مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

هل تهاجم الولايات المتحدة ايران حقا؟
 

فريد كابلان
ترجمة :عادل العامل

عن مجلة- Slat

هل نحن على وشك ان نهاجم ايران؟
ذلك هو الانطباع الذي يحمله خبر غلاف مجلة (تايم).. فقد صدر امر (التهيؤ للانتشار) الى قطع من البحرية الامريكية، منها غواصات وطرادة، وكاسحات الغام، وسفينتان لصيد الالغام، وقد امر رئيس العمليات البحرية بالقاء نظرة جديدة على خطط الطوارئ، لمحاصرة موانئ النفط الايرانية.

وقد خفف مايكل دوفي، الذي كتب الخبر ، من سبقه الصحفي بتحذيرات محترسة، ودعا الامر البحارة بأن يكونوا مستعدين للانتشار يوم 1 تشرين الاول، وليس للمضي قدما والانتشار فعليا وكما ذكر، "فان القوات العسكرية الامريكية تضع روتينيا خططا لعشرات السيناريوهات، التي لا يتم تطبيق اغلبها ابداً" كما قال له مسؤول في البنتاغون "فالمخططون يخططون على الدوام".
ومع هذا يكتب دوفي: فان الامرين، المقترنين بالتوتر المتصاعد فيما يتعلق ببرنامج ايران النووي "سيوحيان كما يبدو الى ان الاحتمال الذي نوقش كثيرا الا انه نظري الى حد كبير حتى الان قد اصبح حقيقيا.
الا ان الولايات المتحدة يمكن ان تكون في خالة تهيؤ لحرب مع ايران".
بل ان الجملة حاسمة بالكاد (سيوحيان كما يبدو... يمكن ان تكون في حالة تهيؤ لحرب).. ومع هذا فان شيئا ما يحدث ولا نعرف تماما ما هو.. وان تعبير (يمكن) هو القصد.
وانا ليست لدي اية فكرة عمن تكون مصادر (دوفي) غير ان هناك في الاقل احتمالين ان ادارة بوش تتكيف حقا لحرب، وبعض الضباط الرافضين يريدون التنبيه الى ذلك وتحريك معارضة له.. او ان الادارة تريد ان تجعل الايرانيين يفكرون بأن هجوما يختمر من اجل الضغط عليهم لتحقيق حل دبلوماسي.
ويبدو ان السيناريو الثاني هو المعقول من الاثنين ولا يعني هذا بالضرورة انه الاكثر ترجيحا، لكن دعونا نتأمل فيه من مختلف جوانبه.
فاذا كان الايرانيون منفتحين لصفقة تتضمن تعليق تخصيب اليورانيوم، (كما يطلب قرار مجلس الامن 1969) فان ذلك سيقضي الجمع بين العصي والجزر لاستمالتهم للقيام بذلك، وقد وضع الرئيس بوش وقادة اوروبيون عديدون حزمة من الجزر على الطاولة، ولكن العصي اصبحت رخوة، فقد اتفق مجلس الامن على فرض عقوبات على ايران اذا ما ظلت تخصب اليورانيوم بحلول يوم 31 آب وقد مر الموعد، واستمر التخصيب. غير ان اللاعبين الرئيسيين في المجلس، خاصة روسيا التي لديها استثمارات كبيرة في ايران، والصين، المعتمدة بشكل رئيس على نفط ايران تراجعتا عن فقرة التنفيذ، معلنتين انهما سترفضان العقوبات طالما ان المفاوضات ما زالت ممكنة.
وبتعبير آخر، كانتا تقولان: انسوا ما يتعلق بالعقوبات.
وهكذا.. فان الايرانيين يجلسون على نحو مناسب لهم. فمهما كانت الصفقة المقدمة اليهم بدلا عن وقف التخصيب فانهم يستطيعون على الدوام انتظار صفقة افضل، ويمكنهم ان ينتظروا الوقت الذي يشاءون عارفين ان العصيان لم يحمل عقابا.
غير ان هذا الحساب يتغير اذا ما اعتقد الايرانيون - لو رأوا علامات ملموسة- بان جورج بوش يعد العدة لمهاجتهم وهذه اشارة استهلالية لـ(دبلوماسية الزامية) والمسألة هي ان ما اذا كان الايرانيون: (1) يعتقدون بذلك، (2) يغيرون سلوكهم كنتيجة لهذا.
لقد جرب ريتشارد نيكسون نسخة من هذه الاشارة على الفيتناميين الشماليين، واستخدم الكلمة التي تدل على انه مجنون، وهي انه سوف يضرب هانوي بقنبلة نووية اذا لم يحضر هو شي منه الى مائدة السلام. (ولقبت الخطة بـ(بنظرية الرجل المجنون) ولم يصدق هو شي منه ذلك، حتى لو اسقط نيكسون عمليا كل ما هو دون القنابل النووية.
