مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

في الذكرى الــ( 25) لاغتيال أنور السادات .. كارتر:الجدار الفاصل عقبة بوجه السلام

ترجمة: فاروق السعد

عن نيوزويك

ان اتفاقية كامب ديفيد التي اسهم في إبرامها الرئيس الامريكي جيمي كارتر عام 1978 بين الرئيس المصري أنور السادات و رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن كان من المفترض ان تضع حدا لنزاعات الشرق الأوسط الرهيبة. و مع هذا مازالت عمليات القتل مستمرة، و يستمر الوضع في المنطقة بالتدهور. في كتابه " سلام فلسطيني و ليس نظام تمييز عنصري"، الذي سينشر الشهر القادم، يتخذ كارتر موقفا صلبا من الأسباب التي تقف وراء ذلك. وفي الأسبوع الماضي، في الذكرى 25 لاغتيال السادات، تحدث الرئيس السابق، 82 عاماً، هاتفيا مع مراسل النيوزويك كرستوفر دكي حول نقاط التحول الحرجة في المعركة الطويلة للاستفادة من الاتفاقيات، و الى أين يمكن ان تتجه العملية من هذه النقطة.
نيوزويك: هل تتذكر اللحظة التي سمعت بها عن اغتيال أنور السادات؟
جيمي كارتر: بالتأكيد. فقد تسلمت مكالمة هاتفية من القاهرة بشكل مباشر. كنت في البيت و أعلموني أول الأمر بان أنور السادات تعرض لهجوم و لكنه لم يصب سوى بجروح بسيطة. لذلك فقد صليت من اجل شفائه. ثم أعادوا الاتصال بي بعد ساعة ليقولوا ان أنور السادات قد قتل. كنت كمن فقد اخا له لان السادات كان اقرب القادة الأجانب لي. ربما كنت قد قابلت اكثر من 100 من القادة الأجانب و كان الأكثر شجاعة وجرأة والأكثر فعالية من بين القادة الذين عرفتهم.
نيوزويك: ومع ذلك يقول بعض المصريين و عرب آخرين بأنه قد ذهب بعيدا جدا و أسرع من اللازم، وان شعبه لم يكن مستعدا لإحلال السلام مع إسرائيل.
كارتر: لا اعتقد بأنه كان متقدما على الأغلبية العظمى من المصريين. من الواضح أنه قد افترق عن شريحة من المتعصبين الذين اغتالوه لاحقا. ولكن من خلف الستار، أعطاني بعض القادة العرب كل التشجيع لاتفاقية السلام و لاتفاقيات كامب ديفيد. و منهم العربية السعودية، الأردن و آخرون من الذين قاموا لاحقا، بسبب الرغبة في المحافظة على الوحدة داخل الجامعة العربية، بمقاطعة السادات. ولكني لا اعتقد بأنه كان متقدما عن القسم الأكبر من شعبه. في الحقيقة، إنهم مازالوا ينظرون الى المعاهدة الإسرائيلية-المصرية على إنها من أعظم الأشياء التي حدثت لهم.
نيوزويك: و لكنه كان سلاما باردا. وتسميه إسرائيل سلاما باردا. فلم يكن هنالك اختلاط حقيقي بين الشعبين، الإسرائيلي و المصري، ذهابا و إيابا، على سبيل المثال، في سياحة حقيقية.
كارتر: حسنا، ان ذلك لا يمثل الحقيقة بالضبط. عندما كنت هناك في بداية الثمانينيات، ذهبت الى نهر النيل و زرت المواقع التاريخية و كان هناك طابور كبير من السياح الإسرائيليين. و أني أتذكر بأنهم قد انشدوا لي في يوم ما أغنية رائعة وجاء لي حشد كبير من الناس كي يشكروني لجعل هذه الزيارات السياحية أمرا ممكنا بالنسبة اليهم. و لكني لا اعتقد أبدا بان هنالك زيارات مقابلة من جانب المصريين الى إسرائيل.
نيوزويك: ما السبب حسب رأيكم؟
كارتر: حسنا، لست متأكدا بالضبط. اولا وقبل كل شيء، اعتقد بان الثقافة الأوربية لا تهوى عاليا مسالة زيارة ألاماكن المقدسة في اسرائيل، باستثناء معبد الجبل. و لا اعتقد بان هنالك تشجيعاً للزيارة، برغم انه لم يحدث الا لاحقا، عندما قامت اسرائيل بغزو لبنان واحتلال لبنان عندها اتخذ مبارك موقفا متشددا وقال ان اسرائيل قد خرقت روح اتفاقيات كامب ديفيد. و مع ذلك، انه لم يتنصل من المعاهدة.
نيوزويك: هل تعتقد بان الغزو الإسرائيلي في عام 1982 للبنان كان نقطة تحول حقيقية؟
كارتر: حسنا، لقد غزوا لبنان في 82 وبقوا هناك 18 عاماً. حسب علمي، إنهم لم يخرجوا الا في 2000.
نيوزويك: عند العودة الى الماضي، كان لدينا الاتفاقيات، المعاهدة، ومن ثم قتل السادات عام 1981، و بعد بضعة اشهر استكملت اسرائيل انسحابها من سيناء المصرية، و من ثم، سريعا جدا، غزت اسرائيل لبنان.
كارتر: هذا صحيح. من الواضح ان انسحاب اسرائيل من سيناء كان يمثل ذروة الاتفاقية لان الاسرائيليين لاحظوا بالفعل بعناية بنود الاتفاقية. في الحقيقة، انك تقول "سلام بارد" واني لا اختلف مع ذلك الآن، ولكن الحقيقة هي انه لا توجد كلمة من تلك المعاهدة، التي كانت قد تم التفاوض عليها بعناية، قد خرقت.
نيوزويك: لماذا حسب رأيكم لم يصبح السلام اكثر دفئاً؟ هل تعتقد ان الطرفين ملامان؟ او هل تعتقد بأنه إما العرب رفضوا إقامة سلام حقيقي او ان الأعمال الإسرائيلية كانت استفزازية اكثر مما ينبغي؟
كارتر: عليك ان تتذكر ان اتفاقيات كامب ديفيد قد فرضت مطالب كبيرة على اسرائيل: وهي، على اسرائيل ان توافق على سحب قواتها السياسية العسكرية من الضفة الغربية وغزة. كما وافقت على ان يكون للفلسطينيين حكم ذاتي كامل، و غيرها. كما وافق بيغن أيضا في كامب ديفيد على الكف عن بناء المزيد من المستوطنات. من الواضح بان تلك الأنواع من الاتفاقيات لم يلتزم بها و اعتقد بالرغم من تلك العوامل، التي أثارت بالتأكيد قلقا في البلدان العربية وأستطيع ان أقول برودة في مصر، الا ان المعاهدة بين اسرائيل ومصر قد عاشت.
نيوزويك: إذا ما نظرت الى التحولات المهمة منذ تلك الفترة، فان نقطة التحول الأخرى قد كانت اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين عام 1995.
كارتر: نتيجة اتفاقيات كامب ديفيد جاءت محاولة عقد اتفاق اوسلو بين رابين و شيمون بيريز من جهة وياسر عرفات من الجهة الأخرى. ومن هنا جاء اعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير. وكان هنالك وعود إضافية عن انسحاب إسرائيلي كبير من الأراضي المحتلة و أيضا عن اتفاق على ان يتم تطبيق جميع بنود اتفاقيات كامب ديفيد، و قراري مجلس الأمن 242 و 338 خلال مدة خمسة أعوام. من الواضح، في الوقت الذي أبرمت فيه اتفاقيات اوسلو كان هنالك بعض الشخصيات الإسرائيلية البارزة، بضمنهم اريل شارون وبنيامين نتنياهو وآخرون الذين تنكروا لاتفاقيات اوسلو. فقد قال شارون" ان اتفاقيات اوسلو تعتبر انتحارا قوميا بالنسبة لإسرائيل". و بالرغم من ذلك، واصل رابين العمل بالمراحل الاولى من اتفاق اوسلو، بضمنها تشكيل السلطة الفلسطينية و السماح لعرفات لان ينتخب كرئيس و لتشكيل حكومة ومجلس حاكم او برلمان. كنت هناك، مع عرفات بناء على طلب الأخير وبموافقة اسرائيل، للمساعدة في إقامة تلك الانتخابات. و كانت انتخابات نزيهة سلمية وعادلة وأصبح عرفات قائدا للسلطة الوطنية الفلسطينية. وبعدها، عند اغتيال رابين و بانتخاب نتنياهو وبعده شارون، لم تتقدم اتفاقية اوسلو بالطبع خطوة واحدة.
نيوزويك: هل هنالك الآن من طريقة للتقدم في عملية السلام؟
كارتر: نعم. ان لدينا سلسلة جلية و غير منحرفة من القياسات المستندة الى قرار الأمم المتحدة 242 الذي قبله بيغن ، كل كلمة فيه: وهي، عدم الاعتراف بعملية السيطرة على الأراضي بالقوة و التعهد بالانسحاب من الأراضي المحتلة. وهذا لا يزال يشكل قاعدة لجميع الاتفاقيات. وكان ذلك أساس اتفاقية كامب ديفيد؛ و كان ذلك أساس اتفاقية اوسلو. ان هذا قانون دولي. و هذا أيضا الأساس لما يسمى " سلام خارطة الطريق". و في عدة مناسبات أكدت الحكومة الإسرائيلية تمسكها بهذا التعهد. و كانت قد تلقت التأييد ليس من قبل رئيس الوزراء في حينها فحسب، و لكنها حصلت على مصادقة الكنيست.
نيوزويك: و لكن العملية لا تبدو في الحقيقة بأنها تتحرك الى الأمام.
كارتر: هذا صحيح.
نيوزويك: اكتشف في بعض الأحيان بكتاباتكم خلال السنوات القليلة الماضية، السيد الرئيس، ما يبدو بحق إحباطا ان لم يكن غضبا من اسرائيل بهذا الصدد.
كارتر: حسنا، لا أستطيع ان أقول غضبا. أود ان أقول بأنه خلال السنوات الثلاثين الماضية أو ما شابه كان الالتزام الرئيسي في حياتي، وبالتأكيد في الشئون الدولية، هو تحقيق السلام لإسرائيل. كان ذلك يمثل الهدف الرئيسي وقد دعمت كل خطوة تهدف الى تحقيق السلام لإسرائيل و ان تقبل جميع البلدان العربية حق اسرائيل في العيش بسلام. و لكني محبط عندما تسبب الأنشطة الإرهابية سلسلة من النكسات كما يجري بين الفلسطينيين و قبله من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بغارات عبر الحدود، و بواسطة حزب الله، و بتردد اسرائيل في الانسحاب من الأراضي المحتلة. كل تلك الأمور تقلقني كثيرا لأني اعتبرها عقبة أساسية أمام السلام النهائي لإسرائيل و الإقرار من قبل الفلسطينيين و جميع العرب بحق اسرائيل في الوجود و بحق الفلسطينيين في إقامة دولة جنبا الى جنب مع اسرائيل.
نيوزويك: و مع هذا فان عنوان كتابكم " سلام فلسطيني و ليس تمييزا عنصريا" يشير الى أمور يمكن ان تسير في اتجاه قبيح جدا.
كارتر: أني استخدم كلمة"ليس" كي انصح بعدم حدوث ذلك. ان ما أريد ان أراه في المستقبل هو ليس تمييزا عنصريا، و لكني أريد رؤية السلام.
نيوزويك: هل تعتقد بإمكانية تحقيق السلام مع منظمة مثل حماس التي تدير الآن الحكومة الفلسطينية؟
كارتر: نعم، اعتقد بأنه ضمن إطار حكومة وحدة وطنية، التي هي ليست خارج حدود مملكة الممكن- كانوا أخيرا على وشك تشكيلها- اعتقد بان قبول ذلك قد يقود الى عملية تكيف ضمن الأحزاب السياسية الفلسطينية، فتح و حماس. ان قادة حماس قد صرحوا علنا و مرارا بأنهم قد يقبلون بأي اتفاقية سلام يتم التفاوض بشأنها بين الشعب الفلسطيني و اسرائيل إذا ما سمح للفلسطينيين ان يصادقوا عليه في استفتاء عام. و هذا كان واحدا من أسس اتفاقيات كامب ديفيد: بعد كل اتفاق بين اسرائيل و الفلسطينيين، ينبغي ان تطرح على الفلسطينيين للمصادقة عليها. لذلك فان هذه الأشياء تبقى تحت السطح، إنها ما زالت موجودة.
نيوزويك: إنها مجرد تأملات صرفة، و لكن ماذا تعتقد، كيف يمكن ان تختلف الأشياء لو ان السادات بقى حيا؟
كارتر: ان الاتفاقية قد صمدت. وبالطبع لقد أدت الى إزالة التهديد العسكري الدائم ضد اسرائيل. فقد كان هنالك أربع حروب قبل تلك الاتفاقية خلا 25 عاماً. كان البعض منها خطرة تماما على اسرائيل؛ و بالتأكيد كانت حرب 1973 واحدة منها. و كانت مصر تقودها جميعا. ومن الواضح ان إزالة مصر من المعادلة العسكرية كان عاملا رئيسيا في حماية اسرائيل من الخطر الذي يهدد وجودها من قبل جيرانها. اعتقد بان ذلك ما زال يمثل عملا بارزا. فالوثيقة كانت ملزمة.
نيوزويك: ومع هذا فالعلاقات مهمة في تحديد نوع السلام: المسالة تتمثل فيما إذا كان الشعب في كلا الجانبين يمكن ان يدعمها حقا.
كارتر: هذا صحيح. لا اعتقد بان هنالك أي شك من ان الناس في كلا الطرفين يدعمون بالفعل المعاهدة. بالرغم من إني أستطيع ان أجادلك عندما تطلق عليه سلاما باردا- انه سلام! وان الاسرائيليين لديهم ثقة تامة تقريبا بإنهم لن يهاجموا من قبل مصر، و اظن انك لو قمت بأي نوع من أنواع الاستطلاع في مصر فانك ستجد نسبة طاغية من المصريين يدعمون المعاهدة التي تمنع اسرائيل و مصر من الدخول في حرب مرة اخرى.
نيوزويك: لا احد، او لا احد تقريبا، في كلا الجانبين يرغب بجد في العودة الى الحرب.
كارتر: صحيح، حسنا هذا ما تقوم به المعاهدة.
نيوزويك: ومع ذلك فهنالك فقرات خاصة بالفلسطينيين و جبهات عديدة اخرى لم تراع من قبل اسرائيل.
كارتر: تذكر، ان ذلك ليس في المعاهدة المصرية-الإسرائيلية. ان ما كان حقا في اتفاقيات كامب ديفيد التي قد وقعت ايضا والتي تضمنت إطارا للمعاهدة.
نيوزويك: إذا، هل تظن بان الفرق سيكون كبيرا لو ان السادات كان حيا؟
كارتر: نعم، اظن بان الأمر سيكون مختلفا. لان السادات كان يمتلك نفوذا كبيرا على الفلسطينيين و ان مصر كانت دوما بلدا عربيا متفوقا، في الأقل من الناحية العسكرية. و لكني لا أستطيع بحق ان أجيب على السؤال، لأنه كما تعلم لم تقرر اسرائيل غزو لبنان إلا بعد ان قتل السادات. و السؤال الكبير في ذهني هو: هل تقوم اسرائيل بغزو لبنان في 82 لو ان السادات ما زال حيا؟ كان عندي دوما شكوك حول هذه المسالة، فقد كان من المحتمل جدا لو ان السادات شهد غزو لبنان فان ذلك قد يسبب رفضا للمعاهدة من قبل مصر. و لكن ذلك مجرد تخمين افتراضي.
نيوزويك: ومع هذا، فان الشخوص مهمون.
كارتر: بالطبع كان السادات ينظر الى تلك المعاهدة و اتفاقيات كامب ديفيد باعتبارهما لا ينفصلان. ان اتفاقيات كامب ديفيد، مع كل التعهدات الإسرائيلية للفلسطينيين ، و المعاهدة مع مصر قد كانت وحدة واحدة. انه لم يكن يشعر بأنه كان مؤسسا و طرفا باتفاقيات اسرائيل التي تتعلق بالفلسطينيين. و لكنه صان جزء الاتفاقيات التي تفاوضت عليها اسرائيل و التي تتعلق بمصر.
نيوزويك: بإلقاء نظرة على هذه الأيام، إني اعلم بأنك كنت ناقدا شديدا للجدار الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية.
كارتر: ان الجدار و نهر الأردن يحيطان بصورة تامة بما تبقى من الضفة الغربية.
نيوزويك: هل ترى ذلك كعلامة على "تمييز عنصري" مقبل؟
كارتر: انه علامة على الفرقة، كما هو واضح، بين الاثنين. لقد أوضحت ذلك في كتابي، فعندما أشير الى نظام التمييز العنصري فاني لا أتحدث عن العنصرية. ولكنه بالتأكيد عملية تفريق و لا يوجد هنالك جدار يفصل الفلسطينيين عن الاسرائيليين- الجدار يفصل بشكل تام الفلسطينيين عن الفلسطينيين. انه تماما داخل الضفة الغربية، و أحيانا يمتد لأميال و أميال داخل الضفة الغربية. لقد خصصت فصلا كاملا في كتابي المقبل يصف تفاصيل الجدار، و في الحقيقة سيكون غلاف الكتاب عبارة عن صورة للجدار.
نيوزويك: هل تعتبر الجدار عقبة لا يمكن تذليلها أمام السلام؟
كارتر: نعم، في وضعه الحالي انه عقبة لا يمكن تذليلها أمام السلام.


الـ (أف بي آي...) لا يزال بحاجة إلى الخبرات العربية

بقلم / دان ايجين
ترجمة / عمران السعيدي

عن واشنطن بوست

بعد مضي خمس سنوات على هجمات الحادي عشر من ايلول الارهابية ضد الولايات المتحدة لم يكن اكثر من 33 شخصاً يعملون في مكتب الـFBI ممن لديهم خبرة محدودة في اللغة العربية، ولا يعمل اي من هؤلاء في اقسام المكتب التي تسهم في التحقيقات الخاصة في الارهاب الدولي ذلك ما جاء وفق احصاءات حديثة لدى ذلك المكتب.
وحين نحصي الوكلاء الذي يعرفون بضع كلمات عربية تكون النتيجة لا تتعدى واحداً بالمئة من الوكلاء البالغ عددهم اكثر من 12000 وكيل وليس لهؤلاء اي تآلف مع هذه اللغة كما تشير الاحصاءات. وتعكس هذه النسبة القليلة استمرار جهود الـ (اف بي اي) لجذب العاملين الذين يتكلمون العربية والاوردية والفارسية ولغات اخرى من الشرق الاوسط وجنوب افريقيا في الوقت الذي يقود فيه المكتب المعركة ضد المجموعات الارهابية والمتمركزة في تلك الاجزاء من العالم. هذا التحدي نفسه يواجه المخابرات المركزية
CIA مع وكالات إذ تتنافس الحكومة مع القطاع الخاص بسبب محدودية العدد في الطلبات ذات المعرفة باللغات الاجنبية ذلك ما جاء على لسان خبراء ومسؤولين في الادارة الامريكية.
يعكس النقص في الوكلاء، ذوي الخبرة في اللغات الاجنبية المدى الذي يركز فيه مكتب الـ
FBI حول المترجمين منذ الحادي عشر من ايلول عام 2001 وذلك لان المسؤولين يعتقدون بافضلية وجود لغويين مدربين بصورة مميزة.
وفي حديث لمسؤول كبير في هذا المكتب يقول فيه بان اقسام العمل الارهابي الدولي والذي يتكون من فريقين رئيسين لم يطلب حسن اي وكيل له معرفة باللغة العربية ومع ذلك فان الاقسام تساوي بين جميع تحقيقات الارهاب الاجنبية. وهناك اربعة وكلاء فقط بين اعضاء اقسام العمل الارهابي الدولي ممن لديهم معرفة متواضعة بالعربية وذلك ما تشير اليه الوثائق الخاصة بهذه الاقسام.
يقول المسؤولون في هذه الاقسام والتي يطلق عليها اسم
ITOS انه ليس على الوكلاء العاملين في هذه الاقسام معرفة باللغة العربية او لغات اجنبية اخرى لانها تعتمد اساساً على الوثائق او اللقاءات المترجمة من قبل اللغويين داخل الـ FBI وبالنسبة للوكلاء الموجودين في الولايات المتحدة وما وراء البحار فان المترجمين متوفرون حين الحاجة لهم وقت التحقيقات وخلال (24 ساعة). ولكن دانيال بايمان استاذ الاجتماع في جامعة جورج تاون والذي يرأس برنامج الدراسات الامنية يقول ان استمرار فشل الـFBI في جذب وكلاء يتكلمون العربية يعتبر (مشكلة جدية) والتي تؤذي علاقات المكتب مع وحدات الهجرة وتجعل الامر اكثر صعوبة في جمع المعلومات الاستخباراتية حول المجموعات المتطرفة ويقول ايضا: نحن نحتاج المهارات اللغوية تلك مع اي وحدة هجرة جديدة سواء كانت لغة فيتنامية او باكستانية او عربية. وتقدم هذه المهارات اللغوية بنفس الوقت معلومات ثقافية اضافية مع احاسيس جديدة ايضا حيث تجعلك اكثر حساسية نحو الخلل الذي تجري حوله التحقيقات عادة.
ماركريت جالوتا رئيسة قسم خدمات اللغة في مكتب
FBI تقول في احد اللقاءات الصحافية بان المكتب قدم تطوراً مميزا منذ الحادي عشر من ايلول في زيادة عدد المترجمين الذين يتكلمون العربية واللغات الاجنبية. وان عدد المترجمين المحترفين في اللغة العربية قد ارتفع من سبعين مترجماً في ايلول 2001 الى 269 في شهر تموز بزيادة قدرها 300% في الوقت الذي تضاعف فيه عدد اللغويين فقط. واضافت جالوتا قائلة : ان مكتب الـ FBI يمتلك (برنامج تدريب مغامراً) في تشكيلة اللغة الاجنبية للوكلاء وبرامج اخرى تجعل امر تأجير اساتذة بقدرة لغوية اجنبية صعباً وان اكثر من (1600 وكيل) اخذوا دروساً في هذه البرامج خلال عام 2005.
وتسال جالوتا هل نحتاج وكلاء اكثر ممن يتكلمون العربية.؟ فالامر صعب جدا حين يتم تدريب مجموعة من الاشخاص او استئجارهم.. وقد حصلنا على الكثير من الوكلاء اللغويين بواسطة عقود ايجار وتدريبهم وكان بينهم مجموعة من اختصاصيي اللغة.
هناك ما يزيد على 1400 وكيل لديهم حرفية عمل محدودة في اللغة الاجنبية بما فيهم 900 شخص يتكلم الاسبانية. اما اللغات الاخرى بما فيها الروسية، الفرنسية، الفيتنامية، اليابانية، الكورية ولغة الماندارين الصينية القديمة او لغة كانتونيس السويسرية القديمة تقول جالوتا ومسؤولو مكتب
FBI ان هناك عدة عوامل تحدد عدد المتكلمي الاجانب والذين بامكانهم ان يكونوا وكلاءً لمكتب FBI اما الوكلاء الخاصون فيجب ان يكونوا مواطنين امريكيين حصرياً ويجب ان يتم التدقيق في حالاتهم اذا كان لديهم اقارب في دول ما وراء البحار.
يقول بايمان: من الاسهل الحصول على (ترخيص امني) اذا لم يكن لديك اي تفاعل مع الاجانب ولم تكن لديك الرغبة في امتلاكه واذا اردت تفاعلا افضل مع الاجانب. ان بعض المعلومات الجديدة حول امكانيات اللغة في المكتب الفدرالي تنشأ في العلاقة مع محام تم تعيينه للحديث مع متكلمين اللغة العربية الجيدين. فالوكيل الخاص باسم يوسف قاضى قسم العدالة والمكتب بسبب ابعاده عن قضايا الارهاب بعد هجمات الحادي عشر من ايلول (2001).
ويعتبر يوسف مواطناً امريكياً وهو من مواليد مصر واحد ستة وكلاء
FBI وقد فاز بالدرجة الرابعة في (القابلية الحرفية المتقدمة) في اللغة العربية خلال الاختبارات التي اجريت من قبل الطاولة المستديرة للغات الوكلاء الاتحاديين.
لم يكن موقف يوسف قويا في ادعائه هذا عندما يسأله، وكيله العام ستيفن كوهن: كيف يمكن القتال في معركة من هذا النوع وهي بلا فائدة؟
جالوتا وخبراء آخرون يلاحظون ان الـ
FBI لم يكن الوحيد في صراعه لجذب الكفاءات القادرة على التحدث بالعربية او لغات اجنبية اخرى وقد طرحت دراسة خلال الاسبوع الماضي تقول ان ثلاثة ارهابيين محجوزين في سجن فدرالي في كولورادو بامكانهم ارسال اكثر من تسعين رسالة لاتباعهم المتطرفين فيما وراء البحار لان السجن ليس لديه مترجمون اكفاء لفهم الذي يحدث .

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة