من اروقة المحاكم

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الــوصية التـي منـحت ثــروة طائـلة لابنـة الخـادمة !
 

بغداد/ سها الشيخلي
قالت المحامية مازحة.. تصادفنا قضايا هي أقرب الى الخيال منها الى الحقيقية وأشارت الى سيدة كانت تجلس بجانبها صامتة شاردة الذهن.. ألقيت عليها التحية محاولة كسر ذلك الحاجز الذي تقيمه وتحكمه حول شخصيتها.كانت سيدة يبدو عليها انها من أسرة ثرية جميلة رقيقة في أواخر العشرينيات من عمرها.. ترتدي ملابس الحداد التي أضافت لجمالها هيبة على شخصيتها..

وباصابع رشيقة مزدانة بخواتم ماسية أشعلت سيكارتها ونفثت دخانها وأخذت تراقب حلقات الدخان ثم قالت:
نشأت في عائلة ثرية.. والدي رجل اعمال ناجح لديه معمل لاعمال الألمنيوم.. كنت مدللة لا يرد لي طلباً مهما عّز... ولكني فقدت والدي وانا بعمر 10 سنوات مما حدا والدتي الى تلبية كل طلباتي.. كنت متفوقة في دراستي.. وأكملت الجامعة بتفوق.. كنت خلال دراستي الجامعية محط انظار زملائي.. ونشأت صداقة بيني وبين زميل لي، تطورت الى علاقة حب.. تقدم الزميل لخطبتي من والدتي.. فلم تمانع بل بالعكس رحبت به بعد ان علمت ان هناك علاقة حب تربطنا.. حذرتني بعض الصديقات من طمع خطيبي بثروتي.. لكني لم التفت لذلك فقد كان الحب قد اغلق اذني عن سماع اية نصيحة.. وقبل اتمام مراسيم الزفاف.. توفيت والدتي.. وجدت نفسي حائرة وانا وحيدة في المستشفى مع مربيتي التي كانت لا تفارقني لحظة واحدة، تلبي كل طلباتي منذ ان كنت صغيرة.. ونشأت بيننا علاقة متينة كنت اجد لديها الصحبة الجميلة والحنان الذي كانت تغدقه عليّ يفوق احياناً حنان والدتي، كانت تبالغ في تدليلي وتلبية كل طلباتي مهما عزت.
المفاجأة
في أول يوم لوفاة والدتي جاءنا خالي وخالتي لحضور مجلس العزاء.. وبعد ان انفض المجلس اخرج خالي ورقة صادرة من احد المستشفيات الاهلية تشير الى ان امي قد اجرت عملية لرفع (الرحم).. وقد حدث ذلك قبل ولادتي بعام واحد.. اصبت بالذهول.. صرخت مستحيل.. قال خالي:
- انك ابنة متبناة من امي.. وانت لست بالابنة الشرعية لها.. وبذا فان جميع ثروة والدتي.. وكل ما ورثته من والدتي انما هو من حقه وحق اخته باعتبارهما الوريثين الشرعيين لثروة امي المتوفاة.. ثرت وبكيت ولجأت الى مربيتي استفسر منها عن صحة ذلك الادعاء.. لكنها لاذت بالصمت.. لم اصدق ما عرضه علي خالي من وثائق تؤكد اجراء عملية رفع رحم امي، اخذت تلك الوثائق وهرعت الى المستشفى فالتقيت مديره فارسل على السجلات القديمة، وارشيف المستشفى وكانت الطامة الكبرى، نعم لقد تم رفع رحم والدتي في ذلك المستشفى في التاريخ المذكور.
الحقيقة
ارتميت على صدر مربيتي وانا أجهش بالبكاء متوسلة ان تقول لي الحقيقة..! من انا ومن هي والدتي، ولماذا كل هذا التكتم على حكايتي اتصلت بخطيبي اطلب عونه ومساعدته فوجدته جاحداً ذلك الحب بعد ان عرف اني خسرت كل تلك الثروة وذلك الجاه.. قال بالحرف الواحد:
بعد ان تأكدت من انك لست ابنة هذه العائلة فانا في حل من خطبتي.. لقد ارتبطت بك من اجل عائلة كريمة، ولكني الآن لا اعرف من انت ومن تكوني، هل ابنة غير شرعية لامرأة عابثة.. من ملجأ للقطاء؟ انا لا اريد زوجة لا اعرف من تكون، ورمى بوجهي خاتم الخطوبة.. وفسخ خطوبتي وتركني وحدي وسط الامواج، وكان هناك محام كفوء يعمل لدى والدي وتربطه علاقة قرابة بعيدة به، نصحني ذلك المحامي ان اترك خطيبي فهو طامع في ثروتي، لكني لا اسمع نصائحه..
لم يبق لي سوى ذلك المحامي العجوز ومربيتي، جمعتهما معاً وطلبت منهما ان يدلاني على أسرتي وعلى أصلي، ومن اكون وبين الحاحي وتضرعي تقدمت مني مربيتي باكية وهي تؤكد لي انها هي امي الأصلية.. وتربطها علاقة قرابة بعيدة بامي وان امي كانت ترغب في الإنجاب لكن وجود ورم خبيث ظهر في رحمها جعل الأطباء يقدمون على استئصاله.. وبذا فقدت الأمل في الإنجاب وصادف ان حملت هي بي فطلبت منها سيدتها ان تعطيها المولود سواء كان ولداً ام بنتاً لقاء مبلغ كبير من المال كانت امي الأصلية بحاجة ماسة اليه فزوجها موظف بسيط ولديه ستة من الابناء وهو غير قادر على رعاية طفل آخر..
أم ومربية
وتواصل مربيتي حكايتها الغريبة فتقول:
وافقت على تلك الصفقة لانني كنت امني نفسي بوجودي معكِ طوال النهار وأفارقك في الليل للذهاب الى أسرتي.. كنت لا تغيبين عن عيني، ارعى شؤونك وانت تكبرين امام عيني وتحرزين التفوق والنجاح وتديرين شؤون عائلتك فلو كنت في كنفي لأصبحت واحدة من ابنائي الذين يعيشون الكفاف والحرمان.. كنت فخورة بك بيني وبين نفسي عندما أصبحت مديرة مصرف وسيدة اعمال من طراز خاص متسلحة بالعلم والخبرة والثقافة والعائلة العريقة والجاه الواسع والثراء الكبير.
وعندما انهت امي حديثها وحكايتي قالت :
تأكدي يا أبنتي انني لم ابعك كما تتصورين بل أردت لك حياة انا غير قادرة على توفيرها لكِ
صرخت محتجة:
ولكن كيف تخفون عني الحقيقة كل تلك المدة؟
قالت المربية:
كان موت السيدة مفاجئاً.. وأخذت تجهش بالبكاء.
اما المحامي فقد قال بعد صمت..
- لدي مظروف بخط السيدة.. وقد طلبت مني ان لا افتحه الا بعد ثلاثة ايام من وفاتها وتلك هي وصيتها، وما علينا سوى الانتظار الى يوم غدٍ.
عودة الثروة
مرت الساعات ثقيلة وكل ساعة كانت تمر وكأنها دهر.. وفي الموعد الذي جمعني وخالي وخالتي ومربيتي التي هي في الاصل امي.. قام المحامي بفتح المظروف.. وكانت وصية امي تؤكد انني لست ابنتها وتوصي والدتي الاصلية (المربية) ان ترعى شؤوني بعد وفاتها وان تكون امي الحقيقية وختمت امي وصيتها بان جميع ما تملك من ثروة مكونة من عقارات ومعامل وغيرها هي ملكي وحدي لا ينازعني فيها احد.
احتضنت امي (المربية) وبكيت بحرقة الامين معاً، أمي الحقيقية التي اجبرتها الظروف على بيعي، وامي بالتبني التي كرمتني ورعتني في حياتها وفي مماتها.
اما خالي فلم يكتف بتلك الوصية التي اعدتها والدتي وطعن في صحتها.. واقام علي الدعوى بتهمة التزوير، وانا في هذه المحكمة من اجل رد اتهام خالي وخالتي الباطل وقد كسبت الدعوى لأن كل وثائقها حقيقية فلم تغفل والدتي كل طريقة من اجل ان تكون وصيتها حقيقية لا طعن فيها.
نهاية سعيدة
* ما شعورك وانت محاطة بوالدتين ؟
- كنت محظوظة في حياة امي.. لوجود والدتي لكني لم اكن على علم بذلك، لقد احببتهما معاً، ومازلت على ذلك الحب، كانت لي اماً ووالدة، وهذا امر قلما يحدث، لكن تأكدي إنني سعيدة، وسعيدة أكثر بعد ان اكتشفت جشع خطيبي وفضح نياته وطمعه.


أب يقتل ابنته المتزوجة غسلاً للعار
 

بغداد/احمد عبد الزهرة
عندما رفض والدها تزويجها من الشاب الذي ارتبطت به بعلاقة حب، وفي احد الأيام قررت الهروب، فراح الاب يبحث عنها من اجل قتلها غسلاً للعار، وبالفعل وجدها متزوجة منه ولكن بوثيقة زواج غير مصدقة من المحكمة الشرعية.
يا ترى هل شفعت هذه الوثيقة لها وحالت دون تنفيذ الاب قراره؟
افاد الاب في التحقيق الذي اجري معه في مركز الشرطة بعد ان قام بتسليم نفسه معترفاً بارتكابه الجريمة بانه فقد ابنته المدعوة (ط) بتاريخ 5/ 3/ 2001 وقام بالبحث عنها ليل نهار وفي عدة اماكن يحتمل وجودها فيها لكنه وبرغم البحث المضني لم يقف لها على أثر يذكر فاضطر الى ملازمة البيت باستثناء الخروج الى العمل والعودة منه وكان يرتعد من فكرة ان الآخرين يشيرون اليه على انه اب هربت ابنته مع عشيقها من دون علمه، وكان متأكداً بانها هربت مع عشيقها (م) الذي سبق ان تقدم اليه لخطبتها لكنه رفض ولم يرتضه زوجاً لها بسبب وجود علاقة بين الابنة والشاب.
وفي يوم من الأيام وبعد فترة مرور ما يقرب من الاربعة اعوام جاءه ابن شقيقته ليخبره بانه قد رأى ابنته وهي تسكن مع عشيقها في مكان غير بعيد وفي المنطقة نفسها فلم يتوان بالذهاب الى البيت المقصود فلقد رآها تخرج الى السوق فعاد ادراجه الى البيت ليخبر الأم بذلك وتداول معها في الامر فلم تعترض على قيامه بقتلها لكنها اقترحت عليه استدراجها الى البيت عن طريق زيارتها وايهامها بانهما راضيان عنها وبالفعل زاراها في بيتها واظهرا لها حسن نيتهما معها فصدقتهما وفي يوم من الأيام دعياها لزيارة بيتهما والمبيت فيه وعندما تم لهما ذلك قام الاب باقفال باب الغرفة التي كانت اعدت لمنامها وامسك بها من شعر رأسها وانهال عليها ضرباً بسكين طويلة كان قد اعدها لمثل هذا الأمر من قبل وعندما تأكد من قتلها فتح الباب واخبر الام بانه قد غسل عاره فاطلقت الام (هلهولة) مدوية على عادة من يغسل عاره بيده فهرع الجيران فأعلمتهم الام بما جرى.
قرار الحكم
في 5/ 4/ 2003 تمت ادانة المتهم وفق المادة 405 عقوبات فحكمت عليه بالحبس الشديد لمدة ثلاث سنوات معتبرة ان دوافع الجريمة كانت بباعث شريف ممثلاً في غسل العار بدلالة المادتين 128 و130 عقوبات ومصادرة السكين المستعملة في الحادث.


بسبب علاقات مشبوهة  .. فقـدت حياتهـا وابنتهـا وأموالهـا !
 

بغداد/ اسراء العزي
خرج المواطن (ف - غ) من منزله الساعة الثامنة صباحا فشاهد امام باب المنزل حقيبة جلدية كبيرة سوداء اللون، طرق الباب على جاره الذي استغرب هو الاخر من وجود الحقيبة الغريبة وقررا معا اخبار الشرطة بذلك وبوجود رجال الشرطة تم فتح الحقيبة التي شاهد الجميع فيها جثة امرأة مهشمة الرأس ومصابة بعدة طعنات بآلة حادة.من هي هذه المرأة القتيلة والمجهولة الهوية وكيف وصلت الحقيبة امام منزل(ف - غ) ؟
البداية
حضرت امرأة الى مركز شرطة(.....) واخبرت ضابط المركز ان لها صديقة تدعى (د - ه) كانت تقوم بزيارتها كلما تحضر الى بغداد، وفي هذه المرة جاء ت بغداد ولم تجد صديقتها (د - ه) في شقتها، وفي اثناء بحثها عنها علمت بان الشرطة عثرت على جثة امرأة مجهولة الهوية،وبعد التدقيق في اخبارية هذه المرأة تبين ان الجثة التى عثر عليها في الحقيبة السوداء اللون تعود لصديقة المخبرة التي تبحث عنها وعندها اتهمت المخبرة كلاً من(ح ع)و(ث ح).
علاقات مريبة
تقول صديقة الضحية ان المتهمين كانا يترددان على شقة صديقتها وتربطهما بها علاقات عمل،حيث كانت المجني عليها ترغب بفتح مطعم ليعمل به المتهمان فقد كانت الاحوال المادية للمجني عليها جيدة جدا وتتسلم باستمرار مساعدات مادية من شقيقها الذي يعيش خارج البلاد وانها كانت تعيش مع ابنتها (ر - ع) لانها كانت مطلقة.
ليلة الجريمة
في احدى الليالي حضر المتهمان الى شقة الضحية واخبراها، بانهما وبسب ظرف عائلي مفاجئ يستسمحانها المبيت في شقتها لليلة واحدة فقط وافقت الضحية وضيفتهما باعتبار انهما سيؤسسان لها المطعم الذي تنوي افتتاحه.
بعد منتصف الليلة نفسها طرق باب غرفتها المتهم (ح - ع) وطلب منها الحضور الى الصالة لغرض التفاهم بشأن المطعم وحال وصولها وسط الصالة قام المتهم(ث - ح) بضربها على رأسها من الخلف بمطرقة كان قد هيأها لهذا الغرض فيما سارع شريكه بطعنها عدة طعنات في انحاء مختلفة من جسدها حتى تحولت الى جثة هامدة.
التخلص من الجثة
اتصل احد المجرمين باحد اصدقائه طالبا منه المشورة في كيفية التخلص من الجثة (فنصحه) بفكرة الحقيبة التي سارعا بتطبيقها ووضعا الحقيبة في عربة بائع متجول متروكة في الشارع العام وذهبا بالجثة والقياها بلا تحديد امام منزل المواطن (ف ـ غ).
شهادات
يقول جيران الضحية انهم شاهدوا المتهمين وقد اخرجا من شقة الضحية (ه - د) حقيبة سوداء كبيرة منتفخة ووضعاها في عربة خشبية وذهبا بها الى جهة مجهولة. وتقول صديقة الضحية من محافظة (...) ان المتهم (ح - ع) حضر الى دارها ومعه ابنة المجني عليها وقال لها ان (د -هـ ) سافرت الى احدى الدول العربية وكلفته بتسليم المفاتيح اليها مع ابنتها لتبقى امانة عندها حتى حضور جدتها.
الاعتراف
بعد مواجهة المتهم (ث- ع) بالأدلة التي حصلت عليها الشرطة اعترف قائلاً: لقد قتلتها بالاشتراك مع (ح- ع) لان لديها اثاثاً فريداً واموالاً كثيرة وقد قمنا ببيع نصف الأثاث بعد نقله من الشقة ليلاً.
قرار المحكمة
1- حكمت المحكمة على المتهمين بالاعدام شنقاً حتى الموت.
2- الاحتفاظ لورثة المجني عليها بحق التعويض.
3- صدر القرار بالاتفاق وفقا لاحكام المادة 182 من الاصول الجزائية.


دور الشهادة في المحاكمات الجزائية  .. شهـادات متنـاقضة أفضـت إلى كشف الحقـائق أمـام القضــاة
 

بغداد/المحامي نبيل ميجر السعد
للشهادة اهمية بالغة الخطورة في المحاكمة الجزائية فهي تؤثر تأثيراً كبيراً في مجرى المحاكمة واحياناً يكون لها دور حاسم في ادانة المتهم او براءته او الافراج عنه. فالشهود نوعان : شهود اثبات وشهود نفي. والشاهد هو ((الشخص القادر على نقل ما شاهده او سمعه ويجب قبل الاستماع لاقوال الشاهد ان يسأل عن اسمه وشهرته وصناعته وعمره ومحل إقامته وعلاقته بالخصوم ويحلف يميناً بان يشهد بالصدق كله ولا يقول الا الحق وفقاً لنص المادة168 /أ من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم 23 لسنة 1971 ومن الاسس القانونية التي حددها القانون في مجال الشهادة مايلي :
1- يؤدي الشاهد شهادته بشكل شفوي ولكن يجوز له كتابتها اذا تعذر عليه الكلام.
2- اقوال الشاهد يجب ان تنصب على الوقائع التي يستطيع ادراكها بإحدى حواسه اي ان الشاهد يصف الواقعة لكنه لايعطي رأياً ما لانه ليس خبيراً او قاضياً.
3- اذا لم يحضر الشاهد او تعذر سماع شهادته بسبب وفاته او عجزه عن الكلام او فقده أهلية الشهادة او جهالة محل اقامته فللمحكمة تلاوة شهادته التي سبق ان ادلى بها في محضر جمع الأدلة او في اثناء التحقيق الابتدائي او امامها او امام محكمة جزائية أخرى في الدعوى نفسها.
4- اذا اعتذر الشاهد بمرضه او بأي عذر اخر عن الحضور امام المحكمة جاز الانتقال الى محله والاستماع الى شهادته او انابة احد اعضائها او قاضي التحقيق او قاضي الجنح في منطقة الشاهد.
5- اذا لم يحضر الشاهد للمحكمة برغم تبليغه جاز لها اعادة تكليفه بالحضور او اصدار امر القبض وتوقيفه واحضاره امامها لاداء الشهادة.
6- اذا امتنع الشاهد عن حلف اليمين او امتنع عن اداء الشهادة جاز للمحكمة الحكم عليه بالعقوبة المقررة قانوناً للامتناع عن الشهادة علماً ان المادة 259 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة1969 عاقبت بالحبس مدة لاتزيد على ستة اشهر وبالغرامة او بإحدى هاتين العقوبتين من امتنع عن حلف اليمين القانونية بعد ان طلبها منه قاضٍ او محقق او موظف او مكلف بخدمة عامة او امتنع بغير عذر قانوني عن الاجابة على سؤال وجهه اليه احد ممن ذكر آنفا.
7- يجوز ابعاد الشاهد في اثناء سماع شاهد آخر وتجوز مواجهة شاهد باخر في اثناء اداء الشهادة.
8- للمحكمة من تلقاء نفسها او بناء على طلب الخصوم ان تناقش الشاهد وتعيد مناقشته والاستيضاح منه عما ادلى به في شهادته. كذلك للادعاء العام والمشتكي والمتهم مناقشة الشاهد بواسطة المحكمة وتوجيه الاسئلة والاستيضاحات اللازمة لاظهار الحقيقة.
ان الشاهد وهو يدلي باقواله امام المحكمة قد لايقدم الحقيقة كما هي اما بحسن نية او بسوء نية. فالشاهد الحسن النية قد تؤثر عدة عوامل في شهادته ومدى مطابقتها للواقع فعلاً ومن هذه العوامل :
القابلية للتذكر وخداع الذاكرة وطبيعة شخصية الشاهد واحتمال ميله الى المبالغة وكذلك سوء تقديره، وجنس الشاهد وعمره ومستواه الدراسي.....الخ.
اما سوء النية فيتمثل في تعمد الشاهد تضليل المحكمة والادلاء بشهادة كاذبة لاسباب شتى منها: انحيازه الى احد الخصوم او تعرضه للاغراء او التهديد. ومن الامراض الاجتماعية التي استفحلت في المجتمع العراقي ظاهرة تهديد الشاهد تهديداً عشائرياً لاسيما مع الانفلات الامني وضعف اجهزة الدولة وفسادها، وانهيار وسائل الضبط الاجتماعي وغياب القيم الدينية والاخلاقية. وعلى اية حال فان الشهادة تلعب دوراً حاسماً في ادانة بريء وبراءة مجرم، والمحكمة هي التي تقيم اقوال الشهود ويمكن لها ان تميز الخيط الابيض من الخيط الاسود احياناً.
ومن المبادئ التي أرساها القضاء العراقي بهذا الشأن مايلي :
1- لا يؤخذ بالشهادة المضطربة المتناقضة لذا قررت محكمة جنايات اربيل إلغاء التهمة المسندة للمتهم عن تهمة قتله ابنته لعدم كفاية الأدلة والافراج عنه،ذلك ان الأدلة المتوافرة انحصرت في الشاهدة (ت) التي لاشهادة عيانية لها وكذلك الشاهدين (ع) و(د) اما الشاهد (م) فلم يشخص الفاعل بسبب بعده وظلام الليل.
اما الشاهدة (ل) فقد أفادت امام المحكمة انها لم تشخص المتهم وكانت قد أفادت في اثناء التحقيق بما يخالف ذلك وهو انها شخصت المتهم من وجهه وهيئته وقيافته. اما الشاهد (ف) فقد شهد بانه شخص المتهم على ضوء الكهرباء وكان امام محقق الشرطة لم يذكر انه شخص المتهم بل كان اتهامه اياه مبنياً على الظن. لكنه افاد امام قاضي التحقيق انه شخصه على ضوء مصباح يدوي. فنظراً لتناقض هذه الشهادات واضطرابها ووقوع الحادثة ليلاً مما يتعذر معه التشخيص وجدت محكمة التمييز ان الأدلة غير كافية ويكون قرار محكمة جنايات اربيل بالغاء التهمة والافراج عن المتهم موافقاً للقانون.
