صيــد
الاسمـاك يسبب الكوارث للحياة البحريــة
كتابة –
بول كيلبي
ترجمة –
عبد علي سلمان
عـ/ صحيفة الانديبيندنت
يقوم الالاف من
الاوروبيين بـ(جني محصول) المحيطات والبحار من دون ادنى
اعتبار للمستقبل، وقد حولت التقنيات المدمرة واساليب
التبذير والصيد غير القانوني والصيد الذي يفوق المعدلات،
حولت كلها المياه الغزيرة إلى بحار مجدية.
وبينما لا تزال
الاغذية البحرية الجزء الاكثر شعبية وصحية في النظام
الغذائي الاوروبي، فان الطلب المتزايد قد اوصل الكثير من
الانواع البحرية إلى حافة الانقراض وجعل من اطباق السمك
التقليدية التي كانت مرة هي الارخص وصفة كارثية.
وفي
تقرير جديد اصدرته منظمة الصيد العالمية فان العديد من
ممارسات الصيد التي تهدف إلى اشباع الشهية العامة كانت لها
تأثيرات غير متوقعه على البيئة البحرية، ففي حالات معينة
فان 80% من الصيد يُرمى به من على ظهر سفن الصيد كون
الاسماك صغيرة جدا وليست بذات قيمة كبيرة، والنتيجة ان
الملايين من الاسماك تقتل كل سنة من دون الاستفادة منها
وبات العديد من الانواع المرغوبة في خطر.
ويقول السيد جيمس ولفورد من المشتركين بحملة السماكة
الاوروبية: ليس ما تمسكه الشبكة من السمك يمكن وضعه على
مائدة العشاء ان اثر الخراب الذي يسببه الصيد التصنيعي يجب
ان يتوقف وبخلافه سنترك اولادنا مع بحار ومحيطات خاوية،
وتبلغ نسبة الصيد الاوروبي 16% من مجموع الصيد العالمي.
وتعتمد الصناعة بصورة مباشرة او غير مباشرة على المحيطات
والبحار لتوفير الاف الوظائف ولكن مواطن السماكة تعيش الان
في ازمة اذ تبلغ المخزونات التجارية السمكية في بحر الشمال
وشمال شرق الاطلسي وصولا إلى البحر المتوسط 10% مما كانت
عليه قبل 30 سنة.
وفي ارجاء القارة الاوروبية اصبحت اطباق السمك الشائعة
سابقا ترفا نادرا في احسن الاحوال واختفت من قوائم الطعام
تماما في اسوأ الاحوال.
أما الاسماك المفضلة تقليديا فانها في خطر ومن ضمنها سمك
القد والتونا والشبوط وسمك موسى وسمكة السيف والسرطان
البحري.
وبهذا الصدد يقول السيد ولفورد: لدينا الكثير من القوارب
التي تطارد اسرابا قليلة من السمك ويزعم السيد ولفورد ان
الطلب الشعبي يشجع الصيد غير الشرعي وممارسات الصيد غير
المدعومة.
ويضيف السيد ولفورد ان ما نطلبه من المستهلكين ان يختاروا
وفق امكاناتهم المادية وان يسألوا المطاعم المحلية واسواق
التبضع ان كانوا حصلوا على سمك مضمون الجودة مصادق عليه من
قبل مجلس الرعاية البحرية.
وفي محاولة لجعل الجمهور على دراية بما يجري اصدرت منظمة
الصيد العالمي تحذيرا ملحا للحكومات للتشدد في ادارة
السماكة ودعم شهادات مجلس الرعاية البحرية، وحث المستهلكين
الاوروبيين على شراء السمك من السماكات المدارة جيدا فقط،
والمعرّفة بواسطة بطاقات صادرة من مجلس الرعاية البحرية
للمساعدة في حماية البيئة.
ومجلس الرعاية البحرية منظمة عالمية مستقلة ليس لها مردود
ربحي تشكلت لحل مشكلة الصيد الزائد ويصادق المجلس على بعض
السماكات (مؤسسات تعمل في مجال الصيد) الفردية (على حدة)
وفقا لمقاييس المجلس وهو المؤسسة الوحيدة في العالم التي
تنظم المبادئ البيئية للحكم على حسن الادارة وصلاحية
السماكات.
ويقول الدكتور توم بيكريل مسؤول سياسة السماكة في مؤسسة
الصيد العالمي: على الرغم من وجود مشكلات خطرة مع مؤسسات
صيد السمك الاوروبية فان البعض من الصيادين ذوي الاحساس
بالمسؤولية يعملون بجد لضمان مستقبل اطباق السمك المفضلة
لدينا وضمان مستقبل آمن للصناعة السمكية والكثير من
الصيادين البريطانيين يسعون جاهدين لتنفيذ توصيات مجلس
الرعاية البحرية مما يبرهن ان ممارستهم قابلة للديمومة.
ويضيف الدكتور توم بيكريل: يجب ان يلعب المستهلكون دورا
مهما في تأمين المستقبل للسمك والصناعة السمكية، باختيارهم
الاسماك التي صادق عليها مجلس الرعاية البحرية عند ذهابهم
للتسوق وسؤالهم عن سبب عدم توفرها في حال عدم رؤيتهم لها
على مناضد البيع.
ووفقا لما تقوله منظمة الصيد العالمية فلا يُعرف سبب عدم
قيام المستهلكين باستهلاك الانواع التي لا تؤثر بيئيا و
التي يوجد منها الان اكثر من 400 منتج صنّفهُ مجلس الرعاية
البحرية ومتوفرة في اسواق العالم كله.
|