الـ (أف
بي آي...) لا يزال بحاجة إلى الخبرات العربية
بقلم
/ دان ايجين
ترجمة / عمران السعيدي
عن واشنطن بوست
بعد
مضي خمس سنوات على هجمات الحادي عشر من ايلول الارهابية ضد
الولايات المتحدة لم يكن اكثر من 33 شخصاً يعملون في مكتب
الـFBI
ممن لديهم خبرة محدودة في
اللغة العربية، ولا يعمل اي من هؤلاء في اقسام المكتب التي
تسهم في التحقيقات الخاصة في الارهاب الدولي ذلك ما جاء
وفق احصاءات حديثة لدى ذلك المكتب.
وحين نحصي الوكلاء الذي يعرفون بضع كلمات عربية تكون
النتيجة لا تتعدى واحداً بالمئة من الوكلاء البالغ عددهم
اكثر من 12000 وكيل وليس لهؤلاء اي تآلف مع هذه اللغة كما
تشير الاحصاءات. وتعكس هذه النسبة القليلة استمرار جهود الـ
(اف بي اي) لجذب العاملين الذين يتكلمون العربية والاوردية
والفارسية ولغات اخرى من الشرق الاوسط وجنوب افريقيا في
الوقت الذي يقود فيه المكتب المعركة ضد المجموعات
الارهابية والمتمركزة في تلك الاجزاء من العالم. هذا
التحدي نفسه يواجه المخابرات المركزية
CIA
مع وكالات إذ تتنافس
الحكومة مع القطاع الخاص بسبب محدودية العدد في الطلبات
ذات المعرفة باللغات الاجنبية ذلك ما جاء على لسان خبراء
ومسؤولين في الادارة الامريكية.
يعكس النقص في الوكلاء، ذوي الخبرة في اللغات الاجنبية
المدى الذي يركز فيه مكتب الـ
FBI
حول المترجمين منذ الحادي
عشر من ايلول عام 2001 وذلك لان المسؤولين يعتقدون بافضلية
وجود لغويين مدربين بصورة مميزة.
وفي حديث لمسؤول كبير في هذا المكتب يقول فيه بان اقسام
العمل الارهابي الدولي والذي يتكون من فريقين رئيسين لم
يطلب حسن اي وكيل له معرفة باللغة العربية ومع ذلك فان
الاقسام تساوي بين جميع تحقيقات الارهاب الاجنبية. وهناك
اربعة وكلاء فقط بين اعضاء اقسام العمل الارهابي الدولي
ممن لديهم معرفة متواضعة بالعربية وذلك ما تشير اليه
الوثائق الخاصة بهذه الاقسام.
يقول المسؤولون في هذه الاقسام والتي يطلق عليها اسم
ITOS
انه ليس على الوكلاء
العاملين في هذه الاقسام معرفة باللغة العربية او لغات
اجنبية اخرى لانها تعتمد اساساً على الوثائق او اللقاءات
المترجمة من قبل اللغويين داخل الـ
FBI
وبالنسبة للوكلاء
الموجودين في الولايات المتحدة وما وراء البحار فان
المترجمين متوفرون حين الحاجة لهم وقت التحقيقات وخلال (24
ساعة). ولكن دانيال بايمان استاذ الاجتماع في جامعة جورج
تاون والذي يرأس برنامج الدراسات الامنية يقول ان استمرار
فشل الـFBI
في جذب وكلاء يتكلمون
العربية يعتبر (مشكلة جدية) والتي تؤذي علاقات المكتب مع
وحدات الهجرة وتجعل الامر اكثر صعوبة في جمع المعلومات
الاستخباراتية حول المجموعات المتطرفة ويقول ايضا: نحن
نحتاج المهارات اللغوية تلك مع اي وحدة هجرة جديدة سواء
كانت لغة فيتنامية او باكستانية او عربية. وتقدم هذه
المهارات اللغوية بنفس الوقت معلومات ثقافية اضافية مع
احاسيس جديدة ايضا حيث تجعلك اكثر حساسية نحو الخلل الذي
تجري حوله التحقيقات عادة.
ماركريت جالوتا رئيسة قسم خدمات اللغة في مكتب
FBI
تقول في احد اللقاءات
الصحافية بان المكتب قدم تطوراً مميزا منذ الحادي عشر من
ايلول في زيادة عدد المترجمين الذين يتكلمون العربية
واللغات الاجنبية. وان عدد المترجمين المحترفين في اللغة
العربية قد ارتفع من سبعين مترجماً في ايلول 2001 الى 269
في شهر تموز بزيادة قدرها 300% في الوقت الذي تضاعف فيه
عدد اللغويين فقط. واضافت جالوتا قائلة : ان مكتب الـ
FBI
يمتلك (برنامج تدريب
مغامراً) في تشكيلة اللغة الاجنبية للوكلاء وبرامج اخرى
تجعل امر تأجير اساتذة بقدرة لغوية اجنبية صعباً وان اكثر
من (1600 وكيل) اخذوا دروساً في هذه البرامج خلال عام
2005.
وتسال جالوتا هل نحتاج وكلاء اكثر ممن يتكلمون العربية.؟
فالامر صعب جدا حين يتم تدريب مجموعة من الاشخاص او
استئجارهم.. وقد حصلنا على الكثير من الوكلاء اللغويين
بواسطة عقود ايجار وتدريبهم وكان بينهم مجموعة من اختصاصيي
اللغة.
هناك ما يزيد على 1400 وكيل لديهم حرفية عمل محدودة في
اللغة الاجنبية بما فيهم 900 شخص يتكلم الاسبانية. اما
اللغات الاخرى بما فيها الروسية، الفرنسية، الفيتنامية،
اليابانية، الكورية ولغة الماندارين الصينية القديمة او
لغة كانتونيس السويسرية القديمة تقول جالوتا ومسؤولو مكتب
FBI
ان هناك عدة عوامل تحدد
عدد المتكلمي الاجانب والذين بامكانهم ان يكونوا وكلاءً
لمكتب FBI
اما الوكلاء الخاصون فيجب
ان يكونوا مواطنين امريكيين حصرياً ويجب ان يتم التدقيق في
حالاتهم اذا كان لديهم اقارب في دول ما وراء البحار.
يقول بايمان: من الاسهل الحصول على (ترخيص امني) اذا لم
يكن لديك اي تفاعل مع الاجانب ولم تكن لديك الرغبة في
امتلاكه واذا اردت تفاعلا افضل مع الاجانب. ان بعض
المعلومات الجديدة حول امكانيات اللغة في المكتب الفدرالي
تنشأ في العلاقة مع محام تم تعيينه للحديث مع متكلمين
اللغة العربية الجيدين. فالوكيل الخاص باسم يوسف قاضى قسم
العدالة والمكتب بسبب ابعاده عن قضايا الارهاب بعد هجمات
الحادي عشر من ايلول (2001).
ويعتبر يوسف مواطناً امريكياً وهو من مواليد مصر واحد ستة
وكلاء FBI
وقد فاز بالدرجة الرابعة
في (القابلية الحرفية المتقدمة) في اللغة العربية خلال
الاختبارات التي اجريت من قبل الطاولة المستديرة للغات
الوكلاء الاتحاديين.
لم يكن موقف يوسف قويا في ادعائه هذا عندما يسأله، وكيله
العام ستيفن كوهن: كيف يمكن القتال في معركة من هذا النوع
وهي بلا فائدة؟
جالوتا وخبراء آخرون يلاحظون ان الـ
FBI
لم يكن الوحيد في صراعه
لجذب الكفاءات القادرة على التحدث بالعربية او لغات اجنبية
اخرى وقد طرحت دراسة خلال الاسبوع الماضي تقول ان ثلاثة
ارهابيين محجوزين في سجن فدرالي في كولورادو بامكانهم
ارسال اكثر من تسعين رسالة لاتباعهم المتطرفين فيما وراء
البحار لان السجن ليس لديه مترجمون اكفاء لفهم الذي يحدث . |