لقاحات
مضادة للعادات السيئة
ترجمة/ خالد جمعة
عن/ شيكاغو تربيون
اللقاح ذلك السلاح الطبي الفعال الذي اكتشف لقهر الجراثيم
القاتلة، انيطت به مؤخراً مهمة جديدة ومختلفة، انها مهمة
تخليص الناس من العادات السيئة:كتدخين السكائر وإدمان
الكحول والسمنة الناجمة من الافراط في الأكل.
ومع
ان بحوث اللقاحات لم تحسم جميعها بالايجاب، لتنقذ البشرية
من عدد كبير من اساليب الحياة البائسة التي تهدد الصحة
العامة، الا ان الدليل الذي أقنع الحكومة الفدرالية لأن
تضع ملايين الدولارات من اجل اكتشاف لقاحين اثنين يمكن ان
يضعا حداً لحالات ادمان السكائر والكوكائين، كان كافياً.
فالمعهد الوطني لادمان المخدرات قد وضع مبلغاً يقدر بـ
(15) مليون دولار لاستخدامه في التجارب المختبرية للقاحين،
وفي الخطة صرف مبالغ أكثر، لذلك يتوقع ان يكون لقاح
النيكوتين متوفراً في الأسواق في الثلاث سنوات المقبلة في
أكثر تقدير.
يقول الدكتور فرانك فوكسي، مدير معهد تطوير الأدوية: (ان
الجمعية الاميركية للسرطان، اشارت في دراساتها، الى ان
هناك ملايين الأشخاص ماتوا بسبب التدخين خلال قرن، لذلك
اذا امتلكنا هذا اللقاح فعلاً، فانه سيساعد الناس على
الاقلاع عن التدخين، ومنعهم من العودة اليه ثانية، وبذلك
سنجني فائدة صحية عامة عظيمة).
اما عن نتائج تجارب اللقاح المضاد للسمنة والجارية في
سويسرا فمتوقع ان تظهر اواخر هذه السنة، مسؤول الشركة التي
ستقوم بتضييع هذا اللقاح يأملون ان يكون جاهزاً في الأسواق
في السنوات القليلة القادمة.
ان اللقاحات الجديدة تعمل على نظام مناعة الجسد الطبيعية
بطريقة مبتكرة، بدلاً من بناء اجسام مضادة لقتل وتحطيم
الجراثيم مباشرة، كما تفعل اللقاحات التقليدية، فانها تبني
اجساماً مضادة لتغلف بها جزيئات النيكوتين والكوكائين
وتمنعها من الوصول الى الدماغ.
يقول الدكتور غازي نبيل، مدير المعهد الوطني للحساسية
وابحاث لقاح الامراض المعنية (وما الذي نشهده ايضاً في عصر
تكنولوجيا اللقاح؟، من الطبيعي حينما نمتلك مثل هذه
التقنية وبمثل هذه الفعالية سنصل بتطبيقها الى مشكلات طبية
أخرى).
عادة ان جزيئات النيكوتين والكوكائين صغيرة الى الحد الذي
لايمكن لجهاز الجسد المناعي ان يدركها، لذلك ان عمل تلك
اللقاحات هو ربط تلك الجزيئات ببروتين كبير كالفيروسات أو
البكتريا غير المؤذية وبذلك ستكون هدفاً واضحاً للجهاز
المناعي لمهاجمتها بواسطة اجسام مضادة خاصة.
وعندما يدخن شخص أو يأخذ جرعة من الكوكائين بعد أخذه
اللقاح، الأجسام المضادة ستحيد حركة تلك الجزيئات وتمنعها
من الوصول الى الدماغ، لذلك لا يشعر الشخص المدمن بالغبطة
والسرور، ان مدخني ومستخدمي الكوكائين سوف تقل نشوتهم، أو
انها لن تكون بالحد المطلوب، مما سيؤدي الى تقليل رغبتهم
نحو السيكارة أو المخدرات.
(انا احاول تركها الان، لأن تذوق السيكارة لم يعد كما كان
في السابق) هذا ما قاله جيمس فان هال، سائق شاحنة خاضع
لتجربة لقاح النيكوتين، وعلى الرغم من انه لم يعرف ان كانت
هذه الجرعة من اللقاح يأخذها في التجربة هل هي حقيقية أو
وهمية فإن فال قال: يمكنني ان أقول ان هنالك تأثيراً .
السكائر شيء جميل في حياتي لكنها اصبحت الآن وكاني ادخن
سكائر خفيفة أو شيئاً من هذا القبيل) قال فان هال 50 سنة
وهو يدخن مذ كان مراهقاً يدخن يومياً علبة الى علبة ونصف،
ثم اضاف: امر صعب ان اترك السيكارة لكني آمل ان يساعدني
هذا اللقاح، فالتدخين عادة سيئة، طالما حاولت ان اتركها
وفشلت). اما عن آلية اللقاح المضاد للسمنة، فالأجسام
المضادة ترتبط ببروتين الجوع الذي يدعى (هرمون كيرلاين)
فتمنعه من الوصول الى الدماغ لتحفيز الشهية، ان هرمون
كيرلاين يفرز عندما تكون المعدة فارغة، لينتقل بمجرى الدم
الى الدماغ ليحفز الشخص على الأكل.
ان ذلك الهرمون له وظيفة أخرى، انه يجعل الجسد قليل
الفعالية والنشاط، مما سيؤدي الى تراكم الاطعمة على شكل
دهون بدلاً من استخدامها كطاقة، فالباحثون يعتقدون ان
عملية الأكل نفسها تتسبب في انتاج كميات كبيرة من
الكيرلاين، مما يجعل ايض الدهون بطيئاً، مما يؤدي بالتالي
الى تكدسها، وهذا يفسر سبب وجود اعداد كبيرة من الناس
تمارس تمارين رياضية لكنها لا تفقد اوزانها، بل على العكس
تكسب كيلو غرامات اضافية.
يقول الدكتور كلود بلاسر، اختصاص مناعة، مدير شركة سايتوس
السويسرية: (ان الذي يحدث بعد عدة محاولات ان وزنك سينقص،
ليعود هرمون الكليرلاين بالارتفاع ثانية وتجعلك تشعر
بالجوع مرة أخرى).
في التجارب التي اجريت على الفئران، وجد انه الحيوانات
التي أخذت اللقاح تناقص وزنها بنسبة 15% - 20 % على الرغم
من انها تاكل أكثر من بقية الحيوانات التي بدت اسمن،
الباحثون وجدوا ايضاً ان تلك الحيوانات تحرق الدهون بشكل
اكبر لذلك بدت أكثر نحافة.
ان شركة سايتوس هي الان في مراحل متقدمة لاختبار لقاح
النيكوتين، فالدراسات المبكرة اظهرت ان 42% من المدخنين
الذين اخذوا اللقاح، بقوا تاركين التدخين لمدة سنة، مقارنة
بـ 21% من المدخنين الذين اخذوا لقاحاً وهمياً، الدكتور
بلاسر قال: (من ذلك يمكن ان نتصور كيف اننا سنساعد الناس
على الاقلاع عن العادات السيئة، وبالتالي حمايتها من اخطار
الامراض المزمنة التي تعود اليها تلك العادات السيئة.
مؤخراً وضعت إدارة الأدوية والاغذية الأمريكيين لقاحاً
جديداً آخر ضد النيكوتين اسمه (Nic
Vax) وبعد الدراسة
ظهر ان 40% من الذين اخذوا هذا العلاج اقلعوا تماماً عن
التدخين لمدة 6 اشهر مقارنة بـ 9% اخذوا لقاحاً وهمياً. في
الغالب ان الشيء المشترك عند المدمنين هو انهم يريدون
الاقلاع لكنهم لا يستطيعون ذلك، فهناك قرابة (7) من (10)
مدخنين يريدون ترك التدخين لكنهم غير قادرين، اما المشكلة
الاكبر فهي الانتكاسة أو العودة ثانية الى السيكارة، اما
بالنسبة لمدمني الكوكائين فالانتكاسة تكون بسوء اكبر.
|