لقد ظل هو شي منه يصارع حربا كولونيالية وحشية لاكثر من 20 عاماً في تلك المرحلة، اولا ضد الفرنسيين، ثم الامريكيين.
وكانت ملاكاته من النوع المخلص الذي صلبته المعارك، وقيادته متينة، فهل سيصدق الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ورجال الدين اشارة بوش، اذا كانت هكذا فعلا؟ اننا لا نعرف الا القليل عن وضع النظام الحاكم في ايران وحتى لا شيء عن الذين هم في المسؤولية حقا او عمق التأييد (على مستوى قمة السلطة، والاقل كثيرا وسط السكان) لخطاب احمدي نجاد العاصف عن (الحق) في تخصيب اليورانيوم.
مع هذا فان كان بوش يبحث الان عن عصي لموازنة الجزر، فالتهديد بمهاجمة ايران هو العصا الفعالة الوحيدة التي لديه.
وهناك خطر في لعب هذه اللعبة، فحالما تطلق خطة للتعبئة للحرب، فان من الصعب ايقافها، او، في الاقل جدا من السهل تركها تمضي في طريقها.
وهذا يؤدي الى امكانية ثالثة، ذلك: ان ادارة بوش تحاول الضغط على الايرانيين والتحضير حقا للهجوم، والاثنتان ليستا استثنائيتين بالتبادل، وبوجه خاص نظرا لان اطرافا متنوعة داخل الادارة منشقة بشأن القضية، فوزيرة الخارجية كونداليزا رايس تعمل كما يبدو ما يميل الى عمله وزراء الخارجية البحث عن حل دبلوماسي. أما نائب الرئيس ديك تشيني فيبدو انه يعمل ما يميل الى عمله هو- تصعيد المواجهة.
وفي مواجهة نزاعات داخلية من هذا النوع، يتسم الرئيس بوش بنزعة مدهشة لتجنب اتخاد قرار وترك الاطراف تتصارع بشأن ذلك.
ومن الممكن، بكلمات اخرى، ان الادارة تلعب الطريقتين معا.. التعبئة كوسيلة للضغط الدبلوماسي والتعبئة كفعل لحرب وشيكة الحدوث، لا كستراتيجية منسقة وانما كفصلين متوازيين، كل منهما سيتبع مساره العتيد.
وحالما تكون الاسلحة في الوضع المناسب، فان الضربات الجوية لن تتبع اوتوماتيكيا، فسيكون على الرئيس ان يعطي الامر بذلك، لكن اذا كان الهجوم جاهزا للمضي، واذا كان الايرانيون ما زالوا يتحدون، فهل سيوقف هذا الرئيس ويبدأ العمل من الاول؟ ان من الافضل عدم مواجهة الموقف والبدء به فان الهجوم مهما كان مغريا، سيكون غلطة فادحة، لعدة اسباب.
لقد تعلم الايرانيون درسهم من ضربة اسرائيل الخاطفة، عام 1981 ضد مفاعل العراق النووي، وقد وزعوا تسهيلاتهم النووية، ودفنوا بعضها عميقا تحت الارض، ووفقا لخبر (تايم)، فان مسؤولي البنتاغون قد حددوا 1500 نقطة هدف في مركب ايران النووي وان ضربها جميعا او حتى معظمها سيتطلب مئات ان لم يكن الاف الهجمات، وستقع اخطاء فسيكون من المتعذر تجنب الاصابات الكبيرة ربما.
والاكثر من ذلك، ان الشعب الايراني سوف يعتبر الهجوم عملا من اعمال الارهاب، وانتهاكا للسيادة وردا اكثر تدميرا الى حد بعيد من كابوس 1953 عندما ساعدت
CIA في اسقاط حكومة محمد مصدق الديمقراطية واعادة الشاه الى السلطة، وحتى اذا اقتلع الهجوم بطريقة ما النظام الحاكم الحالي، فان النظام الجديد يمكن ان لا يكون اقل معاداة لامريكا، ولا اقل عزما على نيل أسلحة نووية وهو طموح سيؤجله الهجوم لسنوات قليلة بأي حال.
وهناك، بالطبع التأثيرات الجانبية الممكنة التأكيد، في نظر العالم الاسلامي، بأن لدى الولايات المتحدة نزعة لحرب صليبية والموجة اللاحقة في ارهاب التشدد الاسلامي واخماد صوت المسلمين المعتدلين. هذا اضافة الى تنفير آخر لحلفاء الولايات المتحدة على امتداد العالم الغربي.


مهمة شاقة في انتظار بان كي-مون
 

ترجمة : فاروق السعد

عن الايكونومست

كي ينجح كأمين عام للأمم المتحدة ، يجب على بان كي-مون أولا ان يكسب احترام مجموعة الدول الأعضاء المتناحرين، و من ثم إجراء الإصلاحات الداخلية. ان الأمين العام للأمم المتحدة ، وطبقا لميثاقها، هو مجرد "رئيس المكتب الإداري للمؤسسة" ، الذي قد يخبر الأعضاء عن أي وضع يشكل تهديدا للسلم العالمي. و مع هذا، في السنوات الماضية، تنامى دور رئيس الدبلوماسية العالمية؛ و حتى ان البعض يعتبر الأمين العام على انه "بابا علماني". كان داك هامرشولد أول سوبرستار في المنظمة. و كوفي عنان، الأمين العام السابق، قد صادف احتراما واسعا. ان بان كي-مون ، الذي من المقرر ان يتم تثبيته يوم الجمعة 13 تشرين الثاني كأمين عام جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة، قلما يكون مثيرا أو ذا شخصية متميزة. " أشيب " و " مثابر في عمله" هي أوصاف عامة و حتى انه يعتبر نفسه " توافقيا بشكل جوهري". و لكن ذلك قد يكون في صالح الكوري الجنوبي. فالأمناء العامون لا يمتلكون إلا القليل من الصلاحيات الرسمية. وهم بدلا من ذلك، يعتمدون على قابليتهم في إقناع الدول الأعضاء لكي يقوموا بما هو صحيح. فبتقديم أكثر المسائل مرارة أمام الأمم المتحدة، تعاني المنظمة- و رئيسها- عندما تصطدم بالدول الأعضاء الكبيرة. لقد فقد السيد عنان التأييد خلال التهيئة للحرب في العراق. فلم تسامحه أبدا إدارة جورج بوش لمعارضته الحرب؛ و بقى آخرون مهتاجين لأنه لم يفعل ما فيه الكفاية. ان الخطاب و نمط الإدارة الصحيحين قد يسمحان للأمانة العامة التغلب على، و بحدود معينة، نقص السلطات الرسمية. قد يجيد السيد بان استخدام مهاراته التوافقية في أول الأمر، و بهدوء، في نيويورك، بعرض نفسه على انه إداري مقتدر. و على العكس من سلفه، فهو محظوظ لان يكون أمامه شهران ونصف لكي يستعد. ( 17 كانون الاول القادم). و هو من دون شك سيمضي وقته متأملا بالمواعيد التي يجب عليه القيام بها. ليس اقلها ستكون مسالة اختيار نائبه. ان هذا المنصب، الذي أوجد في عام 1998، قد أصبح قويا بفعل شاغله الحالي، مارك مالوخ براون. فان كان النائب يقوم بإنجاز الكثير من الأمور الإدارية اليومية، كما يخطط بان، فسيكون من الحكمة بالنسبة إليه ، ان يختار شخصا من العالم النامي الذي يحظى بثقة " G77" (مجموعة من 132 بلداً فقيراً). وهذا يعني، بان عليه ان يبحث في استئجار الكادر استنادا الى الكفاءة و ليس الجنسية. و بوجود منفذ موثوق يدير المكتب بشكل يومي، فان السيد بان يمكن ان يحيي الصفقة التي حاول السيد عنان إبرامها لكنه فشل. وفي مقابل عمل المزيد في مسائل عزيزة على العالم الفقير، مثل التنمية او حفظ السلام، التي تتطلب مصاريف كبيرة، فانه سيحاول الحصول على صلاحيات اكبر. و هو بحاجة الى إقناع البلدان الفقيرة على دعم النداء الرامي الى منح الأمين العام المزيد من حرية التصرف بشان الميزانية و الكادر، و هو الإصلاح الذي رفضوه عندما عرضه السيد كوفي عنان في وقت مبكر من هذا العام. و بامتلاكه نصف الصفقة بيده، فان السيد بان يمكن ان يعد المانحين الأكبر للأمم المتحدة، خصوصا امريكا، بتعزيز الرقابة الداخلية إضافة الى تعيين مدقق حسابات خارجي. في الوقت الذي يقوم فيه ببناء الجسور داخليا، سوف لن يكون السيد بان قادرا على تجنب الدبلوماسية الدولية. و لكن يوجد هنالك مطبات اكبر. فالسيد بان ، حاله حال جميع الأمناء العامين، سيطلب من قبل الدول الأعضاء بان يتسلم منصبا بدون ان يقدم له ما يكفي من الموارد للعب ذلك الدور، سواء على شكل حماة السلام، الدعم المالي او الدبلوماسي. وان التوسط في المناطق التي تمزقها الحروب هو أمر حسن و جيد، و لكن المنظمة غالبا ما كانت تفشل في متابعتها لان الدول الأعضاء لا تفي بوعودها. فبعد الحرب الأخيرة في لبنان لم تقدم الامم المتحدة سوى 5500 من قوات حفظ السلام، وهو ثلث القوة المخولة بها. قد تكون واحدة من أهم المباحثات العاجلة التي تنتظر السيد بان قريبة الى موطنه الأصلي: كوريا الشمالية. وباعتبار انه كان يشغل وزير خارجية كوريا الجنوبية، فانه على معرفة جيدة بالوضع. و لكنه لن يكون في وضع يمكنه في الغوص بمسألة كوريا الشمالية، إذا أخذنا بنظر الاعتبار مصالح، الصين، اليابان و امريكا. ان المنصب الذي فاز به السيد بان يثير الجنون. و لكن تشخيص حدوده يمكن ان يشكل مصدر قوة.


براون يخشى عمق الازمة الافغانية
 

اعداد :عمران السعيدي

عن الكارديان

تزايد حذر وزير الدفاع البريطاني ديس براون من العنف في جنوب افغانستان حيث تواجه القوات البريطانية مع قوات حلف الناتو معركة ضارية مع مجاميع طالبان قد يعجل في ازمة اكثر خطورة وعمقا.
وفي المقارنة مع سلفه جون ريد يؤكد السيد براون ان علينا ان نتعلم الكثير من قيادات متمردي طالبان وخبرتهم في مواجهة قواتنا وقال ان مهمة الناتو في افغانستان كانت مهلكة اضافة الى تكاثر المتمردين عبر الحدود.
ويعتبر براون ان باكستان هي جزء من المشكلة وهي جزء من الحل ايضا.
من جهة اخرى يؤكد براون على وجود علامات توحي بأن الافغان قد تعبوا في القتال وان الموجود الفعلي من قوات طالبان لا يتجاوز عدده الالف مقاتل وان قيادات هؤلاء مشغولة في الحصول على حلفاء جدد من تجار المخدرات وعصابات القتل، وراحوا يشكلون قوات مشاه من الفقراء الذين يتواجدون بصورة واضحة بين ابناء القبائل الافغانية الذين يقاتلون بعد ان تدفع اليهم مبالغ من المال عن طريق بيع المخدرات.
فالجنود المشاة يشكلون الاكثرية لاؤلئك الذين يقاتلون القوات البريطانية والكندية الموجودة على الاراضي الافغانية.
يقول براون: اذا لم نستطع اقناعهم على القاء السلاح فعلينا ان نناضل من اجل خلق حالة تقدم أخرى ويعتقد انه سيكون هناك خطر حقيقي يثيرهم عدد القتلى بين افراد طالبان وينتقلون الى مواجهات من نوع مختلف.
لم يراعِ السيد بروان في كلمته امام معهد الخدمات الملكية في لندن المخاطر الناجمة عنها.
فالتفاصيل الاولى قد تم كشفها من خلال جريدة الغارديان خلال الاسبوع الماضي، الا ان المحللين قد حذروا بأن الازمة سوف تستقطب العديد من افراد القاعدة او الذين يمشون على هديها من مجاميع ارهابية اخرى وتدفع بهم الى تطوير طرق المواجهة كالتي تحدث الان في العراق او تتحول الى حرب اهلية داخل افغانستان.
وفي الاجابة حول دور الجنود البريطانيين في افغانستان، قال السيد براون ان الوضع لم يكن مساعدا للتمييز بين عمليات المتمردين والارهابيين. ولم يسأل الجنود فيما اذا كانوا يطلقون النار على متمردين او ارهابيين، ومع اعلان نشر القوات البريطانية خلال شهر نيسان الماضي حدد السيد ريد الذي هو اليوم وزير للداخلية ذلك التمايز بين الفريقين قائلا: يوجد فرق اساسي بين مهمتنا لدعم اعادة الاعمار والاستقرار وبين مهمة القوات الامريكية التي هدفها الاول هو ملاحقة وتدمير الارهابيين والمتمردين معا. في الوقت الذي نركز فيه نحن على جهود اعادة الاعمار.
لقد اخذت القوات البريطانية مهمة جديدة لمواجهة طالبان في القسم الشمالي لمحافظة هليماند والقريب من مواقع القيادات الامريكية والافغانية وقد اعترف براون مؤخرا بأن هناك تقدما بسيطا حصل في اعادة اعمار الجزء الجنوبي من افغانستان وذكر ايضا ان مسألة المخدرات لم تكن من مهمة الجنود البريطانيين بالرغم من ان افغانستان تشكل المصدر الرئيس للهيروين الموجود في شوارع بريطانيا وتقدر النسبة لهذه المادة بـ90% ويقول في هذا: لم نرسل قواتنا لحجز الحشيش او إزالة الخشخاش من الاراضي الافغانية.
ويقول المسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية أن القيام بعمل كهذا سيثير الكراهية ضد القوات البريطانية، وان عملية اقناع المزارعين الافغان بزرع محاصيل بديلة هي من مهام السلطات الافغانية ووكالات التطور المدنية.
وقد انتقد السيد براون حلفاء بريطانيا الذين لم يكونوا مستعدين لارسال قوات الى افغانستان، وقال: ان الناتو هو حلف معروف وحين يقرر استخدام قوة عسكرية فعلى جميع الشركاء مواجهة الموقف بصورة متساوية، فبريطانيا لديها خمسة آلاف جندي في الساحة الافغانية وهم يعملون في ظروف قاسية جدا وعلى مدار الساعة واحيانا يعبرون الحدود لمطاردة المتمردين والارهابيين وفي اوضاع تتجاوز كل الحدود.


الأبادة الجماعية في العراق.. حملة الأنفال ضد الأكراد

تقرير هيومن رايتس ووج
ترجمة:المدى

عن فورن افيرز

ان تقرير هيومن رايتس ووج "الابادة الجماعية في العراق- حملة الأنفال ضد الأكراد" كان قد نشر في الأصل في يوليو 1993، وهو يبين تفاصيل القتل المنظم و المتعمد لما لا يقل عن 50000 ومن المحتمل ان يبلغ العدد 100000 كردي. حدثت عمليات القتل بين شباط وأيلول 1988. " يبين تقرير "الابادة الجماعية في العراق" بان الأكراد كانوا قد استهدفوا بسبب انتمائهم العرقي. فاستنادا الى مقابلات مكثفة مع شهود عيان و تحليلات لاتصالات داخلية أجرتها الحكومة العراقية، يوثق التقرير بشكل دقيق حملة بغداد العسكرية ذات الثماني مراحل عندما كانت تتحرك بشكل منظم من الجزء الجنوبي الشرقي من المنطقة الكردية في شمال العراق الى الزاوية الشمالية الغربية خلال ستة اشهر. ان هذه الحملة، بقيادة امين سر مكتب الشمال لحزب البعث في حينها، علي حسن المجيد، كانت موجهة ضد منظمات الغوار الكردية المعروفة بالبيشمركة، إضافة الى المدنيين الذين كانوا يعيشون في ما أعلنته الحكومــــة " مناطق محرمة". كانت حملة الانفال تتويجا للاستراتيجية بعيدة المدى لحل ما كانت تراه الحكومة بـ"المشكلة الكردية". فمنذ انقلاب حزب البعث في عام 1968، كانت الحكومة العراقية تعتبر الأكراد يمثلون تهديدا للبلاد. فأجبرت بغداد العديد من الأكراد على مغادرة منازلهم و أعادت توطينهم في "منطقة الحكم الذاتي" الكردية. ومن ثم قامت "بتعريب" المناطق التي كانت كردية في الأصل بجلب عشائر عربية الى هناك وتقديمها لهم معونات إعادة التوطين لهم. " يبين "الابادة الجماعية في العراق" بأنه في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي بدأت الحكومة بتعديل حدود مناطق معينة ضمن منطقة الحكم الذاتي التي أعلنتها مناطق محرمة. كان سكان تلك "المناطق الممنوعة"، باستثناءات قليلة جدا، أكرادا من الذين اعتبروا بعد إحصاء 1987 غير عراقيين و خونة. و في عام 1988، كتب عليهم الدمار. ان "المناطق المحرمة" كانت عبارة عن مناطق واسعة تغطي معظم مناطق كردستان الريفية. فقدت الحكومة السيطرة على تلك المناطق لأنها نشرت الكثير من القطعات لمجابهة ايران أثناء الحرب. وباعتبار تلك المناطق، مناطق محرمة، حاولت بغداد ان تجعلها تحت السيطرة. وبالرغم من ان "المناطق المحرمة" لم تكن تشمل جميع أكراد العراق، إلا إنها كانت تمثل بشكل مطلق تقريبا موطنا للأكراد. يبين التقرير بان أغلبية كبيرة من السكان كانوا رجالاً مدنيين، نساء وأطفالاً. وقلما كانت القرى الواقعة في "المناطق المحرمة" يزورها الغوار الأكراد. و بسهولة كانت حكومة البعث تعامل جميع الأشخاص في تلك المناطق على حد سواء دون تمييز بين المقاتلين والمدنيين. وبعد الإحصاء العام سنة 1987، صورت بغداد رفض السكان مغادرة أراضي الأجداد و "العودة الى الصف الوطني" على انه تواطؤ (ربما مع المتمردين، و من المحتمل مع ايران). كان هذا "التواطؤ" قد صنف على انه خيانة للجهد الحربي العراقي، الذي طبقا لإيديولوجية البعث، كان دفاعا عن قضية العرب. كان ذلك التقييم حساسا بشكل خاص في وقت كان العراق، مدعوما ماديا و لوجستيا من معظم البلدان العربية، يقاتل ضد ايران. طبقا للتصريحات الرسمية. تزعم وسائل أعلام الحكومة بان "الأكراد" قد اصطفوا الى جانب"العدو الفارسي" ضد "العرب". ان معاملة اولئك الذين كانوا موالين للحكومة لم تكن تختلف بشيء، و هو ما يبين ان السياسة الرسمية لم تكن مبنية على الولاء السياسي بل على ألانتماء العرقي. وحتى العشائر الموالية للحكومة/ او الأعضاء في المليشيا الكردية المساندة للحكومة،أفواج الدفاع الوطني، قد حذروا من إنهم و أفراد عوائلهم قد لن ينجوا إذا ما اختاروا البقاء في قراهم في "المناطق المحرمة". وبعد اعتبار تلك المناطق محرمة، فرضت الحكومة حصارا على "المناطق المحرمة" لغرض جعل الحياة صعبة الإدامة. و في سياسة تصعيد القمع، التجأت الحكومة الى القوة. فقد قامت القوات بتوجيه قصف مدفعي و جوي لآلاف القرى، التي يقطنها الأكراد منذ أجيال. كانت الحجة وراء تلك السياسة هي وجود منظمات الغوار الكردية، التي كانت تستخدم تلك القطاعات كقواعد لتمردها. و لكن ما بدا كمحاولة لمجابهة المتمردين تحول الى حملة إجرامية موجهة ضد جزء محدد من السكان الأكراد. ان " الابادة الجماعية في العراق" تبين بان القمع ضد أكراد "المناطق المحرمة" قد تطور من حصار اقتصادي الى عمليات قصف مدفعي و جوي و الى قتل منتظم لكل من كان موجودا. لقد وقعت الأنفال في وقت كانت تعتقد فيه الحكومة العراقية بان ايران ستوافق قريبا على وقف أطلاق النار وهو ما قد يحرر الجيش العراقي لإعادة نشر القوات في الشمال. شن الجيش العراقي في شباط 1988 الانفال بهجوم على مقرات احد الأحزاب الكردية، الحزب الوطني الكردستاني(PUK). ان القوات المسلحة، بعد ان لم تواجه او واجهت القليل من المقاومة، قد بدأت بالحركة من خلال "المناطق المحرمة". كان السكان قد اكتسحتهم شبكة صيد الأنفال، واعتقلوا في مخيمات مؤقتة للتشخيص و للتسجيل و من ثم سيقوا الى مواقع الإعدام خارج المنطقة الكردية. وهناك تم إعدامهم على عجل و دفنهم في الصحراء بالجرافات. أما اولئك القلة الذين نجحوا في تجنب شبكة الصيد و حاولوا اللجوء الى مدن و مجمعات سكنية فقد تعرضوا للمطاردة، الاعتقال، وحتى الإعدام. ان عمليات القتل الجماعي التي تمت في المناطق الريفية قد انتهت في أيلول 1988، و لكن اولئك الذين استسلموا خلال العفو العام الذي أعلن في ذلك الشهر(بعد ان استعادت القوات العراقية السيطرة التامة على جميع "المناطق الممنوعة"), فلم يسمح لهم بالعودة الى أراضيهم و بيوتهم. وبعدها تم التعامل مع هؤلاء الأشخاص على اعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية و بدون أية حقوق. تم تجميعهم في مجمعات سكنية او رميهم في ارض جرداء؛ ولم يسمح لهم بتغيير مقرات إقامتهم؛ و منعوا من العودة الى قراهم في "المناطق المحرمة". وبالنسبة الى الأكراد المعتمدين على الزراعة، أدت تلك المعاملة الى حرمانهم من وسائل عيشهم. ظلت هذه السياسة سارية لغاية انتفاضة 1991. كما تقدم "الابادة الجماعية في العراق" أرضية مفصلة عن تاريخ العلاقة بين حزب البعث و السكان الأكراد. و يعالج فصل آخر التجارب التي مر بها قلة من الأكراد الذين نجحوا في الفرار من فرق الإعدام.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة