دور
رامسفيلد الآخر : كبش الفداء المناسب
بقلم/ سالي كوينيين
ترجمة / نعم فؤاد
عن/
الواشنطن بوست
(دون
رامسفيلد) هو الشخص الاكثر دهاءا في واشنطن، فهو يدرك اكثر
من اي شخص اخر ان عليه الاستعداد لان يتلقى اللوم عندما
تسوء الامور. وحتى الان يرغب بان يقوم بذلك و لكن ليس بعد
الان. لقد تصاعد قرع الطبول لاخراجه من البنتاغون حتى وصل
الى مستوى صم الاذان. فكل من الجمهوريين والديموقراطيين
والجنرالات و الاعلام و كولن باول وكندوليزا رايس واندي
كارد والرئيس بوش الاب وحتى لورا بوش زوجة الرئيس
الامريكي، جميعهم يرغبون برحيله. ولحد الان يقاوم الرئيس
جورج دبليو بوش كل الضغوط للتخلص من وزير دفاعه. ولكن ذكر
المطلعين على المعلومات، ان الرئيس قد وصل الى النقطة التي
يدرك فيها ان رامسفيلد قد استنفذت فائدته. وما زال على
الرئيس ان يكون مدركا الى حد ما بان حالما يغادر رامسفيلد
المشاكس وصريح الكلام والمثير لاعدائه في الساحة سيتحول
التركيز على الرئيس. واذا ادرك الرئيس ذلك او لم يدرك
فالموضوع كله هو البحث عن كبش الفداء.
انظر ماذا حدث لنانسي ريغان عندما كانت السيدة الاولى. لقد
ادركت مباشرة بان رئيس اركان القوات المسلحة كان يسبب
لزوجها خرابا كبيرا ولكن مالم تستطع ادراكه ان رئيس
الاركان كان يقوم بدور كبش الفداء للرئيس. وعندما اخرج
رئيس الاركان من منصبه، اصبحت نانسي نفسها كبش الفداء.
وتلقت الوطأة العظمى من النقد على اخطاء ادارة زوجها.
ان من الصعب جدا على الشعب الامريكي ان ينقلب كليا ضد
الرئيس فهذا يشبه قتل الولد والده، فنحن اكثر راحة لو
استطعنا لوم شخص اخر عن اخطاء الرئيس، سوف لا تكون لورا
بوش كبش الفداء فرامسفيلد هو الكبش الان، كما ان نائب
الرئيس تشيني غير متلهف لاخذ مكانه وهو لن يطرد ابدا
رامسفيلد الذي كان ناصحه المخلص والذي عينه في ثلاث وظائف
حكومية خلال ادارة فورد من ضمنها منصب النائب له عندما كان
رامسفيلد رئيسا للاركان. (في الحقيقة ان رمز الخدمة السرية
لتشيني كان " المقعد الاخير "). وفي كل مناسبة كان تشيني
تلفه السرية وبعيداً عن المجابهة ومن المحتمل ان يكون
متمرسا جدا بالسماح لنفسه بان يكون و بسهولة كبش الفداء.
ولكن، اذا رحل رامسفيلد سيكون من الممكن توجيه الانتباه
والنقد لتشيني فقط او لبوش. ان من غير المحتمل ان يبقى
رامسفيلد الى النهاية. فهو قد لايملك استراتيجية الخروج من
العراق الا ان يد واشنطن العريقة والتي هي رامسفيلد نفسه
سيبقي لنفسه مخرجا. واشك بانه قد اخبر الرئيس وتشيني
بالفعل بانه سيرحل بعد الانتخابات التمهيدية قائلا بان
البلاد بحاجة الى قيادة جديدة لاخماد الحرب وانه سيستقيل
ليدخل في عمل ذي طابع انساني تاركا بذلك انطباعا بانه شخص
حريص ترك عمله بمحض ارادته ليكرس بقية حياته لاعمال الخير.
وعلى كل من بوش و تشيني اللذين لايريدان رحيله ان يناضلا
مع حقيقة الوضع الجديد وهي: يجب ارسال كبش الى البرية. فمن
يكون ؟
|