في المعرض
الاستعادي للفنان (طالب مكي) ..
بين
الفرشاة والازميل مسيرة فنية متجددة
علي
ابراهيم الدليمي
على
قاعة مدارات اقيم المعرض الاستعادي الشامل للفنان طالب مكي،
الذي نظمته (مؤسسة عراق للابداع ودار ايكال للطباعة ومؤسسة
اتجاهات ثقافية).
وقد ضم المعرض مجموعة منتخبة من اعمال الفنان المتوزعة بين
النحت والرسم الزيتي والتخطيطات الصحفية ورسوم الاطفال..
وتنتمي هذه الاعمال الى حقب زمنية متواصلة منذ الستينيات
وحتى الآن.
والفنان طالب مكي (مواليد
الشطرة 1936) دخل عام 1952 معهد الفنون الجميلة قسم الرسم
ليتتلمذ على يد الرسام فائق حسن، إلا ان ولع طالب مكي
بالنحت جعله يتتلمذ على يد النحات جواد سليم ويزامله حتى
وفاته وقد كان طالب تلميذاً وفناناً بارعاً طوال فترة
مسيرته مع جواد سليم الذي قال عنه: (ان طالب مكي هو الفنان
الذي يمكن ان يفعل شيئاً من بعدي).. كما يتساءل الفنان
الكبير محمد غني حكمت: (لماذا لا تعطى للفنان طالب مكي
الفرصة لتنفيذ اعمال كبيرة ويساهم في حركة النحت
العراقي..؟) لقد كانت للفنان طالب مكي عشرات المشاركات
المتميزة في المعارض الجماعية التي اقيمت داخل العراق
وخارجه.
عام 1965 اسس الفنان طالب مكي مع مجموعة من زملائه
الفنانين (جماعة المجددين) التي ضمت كلاً من (نداء كاظم
ووسام الدباغ وصالح الجميعي وعامر العبيدي وفايق حسين
وابراهيم زاير وسلمان عباس) الذين كان لهم نشاطهم الفني
المتميز بالموضوعية، والفكرية المتجددة في طرح آرائهم
وتعابيرهم الانسانية.
بدأ الرسم للاطفال عام 1969 من خلال (مجلتي والمزمار) وكان
اول المؤسسين للدار ورئيساً للرسامين الذي وضع اللبنات
الاولى والجادة في عملية الرسم للاطفال وقد رسم مئات
الاعمال التي توزعت بين السيناريوهات والاغلفة والكتب
الثقافية التي اصدرتها دار ثقافة الاطفال.. فضلاً عن
التخطيطات لمجلة الف باء والمطبوعات الاخرى، وقد منح جائزة
الرسم للاطفال عن رسمه كتابي (ابو بكر الرازي واشور
بانيبال)، بمسابقة الطفل التي اعلنتها المنظمة العربية
للتربية والثقافة والعلوم عام 1986 .
لقد تميزت اعمال فناننا طالب مكي طوال مسيرته الابداعية في
جميع اعماله التي قدمها بالنحت والرسم، بمفهوم فكري متجدد
مستلهماً الرموز التاريخية من الفن السومري والاشوري
ومزاوجتها مع العناصر الفلكلورية الشعبية العراقية.. إلا
ان سيطرة وهيمنة فن النحت على طالب مكي قد انسحبت كذلك
جلياً على لوحاته الزيتية وتخطيطاته الورقية، حيث ابراز
الكتل اللونية الحادة والقاسية في قوتها التي تتميز غالباً
بالهندسة لتفرض سطوتها الكاملة على ميوعة سطح القماشة
ومفهومها.
|