق معها مسبقا وتم غض الطرف عن كون
النخلات والفسائل ميتة اصلا قبل زراعتها، لقاء رشاوى
عمولات دفعت للموظفين واللجان المختصة بعمليات الشراء
وابرام العقود، ما مدى صحة هذا الكلام؟ ونرجو ان تحدثنا عن
اسلوب التنفيذ، هل هو تنفيذ مباشر من قبل ملاكات الامانة
والبلديات؟ ام تم بواسطة متعهدين، وهل اجريت مناقصات قبل
ابرام عقود الحملة وتنفيذها؟ وهل تم الاعلان عنها؟ وكم هي
الكلفة؟ وهل تم تنفيذ الحملة من قبل عمال زراعيين متخصصين
وهل كانت باشراف مهندسين زراعيين من الامانة ام من غيرها؟
*بالنسبة للشق الاول من السؤال حول شراء الفسائل فهناك في
كل دائرة ومنها امانة بغداد شعب حسابات وتدقيق ومفتش عام،
والامانة اتبعت كل الوسائل الاصولية والقانونية لعملية
الشراء والسيد امين بغداد حريص جدا على الابتعاد عن مظاهر
الفساد ودائما يحذر من هذه الناحية، واللجان التي كلفت
بشراء الفسائل والنخيل لجان معروفة بنزاهتها ومعروفة
بكفاءتها واتبعنا كل الوسائل الاصولية لشراء الفسائل
وموجودة هناك عقود للتجهيز بموجب الصلاحيات القانونية التي
تعطى إلى المديرين العامين للوحدات البلدية وحسب هذه
الصلاحيات تصرف هؤلاء، وكتبت الصحف وتكلم الناس كثيرا
وجاءت لجان تدقيقية وتحقيقية من الرقابة المالية وكذلك
لجان التدقيق الموجودة في الامانة، فوجدت كل طرق لشراء
طرقا اصولية وقانونية وليس هناك أي مجال للتشكيك بهذه
اللجان، نسمع اقاويل كثيرة من جهات عديدة وهي اقاويل باطلة
لكن من يعمل لاتهمه كثرة الكلام المحبط والباطل، وهناك
نقطة حول تنفيذ العمل في هذه الحملة هي تأجير بعض الاليات
من الاهلين كما ان العمال الزراعيين في الامانة عدد غير
قليل وغير كاف فلا بد من القول ان حملة بهذه السعة تحتاج
إلى عمالة كثيرة، ولذلك عمدنا إلى التعاقد مع اعداد منهم
من خارج الامانة بأجر يومي او اسبوعي، ووفق الاصول ووفق
جدول يومي وسجلات يومية مدققة، تراقب من قبل قسم الرقابة
والتدقيق والمديرين العامين والمهندسين الزراعيين، والحملة
الخريفية التي نقوم بها الان يقودها مهندسون زراعيون
متدربون في امانة بغداد، ويشرفون على هذه الحملة، في كل
شارع وكل ساحة يوجد مهندس او مشرف زراعي على عملية الزراعة
بشكل فني صحيح، وليس هناك أي مجال للشك، لان العملية تسير
في طريقها الصحيح والاصولي.
*هناك سؤال حول استمرار سقي بعض الفسائل والنخلات برغم
انها ميتة؟
-هذا لا يمكن، فالمهندس الزراعي المسؤول يعرف النخلة او
الشتلة الميتة ويتخلص منها، لكن هل ان هناك تلكؤاً في
السقي حصل، فنقول نعم، والاسباب كثيرة، منها الوضع الامني،
هل تعرف انه في احدى المناطق مدة اسبوع كامل في هذا الصيف
اللاهب لم نستطع سقي الفسائل والنخلات والشتلات الاخرى،
فمات بعضها وبقي الاخر حيا، وهناك مناطق في بغداد يتعرض
فيها المهندسون وسواق التناكر والكريدرات والعمال
الزراعيون للتهديدات وقبل ايام قليلة قتل لنا ثلاثة عمال
في احدى مناطق بغداد اثناء ادائهم واجبهم، لذلك يمكننا
القول ان امانة بغداد تقاتل الان قتالا فعليا لتنفيذ خططها
ومشاريعها، وفي سبيل اعادة الخضرة والنظافة وتقديم الخدمات
البلدية الاخرى لمدينة بغداد، ان العمل ليس سهلا وأبسط شيء
فيه كما قلنا هو المخاطر، فالمهندس مهدد وسائق السيارة
والعامل الزراعي كذلك، لذلك فان ما تقوم به الامانة عمل
جبار وسيذكره، التاريخ، والعارفون ببواطن الامور يقدرون
ذلك، وهنا اريد ان اؤكد ان السيد امين بغداد مهندس زراعي
اصلا، واستطاع الحصول على كل الامكانات الي تحتاجها امانة
بغداد، لاعادة الخضرة إلى المدينة، سواء أكان ذلك عن طريق
الا رصده (التخصيصات) الكبيرة جدا التي تحلم الامانة
بالحصول عليها، على سبيل المثال حصلنا على حوالي 75 مليار
دينار لانشاء متنزهات جديدة، ولدينا خطة طموحة بدأ العمل
بها الان وبدأ تنفيذها فقد باشرنا بانشاء اربعة متنزهات
ضخمة، ومنها متنزه النخيل الذي يقع خلف حي طارق في منطقة (خلف
السدة) بمساحة 300 دونم ووفقا لتصاميم حديثة جدا، وقد
سحبنا الماء لهذا المتنزه عبر قناة خاصة من نهر دجلة، وهو
يعد متنفسا ترويحيا لسكنة بغداد، وهناك ايضا متنزه اور هو
بمساحة 150 دونما وقد تم انجاز التصاميم النهائية وسوف
تحال الاعمال الانشائية إلى مناقصات ومقاولات بذمم
المتعهدين وكذلك متنزه اخر في منطقة النعيرية، بمساحة 150
دونماً ايضا، ويقع على جانب طريق المرور السريع، وعند مسرح
الخيمة بمساحة 32 دونما هذا في منطقة الرصافة، أما في
الكرخ فهناك متنزه في منطقة المنصور، في المنطقة المقابلة
لسوق العدل المركزي واخر سيكون في منطقة المقتربات لجسر
ديإلى، وكذلك جميع الساحات والجزرات الوسطية ستتم زراعتها
خلال هذا الموسم.
*وكم هي كلفة هذه الحملات؟
-هذه الحملات التي تنفذها الامانة مباشرة خصص لها حوالي
سبعة مليارات ونصف دينار عراقي، خلال موسم الخريف الحالي،
ومليار ونصف كلفة الحملة الربيعية، أما المشاريع
الستراتيجية التي ذكرتها وهي المتنزهات والمشاتل فقد خصص
لها كما ذكرت مبلغ 75 مليار دينار عراقي، ولا بد من ذكر
امر مهم هنا، ان هذه المساحات الكبيرة الي تقوم بزراعتها
الامانة تحتاج إلى توفير شتلات، وهذا يدفعنا إلى التفكير
الجدي في توسيع المشاتل وفعلا، الامانة التي تملك الان ستة
مشاتل تنتج عددا محددا من الشتلات سوف نضم لها اربعة مشاتل
جديدة ضخمة حتى نستطيع توفير النباتات التي نحتاجها في
السنوات القادمة اضافة إلى انشاء مشتل متخصص لانتاج الزهور،
لم تعط الزهور في السابق حقها من الاهتمام والنشر، ونحن
نسعى لان ننمي لدى الناس حب الزهور، والورد هو نموذج
للتسامح والمحبة واشاعة البهجة بين الناس وامانة بغداد آلت
على نفسها ان تعيد الفرحة والبسمة لصورة بغداد واهاليها.
بغداد التي تصحو اليوم على المتفجرات والدم والجثث، نسعى
بكل جهدنا ان نغير مشاهدها فنطرزها بالخضرة والنظافة
والجمال، واود ان اذكر هنا دليلا بسيطا على مدى اهتمام
الامانة باعادة الخضرة إلى العاصمة ونشرها، فقد زرعت قبل
ايام قليلة اول شجرة (كينوكاربس) في المدينة وهذه الشجرة
دائمة الخضرة وضخمة وقد نجحت زراعتها في دول الخليج العربي،
فهي تتحمل درجات الحرارة العالية والملوحة، نتمنى ان نحوز
رضا المواطنين.
ولمتابعة اعمال حملة التشجير الخريفية التي تقوم بها امانة
بغداد، وبخاصة فيما يتعلق بزراعة النخيل والفسائل في ساحات
بغداد والجزرات الوسطية في شوارعها، وللاجابة عن تساؤلات
المواطنين وشكوكهم فيما يخص هذه الحملة، ارتأينا زيارة
احدى بلديات المدينة واستطلاع آلية عملها وانجازاتها،
ولهذا اخترنا مديرية بلدية الكاظمية حيث استقبلتنا الانسة
سناء حمدي هادي مديرة قسم التخطيط والمتابعة في المديرية
مرحبة واجابت مشكورة عن جميع اسئلتنا التي صغناها ووضعناها
امامها بعد جولة في شوراع وساحات المدينة وبدأنا بسؤال
الانسة سناء حول الآلية التي احتسبت بموجبها حصة مدينة
الكاظمية من حملة التشجير، والتشجير بالنخيل خاصة (عملا
وتخصيصات) فأجابت:
-اخذت الامانة (أمانة بغداد) في اعتبارها المساحة
الجغرافية لكل منطقة عند احتساب حصتها من العمل او
التخصيصات وبذلك توفرت العدالة لمناطق بغداد جميعا، اما
الكميات والاعداد التي تم غرسها من شجر النخيل والفسائل
فقد تم ذلك في الحملة الربيعية التي اعطت ثمارها الان،
وامكننا احتساب عدد النخلات المزروعة التي تسمى (القالعات)
في الكاظمية بحدود 163 قالعة، تم استبعاد 49 قالعة منها،
بسبب عدم مطابقتها للمواصفات الفنية ورفضتها لجان الامانة
ومهندسونا الزراعيون، وكانت نسبة النجاح التي حصلنا عليها
وحددناها بعد ستة اشهر من زراعة هذه القالعات حوالي 65%
وهي نسبة ممتازة اذا علمنا ان نسبة 55% من النجاح تعد نسبة
جيدة، اما نسبة النجاح في غرس الفسائل فقد بلغت 90% وبلغ
عدد الفسائل المزروعة حوالي 1381 فسيلة وشملت مناطق
الكاظمية أ والكاظمية ب والعطيفية والسلام وجزءاً من منطقة
التاجي.
أما آلية العمل في المدينة فقد جرت باستخدام اليات البلدية
وباستئجار اليات من الاهالي واما العمال الثابتون على ملاك
البلدية فعددهم قليل لذا جرت الاستعانة بالعمال المستخدمين
من خارج الملاك وكان عددهم خلال الشهر التاسع (ايلول
الماضي) 120 عاملا ازداد خلال هذا الشهر (تشرين اول) إلى
210 عاملا والاجرة اليومية لكل عامل منهم ثمانية الاف
دينار.
*وكم هي تخصيصات بلديتكم لهذه الحملة؟
-تخصيصات القسم الزراعي الكلية في البلدية هي 137.5 مليون
دينار عراقي اضيفت إليها 100 مليون اخرى، شهريا اعتبارا من
1/9 إلى 31/12 أي نهاية العام الحالي.
وماذا فعلتم بالقالعات الفاشلات والفسائل التي ثبت موتها؟
-عالجنا اسباب غرس النخيل الذي ذكرت لك انه رفض بسبب عدم
مطابقة المواصفات، وتخلصنا من الفسائل التي ماتت لاسباب
مناخية وفنية، وبسبب قلة المياه واستبدلنا القالعات باخرى
صالحة وكذلك الفسائل ضمن الحملة الخريفية اما الاماكن التي
لم تتوفر لها مياه السقي فقد حفرنا لها الابار والمضخات
والرعاية الدائمة، وهناك الية دقيقة لاحتساب الكلف
وتسجيلها حسابيا استبعادا لامكانية الاستغلال.وتقوم بلدية
الكاظمية فضلا على ما قامت به في الحملة الربيعية السابقة
في هذه الحملة بتشجير وزراعة النخيل في عدة حدائق ومتنزهات
في المدينة هي متنزه الفردوس/ متنزه البوابة حديقة
العطيفية، متنزه النور/ شارع الصحة، متنزه السلام، حديقة
المسابقة الخريفية) حديقة الفجر (حديقة المسابقة الربيعية)
متنزه الامل في منطقة حكوك.
وقد قمنا بزيارة حديقة الفردوس قرب كلية الحقوق في
الكاظمية وتثبتنا من نجاح زراعة (القالعات) هناك كما ان
ارض الحديقة زرعت بالثيل وهي تروى باستمرار وقد عين لها
مشرف زراعي وعدد من العمال الزراعيين وزرنا حديقة العطيفية
(الفجر) التي فازت بالجائزة الثانية في المسابقة الربيعية،
وتقع في المحلة 405/ عطيفية، وكذلك متنزه السلام في المحلة
411 (حديقة المسابقة الخريفية) وشاهدنا عددا من الفسائل
والقالعات التي لم تثبت زراعتها نجاحا فقد جف (القلب) فيها
برغم مرور مدة كافية على زراعتها (ستة اشهر) وبحسب المزارع
لفته شنيور العامل في احدى حدائق المدينة، فان ذلك يعني
موتها، ومع ذلك لم يتم التخلص منها، او استبدالها وكلنا
بانتظار ان يتم ذلك لاحقا فالحملة ما زالت مستمرة وستنتهي
في نهاية العام الحالي. المهندس الزراعي فاضل عبد الزراق
الكاظمية يقول ان حملة التشجير كلها حملة ناجحة وجهد يقدر
للامانة بامكاناتها التي ما زالت بحاجة إلى الكثير واذا
كانت قد وقعت بعض الاخطاء هنا وهناك، فهي تحصيل حاصل
للعمل، ومن لا يعمل لا يخطئ.
اما المهندس الزراعي/ كميل محسن عبود/ الكاظمية فيقول: ان
الملاكات المتخصصة في الامانة انجزت واجباتها التخطيطية
والدراسية لهذه الحملة قبل البدء بتنفيذها ووفرت لها كل
الامكانات اللازمة لنجاحها ونحن نعترف ان هناك بعض الاخطاء
التي حصلت ورافقت الحملة، ولكن يمكن القول بيقين انها حملة
ناجحة بكل المقاييس، ويتحمل المواطنون جزءا لا بأس به من
عثرات هذه الحملة، من خلال العبث بالمزروعات وفتحات السقي
وكذلك آليات القوات المتعددة الجنسيات التي تتجاوز على
الجزرات الوسطية فتسحق الشتلات وتقتلها دون اهتمام ونحن
نقوم باستبدالها من بعدهم، وهذا جهد مكلف مضاعف.
المواطنة نزيهة عبد الله اللامي/ ربة بيت في حي الضباط قرب
حديقة الفردوس في الكاظمية تقول نعم بعض المواطنين لا
يتحلون بالوعي الذي يمنعهم من العبث بالشتلات في الساحات
والجزرات الوسطية، وعمد البعض من ذوي النفوس الضعيفة إلى
قلعها وبيعها على المشاتل وعلى المواطنين في الاسواق
وبعضهم ترك دوابه ترعى هذه الشتلات او تسحقها وتقتلها.
المواطن سلوان زهير الانباري مدقق حسابات يقول: هذه الحملة
جهد تستحق الامانة عليه الشكر والتقدير وعلى المواطنين
المشاركة بانجاحها بحماية الشتلات والفسائل، أما من
الناحية الحسابية فان مبلغ تخصيصات الامانة الذي تذكرون
انه بحدود 75 مليون دينار عراقي، يوفر فرصا كثيرة
للاستفادة غير المشروعة لبعض الموظفين والمتعهدين واصحاب
المشاتل ما لم تكن هناك آلية احتساب دققية، والجمهور يتحدث
بكثرة حول مناخ الفساد عدد من دوائر الدولة ولا تستثنى
امانة بغداد وبعض موظفيها، ومثل هذه التخصيصات الضخمة تغري
بعض ذوي الانفس الضعيفة على الانحراف وارتكاب المحظور، وكم
هو رائع لو أن (المدى) الغراء تابعت هذا الموضوع عبر
مضاهاة (الوثائق) الحسابية الخاصة بحملة التشجير بالنخيل
حصرا، ووقائع العمل وكشفت الحقيقة للجمهور، نحن ندرك صعوبة
هذا الامر ولكن هذا هو طموحنا في نظرتنا إلى صحافتنا
الوطنية.
واخيرا نشكر لامانة بغداد وبلدية الكاظمية، انها فتحت لنا
ابوابها وشاركتنا معلوماتها بصدق نية، ونتفهم دوافع
موظفيها في الدفاع عن دوائرهم ونشاطاتها، ذلك هو جهدنا
الممكن الان في المتابعة والمراقبة والتحقق، ونترك للزمن
كشف ما غمض علينا او ما اخفي بحسن نية او بغيرها.
|