2- بتاريخ 5/9/ 2005قضت محكمة التمييز الاتحادية العراقية بنقض جميع القرارات الصادرة بحق المتهم (س) وإلغاء التهمة والإفراج عنه واطلاق سراحه حالاً من السجن ان لم يكن مطلوباً عن جريمة أخرى. ذلك ان محكمة جنايات البصرة كانت قد ادانت المتهم المذكور وفق المادة /1/406 أ من قانون العقوبات اي القتل العمد مع سبق الإصرار وحكمت عليه بالسجن المؤبد بدلاً من الإعدام لتوافر أسباب الرأفة بالمتهم، الا ان محكمة التمييز وجدت لدى امعان النظر في الأدلة المتحصلة ان ((جميع الشهادات المدونة ضد المتهم جاءت متأخرة حيث دونت في 13/2/ 2002 وان الحادث وقع بتاريخ 27/ 5/ 1997وان الشهادات بهذه الكيفية يساورها الشك وان الشك يفسر لمصلحة المتهم...)).
3- في قضية ملخصها ان محكمة جنايات الكرخ ادانت المتهم لمواقعته ابنته المجنى عليها التي كانت تبلغ من العمر مابين السابعة عشرة والثامنة عشرة وازالة بكارتها وحملها سفاحاً ومن دون رضاها وحكمت عليه بالاعدام شنقاً حتى الموت. ولكن محكمة التمييز الاتحادية وجدت ان المجنى عليها ابنة المتهم كانت قد اعطت قاضي التحقيق اقوالاً متباينة ومتناقضة في سرد الوقائع اذ اتهمت والدها المتهم بانه هو الذي ازال بكارتها ومارس معها الوقاع حتى حملت منه سفاحاً ثم اعطت اقوالاً أخرى امام قاضي التحقيق بان كلاً من (م) و(ص) هما اللذان كانا يواقعانها واخيراً انكرت امام محكمة الجنايات ان والدها قد مارس معها الفعل الشنيع اما والدها المتهم فقد انكر التهمة في جميع ادوار التحقيق والمحاكمة. اما التقرير الطبي العدلي فلا يمكن اخذه كدليل لادانة المتهم لانه تضمن ان المجنى عليها مزالة البكارة من مدة قديمة. لذا فعندما تكون الشهادة متباينة ومتناقضة تحقيقاً ومحاكمة لاتصلح دليلاً قانونياً يضاف الى بقية الأدلة الأخرى في الإدانة
لذا فان الأدلة التي اظهرتها وقائع هذه الدعوى غير كافية ولاتولد القناعة التامة لادانة المتهم في هذه الجريمة الخطرة التي تصل عقوبتها الى الإعدام فقررت محكمة التمييز نقض قرار الادانة الصادر بحق المتهم والد المجنى عليها وجميع القرارات الأخرى في الدعوى والغاء التهمة والافراج عنه واخلاء سبيله من السجن حالاً.
4- لا يجوز اهدار الشهادتين المؤيدتين قتل المتهم للمجنى عليه المدعمتين للكشف والتقرير التشريحي بحجة وجود تباين جزئي فيهما بالنسبة لبعض الاوصاف والمسافات لان ذلك مما يحمل على ضعف الذاكرة ولايستوجب عدم الاعتداد بالحكم.
5- لم تأخذ محكمة جنايات ديالى شهادة الصبي والصبية اللذين افادا بان عشر نساء من الغجر وبملابسهن الخاصة دخلن الى احدى دور القرية ظهراً وقمن بسرقتها لانه من غير المعقول بان يدخل هذا العدد من الغجريات وبالملابس المميزة لهن من دون ان يشعر بهن سكان القرية، يضاف الى ذلك ان الشاهدين لم يبينا السبب الذي منعهما من الاستنجاد بسكان القرية عند دخول المتهمات الى داخل دارهما كما لم يبينا الاسباب التي منعتهما من الاستنجاد بسكان القرية بعد مغادرتهن الدار حتى يلحقوا بهن ويسترجعوا منهن ما قد سرقن من الدار لذا فان المحكمة قررت إلغاء التهمة المسندة الى المتهمات لعدم كفاية الأدلة ضدهن والافراج عنهن ووجدت محكمة التمييز الاتحادية ان القرار موافق للقانون فقررت تصديقه.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة