4700
عائلة مهجّرة إلى مدينة الحلة ..
القبول
بغرفة صغيرة ومساعدات متباعدة ولكن الحياة آمنة
بابل/مكتب المدى -محمد هادي
مازال التهجير يثير كثيرا
من المخاوف بين الاوساط السياسية والاجتماعية والثقافية
لانه ينطوي على احتمالات لها صلة واضحة بمستقبل العراق
ومحاولة صياغة جغرافية متجانسة عرقيا وطائفيا وبتحقق هذه
الاهداف ، ستتمكن القوى المعادية من القضاء على التنوع
وانعكاساته الايجابية على الهوية الوطنية .
وشهدت
مدينة الحلة ومدن جنوب الحلة نزوحا بعد احداث سامراء
ولمعرفة مشكلات العوائل المهجرة قسراً الى مدينة الحلة
التقت المدى بالسيد نصر عبد الجبار مدير دائرة المهجرين
والمهاجرين الذي قال :
استقبلت دائرتنا اكثر من 4700 عائلة مهجرة من مختلف انحاء
العراق وتم توزيعهم على نواحي المحافظة ووصل مؤخرا عدد من
النازحين الجدد من منطقة الحرية الغربية والسيافية في
الكوت وهناك عوائل نازحة من محافظة ديالى هربا من الاوضاع
الامنية المتدهورة هناك
–
اضافة لعوائل مهجرة من
الطارمية والحرية والدورة وابو غريب والراشدية ومن مناطق
حزام بغداد اللطيفية المحمودية واليوسفية وصلاح الدين
والرمادي .
وعن كيفية اسكانهم قال استقر الاكثرية مع اقربائهم وقسم
منهم تجاوز على القطع الحكومية وقسم اخر سكن في الدوائر
الحكومية وبعضهم اشترى بيتا خاصا له.
وبمساعدة الهيئة الطبية الدولية تم تهيئة مجمع سكني يضم 58
عائلة
وعن التعاون مع الدوائر الحكومية اجاب التعاون مثمر مع
المديرية العامة للتربية في بابل لقبول التلاميذ والطلبة
في المدارس . ومع المركز التمويني ايضا لنقل البطاقة
التموينية وكذلك مع دائرة كهرباء بابل حيث مدت الكيبل
الرئيسي للمجمع السكني والذي تبرع به مجلس المحافظة وكذلك
دائرة صحة بابل حيث وفرت مركزاً صحياً في المجمع لتقديم
الخدمات لهم وعن المساعدات الإنسانية للمهجرين والمهاجرين
قال : تم توزيع 1200 حصة إغاثة مثل أسرة نوم وبطانيات
ومواد مطبخية وكذلك الشامبو والصابون . سنقوم الآن بتوزيع
3400 سلة غذائية وحصص أخرى ليصل العدد الى 9400 سلة غذائية
.
واكد الاستاذ نصر ان تعليمات وصلت الى الدائرة بشمول جميع
العوائل المهجرة وحسب قرار مجلس الوزراء المتخذ بالجلسة 11
في 26/7/2006 بشبكة الحماية الاجتماعية . وان 940 عائلة
حصلت على الراتب وعن المشاكل والمعوقات قال المدير : ان
اهم مشكلة تواجه عملهم هي تهيئة السكن للعوائل المهجرة
وكذلك تهيئة فرص العمل للمهجرين وقلة الكادر الوظيفي.
زارت (المدى) بعض العوائل المهجرة والتي سكنت في بعض مناطق
المحافظة
قالت ام محمد : تركت مدينة الحرية بعد ان وجه لنا تهديد
بالرحيل او القتل بكيت كثيراً لاني من سكان الحرية ومنذ
سنوات طويلة . الا ان قوى الجريمة والارهاب اصرت على
تهجيرنا- وتركنا كل شيء وجدت ملاذاً في مدينة الحلة
–
غرفة في احد البيوت وتم
استقبالنا استقبالاً جيداً وضيافة ومحبة ووفروا لنا بعض ما
نحتاجه. وفي زيارة للمجمع السكني في الحلة حيث اجتمعت اكثر
من 60 عائلة في بناية كانت سابقا اعدادية للصناعة تم
ترميمها من قبل الهيئة الطبية الدولية حيث تم تشكيل لجنة
برئاسة السيد المحافظ وعضوية ممثل من مجلس المحافظة ودائرة
الهجرة للاشراف على اعداد البناية وتاهيلها وقالت السيدة
ام ابتسام في منطقة الدورة : في ليلة سوداء هربت من الحي
الذي كنت اسكن فيه منذ عشرات السنين عشت حياة هانئة وسعيدة
. مع اهل المنطقة الا أني وجدت ورقة سوداء تقول امامكم 24
ساعة للرحيل او القتل
–
واسرعنا في لملمة
مانستطيع ان نأخذه من امتعة وسارعنا في الرحيل مع دموع
وبكاء اولادي .
قال المواطن ابو حسين من اللطيفية لقد قتل اثنان من اشقائي
وانا اصبت برصاصة في ساقي قبل ان ألملم ما استطيع من حاجات
البيت ومعها اطفالي واطفال اخوتي وهربنا ليلاً من المنطقة
التي عشت فيها عمراً طويلاً وبنيت فيها بيت احلامي وانشأت
مزرعة للفواكه ولكني تركت كل شيء والان اسكن وسط غرفة في
المجمع السكني .
ما ذا قدمت
الدوائر والمؤسسات والمنظمات للمهجرين؟
وزع مكتب الشهيد الصدر. الآلاف من السلال الغذائية على
المهجرين من خلال زيارات للعوائل مع تأمين النفط والغاز
وتوفير السكن لبعض العوائل . قال مصدر مخول في مؤسسة شهيد
المحراب بان المؤسسة وزعت مواد غذائية على العوائل المهجرة
المنتشرة في المحافظة من خلال أعضاء المؤسسة الذين زاروا
العوائل واستمعوا الى بعض مطاليبهم ومشاكلهم.
وقال السيد رئيس جمعية الهلال الأحمر. بأن الجمعية ومن
خلال لجنة الإغاثة وفرت لاكثر من 3500 عائلة مهجرة مساعدات
اغاثة مكونة من بطانيات وادوات مطبخ ومدافيء ومواد غذائية
وقال مصدر في المديرية العامة لتربية بابل بأن المديرية
وجهت كتباً لجميع المدارس لمساعدة الطلبة والتلاميذ
المهجرين للالتحاق في المدارس القريبة من سكناهم ووزعت
هيئة آل مكتوم 1500 سلة غذائية على العوائل وانشأت دائرة
صحة بابل مركزا صحيا في المجمع السكني وطلبت من المراكز
الصحية باستقبال المهجرين وتوفير العلاج لهم وكذلك قيام
المراكزالقريبة من العوائل المهجرة بزيارات لمناطقهم.
التهجير اخطر من
الارهاب
وقال الاستاذ عبد الاله عبد الحسين عضو هيئة رئاسة المجلس
العراقي للسلم والتضامن بأن موضوع ونزوح المواطنين من
اماكن سكناهم هو جزء من افرازات الوضع السائد حيث سيادة
الارهاب والاعمال الطائفية واخذ بعداً غير انساني متمثلا
بقتل الابرياء وتهجيرهم من مناطق سكناهم التي قضوا فيها
عشرات بل مئات السنين انه تاريخ حياتهم . والان يسكنون في
خيم واماكن لاتليق بهم وفي ذلك انتهاك وامتحان صارخ لحقوق
وكرامة الانسان العراقي .
واضاف الاستاذ عبد الاله. على الدولة والاجهزة الامنية
مسؤولية كبيرة امام الشعب والوطن والقوانين الدولية لأرجاع
المهجرين الى مناطق وجودهم السابقة وتوفير الامن والامان
لكي يعيش العراقي بكرامة
وقال الاستاذ عبد الرضا عيسى مدير اعلام محافظة بابل ان
محافظة بابل ومنذ ان بدأت سياسة التهجير القسري شكلت لجنة
برئاسة المحافظ لمتابعة هذا الموضوع الانساني المهم حيث
وجه بان تقوم جمعية الهلال الاحمر بتقديم المساعدات
الضرورية وكذلك بعض المؤسسات الدينية. وتم توجيه الدوائر
الى ضرورة احتضان عوائل المهجرين وتوفير كل المساعدات
الضرورية.
|